مخطط السيطرة على القيادة البحرية والحقد الطائفي من الضباط العلويين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:05:23
الضباط بدؤوا بشكل طبيعي التجمع، وكانت توجد عزلة من الضباط العلويين، وهم أيضًا كانوا يحبون أن يعرفوا ما يحصل، وأنا بسبب علاقاتي وثقة الكثير من الناس بي سواء المدنيون أوالعسكريون، فكنت ألتقط ما يجري في كل المناطق تقريبًا ما يجري في بانياس والبيضا، وهنا أصبح هناك نوع من الثقة، وحتى البعض جاء وقال: ماذا تقرر فنحن معك؟ يعني جاء أكثر من ضابط، ولا أريد أن أذكر أسماء، وفيما بعد تطور الأمر وأصبح الأمر أوسع من ذلك؛ لأننا عندما رأينا أن النظام يتوغل في عمليات القتل أكثر والحقيقة أننا شعرنا جميعًا في أنفسنا أننا أصبحنا أهدافًا، يعني في لحظة معينة وأهلنا أمامنا يُقتلون، وفي هذا التوقيت كان يوجد عميد اسمه سليمان داوود، وأنا شعرت أن سليمان داوود صوته يوازي صوتي، ويتحدث، وينتقد بصراحة، ولكن أنا لا أثق به حتى إنه في أحد الأيام تحدث معي ابن خالتي وقال لي: التقيت معه بفرع مرور اللاذقية وكانوا مجتمعين مجموعة أمنية حتى تعالج الموضوع وبينهم مقدم من الحرس الجمهوري. وقال: يوجد عندكم عميد في البحرية، وبدأ يقول لهم: إن هذا الكلام كذب وهذا واضح أنها لعبة مخابرات يعني يتحدث معهم بشكل مباشر فقال له المقدم: أنت عميد وتتحدث هكذا! فقال: أنا أتحدث هكذا لأنني أرى بعيوني وأنا رأيت ما حصل في بانياس، ولا يمكنني أن أنكر ما حصل، وأنا رأيت هذا بعيني وليس نقلًا وقال: إن صوته يصدح ويتحدث بقوة. فقال لي: فسألته: أين تخدم يا سيادة العميد؟ فقال: في البحرية. فقال له: أنا صهري في البحرية. فسأله: من هو صهرك؟ فقال له: فلان مالك الكردي أبو الليث. فقال: أبو الليث هو حبيب قلبنا. وأنا هنا استوثقت أن الرجل يتحدث بقناعة، فذهبت إليه بعد يومين أو ثلاثة، وأنا هنا أتحدث عن شهر نيسان/ أبريل وعندما وصلت إلى الباب سلمت عليه، وقلت له: أحييك. وهو هنا مباشرة فهم فقال: هل تحدث معك قريبك؟ فقلت له: نعم. فقال: أدخل. فقلت له: كلا، الآن لن أدخل لأن الوضع كما تراه مكهرب كثيرًا. ولكنه بعدها جاء إلي فبدأنا نتحدث عن الوضع، وقلنا: إنه يجب أن نأخذ إجراءات. فقال: بالتأكيد ويجب أن نفعل شيئًا. وقلت له: يجب أن نجهز لعمل عسكري ونحن قد نضطر لذلك؛ لأن الضربة لمن سبق. فقال: هذا الكلام صحيح. فقلت له: إذًا أنت عميد وعلاقاتك واسعة مع قادة الوحدات والبحرية. فقال: أنا علاقاتي أوسع من ذلك وعلى تواصل حتى مع وحدات حمص. فقلت له: هذا شيء جيد. فبدأنا نتحدث عن الأشخاص الذين يمكن التعاون معهم فقال: سوف أتحدث مع فلان فاتصل بهذا القائد وهو برتبة عميد وهو قائد وحدة فتحدث معه، وكان الحديث مجرد سلام ثم قلت له: إن التوقيت لأي عمل يجب أن نقوم به هو الساعة 2:30 ظهرًا إلى الساعة 2:45 وهذا التوقيت نحن قادرون فيه أن نحسم الوضع خلال ربع ساعة، وأنا بالنسبة للوضع الأرضي والسيطرة على قيادة القوى البحرية أستطيع السيطرة عليها سيطرة كاملة وأنت عليك أن تسيطر على الوحدات البحرية، يعني وضعنا خطة وإن كانت هي خطة جهنمية ومخاطرة كبيرة.
طبعًا اخترت التوقيت في الساعة 2:30 لأن لدينا عادة خدمة صاعدة وخدمة نازلة والخدمة النازلة من المفروض أن تنزل في الساعة 2:30 يعني عادة ينزلون في الساعة 2:15 يعني قبل ربع ساعة يبدأ الناس بالنزول، وأيضًا الخدمة الصاعدة يجب أن تأتي في الساعة 2:30، ولكنها تتأخر حتى الساعة 2:45 وحتى الساعة 3:00، وهذا الفارق لأنني أريد أن أشكل أغلبية في هذه النصف ساعة؛ لأن العلويين يشكلون أكثر من 85% أو 90% من الضباط وصف الضباط كذلك، ولكن في المجندين النسبة 100% من السنة، فإذًا في هذا الوقت يجب أن أسيطر على المجندين، وتحتاج في هذا الأمر إلى ضابط أو ضابطين أو ثلاثة عناصر حتى يقودوا الأمور ويعطوا الأوامر سريعًا ويتحركوا، وفي هذا التوقيت درسنا أنني قادر، وأنا هنا أتحدث عن قيادة القوى البحرية الموجودة في المدينة، ولكنها كفكرة يجب أن أعممها على الجميع، وطلبت من الأشخاص الذين استوثقوا بي وقلت لهم، وطبعًا بدون أن أشرح لهم قلت لهم: أنا عندما أبلغكم بعدم النزول لا يجب أن تنزلوا من الخدمة، وعندما أبلغكم بالمجيء باكرًا يعني بالتوقيت المحدد يعني بالثانية المحددة يجب أن تكونوا موجودين فأجابوا بنعم من هذه الناحية ونحن جاهزون.
هنا تم نقلي إلى قسم العقود، والحقيقة قصة نقلي إلى قسم العقود لم أكن أراقب فيها مطلقًا، رغم أن الناس كانوا يدفعون من أجل ذلك ومعروف أنه في هذا القسم الشخص يدفع مليون ليرة بالحالة الطبيعية فقط حتى ينقلوه إلى هذا القسم؛ لأن قسم العقود يتحكم وله علاقة بكل العقود البحرية، والعقود البحرية هي عقود كبيرة، والرحلات البحرية وعمليات تحويض السفينة خارج القطر، يعني بالإضافة إلى المناقصات والمبايعات وكلها عن طريق هذا القسم، يعني من يريد أن يبحث عن الوضع المادي فإنه يوجد وضع ممتاز.
هنا القضية لم تعد تتعلق بموضوع الاختصاص بقدر ما تتعلق بعامل الثقة، وصحيح أنه لا يوجد عندي عناصر، ولكن أصبح لدي عدد كبير وعناصر بدون أن تكون التبعية مباشرة بسبب عملية الثقة، وهم يريدون الرجل الذي يثقون به ويمثل داخلهم، حتى إنني كنت أتواصل مع فلان وأقول له: فلان الفلان. فيقول: أعوذ بالله. وأنا أقول له: لا تكترث. وأنا عندما كنت أطرح لهم العميد سليمان داوود كان الجميع يرتعب، والعميد سليمان لا يمكن... يعني لا أحد يتجرأ أن يقيم معه علاقة، وهذا بسبب خلفيات سابقة.
العميد سليمان توفي منذ أيام.
الحقيقة هم ليسوا تحت رتبتي وليسوا أدنى من رتبتي، وإنما يوجد أعلى من رتبتي يعني تقريبًا ما بين 20 إلى 25 ضابطًا إلى صف ضابط، وهؤلاء استوثقت منهم، ولكن يوجد أشخاص استمزجتهم وعرفت ميولهم، وهو وصل إلى مرحلة كان النظام يحقنه بسبب الشيء الذي يحصل، وهو احتقن وأنا أعطيه أو كما يقولون: أمد له خيط النجدة. وهو استوثق مني بكذا موقف، وأنا لم أعطيه أمرًا، ولم أطلب منه شيئًا، ولكنه سوف ينفذ وليس لديه خيار؛ لأنه عندما تقع الواقعة... وأنا شكلت السلسلة الهرمية لإعطاء الأوامر، وبمجرد أن يتم إعطاء الأوامر، ولأن العميد سليمان داوود هو أقدم عميد في القوى البحرية فسوف يأخذ هو دور قائد القوى البحرية، وبمجرد أن يصدر الأوامر أنا أصبحت عندي سلسلة أوامر، وأنا هذا ما يهمني، وكيف سوف أصدر سلسلة الأوامر؟ وأنا كنت أجهز لموضوع سلسلة الأوامر.
طبعًا نحن عندما نتحدث وما جرى في بانياس والنبع وفي قصة البيضا يعني هي وفق رواية النظام أنه تم قتل شخص على دراجة.
حدثت روايات كثيرة، ولكن في وقتها القضية الأساسية أنه تم قتل شاب على دراجة نارية شاب علوي في البيضا، وإذا كانت الحادثة صحيحة وفق روايتهم فإنها تعالج بقتل الشخص الذي ارتكب القتل، ونلقي القبض على الشخص الذي ارتكب القتل، وفي أقصى الأحوال نقتل الذي قتل، ولكن أن تخرج منطقة بكاملها وتذهب إلى البيضا وتجمع الناس وتبدأ بقتلهم ودعسهم واقتيادهم لمدة ثلاثة أيام، ويدورون بهم على القرى في الجبل ويبتولون عليهم بالإضافة إلى الإهانات والنساء وكل هذه القرى المحيطة أكثر من 10 قرى شاركت النساء بضربهم بالأحذية والبصاق عليهم، يعني هذه طائفية بامتياز.
نضال جنود هو اسم الشاب الذي كان على دراجة نارية، وحتى لو قُتل هذا الشاب من قبل شخص أو أربعة أشخاص فيجب المحاسبة على قدر الجريمة، ولكن ما هو ذنب الطفل والمرأة وما ذنب أن تهين قرية بكاملها بهذه الطريقة، وأيضًا بعدها بيومين حدثت حادثة النبع، وحادثة النبع لا تدخل بالعقل، والموضوع أن سيارة عسكرية للواء احتياط وحتى أحد الضباط كان فيها، وروى لي أنه انفجرت تحتهم تنكة يعني سيارة زيل، وتوجد تنكة(وعاء من الصفيح) في منتصف الطريق، ولكن التنكة كيف وُضعت في هذه المنطقة، وهنا أصبحت توجد حالة من الاستنفار، والأمن انتشر على الشوارع، ونزل الجيش والدبابات، ولكن كيف؟ قال: إنه من أهل النبع ألقوا تنكة من حي النبع رموها على الطريق وحي النبع تحت الطريق، يعني التنكة رماها وهي ممتلئة بالمتفجرات، يعني لا أحد يستطيع لا رجل ولا منجنيق أن يدفع هذه التنكة إلى الأعلى، وهم قالوا: إنه رماها إلى السيارة، يعني الأمر مستحيل، وأنا ذهبت وعاينت المنطقة بالضبط حتى أتأكد أنه هل هذه الرواية صحيحة أم لا؟ وهذه كانت من سابع المستحيلات أن تتم بهذه الطريقة، وهذا يدل على أنه حدث مفتعل من قبل النظام وفجروه بالسيارة، وقُتل في وقتها ضابط من عائلة قشعور وهو علوي فهيج العلويين، وهم أساسًا فعلوا في البيضا ما فعلوه، وهنا ازداد الهيجان، وعند صلاة الفجر هجموا على حي النبع وعلى الجامع، والناس كانوا في المسجد واقتادوهم، وقتلوهم، ويوجد أشخاص قُتلوا وأشخاص اختفوا، يعني أعمال طائفية بحتة وكلها كانت تؤجج.
هذا ما أقصده يعني السلطة قادرة مباشرة أن تخرج وتلقي القبض على القتلة، ولكن الذي قاد العملية في البيضا هو الأمن السياسي، يعني هي لم تقاد من أناس عاديين، ولكن هذه عندما قادها الأمن السياسي قاد القرى معها، وهو الذي هيج... يعني العملية الأمنية هي التي هيجت، ولو تصرف الأمن فعلًا وبحث عن الفاعلين، ولكن أن تذهب وتحاسب قرية بهذه الطريقة فهذا سوف يؤجج فعلًا رد فعل، ولكن العملية كلها كانت ترتيبات أمنية، يعني قد يكون حتى موضوع الساطور -أنا ليس عندي فكرة كاملة كيف قتل نضال جنود- كانت توجد رواية ولكن كيف حدث ذلك نحن ليس لدينا رواية حقيقية حتى نعرف، وأنا لم أسمع من الناس الذين قاموا بقتله.
الضباط العلويون في الكتيبة هم مباشرة وأي حدث مهما كان كانوا يصعدونه طائفيًا، يعني مهما كان الحدث كانوا يعطونه بعدًا طائفيًا، يعني قد يكون حادث سرسرة (زعرنة وسوء تعامل) من طرف أو جهة معينة، ولكن عندما يتم توسيعه بالبعد الطائفي، هنا كانت المشكلة، وهنا هي المشكلة التي يعزف عليها النظام.
في هذه الفترة تصاعد النقاش، وأصبحت توجد حالات كثيرة، وأصبح ضباط الأمن والمخابرات يتدخلون، ولكنهم في البداية كانوا يحاولون احتواء الوضع، ولكن جاءت تعليمات أنه يُمنع النقاش في هذه المواضيع؛ لأن حالات الاستفزاز أصبحت قوية، وكان الهدف أنه يا علويين لا تستفزوا السنة وأنتم تستفزونهم بالكلام الذي تقولونه وابتعدوا عن هذه النقاشات.
هنا تم نقل رياض حجاب الذي كان محافظ اللاذقية تم نقله من المحافظة وتعيينه وزيرًا للزراعة، وتم تعيين اللواء محمد الشعار وزيرًا للداخلية بنفس الوقت والبعض ينظر لها، وكأنه نوع من الإرضاء ورفع المكانة، ولكنني في الحقيقة أنظر إليها بمنظار آخر بحسب متابعتي للوضع، كنت أعرف أنه لرياض حجاب دور إيجابي في الساحل، وكان يحاول قدر الإمكان أن يخفف هذه القبضة الأمنية إلى حد ما قدر استطاعته، ويحاول أن يخفف من دور الشبيحة، ويحتوي الموضوع بطريقة احتوائية، ولكن النظام لم يكن يريد ذلك، وكان يريد التصعيد لأن النظام يرى أنه كلما تصعدت القبضة الأمنية يمكنه السيطرة أكثر.
نحن نعرف أن الوزير حقه فرنكين، ولو تركه كقائد شرطة عسكرية لكان دوره أفضل، ولو كان في المخابرات لكان دوره أفضل، ولكن أن تضعه وزيرًا، ونحن نعرف ما هو الوزير وهو لا حول له ولا قوة، وكل السوريين يعرفون ماذا يعني الوزير أو نائب رئيس الجمهورية وكلها وظائف خلبية، ولكن هنا أريد أن أسجل إيجابية لرياض حجاب أنه في أول يوم لوصوله إلى مكتبة أصدر قرار إعفاء حسام بدور من وظيفته كمدير للزراعة، يعني هو عندما كان محافظًا لم يتمكن من هذا القرار، ولكن هذا القرار أصدره، وهذا يؤكد على أن رياض حجاب كان يقف ضمنيًا مع الثورة، ولكنه اليوم أصبح صاحب قرار واستطاع أن يعاقب حسام بدور ويعفيه من منصبه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/30
الموضوع الرئیس
الطائفية في بانياسمحاولة السيطرة على مفاصل النظام العسكريةانتهاكات النظام في اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/29-13/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2 أيار 2013
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة طرطوس-رأس النبعمحافظة طرطوس-منطقة بانياسمحافظة طرطوس-البيضاشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن السياسي في طرطوس
القوى البحرية والدفاع الساحلي