شهادات حول ارتفاع حدة الطائفية في مدن الساحل السوري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:01:24
الذي أذكره خلال سيطرة الشباب، كان هناك كلام كثير على الهاتف بين بعضهم، وهم يعلمون أنَّ الأمن مراقب لكل شيء، فكانوا يُسمعونه كلاماً أننا سنفجر، وسنعمل، ولكن لا يوجد شيء من هذا الكلام، فقط من باب(بهدف) التخويف، وأذكر أحد المواقف عرضوها على قناة الدنيا، كان النظام قد أتى إلى بانياس، وكان ينكش بجانب محطة القطار فرأى متفجرات وأشرطة، بمعنى: انظروا إلى المسلحين ماذا يفعلون. على أساس أنَّه إذا أتى سيرى أين وضعوا الأغراض بالضبط. المهم، أذكر أن الشباب وضعوها، وصاروا يضحكون عليها، [ويقولون]: انظروا، كل ما نتكلم به على التلفون فإن النظام يذهب، ويبحث عليه، يقوم بمثله، بحيث يعتبرها ذريعة. وحصل عفو من قبل النظام، بمعنى: لا تخافوا، انسوا كل شيء فعلتموه، وسيعيد النظام، ويدب الأمن. ودخل في البداية بشكل سهل جداً، وكل شخص لديه سلاح أخفاه، والشباب اختفوا تقريباً، وبعد ذلك بدأ ينشر الحواجز، وكان هناك أكثر من 30 حاجزاً في بانياس، كان من بين الحواجز هناك-أذكر- حاجز عليه عناصر إيرانية، أذكر أنني رأيت عملة إيرانية بجانب أحد الحواجز، وهذه الحواجز لا يمكن أن تتجاوزها وأنت مجبر حتى لوكنت ماشياً، ليس في السيارة فقط، يجب أن تعطي الهوية، ويعرفون من أنت.
بعد ما انتشرت الحواجز وصار هناك تضييق كبير على الأهالي، وكل فترة هناك مداهمات عشوائية، مثلاً: دخلوا إلى بيت أهلي عدة مرات، في إحدى المرات... دائماً[تكون] بشكل عشوائي، يأتي اسم فيدخلون، يداهمون البيت، ويأخذون الذي يريدونه ويخرجون، لم تعد حملة واسعة. حتى شهر أيار، صارت هناك حملة اعتقالات كبيرة، ولكن قبل ذلك بشكل عام، كانت هناك حساسية طائفية قد زادت بعد هذا النوع من التشديد، أحد الحواجز كان موجوداً عليه صديق أخي بشير الذي كان معه في المدرسة، والذي حكاه لي بشير بالضبط: إنَّ هذا كنت أهرب معه من المدرسة، ونذهب نأكل" كاتو" سوية ونأكل بوظة(مثلجات) سوية، ذهب أخي[عندما] رآه على الحاجز ومعه سلاح، فركض أخي إليه، ليسلِّم عليه[قائلاً]: "كيفك أنت هون شو عم تعمل؟!" فقال له: "انقلع من هون إرهابي بدي قوصك يا كلب" وأشهر سلاحه في وجهه، وقال له: "بدي قوصك" وكذا.
وقال له أخي:" أنت كأنك لم تعرفني"!
فقال له: "روح من هون أنت إرهابي"
المهم أنَّ رد فعله كان عنيفاً، استغرب منه أخي كثيراً.
أنا في الجامعة كانت علاقتي، أغلب أصدقائي علويون، وكليتي في جامعة تشرين، أغلبهم علويون، وكانت علاقتي بهم جيدة جداً قبل، ولكن فيما بعد عندما ذهبت لأقدم (الامتحانات)، فيما بعد أصبح الذهاب إلى اللاذقية مخيفاً جداً بالنسبة لي؛ لأنك ستمر في حواجز كثيرة، وكانت أمي تخاف علي، في أغلب الأحيان، كانت تذهب معي، إلى الامتحان تحديداً، تذهب معي، وأنا عندما أذهب كنت أذهب بشكل طبيعي، بعد الثورة بشكل عام أصبح أصدقائي العلويون أنفسهم الذين كنا نلتقي كثيراً أسلِّم على [إحداهن] فلا ترد، أو لا تنظر، سألت إحداهن: "كيفك؟ كيف السلمية؟ وهي كانت من السلمية، قالت لي: "في كم كلب بدهم يقشوهم".
واحدة(طالبة) من القراحة قالت لي في آخر امتحان قدمته في جامعة تشرين، في السنة الرابعة، وكان هناك قصف على "الرمل الجنوبي" في اللاذقية، وكنت أسمع [صوت]القصف وأنا أقدِّم امتحاناً، وأنا خرجت لأسلِّم على صديقتي، فقالت لي: "خلصت.. خلصت … ليكا جايين يقشوهن بالدبابات".
وكان هناك حاجز على باب الجامعة، أصلاً، لا يتجرأ الطلاب على أن يدخلوا ويخرجوا، وكنا نرى اعتقالات على باب الجامعة، هذا بشكل عام طائفياً، وفي أحد المواقف التي سمعناها: إحدى المعلمات العلويات في مدرسة جلال صارت تتكلم مع الطالبات بمعنى: "إن رجالنا لازم يعتدوا عليكم أنتم السنة". كنوع من التهديد والتخويف بعد الحراك الذي حصل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/31
الموضوع الرئیس
الطائفية في بانياسكود الشهادة
SMI/OH/57-08/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار 2011
updatedAt
2024/03/20
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-مدينة بانياسشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قناة الدنيا الفضائية