الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حضور النازحين في الثورة والانقسام في حزب الاتحاد الاشتراكي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;07;28;19

كانت أكثر المواقف التي لفتتني واستغربتها أولًا هو موقف النازحين من الثورة واندفاعهم وشجاعتهم، والنازحون في ريف دمشق الجنوبي نعرفهم جيدًا، منذ العام 1967 هم أهل الجولان الذين نزحوا، وكان الأمل أن [يدوم ذلك] شهرًا أو شهرين وسنة أو سنتين، والعملية طالت، ونحن الآن نتحدث عن 50 سنة تقريبًا. وفي البداية، أتى أهل الجولان النازحون ولم يكن لديهم أرض يعملون بها كما كانوا في أراضيهم هناك، وليس لديهم تحصيل علمي كبير في الوظائف، ولا توجد أي عناية، فعملوا في إدارات الدولة وفي الأشياء البسيطة، وكذلك عملوا في فروع المخابرات و[أمورًا] من هذا النوع؛ لذلك أصبح لدينا في المنطقة خوف من النازح على أساس أنَّ له علاقة بالمخابرات وله علاقة بالأجهزة، ولكن النازحين عبر هذه العقود رأوا أنَّ النظام سبب مشكلتهم، وهو الذي باع أراضيهم، وخاصة بعد أن اكتشفوا المسؤولية المباشرة للنظام ولحافظ الأسد في عملية النكسة والانسحاب من الجولان، وأصبح لديهم أجيال جديدة تعلَّمت. وفي الثورة، كان حضور النازحين بشجاعة عالية المستوى، وكنت قد علمت ذلك في مدينتي قطنا، ولكنني في السجن رأيتهم قادمين بالعشرات: من نهر عيشة، ومن عرطوز، وجديدة الفضل، ومن كل الأماكن التي فيها تجمعات للنازحين، وقسم منهم وصل والرصاص لا يزال في أجسادهم، ولم يعرضوهم على أطباء في الفروع [الأمنية] لينزعوا الرصاص من أجسامهم، وقسم منهم أيضًا ذهبوا إلى الخارج (خارج السجن)، وعادوا إلى السجن، ونحن موجودين، ولكن الذي لفت نظري أكثر هو أنَّ هذا الموقف ليس للشباب فقط، ولكن لكل القطاع الاجتماعي. وواحد منهم ابن أحد زعماء عشائر النازحين، وقال لي: جاء أبي مع وجوه العشيرة في نهر عيشة بالذات وقال لنا: اعملوا الذي تريدونه، ولا تستجيبوا لكلامنا إذا طلبنا منكم، نحن (الكبار في السن والذين خدموا في إطار النظام بهذا الشكل أو ذاك) من الممكن أن نضطر لأن نتكلم أو نفعل أشياء أخرى، أنتم افعلوا ما تريدونه، فالأهل يقومون بعملية تواطؤ مع أولادهم ليعطوا الحرية لهؤلاء الأبناء ليفعلوا ما عجز عنه الآباء خلال العقود الماضية. طبعًا، هذا ذكرني بولدي حين بدأ يخرج في المظاهرات دون أن يعطيني أي إشارة، وهو غير مهتم لحضور والده بأي شكل من الأشكال، والآن رأيتها تمثل قطاعًا اجتماعيًا كبيرًا ووازنًا حول العاصمة.

 التقيت أيضًا في [سجن] عدرا ببعض الشخصيات السياسية الأخرى، التقيت بعماد الدين رشيد، وكان لقاءً عابرًا، وأتوا بالدكتور عماد إلى الساحة، ودلَّه عليَّ الشباب، والتقينا، وكنا لانزال نسلَّم على بعضنا ونتعارف، وأنا لم أكن أعرفه سابقًا، وأنا أقول له: كيف اعتُقلت؟ ولماذا؟ ومن أين؟ فأذيع في إذاعة السجن: الدكتور عماد الدين الرشيد إلى الإدارة. وذهب الدكتور عماد، وخرج من السجن، وفي اليوم التالي، ونحن نشاهد الأخبار على التلفزيون سمعنا أنَّه وصل إلى الأردن.

اللقاء مع السياسيين الآخرين مع قيادات من الاتحاد الاشتراكي كانت قادمة من دوما، وفي دوما أيضًا كان هناك عشرات المعتقلين من الشباب، كان أبرزهم من السياسيين محمد فليطاني، وكانت هناك معرفة بيني وبينه، لأننا نحن وهم في الاتحاد الاشتراكي عملنا معًا لسنوات طويلة في التجمع الوطني الديمقراطي، ونعمل في هذه الفترة، فترة الثورة، في إطار "إعلان دمشق". وكان محمد فليطاني قد جاء [إلى المعتقل]، وهو عضو مكتب سياسي في الاتحاد الاشتراكي، كان هو وأولاده وأولاد أخيه؛ لأنَّ في دوما المشاركة في المظاهرات والمآتم ليست انتقائية وفردية، بل جماعات. وفي ذلك الوقت المبكر من شهر (نيسان/ أبريل) عرفت الخلل في المواقف السياسية لحزب الاتحاد الاشتراكي، والذي أدَّى إلى ابتعاد عدد من القيادات في مناطق الثورة، وأذكر منها في المعضمية، لأن هناك حضورًا ملموسًا في المعضمية، وأذكر أنه في دوما، فمن خلال حديثي مع المرحوم محمد فليطاني قال لي بوضوح: نحن طردنا حسن عبد العظيم من دوما، وقيادة الحزب جبانة لا تريد أن تقف مع الناس، ونحن لا نستطيع إلا أن نقف مع شعبنا، وفي أكثر من مكان في ريف دمشق قيادات الاتحاد الاشتراكي من الموقع المتوسط وحتى المكتب السياسي تركوا وقاطعوا تنظيميًا الحزب، وبدؤوا نشاطاتهم المحلية في إطار المجالس المحلية واللجان الثورية التي تنبثق عنها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/22

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السوريةالحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/56-19/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

4/2011

updatedAt

2024/11/15

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-المعضميةمحافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة ريف دمشق-عرطوزمحافظة ريف دمشق-جديدة الفضلمحافظة دمشق-نهر عيشة (السيدة عائشة)محافظة ريف دمشق-مدينة قطنامحافظة القنيطرة-الجولان السوري المحتلمحافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشقمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

التجمع الوطني الديمقراطي

التجمع الوطني الديمقراطي

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الشهادات المرتبطة