بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية، نقول: الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للمعتقلين.

اسمي منيف مثقال القداح، من محافظة درعا (مدينة الحراك)، من مواليد 1972، تخرجت من المعهد المتوسط الصحي [باختصاص] فني صيدلة عام 1993. عملي المهني هو موظف في مديرية صحة درعا (مستشفى مدينة الحراك)، وقبل عملي في المستشفى عملت في صيدلية نقابة المعلمين في الحراك، لمدة تزيد عن 10 أعوام. وقبل الثورة بخمسة أعوام، انتقلت إلى المشفى الوطني في مدينة الحراك، وكنت أحد الموظفين العاملين في الصيدلية المركزية، ومراقباً للدوام في المستشفى، بالإضافة إلى عمل رئيس نادي الحراك الرياضي الذي كان له حضور على مستوى محافظة درعا في كثير من الألعاب والنشاطات الرياضية.

والدي سياسي ووجه اجتماعي في محافظة درعا، وأخي الأكبر اسمه محمد، ولكن منذ أن نشأت في هذه العائلة، لم أعرف أن أخي اسمه محمد إلا عندما أصبحت كبيراً؛ لأنه كان يُلقّب بالزعيم، وكان يُطلق على الوالد[لقب] هو أبو الزعيم، وكان يُطلق على أفراد العائلة محمد الزعيم أو منيف الزعيم، وكان هذا لقب العائلة، وأما الكنية فهي القداح. وفي بدايات الثورة، خرجت باسم منيف الزعيم، واسم أبو محمد الحوراني، وما زلت ألقّب بهذا اللقب؛ لأن أغلب الناس لا تعرف اسم منيف القداح.

أبرز النشاطات في بداية الثورة كان عملي في المجال الصحي والطبي لأن عملي هو فني صيدلة، وأبرز النشاطات هو النشاط الإعلامي؛ حيث كنت متحدثاً إعلامياً لأغلب الفضائيات، وكنت أغطي أغلب الأحداث التي تحصل أو تجري في محافظة درعا إجمالاً أو في سورية عامة. وكانت أبرز المحطات بالنسبة لي هي المحطة الإعلامية في الأيام الأولى من الثورة، والتوثيقات، والشهداء، وتنظيم المظاهرات، وكيفية الخروج باللافتات. بمعنى أن العمل الإعلامي كان في البدايات هو أبرز النشاطات في الثورة السورية.

كما أسلفت فإن المهنة الأساسية هي الطبية والصحية. ولكن في الثورة، انطلقت منذ البداية كناشط إعلامي متحدث إلى القنوات الإعلامية، أبرزها قناة الجزيرة، وفرانس 24، وصوت العرب من القاهرة، وقناة أورينت، وقناة بردى، وسكاي نيوز، أي أغلب المحطات التي كانت تغطي أحداث الثورة السورية. وهذه كانت أبرز الأعمال التي قمت بها في السنوات الثلاث الأولى، حيث كنت أغطي أغلب الأحداث التي تجري في محافظة درعا أو في سورية كناشط إعلامي، أو سياسي، أو متحدث باسم تنسيقيات الثورة، أو في مجلس قيادة الثورة، أو المجلس الأعلى لقيادة الثورة المشكل في سورية.

نحن من أسرة يوجد فيها معارضة، ولي أخ اسمه رياض القداح من مواليد 1951، وهو مهندس بترول، وهو من معارضي نظام الأسد ونظام القمع الطائفي الموجود في سورية، وقد خرج من سورية عام 1980، بعد أن كان يدير حقول النفط في[حقول] رميلان والجبسة، وتوجّه إلى العراق، ثم إلى ألمانيا. وكان نشاطه سرياً، علماً بأنه حتى ضمن الأسرة يوجد أشخاص من الصف الأول في النظام، وكان هؤلاء في عائلتي قبل الثورة، مثل: الدكتور سليمان قداح. كان الأمين القطري المساعد لحزب البعث، هو ابن عمي. وقبل الثورة، كان هناك تمثيل للعائلة بشكل كبير حتى أننا كنا نحسب [من الموالين للنظام] - بصراحة وليس من باب التفاخر- ولكن هذا هو الواقع.