الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أصداء ثورات الربيع العربي ومحاولات التنسيق للمظاهرة الأولى في مدينة حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:50:24

في البداية، كانوا يراقبون من بعيد، وكان هناك يأس لدى البعض؛ لأن هذه الحركات لن تصل الى شيء، وسوف تقمع بقوة مثل العادة لأنه لم يسبق في التاريخ الحديث في بلداننا العربية أن شهدنا حركة شعبية استطاعت إسقاط النظام، وكانت الحركات الشعبية سابقًا هي لدعم قضايا أخرى، وكانوا يتظاهرون من أجل فلسطين، وفي الخمسينيات ربما من أجل الجزائر، ومن أجل قضايا مختلفة، ولكن الذي كان يقود التغيير على مستوى السلطة كانوا هم العسكر، والانقلابات العسكرية هي التي كانت تغير المشهد السياسي، فكانت من البداية في عام 2011 ، هي حركة شعبية بهدف تغيير النظام بحد ذاته، وترفع شعارات غير الشعارات التي تعودنا عليها ضد الاستعمار والصهيونية وكل هذه التفاصيل، وكانت معيشية بالدرجة الأولى، وأنا رأيتها في وقتها، كانت ثورة الخبز والجياع في تونس، وكيف بدأت والبو عزيزي وقصه البو عزيزي، وطُرحت بعدها شعارات كبيرة مع تنامي المظاهرات في تونس مثل: الكرامة وغيرها، وأصبحنا نسمع تسميات: "ثورة الياسمين"، وكانت على القنوات الفضائية رغم قلتها، ولكنها تتحدث عن احتجاجات في الجنوب التونسي، ونحن نجهل الطبيعة الاجتماعية، وغالبية الكبار في السن كانوا يائسين تمامًا، و يعتبرون أنها مجرد حركة بسيطة وسوف تُقمع. ولم يكن هناك تعاطٍ(اهتمام) كبير، ولكن سقوط النظام التونسي، وخروج الناس الى الشوارع، وصرخة “بن علي هرب”، هي التي أيقظت الناس، وماذا يحصل؟ مواطن عربي في الشارع يصرخ: بن علي هرب، يعني رئيس، وبكل ما تعنيه كلمة رئيس من هذا المخيال داخل المواطن الحموي والسوري بشكل عام والعربي.

الثمانينيات والأحداث التي حصلت فيها كانت المرجعية لأي نظرة بالنسبة للحموي ولأي تحليل وأي استشراف للمستقبل، ويبدو الشكل الذي تم القمع فيه في الثمانينيات هو الذي جعل الناس تحسّ أنها على جزيرة معزولة، ويمكن أن يتغير العالم كله إلا في سورية لن يتغير هذا الشيء. وربما هذا بسبب ما حصل في حماة عندما عُزلت عن العالم، وتحاصرت ودُمرت بدون أن يغيّر العالم شيئًا؛ وبالتالي أصبحت هناك هذه النظرة أننا نختلف عن الجميع، ونظامنا يختلف عن الجميع. وطبعًا، تعبير يختلف عن الجميع كان المؤيدون والمعارضون يقولونه، ولكن كل منهم بشكل مختلف، والمؤيدين كانوا يقولون: يختلف عن الجميع وأن الشعوب ثارت على أنظمتها لأنها فاسدة ولأنها عميلة للاستعمار والصهيونية، وأما نظام الأسد فهو مقاوم، ويعبر عن تطلعات الشعب، ونحن كنا نقول: هو مختلف عن الباقي بالقبضة الأمنية وطبيعة علاقاته في الوقت الذي كانت سورية محاصرة في الثمانينيات، وكانت مصطدمة مع عدة دول في العالم، فمرت المجزرة في حماة بدون أي رد فعل دولي، وفي حماة، كانوا يرون هذا الشيء، وكانوا يعرفون أو لديهم إحساس بأن هذا النظام مدعوم ولديه علاقات دولية كفيلة بأن تضمن له البقاء، وكانوا يرون أن هناك شيئًا مختلفًا فيه بشكل عام في حماة، ولكن دائمًا كان هناك سعي للتغيير.

كان التفاعل يتم، ولكن من داخل المنازل بالنقاشات والحوارات، ولكن لم يكن يوجد أي تعبير بأننا يمكننا أن نخرج الى الشارع، أو يتم التعبير عنها في الشارع، وكان الناس مؤيدين للحراك في ليبيا وما حدث في مصر وتونس، ويتم الحديث كثيرًا، وطغت هذه الأحاديث على أحاديث العائلات اليومية أو الضيوف والجلسات، وحتمًا أصبح هذا هو الحدث الرئيسي الذي يُحكى عنه، ويتم نقاش حوله، ولكن قرار أو خطوة نزولنا الى الشارع فلم يكن هذا القرار موجودًا، ويوجد تخوّف كبير.

كان الإنترنت عندنا نخبويًا في سورية و في حماة بشكل خاص، وهو فقط لبعض الناس المطلعين عليه، ولكن بشكل شعبي، لم يكن هناك أحد يستخدمه، كان قليلًا.

أحداث درعا عندما بدأت كانت قد سبقت 15 آذار/ مارس، وهي مظاهرة الحميدية (سوق الحميدية) في الشام، ويوجد تجييش وكلام كثير عن هذا الأمر، ومظاهرة درعا عندما بدأت أصبح الناس يحسون أن هذا الشيء سوف يحدث، وهو أمر واقع في سورية، كم هو حجمه والى أين سوف يصل؟ لم تكن توجد أي إجابات، ولم يكن لدى الناس تصور، ولكن سوف يحصل شيء في سورية (حركة مشابهة للذي يحصل) ولو من باب المحاولات، وهم كانوا يرون أنها محاولات، ولكن لم يكن هناك توقع كيف من الممكن أن تكون، ربما تحدثت عن التقوقع السوري، كيف كل جماعة ومجموعة متقوقعة، ولا يوجد لديها معرفة بالآخر والمجموعات الأخرى، وهل المحافظات الأخرى تتحرك؟ وهل الفئات والطوائف الأخرى قد تتحرك؟ لأن هذا الحراك ليس حراكًا حزبيًا، والربيع العربي هو حراك شعبي، والشعب السوري عندنا للأسف كان عنده تقوقع، فكان الآخر مجهولًا بالنسبة لنا. وبالنسبة لحماة كان لديها تجربة مريرة، و أشبه ما يكون باتفاق ضمني غير معلن بين الناس ومفهوم بأنه اذا كان سيحصل شيء في سورية فحماة يجب أن تتريث، حتى نرى هل فعلًا هناك شيء على مستوى سورية كلها فيمكن لحماة أن تخرج بالتأكيد، حتى لا تكون في بوز (وجه) المدفع كما نقول، و كما حصل في الثمانينيات والتجربة كانت حاضرة يعني نحن كمجموعة شباب حاولنا، ونحن متحمسون جدًا للأفكار التي طُرحت، وخاصة أن الشيء الذي شجعنا كثيرًا أن الثورة لم تكن محسوبة على أحزاب لا في تونس ولا مصر ولا ليبيا، وهم أشخاص، ونحن كشباب غير منتمين لأي أطراف حزبية، كان عندنا هذا الحماس في الشعارات التي تمس حياتنا ومستقبلنا كشباب مثل: الكرامة وتكافؤ الفرص. وهذه الأمور كلها كنا نقولها للناس، ونقول: لماذا لا يحصل عندنا مثلها؟ وإذا كل الناس تحركوا فإن الأمن لا يستطيع السيطرة على جميع الناس، والدولة لا توجد لديها القدرة على ضبط الشارع كاملًا إذا خرج. ويقول لنا الطرف الآخر من الناس: إذا لم تخرج سورية كلها فلن تنجح في منطقة واحدة فقط، وهكذا كان التخوف من رد الفعل.

[المظاهرات]خرجت في درعا وبانياس وحمص، وأصبح هناك كلام لماذا حماة لا تخرج؟ وطبعًا، في يوم الجمعة مساء، النظام حشد بعض أنصاره، ونزلوا، وتجولوا في الشوارع بسياراتهم، وكانوا يطلقون أبواق السيارات، ويحملون صور بشار، ربما كي يعطوا صورة بأن حماة مؤيدة للنظام، ومن أجل تخويف الناس، وأن هناك أطرافًا أخرى غير الأمن يمكن أن تَقمَع، ويوجد ثقل آخر غير الناس المعارضين، ونحن لم نكن نعرف أن هؤلاء الأشخاص لاحقًا سوف يتحولون الى شبيحة، ويصبح لهم تنظيمات مختلفة.

جاءت الجمعة التي بعدها، وطبعًا نحن في يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس كنا نقوم بالتحضير، حيث خرجت في درعا، وعلينا المحاولة، ولكن القرار كان صعبًا، ومن أين سوف نخرج؟ ونحن قررنا، و توجد مجموعات أخرى تعمل، ونحن لا نعرفها، ولكننا إحدى المجموعات التي تعمل، فقررنا استغلال تجمع ما، وهو أنه في كل يوم جمعة تحصل مباراة في الملعب، ويوجد فريقان، ونحاول استغلال التجمع بشغب معين، ودائمًا هناك اعتراضات على الحكم، ونحن نستغل هذا الشغب، وعلى الباب عندما نخرج يكون الناس محتقنين بشكل أو بآخر، ونبدأ بالهتافات البسيطة تأييدًا لدرعا، ولكننا تفاجأنا بالقرار، وتم إبلاغ الأندية بهذا القرار، وهو إلغاء المباراة أو تأجيلها، والنظام كان يتحاشى التجمعات على ما يبدو، فكان السبيل الآخر هو المساجد في يوم الجمعة التي تكون مكتظة بالمصلين، وفكرنا من أي مسجد يمكن أن نخرج منه؟ ثم خرجت دعوة على الإنترنت، وكانت الدعوة للتجمع في مسجد السلطان في شارع أبي الرشد في منطقة الدباغة في حماة، ونحن هنا انقسمنا الى قسمين حيث كان هناك أشخاص يعملون كشباب ونسقوا مع شباب آخرين وأصدقاء ومجموعات في مسجد عبد الله بن مسعود الموجود في نهاية شارع 8 آذار على تقاطع شارع صلاح الدين وشارع 8 آذار، وهي منطقة سوق ومكتظة والحارات قريبة على هذا المسجد، يعني الحارات الشعبية التي فيها أزقة كثيرة، ويمكن أن تشكل ملاذًا في حال جاء الأمن [لاعتقال]الناس، و كان رأينا أن تكون في مسجد السلطان؛ لأن الدعوة جاءت إلى هناك، فحتمًا يوجد شباب سوف يتوجهون الى هناك، فاتفقنا، والمسجدان غير بعيدين عن بعضهما، واتفقنا أن يخرجوا من مسجد عبد الله بن مسعود، ونحن نخرج من مسجد السلطان، وإذا خرجت المظاهرة من أحد المساجد فسوف نلتحق بالمسجد الذي خرجت منه المظاهرة، وإذا خرجت المظاهرة من المسجدين فنحاول تسييرها حتى تتحد المظاهرتان. وطبعًا، كان هناك رأي يقول: نخرج أيضًا من أحد مساجد الحاضر، وكانت النقاشات أنه في الحاضر في الثمانينيات حصل دمار الأحياء والمجازر [تركزت]في الحاضر بشكل رهيب جدًا، فيمكن أن يكون هناك تحفظ لدى بعض الناس لأننا في النهاية سنخرج بين الناس. فألغينا الخروج من الحاضر، وسوف نتوجه الى مسجد السلطان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/01

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/35-02/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة