الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تغلغل الطائفة العلوية في مفاصل مدينة حمص بداية عهد الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:48:02

أنا بهجت الأتاسي من مدينة حمص، من مواليد 1964، درست الأدب الإنجليزي، وأعمل في مجال التجارة في تجارة الاتصالات (أجهزة الاتصالات والإلكترونيات)، أنا معتقل سابق في سجن تدمر من سنة 1980 في شهر تشرين الأول/  أكتوبر ، امتد ذلك حتى نهاية عام 1991، فكانت 11 سنة وثلاثة شهور، طبعًا كان عمري لما اعتقلت -كنت أدرس البكالوريا (الثالث الثانوي)- 16 سنة وشهرين أو ثلاثة تقريبًا، اعتقلت من منزلي، ودخل البيت إليّ إلى بيتنا النقيب محمد الشعار، كان في وقتها النقيب نفسه محمد الشعار الذي صار فيما بعد وزير الداخلية، اعتقلني الأمن العسكري، كان رئيس الفرع غازي كنعان، وما أدراكم...! يعني أنتم تعرفون حتمًا اسم غازي كنعان معروف، حيث صار وزيرًا للداخلية، وفيما بعد صار حاكم لبنان، فأهل حمص لهم مع هذا الرجل تاريخ، بداية الثورة كانت في عام 2011 فأنا كنت من أوائل المشاركين في الثورة في المظاهرات، شاركنا في بداياتها، وكان لي الفضل- الحمد لله وأشكر الله- بأني كنت من الناس السباقين بالدخول في المظاهرات رغم أني في أيامها لم أكن بعمر الشباب، كان عمري في وقتها 45 سنة، وكشخص في منطقتي [أعتبر] معروفًا، فالناس كانوا يحاولون أن يخفوا أسماءهم ويخفوا وجوههم، ولكن الحمد لله قدرت أن أستمر، فشاركت بتأسيس مجلس الثورة، وبعد فترة بدأ يتنظم العمل في حمص، بدأت مظاهرات شعبية، ثم بدأ العمل يتنظم، فصارت هناك تنسيقيات، ثم تجمعت التنسيقيات تقريبًا  في شهر حزيران/يونيو على ما أذكر، تجمعت  في مجلس الثورة في حمص، ثم توسع مجلس الثورة في محافظة حمص ليضم الأرياف، ثم أصبح العمل أكثر تنظيمًا، وتوجهنا باتجاه المجالس المحلية، في عام 2012 أسسنا المجلس المحلي في محافظة حمص، كنت أنا أحد المؤسسين، ثم في بداية عام 2013 أصبحت رئيسًا للمجلس بعد استشهاد أول رئيس له وهو أبو محمد عبد الكافي السويد رحمه الله، فكانت الحقيقة يعني عملية تضحية، وأن يصير الشخص رئيسًا كانت تضحية ليصير الشخص...، فكان يضحي كي يستلم هذا المنصب، ولا سيما أن الذي قبله استشهد، فمعنى ذلك أن الدور جاء بعده إليك.

 استمررت سنة في رئاسة المجلس المحلي، كنا لجنة إدارية، وشكلنا لجنة تنفيذية، وكان العمل يعني إدارة المنطقة بشكل عام وبالذات كانت المنطقة المتاحة هي الوعر، وهناك تواصل مع بقية المناطق في مدينة حمص وبقية أطراف المحافظة، والمدن الأخرى والقرى كنا نتواصل معهم جميعًا، في نهاية 2013 [أعضاء] المجلس منهم الذي استشهد ومنهم الذي أصيب ومنهم الذي سافر؛ فتقلص عددنا، عملنا توسعة، وصار هناك رئيس جديد للمجلس، في الحقيقة أحببت أن أتراجع للوراء قليلًا، يعني تكفي سنة لرئيس مجلس، لتكن هناك وجوه جديدة، دخلت في مرحلة التفاوض مع النظام، كانت قد حوصرت الوعر، وتحاصرت حمص القديمة، فدخلت في فترة مفاوضات مع النظام من أجل فك الحصار عن حمص إلى أن وصلني خبر بأن اسمي صار مكشوفًا في عملي كرئيس مجلس محافظة (كناشط)، كُشف اسمي، فقررت أن أغادر إلى تركيا، فعلًا استطعت أن أخرج، جاء اسمي بشكل رسمي على الحدود، لم يكن عندي اسم على المعابر، يعني لست مطلوبًا أمنيًا، خرجت إلى بيروت إلى لبنان ومن لبنان ذهبت إلى تركيا، وهنا تبدأ مرحلة جديدة بعد ثلاث سنوات أو أكثر قليلًا من العمل في الداخل، المرحلة الجديدة هي النشاط في الخارج، في الخارج عندي أصدقاء يعملون في المجالات المختلفة، أنا طبعًا استقررت في إسطنبول وعندي أصدقائي كانوا في منطقة حلب يعملون في حلب، مجال عملهم كان هو العمل العسكري وفصائل عسكرية، كان الإخوة في الجبهة الشامية، في البداية كان ثوار الشام ثم الجبهة الشامية، فأنا بحكم وجودي في إسطنبول طلبوا مني أن أمثلهم سياسيًا، فصرت أنا في المكتب السياسي لثوار الشام وفيما بعد للجبهة الشامية حيث انضم ثوار الشام للجبهة الشامية، فأنا كنت في المكتب السياسي،ربما كانت هذه الأحداث تقريبًا في2015، ربما في بداية 2016، طبعًا أنا غادرت لم أثبت... غادرت في عام 2014، خرجت من سورية في عام 2014 في شهر نيسان/ أبريل، في عام2015 وبداية 2016 على ما أذكر كنت في المكتب السياسي للجبهة الشامية، ربما في عام 2015، في عام 2017 مثلت الجبهة الشامية في الائتلاف، في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2017 دخلت إلى الائتلاف الوطني كممثل عن الحراك العسكري كممثل للجبهة الشامية، ولا أزال حتى هذه اللحظة  ممثلًا للجبهة الشامية، الآن صار اسمنا الفيلق الثالث، أمثلهم في الائتلاف الوطني، في عام 2019  أصبحت في الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، وحتى هذه اللحظة أنا عضو في الهيئة السياسية، خلال ثلاث سنوات وهذه الرابعة انتخبت عضوًا في الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني ممثلًا عن الحراك العسكري.

 أنا ابن مدينة حمص، أعتز بهذه المدينة، أشتاق لها، مدينة  حمص تشتهر أولًا بموقعها المتوسط، حمص تتوسط سورية، والحقيقة أعطاها موقعها شيئًا من العلاقة مع بقية المدن لا سيما المجاورة وهي دمشق وحلب، طبيعة أهلها أنهم من النوع الطيب البسيط وغير المعقد، يقدر أي شخص يتعامل مع أهل حمص وأن يفهمهم، ويشعر بأنه يتعامل معهم كأنه يعرفهم منذ زمن، لا يشعر بعقد، لا يشعر بأي تعقيد في العلاقة معهم أو ريبة أو أو شك أو مثل تعامل الشخص مع شخص جديد عليه، فيتعامل معه في البداية بشيء من الريبة، أهل حمص بحسب ما نسمع يدخلون إلى القلب مباشرة، ولكن طيبة أهل حمص الحقيقة تنم عن ذكاء في أهل حمص، فعندهم ذكاء فطري، ويأخذون أمورهم أحيانًا بالمزاح، يكسرون الحواجز بينهم وبين الناس من خلال المزاح ومن خلال نكات يؤلفونها، وهم يؤلفونها على أنفسهم في أغلب الأوقات، يكسرون الحواجز بها ويتقربون من الناس، أهل حمص نسبة الذكاء لديهم بحسب ما أعرف نسبة عالية، وتفوقوا في أغلب الميادين كأطباء كأشخاص بكفاءات عالية، كان الكثير منهم في الحقيقة من حمص، ولكنهم يتميزون إضافة إلى ذلك بالبساطة، فلا يحبون الظهور،ولا يحبون أن يتمايزوا وعندهم تواضع وتواضعهم فطري هذا الكلام  كله.

 الميزة الأساسية التي في أهل حمص الحقيقة هي الشجاعة والجرأة، ربما هذه لا أحد يعرفها، فأهل حمص[تكمن] جرأتهم وشجاعتهم بأنهم أهل عزة نفس،  يقبل الجار ولا سيما مثلًا: لماذا -محيط حمص ربما لم نتحدث عنه جغرافيًا- يحيط فيها قرى مسيحية وادي النصارى وفيها قرعة علوية في شرق حمص وفي غرب حمص؟ لأنها قريبة من جبال العلويين وامتدادها وتنزل إلى حمص منطقة وسطى، وفي شرق حمص هناك ضيع علوية، التوسط الجغرافي هذا ويوجد عندهم حتى إسماعيليين للسلمية، السلمية تابعة جغرافيًا لحماة، ولكن علاقاتها الاقتصادية مع حمص ، لماذا؟ لأن أهل حمص أقرب للنفس  وأقرب في التعامل وأكثر ليونة، تعاملهم جعل أهل القرى يدخلون إلى المدينة، ولم يحصل رفض لأهل القرى لما دخلوا على.. بالذات العلويون، العلويون ربما لم يدخلوا إلى نفس المدينة، القرى العلوية سكنت في شرق حمص، في المناطق التي عُمرت فيما بعد مثل: النزهة وعكرمة والزهرة وادي الدهر، توسعت مناطقهم، أهل حمص لم يرفضوا العلويين في الحقيقة في البداية، وسكنوا بجانبهم في مناطقهم، ولكن لم يحدث احتكاك كبير، لم يحدث تغلغل ضمن أحياء حمص، ولكن سكنوا بجوارهم، لما بدؤوا بعد دخول واستلام حافظ الأسد للسلطة طبعًا توسعوا أكثر ودخلوا أكثر على حمص بعد أن جاء حافظ الأسد، لما استلم غازي كنعان  بدأت في الحقيقة تتوضح أكثر صورة دخول الطائفة العلوية إلى المدينة باستلام الوظائف، وبدؤوا يدخلون المراكز المهمة الحساسة، غازي كنعان الذي استلم فرع الأمن العسكري الذي كان في الحقيقة أقوى فرع في حمص، فعلى مستوى سورية دائمًا فرع الأمن العسكري يكون أقوى فرع.

العلويون بدؤوا يأخدون مراكز مهمة وحساسة، وبدؤوا يتغلغلون في المدينة، ربما ليس في السكن ، لم يدخلوا إلى مناطق سكن حمص، ولكن جاوروهم بشكل كامل، بدؤوا في المناصب المهمة الحساسة، فصرنا نجد علويين في قلب الوظائف، كنا لا نشاهد علويين في الوظائف، صارت الوظائف تروح باتجاههم أكثر، بعض الوظائف كانت حكرًا على أهل السنة، ربما يكون مديرًا سنيًا، ولكن صار نائبه علويًا، ويتحكم بالدائرة كلها، في نفس الوقت الشيء الواضح كثيرًا كان هو جامعة البعث، تشكلت جامعة البعث و80% من المنح منها تتذهب إلى العلويين، و60 إلى 70% من الموظفين فيها هم علويون، فصار يشعر الذي يدخل.. كنا ندخل إلى دائرة فنشاهد موظفًا تعرف أباه وأهله، فربما يقربك، ولكن صرنا ندخل فلا نجد أحدًا من الذين.. وإذا بهذا الشخص من ضيعة كذا وهذا من ضيعة كذا، وبدأنا نشعر بتغير هيكلية المدينة، رئيس بلدية لا يقدر أن يتحرك؛ لأن المستلم والذين تحت يده (يعملون عنده) هم الذين يتحكمون، ربما تجد مدير مالية، ولكن الذين تحت الذين يده...[المديرون] دائمًا لا يخرجون، المديرون كانوا سنة، والموظفون المفاصل صاروا يتحولون باتجاه العلويين، صرنا نجد في جامعة البعث الدكاترة فيها يبعثون المنح، والمنح تذهب دراسات، يخرجون إلى أوروبا على مختلف الدول، يعني يذهبون ويدرسون، أو يذهبون ويتخصصون فيها، فصار يأتي دكتور في الجامعة مثلًا: عندي في الأدب الإنجليزي الدكاترة أغلبهم صاروا علويين، في بعض الكليات حصل نفس الشي، وصرنا نجد دكاترة علويين، لماذا؟ لأن المنح كلها تروح لهم (تكون من نصيبهم)، ونحن نُحرم منها، فبدأ هذا الأمر يأخد بعده، في نفس الوقت العلويون لم يعودوا يشعرون بالحاجز، كان هناك حاجز بينا وبينهم، كان يشعرون بفرق فنحن أهل مدينة وهم أهل الريف، يعني عمليًا كانوا فقراء، في حين أهل المدينة[لديهم] المال التجارة.

 هناك أيضًآ أمر لم أركز عليه وهو أن أهل حمص هم عوائل، يعني أي شخص من عائلة فلان فتعرف أنه من عائلة فلان وهو معروف من أي مكان من حمص، عندهم المنزول (مكان تتجمع فيه العائلة الكبيرة في الأفراح والأتراح- المحرر) لعائلة فلان وأهل فلان، تعرفهم أقاربك وناسك ونعرف بعضنا، نحن (كل أهل حمص تقريبا) نقدر أن نصل إلى بعضنا بسهولة، عوائل حمص: أتاسي، سباعي، دروبي، جندلي، رفاعي، الكثير من العوائل، ولكن  كلنا نعرف بعضنا، فعندما نشاهد كنية غريبة نتوجس...مثل: عائلة إسماعيل فنقول: ليست لدينا هذه الكنيات  وكذلك عائلة إبراهيم وعائلة العلي وعائلة الحسن، فهذه الكنيات لم تكن تتواجد فصرنا نجدها، فندخل على موظف مدير من عائلة الحسن أو فلان من عائلة العلي، ربما تكون هناك كنيات سنية من هذه الكنيات، ولكن ليست عندنا في حمص، في حمص لا توجد هذه الكنيات عندنا، بدأنا نشعر بالتغير،  هذا الشيء الذي صار في الحقيقة جعلنا نشعر أننا نحن أهل حمص أهل العزة وأهل الكرامة وأهل الشجاعة وأهل النخوة وأهل المروءة  أصبحنا درجة ثانية في مدينتنا، العلوي صار يدخل إلى  المدينة، ويعتبر نفسه اليد العليا فيها، لماذا؟ لأن قريبه ضابط في الأمن العسكري، لا أحد منهم يدخل إلا وله مساعد في أمن الدولة أو رقيب في الأمن السياسي أو ضابط لا أعرف أين، فنحن ليس عندنا ضباط، نحن السنة في الأصل ليس لدينا ضباط سواء في الجيش قصقصوهم كلهم (أقالوهم) أو يكون ضابطًا صغيرًا، والجيش ليس له شيء، [بالنسبة] للأمن لا تجد ضابطًا سنيًا في أي فرع، وإذا كان هناك ضابط  فيكون في الحسكة أو يكون في منطقة بعيدة عن حمص، ويكون طبعًا مهمشًا ويكون حوله 100 شخص  يكتب فيه تقارير، فيكون دائمًا الضابط السني ضعيفًا، في حين الضابط العلوي.. فمن الممكن أن تجد ضابطًا سنيًا برتبة مقدم أو عقيد في حين أن ضابطًا علويًا نقيبًا أقوى منه في الفرع، هذا الشيء كله كان  يتجمع، التجبر العلوي كطائفة وشعورهم بأنهم سيطروا على المدينة وعلى البلد بشكل عام، هذا الأمر ليس في حمص فقط، وإنما كان في سورية كلها، شعورهم بأنهم سيطروا على المدينة وعلى البلد بشكل عام، وهذا الأمر ليس في حمص فقط وإنما في سورية كلها، وشعورهم بأن حمص أو سورية إجمالًا صارت في قبضتهم أعطى أهل السنة[شعورًا] بأننا نحن لا يمكننا أن نكون رقم اثنين في بلدنا، فهذا كان أحد أهم الأسباب لاندلاع الثورة في مدينة حمص، من الممكن أن تكون هناك تفاصيل أكثر نتحدث بها، ولكن  هذا العامل رقم واحد في الحقيقة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/27

الموضوع الرئیس

النهج الطائفي لنظام الأسد حمص قبل الثورة 

كود الشهادة

SMI/OH/171-01/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-حمص القديمةمحافظة حمص-الوعر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الفيلق الثالث - الجيش الوطني السوري

الفيلق الثالث - الجيش الوطني السوري

الجبهة الشامية

الجبهة الشامية

جامعة البعث

جامعة البعث

مجلس محافظة حمص الحرة

مجلس محافظة حمص الحرة

فرع الأمن العسكري في حمص 261

فرع الأمن العسكري في حمص 261

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة