الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

"حفلات الإعدام" للمعتقلين في سجن تدمر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:09:20

اليوم سأتكلم عن الإعدامات كيف كانت تُنفذ، والأوقات التي تُنفذ [فيها] والأعداد التي كانت تخرج إلى الإعدامات، وعلى أي أساس كانت تتم الإعدامات، طبعًا حين دخلنا إلى السجن الحقيقة لم نكن نتوقع أننا سنواجه هذه المحطة أو المحطة القاسية جدًا أن يكون هناك التصفيات الجسدية وهذا الحقد الرهيب، وكنا نظن أنَّ هذا النظام لديه خصم سياسي يخاف من أن يغتصب أو يأخذ منه هذا الحكم، وبالتالي له أن يقصيه أو يغيّبه في السجون، أمَّا أننا نشهد بشكل دائم عمليات التصفيات وبهذا الشكل الحقيقة لم نكن نظنَّ هذا الأمر [يحصل] أبدًا، بداية حين دخلنا إلى سجن تدمر كان نصيبنا في الورشة وفي مهجع الورشة في الباحة الـ 6 لفترة أسبوع، ووجدنا -سبحان الله- آثار طلقات على الجدران، ومن بقايا اللحم التي مازالت موجودة علمنا طبعًا مؤخرًا أنَّها كانت لمجزرة تدمر، ومجزرة تدمر حين حصلت في عام 1980 وهي ردة فعل، وقام بها رفعت الأسد وزبانيته معين ناصيف وغيره، وتم شرح تلك المجزرة على ألسنة من قاموا بها حين أُمِروا بتنفيذ مهمة في الأردن -أعتقد لاغتيال أحد المسؤولين الأردنيين-، وتم كشفهم آنذاك واعتقالهم، وتكلموا عن ما حصل معهم في تنفيذ هذه المجزرة، وكشفوا الأوراق المستورة والمخفية، ومن نفذ حوالي 80 عنصرًا وكانت موجودة ومنشورة كلها في اعترافاتهم، ولكن ما رأيناه نحن بعد سنة من تنفيذ المجزرة، وحين نفذت المجزرة كنا في سجن طرطوس ولم نكن في خارج السجن، وإنما كنا معتقلين، ورأينا في الورشة آثار اللحوم على الجدران، وطبعًا مما أطلعنا عليه أنَّها كانت تقريبًا 850 شخصًا، وكيف دخلوا إليهم إلى المهاجع، وكيف جمعوا قسمًا منهم في الباحات، ولكن أغلبهم وخاصة في الباحة الـ 6 دخلوا إلى المهاجع ورشوهم رشًا، وبعد ما ألقوا عليهم بعض القنابل اليدوية حتى إذا ما بقي أحد منهم من الأحياء دخل عليهم وصفوهم فردًا فردًا، وهذه المعلومات من هؤلاء الذين نفذوا المجزرة، وحين تم قتل هؤلاء الشباب جميعًا أكثر من 800 إلى 1000 من شباب الإخوان آنذاك تم تبييض وغسل السجن، وإزالة الآثار، لكن أبت الدماء إلا أن تبقي آثارهم ليأتي من بعدهم، وكنا نحن من هؤلاء الذين دخلنا ورأينا بأم أعيننا، وكنا نظن أنَّ حلقات الإعدام لا يمكن أن ينفذها هذا المجرم، وإنما سيكتفي بالتعذيب والتشفي والسجن لفترات بسيطة حتى يتخلص من الخطر الذي يمكن أن يأتي من هؤلاء الشباب، إلا أننا في صبيحة يوم من الأيام سمعنا جلبة وأصوات في الباحة الـ 6، ولم نكن نتوقع [ما حصل] وكنا نتوقع أمرًا معينًا، جاؤوا إلى التنفس أو أن يجلبوا فطورًا ولكن في الساعة الـ 5:30 أو الـ 6:00 كنا مازلنا في حالة نوم لنسمع بعض الأصوات من المهجع، وهو الذي كان قبلنا مهجع 25 بأصوات تخرج أسماؤهم ومن ثمَّ اقترب السجان، وأتوا إلى مهجعنا، والحقيقة كانوا أسماء كثيرة للغاية لم نكن ندري ما الأمر، وفي هذه المرة لم يخرج ولا اسم، وبعد نصف ساعة سمعنا وكأنَّهم يجمعون تلك الأسماء، ونحن نترقب، طبعًا الشرطي فوق كان [في حالة] استنفار كبير للغاية، وأصوات واضح أنَّ هناك شيء، ولكن ما هو؟ لا ندري ما الأمر نهائيًا، والشرطي فوقنا، الحقيقة أمر الجميع بضب المهجع إلى الداخل والابتعاد عن الباب في الداخل، وحصرنا في زاوية من زوايا المهجع، وتجميع الشباب واضح أنَّه من الباحة الـ 6 والـ 7 وهناك أصوات لتجميعهم، وصوت أيضًا مهجع الورشة لم يكن بعيدًا عنا كثيرًا بين المهجع الـ 25 والـ 26 والورشة مهجع واحد فقط، نسمعهم، يفتح ويغلق أبواب الحديد، ولكن حتى الآن لا ندري ما الأمر، وفي نفس الوقت نسمع أصوات ارتطام لأصوات الخشب في الأرض، وصوت الخشب مميز ومعروف، وفي تلك الأثناء نجح أحد الشباب أن يتسلل إلى الباب ليرى ما الأمر، ورأى المشانق منصوبة في الباحة، ولم يمضِ إلا وقت بسيط قرابة 10 دقائق إلا ونسمع صوت تكبير جماعي ليس على حبال المشانق الآن وإنما تكبير جماعي بأصوات عالية للغاية، وبعدها أيقنا تمامًا بأنَّ الإعدامات تُنفذ بهؤلاء الشباب، طبعًا [بعد] 5 دقائق نظر الأخ تسلل إلى الباب ليرى الشباب معلقين على أعواد المشانق بعد ما كبروا، وهذه النقطة جعلت لنا صدمة كبيرة للغاية، ولم نكن نتوقع هذا الأمر، وأصبح كل واحد منا أمام قدره المحتوم، وكنا سمعنا بقانون 49 الذي أصدره المجرم الهالك حافظ الأسد، والذي يقضي بإعدام كل من ينتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وكنا نعتقد أنَّه مجرد قرار، ولكن أن يُنفذ بحذافيره بهذا الشكل في الحقيقة لم نكن نتوقع أبدًا هذا الأمر، ولم نكن نظن أنَّ خصمًا يفعل بخصم [هكذا] بأن يصفيه بهذه السرية والوحشية، والتي تدل على الحقد الدفين لهذه الطائفة أو لهذا الحكم القذر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/28

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-24/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة