الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث جسر الشغور ومجزرة الحولة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:05:12

إلى هذا الوقت لم يكن استخدام العنف من قبل النظام من قبل الجيش، [بل] كان من قبل أجهزة الأمن والشرطة، وكان موضوع القناصين الذين يقتلون الناس، ويتكلمون بأن الموضوع هو عبارة عن مندسين وعمليات ثأر مختلفة.

موضوع الهجوم على جسر الشغور الحقيقة نحن رأيناه من وجهة نظر أخرى، وعلى أن النظام هو من سهّل ذلك، وهو من أراد أن تحضر وسائل الأنباء ووكالات الأنباء العالمية من أجل تصوير هذه المجزرة. ولاحقًا، تأكّدنا من ذلك وبغضّ النظر عن طبيعة الأشخاص الذين قاموا بها: هل هم ثوريون؟ وهل يوجد قسم منهم مخترق؟ وهل كان التوجه توجهًا ثوريًا بحتًا أم كان انتقاميًا؟ وهذا كله شقّ آخر، والشقّ الذي رأيناه أن أجهزة الأمن أحيانًا تستفيد من حادثة، وتسهّلها، حتى لو كانت تتضرر منها جزئيًا، ولكنها ستكسب منها بشكل أكبر من الضرر الذي سيقع عليها. وهذه الحادثة بالذات كنا نسمع بأن النظام هو من سهّلها، وهو من أحضر السفراء، وجعلهم يرون الوضع، ويصورون، وكان [روبرت] فورد السفير الأمريكي، وحضر كل هذه الأمور، وكانت الغاية إظهار أن هؤلاء ليسوا ثوارًا، وإنما قطاع طرق وقتلة ومجرمون، وحرقوا الناس وهم أحياء، والانتقام هو انتقام طائفي، وما يحدث هو تنظيمات متشددة ومتطرفة ومن هذا الكلام، وليست ثورة شعب خارج بكل فئاته وكل أعراقه ضد الظلم والاستبداد الذي يعاني منه على مدى عقود طويلة من حكم نظام بشار الأسد ووالده المجرم أيضًا.

كان وقع المجزرة التي حدثت في الحولة لاحقًا كبيرًا جدًا علينا في القاعدة (قاعدة حميميم)، لدرجة أن قائد المطار كان يخرج ويبرر [قائلًا]: إن هؤلاء أنفسهم الذين قاموا بعمليات جسر الشغور، وهم أنفسهم الذين يقتلون المتظاهرين، ويقتلون من الأمن وهم أنفسهم الذين قاموا بهذه المجزرة. علمًا بأننا نعرف أن من قام فيها هي أجهزة الأمن مع عناصر من حزب الله، وذلك من أجل كبت الثورة في منطقة الحولة ومنع الناس من الخروج خوفًا على أولادهم ونسائهم، ومع ذلك كانوا دائمًا يخرجون بتعاميم، ويلصقون هذه المجازر وهذه الأفعال التي يندى لها جبين الإنسانية بالثوار، والثوار بريئون منها في الحقيقة؛ لأنه حتى تلك الفترة لم يكن هناك تنظيم مسلح كبير، وكان التسليح بسيطًا جدًا وعبارة عن دفاع عن النفس وببنادق بسيطة ومن دون تنظيم.

بعد فترة من بداية الثورة السورية، في شهر مايو /أيار أو شهر يونيو /حزيران، وبعد بداية انشقاق الضباط، صدر تعميم من وزارة الدفاع يقضي بمنع مغادرة الضباط الذين يقيمون في مناطق متوترة إلى مناطقهم وذلك حرصًا على حياتهم. وطبعًا، المناطق المتوترة هي ليست مناطقًا محددة، وهي محددة في وقت صدور التعميم، ولكن كل أسبوع يحدث هناك تبدّل في المناطق المتوترة، وهذا يعني بشكل آخر أن كل الضباط السنة الموجودين في القرى السنية أو في المدن السنية لا يجب عليهم المغادرة، وبالتالي لا يغادرون بمعنى: لا يأخذون إجازات طويلة، وهم محرومون من الإجازات، و يجب أن يكون إما مقيمًا في القاعدة (قاعدة حميميم) أو مقيمًا في منطقة قريبة من المساكن العسكرية وما شابه، وإذا لم يكن في هذه  المنطقة مثلًا: في ضيعة مثل بنش فلا يعطونه إجازة، ويجب أن يقضي إجازته أو مغادرته في المطار، وهنا ترى أنه في نهاية الأسبوع وفي أيام المغادرات والعطلة الرسمية من كان يبقى في القاعدة فقط هم الضباط السنّة الذين لا يستطيعون الذهاب إلى أماكنهم، وهذا كان غباء من النظام؛ لأن بقاءهم في المنطقة يعني أنهم سيتحدثون مع بعضهم، ويتبادلون أسباب عدم صدور هذا القرار أو صدوره وعدم مغادرتهم، وهذا سيشجعهم على الحوار بين بعضهم على ما يقوم به النظام وعلى الإجرام. ولكن في تلك الأثناء كان قد صبّ التركيز على أجهزة الأمن وليس على الجيش، وبالفعل، الجيش لم يتدخل بعد بشكل واضح في قمع الثورة السورية؛ وبالتالي كانوا يجدون أنه لا حرج من أن نتحدث مع بعضنا عن أجهزة الأمن الفاسدة وبعض الأشخاص الفاسدين وبعض الضباط الطائفيين الموجودين في أجهزة الأمن، وهم الذين يثيرون... ويكون ذلك مع عزل القيادة عما يحدث على الأرض، وكله ما دون بشار الأسد وما دون القيادة، يعني ليس قائد القوى الجوية ومدير إدارة المخابرات، وإنما على المستوى الأقل منهم، وهذا كان نوعًا من السياسة حتى لا يكون هناك إحراج في الحديث.

عندما كنا نجلس في الحقيقة كان عندك نوع من الاختلاف في وجهات النظر بحسب مكان جلوسك، فعندما تجلس مع ضباط أو في المطعم فأنت دائمًا تتكلم على أنهم (أي الثوار) خونة، ويستحقون ما حصل لهم، وهؤلاء الناس ليس مغررًا بهم، وهؤلاء أشخاص هم في الأساس الخيانة في دمهم. وكانت هذه الأحاديث والنظرات توجّه لهم، ولكن عندما تجلس، [ويدور حديث] بينك وبين الأشخاص القريبين منك من الذين تستطيع التحدث معهم، وتقول: بالفعل هؤلاء أبطال، وبالفعل رموز، ونحن يجب أن نكون مثلهم، ويجب أن نلتحق بهذا الركب، ويجب أن نجد الفرصة المناسبة حتى ننشق. 

وحتى بيننا كان هناك أشخاص يشككون، ويقولون: قد يكون النظام هو الذي دفعهم من أجل أن يقوموا بهذه المهمة لأجهزة الأمن؛ حتى يعرفوا من الذي يريد أن ينشق أو يتواصل معهم. وكنا حذرين جدًا، والسبب أننا ممنوعون من الإعلام، وتواصلنا مع الثوار ممنوع وغير ممكن، وأنت كضابط ستخرب بيتك (ستدمر حياتك)؛ لأن اتصالاتك مراقبة وتحركاتك وهواتفك مراقبة، وبالتالي أنت معزول عن الجو، وهنا يتاح لك المساحة الداخلية وانتماؤك وأيديولوجيتك ونظرتك ونظرة أهلك للثورة السورية وما يحدث، وبالتالي هذا ما كان يحركك، وهذا هو الدافع الأساسي؛ حتى تنشق، وتأخذ هذا القرار وتدخل في هذه المغامرة، وتعرّض نفسك وأهلك للخطر والقتل والاعتقال، أو أنك تستكين، [وتقول]: ليس لي علاقة بهذا الموضوع.

فكان معنا ضباط، وأنا بالنسبة لي أرى التزامهم الديني أكثر مني وقربهم إلى الله سبحانه وتعالى، وما أراه في الظاهر أنهم أكثر مني [تدينًا]، فهم صوامون وقوامون وحديثهم دائمًا عن الدين، ولكن الله سبحانه وتعالى لم يعطهم كرامة الانشقاق، ولم يهيئ لهم الظروف التي تجعلهم يأخذون القرار الصحيح بالانشقاق، وبقوا مع زمرة الظالمين. وطبعًا، ما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، وحسابهم عند الله، ولكن أنا أقول: إن الإيديولوجيا نفسها لم أرَ أنها كانت هي الدافع؛ لأنه كان هناك أشخاص لديهم إيديولوجيا إسلامية واضحة، ولم ينشقوا، ويوجد أشخاص لا يصلون ولا يصومون وانشقوا، ويوجد أشخاص لا ينتمون إلى مناطق ساخنة ومتوترة، وانشقوا أيضًا، وأنا أعرف شخصًا قُتل اثنان من إخوته ولم ينشق، وقُتلوا في باب الدريب وفي مجزرة دير بعلبة ولم ينشقّ، يعني أنا أردّ هذا إلى التربية المنزلية التي نشأ عليها [هذا الشخص].

المقصود بالانشقاق أنك عندما تستطيع مغادرة القطعة ألا تعود إليها، وبالتالي الخيار المتاح لك في ذلك الوقت هو أن تكون بين صفوف الثوار، فلم تكن لديك حدود حتى تلجأ لها: حدود تركيا أو حدود الأردن أو حدود لبنان، وأنت يجب أن تبقى في سورية، ولكنك مع فئة الثوار، وحتى أماكن وجودهم لا تعرفها، فهذا كله كان يجعلك تفكر مليًا باتخاذ هذا القرار.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/21

الموضوع الرئیس

الانشقاق عن النظامالمؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/115-09/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-باب الدريبمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكريمحافظة حمص-الحولةمحافظة إدلب-منطقة جسر الشغور

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

وزارة الدفاع - النظام

وزارة الدفاع - النظام

الشهادات المرتبطة