حركة أحرار الشام الإسلامية – الجناح الكردي
نظراً إلى ما تشكو منه الساحة الكردية السورية من فقر في الحركات والتكتلات الإسلامية قياساً بالأحزاب القومية والعلمانية والشيوعية وغيرها التي يزيد عددها على 30 حزباً، يعود ذلك إلى أسباب عدّة تتمثل في: 1- الضخ الإعلامي المضلل الذي كان يبث بين الأكراد جملة من المفهومات المغلوطة التي تستعدي العرب والمسلمين على أساس أن الأكراد قد جرى استغلالهم سابقًا من القوميات الأخرى باسم الدين. 2- عدم قدرة الإسلاميين الأكراد على التغلب على مشكلات التخلف الفقهي والتقليد الديني. 3– خوف الإسلاميين الأكراد من العمل السياسي لإدراكهم شدة تعامل النظام مع الإسلاميين عام 1982م، وأن تجربة الشيخ محمد معشوق الخزنوي الذي انخرط في العمل السياسي مستقلاً، من دون أي انتماء حزبي، نظراً إلى ما يمتلكه من كاريزما وحضور لافت ومؤثّر ذي نزعة إصلاحيّة تنويريّة في الخطاب الديني، بالتوازي مع اهتماماته السياسيّة ومناصرته حقوق شعبه الكردي، جعلته مستهدفاً من النظام السوري، وجرت تصفيته في الأول من حزيران 2006م لأنها رأت فيه مشروع زعيم ديني – سياسي وقومي، ربما يؤسس لحزب كردي إسلامي، يملأ الفراغ الذي خلقته أحزاب الحركة الكرديّة في سوريا بانشقاقاتها. . دفع ذلك الإسلاميين من السوريين الأكراد إلى الانتماء إلى حركة أحرار الشام الإسلامية بسبب افتراضهم أن الإسلام وعاء يحوي القوميات والشعوب كافة ويقبلها، إضافة إلى المنهج الإسلامي المعتدل للحركة البعيد عن الغلو مع تمسكهم في الوقت ذاته بقوميتهم الكردية، وليس هناك عدد محدد من المقاتلين الأكراد أعلنته الحركة إنما ينتشرون في ألوية وكتائب عدّة منها “كتيبة طليعة الحق” التابعة للواء “أبي بكر الصديق” في ريف حلب، ولواء “أمهات المؤمنين” في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، و”لواء سعد بن عبادة” أحد الفصائل الإسلامية التابعة لـقوات المغاوير في الغوطة الشرقية، كما تبوأ بعض المقاتلين الأكراد مناصب إدارية وقيادية في صفوف الحركة منهم “أبو حمزة الكردي”، قائد لواء “مجاهدو أشداء”. برز اسم الجناح الكردي في الحركة استنكر قيام حزب الاتحاد الديمقراطي PYD باحتلال القرى العربية الخاضعة لسيطرة الثوار في ريف حلب الشمالي في شباط 2016م، وعندما هنأ الحكومة التركية بفشل الانقلاب في أيلول 2016م، وعند تشكيل جيش الأحرار بقيادة أمير الحركة السابق، المهندس هاشم الشيخ “أبو جابر” في كانون الثاني 2016م.