الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لقاء الأشعري للجمع بين جيش الاسلام وفيلق الرحمن ومعركة إدارة المركبات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:20:10

بالتوازي مع كل هذه الأحداث، كانت هناك فكرة أننا إذا استطعنا أن نجمع الفيلق ("فيلق الرحمن" - المحرر) والجيش ("جيش الإسلام" - المحرر) فنحن قادرون على صنع معجزة. لا ضمانة للغوطة، إلا أنه على الأقل لا يكونون في حالة عداء، بل في حالة تنسيق، و[ليس مهماً] أن يحبّا بعضهما البعض، أيقنا أنهما لا يمكن أن يندمجا معاً، وأصبح لدينا يقين، ويوجد مليون "فيتو" (اعتراض) بدءًا من المحلي ونهايةً بالدولي على لقاء الفيلق والجيش. وقلنا: لنجمعهما، وأصبح هناك مساعٍ لاجتماع في منطقة الأشعري، في معمل اللبن، هذه المنطقة التي جئنا إليها من هنا وهم من هناك، وحضر الاجتماع الفعاليات المدنية والقيادات العليا للفصيلين. طبعاً، كل الناس تعرف أنه يجب الخروج من هذا الاجتماع بشيء أو باتفاق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بخصوص وضع الغوطة، والغوطة لا يمكن أن تبقى على هذا الحال، وليست قضية مشاريع، وتحبني وأحبك، ونجتمع أو لا نجتمع، وإنما من أجل عمل (عمل عسكري - المحرر) باتجاه دمشق.

وهنا تبدأ هذه الاجتماعات بأدعية من هنا، وشيخ يلقي خطبة من هنا، وشخص يتكلم من هنا، ثم بدأنا ندخل في الموضوع، وأذكر أنني ألقيت كلمة فيها، تكلمت وانفجرت (انفعلت) في الكلام، وخلاصة كلامي: أنني على دراجتي الهوائية أتجوّل في كل الغوطة خلال نصف ساعة، فأنتم على ماذا تتصارعون؟! الغوطة يتمّ قضمها، والمناطق الثانية سقطت، والجوع [مستشرٍ]، وكلنا عاجزون، وكلنا متأزمون، وليس لدينا حلّ إلا بعمل باتجاه دمشق، وأن نضع يد "جيش الإسلام" في يد "فيلق الرحمن". ويا أخي، لا تحبوا بعضكم، إما أن تعملوا مع بعضكم وتخططوا لعمل مشترك، أو كل فصيل يقوم بعمل، ولكن بطريقة حرب تشرين: افتحوا جبهتين في وقت واحد، ولكن [على أن] تكون[الخطة] مدروسة. فكان هذا هو الكلام والجو العام، حتى الذين حضروا جاؤوا بهذه النية، وحتى قادة الفصائل، مهما تكن التزاماتهم تجاه الخارج، بالنهاية هم جالسون بين أهلهم وناسهم ومحاصَرون، وفي النهاية مأزومون وعاجزون عن عمل شيء، وكل هذه الظروف ستضغطهم رغماً عنهم ويتفقون، ونحن كفعاليات كان لنا دور، ودورنا كمجلس قيادة ثورية هو إيجاد حل؛ وهنا بدأنا نفرغ أفكارنا على ورقة، وجلسنا على طاولة، وتكلمت، وقال لي الدكتور حسام حمدان: إن جماعتنا سُرُّوا بحديثك، وغمزني؛ لأنهم حذرون من كل شيء.

حسام حمدان له تأثير معنوي سحري عليهم، وأنا أدّعي أنه كان لي تأثير معنوي على الطرف الآخر؛ وكنا قادرين على عمل شيء. ثم جلسنا على طاولة، ووضعنا الأوراق، وجاءني أبو عمار دلوان (ياسر دلوان - المحرر)، وبدأنا نصوغ ونكتب وثيقة، وخلاصة الوثيقة: مسؤولية الغوطة، وحماية الغوطة، والدفاع عنها، وضرورة العمل المشترك، وبما أن فكرة غرفة العمليات لم تعد مشجعة، لماذا لا يكون لديكم أركان مشتركة، ويكون الأمر مخططاً له؟

فكان هناك وثيقة وقّعها الموجودون، وانتقوا لجنة ضامنة مقبولة من الطرفين، وكنت في اللجنة الضامنة، وكانت مهمتي دعوة اللجنة الضامنة بعد هذا الاجتماع لنضع خطوات عملية، ثم هم يتابعون. وهذا الشيء الذي أُعلِنَ على الملأ، ولكنني واثق من أنه كانت هناك خطوط تواصل فيما بينهم، لأننا بدأنا نسمع أنه بعث فلاناً وفلاناً، وبدأوا يزورون بعضهم، مثل: مسؤول الأركان هنا، ومسؤول الأركان هناك، وكانت هذه القضايا التفصيلية عملهم، ونحن هذا ما نريده فقط: أن يتمّ هذا الربط.

كان يوجد طروحات فيما بينهم مع أحرار الشام ("حركة أحرار الشام الإسلامية" - المحرر)، وكنا نلاحظ على الأحرار ملاحظة، كانوا يقولون: إن جماعة "فجر الأمة" أقرب إلى أن يدخلوا (في الاتفاق)، بينما المكون الآخر الذي هو الأحرار الأساسي كانوا أقرب إلى التعطيل، هكذا كنا نسمع، فقلنا لهم: أنتم ابنوا إستراتيجيتكم على أن تشدّوا السيد زحطة ومعاونه، وكان التركيز على أن يحاولوا [القيام بذلك]، وكان لدينا يقين: أنه عندما يتفق الجيش والفيلق بعمل ضد النظام لن يبقى الأحرار خارج العمل، سيكونون تحصيل حاصل ضمنه، ولكن نريد أن تلتقوا، إذا لم تكونوا ثلاثة فاثنين، المهم لا بدّ من عمل شيء.

هذا الكلام كان في تشرين الثاني عام 2017، كان عمرنا في القيادة الثورية شهراً ونصف أو شهرين، وكنا نعمل على جميع ملفاتنا بالتوازي، وفجأة في شهر كانون الأول (بدأت المعركة في 15 تشرين الثاني 2017 - المحرر)، نسمع بمعركة الإدارة التي خاضتها "حركة أحرار الشام".. اقتحام إدارة المركبات!!

معركة اقتحام إدارة المركبات، في تاريخ الغوطة، ذهب نتيجتها مئات الشهداء؛ ومختلف الفصائل كانت قد عملت فيها بشكل جماعي ولم تستطع السيطرة عليها؛ لأن إدارة المركبات قلعة متقدّمة للنظام بشكل سهمي، وملحق بها المخابرات الجوية، وهي إدارة محصّنة، ونقطة تمركز أساسية، النظام كان له رأسا حربة تجاه الغوطة: إدارة الدفاع الجوي في المليحة، وإدارة المركبات في حرستا، يعني معركة إدارة المركبات تحتاج إلى جهد وخبرة وإمكانيات عسكرية هائلة... وفجأة فتحتها "أحرار الشام"!

في الصدمة الأولى دخل الأحرار، وأعتقد أن جبهة النصرة دخلت (شاركت) معهم بمفخخة، فإذا كنتَ بالصدمة الأولى، وكنتَ مبادراً في الهجوم تستطيع أن تدخل، واجتاحوا البوابة، ولكنها في الداخل كانت عبارة عن أبنية وكتل إسمنتية تحت الأرض وفوق الأرض ومستودعات ومعهد فني؛ السيطرة عليها ليست سهلة، فنحن أمام هذا العمل سألناهم: هل لديكم خبر؟ فأجابوا: ليس لدينا خبر. وجماعة "جيش الإسلام" كذلك قالوا: ليس لدينا خبر أيضاً. ألم تتفقوا أن تحضروا وتعملوا معاً؟

وهنا بدأ الرأي العام في الغوطة يرى أن "أحرار الشام" أفضل من هذين الفصيلين المتناطحين؛ وهاهم قد دخلوا. ونحن كقيادة ثورية، رغم أن تلك المعركة كانت التفافاً على تفاهم الثلاثة ليعملوا شيئاً مشتركاً، ورغم قناعتنا أنها قد تكون مغامرة، ولكن قلنا: يجب أن ندعمهم؛ وفعلاً أصدرنا بياناً، لأن النظام والروس اعتبروها خرقاً لاتفاق خفض التصعيد، وأصدرنا بياناً [يتضمّن] أن من حقّنا الردّ على خروقات النظام، والنظام لم يلتزم، وهذا ردّ على الخروقات، ونحن ندعمهم ونتضامن معهم. وهنا كان لنا اجتماع مع قيادة فيلق الرحمن، وضّحنا فيه ضرورة المشاركة بالعمل، وفيلق الرحمن قال: نحن ندرس خياراتنا في المشاركة، ونحاول التواصل معهم، ولكن لا يريدون أحداً الآن.

عندما بدأوا يتعثرون؛ ويبدو أن إدارة المركبات هي مستودع إستراتيجي للنظام من ناحية العتاد بالإضافة إلى القوات، وكونها نقطة متقدمة بالتحصين والمترسة التي فيها، وعندما بدأ يتعثر (اقتحامها)؛ قالوا: ادخلوا. وأذكر أنه كان يوم الأربعاء، [فاتفقوا أن] يشنّوا هجومين عند الساعة السادسة صباحاً: هجوماً لفيلق الرحمن من جبهة عربين، والأحرار يطورون هجومهم باتجاه الداخل من المدخل، ويوجد كتلة هناك حتى يطهروها.

في اليوم الثاني حدث الهجوم من جبهة عربين؛ فلم يفتحوا من طرفهم حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً. سألنا: لماذا حدث ذلك؟ فقالوا: حسناً.. لقد خففتم الضغط عنا. فعلى ما يبدو لم يكن لديهم نيّة قبول مشاركة أحد، أو أن يظهر [للآخرين] أن أحداً غيرهم يشارك في هذه المعركة، وأن هذه معركتهم وحدهم.

على الصعيد السياسي: كان يوجد تخوّف عند محافظة ريف دمشق والحكومة المؤقتة من أن يكون مشروع القيادة الثورية هو مشروع تهديم المحافظة.. محافظة ريف دمشق، فقلنا لهم: لماذا لديكم هذه المخاوف؟ فقالوا: انظروا للمجالس المحلية إنهم معكم. فقلنا لهم: ولكنهم أيضاً موجودون في المحافظة. وجلسنا لنتفاهم، وجاء أبو عمر مصطفى صقر، وقلت له: إنك في الأساس كنت مع فكرة أن نمضي بالمشروع بمن حضر. فقال: نعم. وأنت قلت: إنك داعم للمشروع. فقال: نعم. [فقلنا:] وإذا اعتبرناك [تمثّل] سلطة الإدارة المحلية التي تتبع لها المجالس المحلية وظيفياً؟ فقال: أنتم السلطة السياسية. فقلنا: دعنا نعمل مسودة مطمئنة لك ولنا، ولا تخافوا من مشروعنا. فقال: إن المجالس المحلية معكم. فقلت له: إذا كان هذا خيار المجالس المحلية فلماذا أنت خائف؟ تمّت انتخابات مجلس محافظة ونجحت كتلة كبيرة من أعضائنا، أعضاء مشروع القيادة الثورية في مجلس المحافظة؛ وهذا شكّل لهم رعباً، وكانت الانتخابات حرباً طاحنة، وبدأوا يتقوقعون أكثر باتجاه حرستا وباتجاه إنتاج "كانتون" (تجمع صغير) أحرار الشام الذي معقله حرستا، والذي سيكون معقل حكومة أكرم طعمة، ومحافظة مصطفى صقر ويستجلبوا إلى هناك بضع مديريات. فكان المشروع على هذا الأساس؛ ولذلك عندما كنا نقول: إن القضية ليست قضية فصائل [بل] أحياناً هي ذات لون حزبي، أو تياراتي، أو حتى مناطقي. بينما التجربة الوحيدة في الغوطة التي كانت متعددة المناطق والبؤر هي تجربة الغوطة.. تجربة القيادة الثورية. حتى أن منسوبي فيلق الرحمن من الغوطة بأكملها، والمجالس المحلية كانوا مشاركين، ولا يوجد أحادية: مدينة واحدة، وشعب واحد، ولون واحد، وفصيل واحد. تجد في القرية الواحدة أكثر من تيار سياسي، وأكثر من تيار اجتماعي، وأكثر من انتماء فصائلي. هذا توصيف واقع الحال الذي عشناه في الغوطة.

عندما بدأنا نسمع بهذه المخاوف، بدأنا ندرك ويتوضّح لنا أن أكرم طعمة ومصطفى صقر يميلنا إلى أحرار الشام، وكان وراءهما إلى حد ما الشيخ طفور، هكذا كنا نقرأ، وأبو أُبي وهو شرعي من الذين نشطوا في المجتمع من الأحرار، فكنا نرى أن هذه الكتلة ذاهبة باتجاه ذلك المعقل، يعني باتجاه محاولة صنع قطب، في الوقت الذي كانت كل [مساحة] الغوطة "نصف قطب"! وقلت لهم: كل الغوطة أتجوّل فيها بدراجتي الهوائية في نصف ساعة، فأنتم على ماذا تتقاتلون؟!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/06

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية عام 2017

كود الشهادة

SMI/OH/52-54/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تشرين الثاني 2017

updatedAt

2024/10/29

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جوبرمحافظة ريف دمشق-عربينمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

فيلق الرحمن

فيلق الرحمن

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

مجلس محافظة ريف دمشق الحرة

مجلس محافظة ريف دمشق الحرة

الحكومة السورية المؤقتة

الحكومة السورية المؤقتة

لواء فجر الأمة - لواء الزحطة

لواء فجر الأمة - لواء الزحطة

القيادة الثورية في دمشق وريفها

القيادة الثورية في دمشق وريفها

الدفاع الجوي في المليحة

الدفاع الجوي في المليحة

إدارة المركبات العامة

إدارة المركبات العامة

حركة أحرار الشام الإسلامية – الجناح الكردي

حركة أحرار الشام الإسلامية – الجناح الكردي

الشهادات المرتبطة