الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام جيش الإسلام للغوطة وسقوط فكرة الألوية المناطقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:59:14

وإذا عدنا لنتكلم في تفاصيل كل بند من هذه البنود/ الأحداث التي حدثت في عام 2017 ، يمكننا أن نبدأ أولاً بالشقّ الممتد من بداية 2017 إلى نيسان 2017، وفي هذه الفترة كان لدينا يأس وتعب من فكرة إمكانية الاستمرار بمشروع الهيئة العامة وخلق الشراكة مع العسكريين، وبدأت تتمايز الكثير من الطروحات، وبدأنا سلسلة اجتماعات ولقاءات -يعني فعاليات- من قبيل كيف يجب أن نجد مخرجاً؟ وكانت قد بدأت معركة برزة والقابون وبدأ النظام يضيّق عليهما، وهذه كانت ضاغطة علينا جداً، بحيث أن برزة والقابون يجب أن لا تسقطا، وكان الصوت المدني يحثّ على دعم صمود برزة والقابون ومنعها من السقوط، لأنها الرئة التي بقيت ونتنفس منها، ومشت الأمور للأسف بنفس الطريقة التي مشى بها سقوط المناطق من تصعيد وقصف، وفي النهاية، مع نهايات آذار ونيسان بدأ يصبح الموقف صعباً جداً في برزة والقابون، وفي أوج المعركة طلب جيش الإسلام أن يبعث مؤازرة إلى برزة والقابون، وهذه المؤازرة يجب أن تمرّ من الأنفاق في عربين، وهذا الكلام في 28 نيسان 2017، يعني بالضبط نفس تاريخ مرور عام على الاقتتال الأول عام 2016، فجرى تنسيق دخول أرتال جيش الإسلام مع عربات وسلاح ثقيل، وعندما وصلوا إلى منطقة عربين انتشروا في عربين وزملكا وطوّقوا المقرات، وطبعاً هم وضعوا رواية أن جبهة النصرة منعتنا -ولا يوجد جبهة نصرة- وطوّقوا مقرات الفصائل الموجودة في عربين وزملكا، وطوّقوا أركان فيلق الرحمن، واختلفت وجهة العملية من النزول في النفق والخروج لنصرة برزة والقابون إلى عملية سيطرة على الغوطة.

كان الموقف العسكري أول 24 ساعة إلى 48 ساعة صعباً جداً، وفي نفس الوقت رافق ذلك اقتحام مجموعات من كل منطقة، مثلاً كافة مجموعات جيش الإسلام الموجودة، وأفلتوا أبناء كل منطقة على منطقتهم، يعني مثلاً في منطقتنا بعثوا لنا شبيحة أبناء المنطقة نفسها حتى يقتحموا، وسقط شهداء، ووضعوا قناصة، وفي سقبا فعلوا الشيء نفسه، وكذلك فعلوا في مناطق أخرى، والحقيقة انتفضت الغوطة، وبعد أن كنا نشعر بأن الغوطة ستنتهي، حدثت مقاومة على مستوى الفصائل العسكرية، وفصيل فيلق الرحمن هو المستهدَف، يعني هو القوة العظمى في الغوطة، وأبناء الغوطة جميعهم وثوارها المسلحون هم جميعهم في فيلق الرحمن، وكان يوجد صمود، وآخر مَعقِلَين للصمود كان منطقة زملكا وكفربطنا.. لأنهم دخلوا إلى حزة وإلى أطراف سقبا، وسيطروا لفترة لمرحلة في سقبا، وحاولوا تحييد جسرِين بدخولهم من الشرق أيضاً، وبعد هذا الثبات أصبح هناك هجمة مرتدة وتمّ ردهم، وتحرّك الشارع وانتفض الشارع، وطبعًا أثناء دخولهم لم تتوقف العملية على المقرات العسكرية، بل داهموا مستودعات وحمّلوا مواد ومقدّرات وألواح طاقة ومواد غذائية... الحقيقة كان غزواً همجياً، وهذا الذي أثار استياء كل سكان الغوطة، وقامت الغوطة بمظاهرات عارمة، ووصلت إلى نقاط ومناطق تمركز جيش الإسلام في عربين.. إلى المناطق التي احتلها جيش الإسلام، وحدث في أحد المظاهرات إطلاق نار باتجاه المظاهرة وسقط جرحى، وفي النهاية تمكّنت الغوطة من طردهم. وأنا أقول للأسف مفردة "طردهم"، يعني إذا أردنا أن نقول: "تحرير"، "تحرير" أخ من أخيه، وكان في الحقيقة غزواً همجياً، ونجح جيش الإسلام بتوحيد الغوطة بكل تناقضاتها على أمر واحد وهو ضرورة إخراجه بالقوة العسكرية وبقوة الشارع، وتمكّنت الغوطة من هذا الأمر. وسُميت هذه المعركة من قبل بعض الشباب بـ "ذات الألواح" بسبب "تعفيشهم" لألواح الطاقة، وحتى في منشوراتنا أصبحنا تهكماً نسميها ("ذات الألواح")، والحقيقة كان غزواً همجياً، وتوّحدت الغوطة فصائلياً وشعبياً ضدهم، وتمكّنت من طردهم عنوةً، للأسف أننا نتكلم هكذا، ولكن كنا في ذلك الوقت مع ضرورة طردهم عنوة، ولا يمكن تسليم الغوطة لهكذا ناس تتعامل بهذه العقلية، وكنا نسمع قصص معاناة أهلنا وأصحابنا في دُوما كيف إذا أنت تمشي في الطريق وفاتح جوالك ممكن أن يأتيك [شخص من] المكتب الأمني يسحب الموبايل منك ويرى على أي مواقع تدخل، ويقول لك: ارجع وخذ الموبايل، وإذا لديك محادثات مع أحد بالنسبة لهم.. يعني نفس عقلية النظام، الحقيقة يعني للأسف أن الوضع كان هكذا.

المهم: تمكّنت الغوطة من تحرير نفسها من هذه الهجمة، لن أقول: طرد. وبعدها أصبحنا أمام واقع جديد، يعني واقع انقسام نهائي: يوجد قطاع دُوما وما حولها يحكمه جيش الإسلام بالقبضة الحديدية، ويوجد قطاع الغوطة الذي تحكمه كل متناقضات الغوطة، الفصيل الأكبر الرئيس فيه هو فيلق الرحمن، والهيئة السياسية الأكبر هي الهيئة العامة وهيئتها السياسية التي انتهت مُدَدهم وصلاحياتهم في 2017، وبدأنا نبحث عن مخارج، والمخرج أنه إذا كان في كل مرة يجب علينا أن نعيد الكرة بأن نخاطب الجميع ويتحفظ واحد ويعترض واحد فيتعطل العمل ونراوح في المكان.. [لا، هذا غير مثمر] بدأ يتبلور لدينا في الهيئة السياسية والهيئة العامة بأن نَمضي بمن حضر، والغوطة لا يمكن تحمّل وضعها، فقد سقطت برزة والقابون، ووصلنا لواقع تقسيم واشتداد الحصار والجوع وفقدان المواد الغذائية، والغوطة بدأت تعاني، وبنفس الوقت يوجد معركة لم تتوقف يوماً، وهي معركة جوبر، وكنا نتوقع أنه في الآخر يوجد هجمة أخيرة للنظام وسيأكل الغوطة كلها.

وهنا.. رغم الاقتحام ورغم واقع التقسيم بقيت الخطوط الخلفية مفتوحة مع جيش الإسلام، وحرصنا على بقائها من خلال وسطاء ومن ناس فاعلين وخيريين من الذين يمكن أن يؤثّروا على قيادة جيش الإسلام، والذين من الممكن أن يكون لهم تأثير على قيادة فيلق الرحمن، ولم نقطع الأمل أبداً في أن يتعاملوا كَنِدَّين وكشريكين لعمل شيء للحفاظ على الغوطة ولننقل المعركة إلى أرض العدو، ولا ننتظر في لحظة معينة بعد أن هضم جميع المناطق واسترجع برزة والقابون وداريا ووادي بردى، ثم سيأتي ويركّز قوته ويقتحم الغوطة.. يجب أن يكون لدينا إمكانية المبادرة، وهذا كان هاجساً لدينا، وطبعاً طريقة التفكير هذه كان يوجد سواد أعظم من أهالي الغوطة ومن نخب الغوطة ودُوما هكذا يفكرون، والمجالس المحلية عندما هجم جيش الإسلام في الغوطة أصدرت جميع المجالس المحلية بيانات تطالب بعدم وجود أي وجود لجيش الإسلام في مناطقها، طبعاً بالمقابل جيش الإسلام يسيطر على دُوما وقطاع دُوما، وأيضاً "أبقى" المجلس المحلي لدوما..، ولكن نحن مجالسنا للحقيقة مجالس منتخبة وحقيقية، وعبّرت عن نفسها بنفسها، ولم يطلب منها أحد هذا الكلام، لأننا رأينا هجمة "ذات الألواح" تعفيش ألواح الطاقة والمستودعات والمواد الغذائية واللوجستية.. الحقيقة كان منظراً مؤلماً جداً.

مجلس دُوما المحلي كان قسم من أعضاءه متضامنين مع الغوطة وليسوا قادرين على الكلام، كان يوجد ضغط على مجلس دُوما أن يصدر بياناً لصالح جيش الإسلام، وطبعاً جيش الإسلام كان يعزف على أمرين، ولعب بهذه الفترة على المناطقية الدومانية، يعني بمعنى أنه بدأ يروّج أنه ستحدث تفجيرات وسيرسلون سيارات مفخخة إلى دُوما -وهذا الكلام بدأ يتم تداوله في الشارع في دُوما- وأنه تمّ الإمساك بسيارة مفخخة، ثم يقولون: إن الغوطة تُجوَّع دُوما، لأن الغوطة يوجد بها أنفاق، فكان جيش الإسلام يقوم بتعبئة حتى وصل إلى 28 نيسان 2017 وعملية غزو الغوطة، وكان يقوم بتلك التعبئة، وأنا حتى في تقييمي إن القضية ليست قضية جيش الإسلام، ولكن جيش الإسلام على ما يبدو وضع البيض كله في السلة الروسية، وموعود أنه إذا سيطر على الغوطة بأكملها يُعتمد كقوة دفاع محلي وقوة مفاوضة سياسية، وهذا الكلام نحن كنا نسمعه.

من تاريخ هدنة 2015 التي رفضناها ورفضها عموم شارع الغوطة، ومن وقتها جيش الإسلام لم يقطع العلاقة مع الروس، وبنفس الوقت نحن كنا نرى من الأمور المحزنة حيث بعمق المأساة ترى الشارع على بساطته يقرأ صح.. كان الشارع يقرأ الموضوع أنه في النهاية [موضوع] السعودية وقطر.. مثلاً في رمضان / إثبات رمضان نحن سنصوم إذا قطر أثبتت تصوم الغوطة، وإذا السعودية أثبتت تصوم دُوما، وفي العيد نفس الكلام ستُعَيِّدون على عيد السعودية أو قطر، والشارع رغم بساطته كان يقرأ الأحداث ويربطها ببعضها، ونحن بأحد أبعاد هذا الصراع، ولنترك النزعة الشمولية ونزعة التسلط والبنية الأمنية الفظة لجيش الإسلام، ولكن في النهاية هو ذراع سعودي، وبالمقابل الفصائل الأخرى هي المحسوبة [على قطر] أو مدعومة قطرياً، فإذاً نحن عندما نرى السعودية وقطر يتصارعون في الخارج فهذا يعني أن أدواتهم أو حلفائهم على الأرض سيتصارعون، ونحن بصراحة كان هذا أحد الهواجس التي كانت تقضّ مضجعنا جداً، وأنه نحن إلى أين وصلنا؟!

بعد تاريخ 28 نيسان، انتهينا من هذه القصة، والخيار عسكري ولا يوجد خيارات مدنية توضع، يعني نحن ننحصر (نزداد حصاراً وتضييقاً) باستمرار ومهددون بالقضم، والمخرج يجب أن يكون عسكريّاً، والمخرج العسكري يقتضي أن تتفق القوتان الأكبر أو القطبان، وإذا لم يتفقا فليعملا شيئاً مشتركاً، فكان يوجد مساعي وعمل في هذا الاتجاه، وفي نفس الوقت بدأت تخرج من الغوطة فكرة الألوية المناطقية، وكان مبدأ فكرتها أن الفصائل الكبيرة متصارعة ومقسمة، ويجب العودة إلى أيام زمان حيث كل 20 شخص [يشكلون كتيبة..] و[أصلاً] من حرّر الغوطة هي الكتائب وأبناء المناطق المحلية، ونرجع لهذه الصيغة لنستطيع أن نسترد المبادرة.

بلحظة إطباق حصار وبلحظة هضم مناطق وبلحظة النظام مرتاح ويستطيع أن يضع كل فائض القوة التي لديه في منطقة دمشق باتجاه الغوطة وتقولون الآن: تفتتوا؟!

المقصود في هذا الكلام هو فيلق الرحمن وصمود الغوطة، لأننا بدأنا نرى الناس الذين دخلوا إلى الغوطة بالأسماء الحركية وخرجوا بالأسماء الحركية وكانت خلفهم صناديق مالية عملوا فيها في الطبي والتعليمي وغيره وفي كل المجالات: بدؤوا يَرعَون هذه الفكرة، وهنا نحن توجسنا خطراً، أنا لا أقبل بتفكيك جيش الإسلام رغم خلافنا وصدامنا معه، فتفكيك جيش الإسلام يعني انهيار دُوما، وتفكيك فيلق الرحمن يعني انهيار الغوطة، وانهيار دُوما سيؤدي إلى انهيار الغوطة، وانهيار الغوطة سَيلٌ سيكمل إلى دُوما، ونحن بهذا الوعي والمنظور كنا ننظر إلى هذا الموضوع، فحاربنا هذه الفكرة، لأن بعض المجموعات بدأت تتكتل وتعلن ألوية وتنشق عن فصيل كبير، وكان كلاماً خطيراً جداً، ونحن نقرأه بأنه ليست الغاية منه صراع النظام، وإنما صنع مراكز قوى داخلية، يعني مربعات أمنية، وكان يدور حولها بعض الناس المدنيون الباحثون عن موطئ قدم [الذين] لم ينجحوا بأخذه انتخابياً ولا مؤسسياً، ولم يستطيعوا أخذه عبر مصداقية يملكونها لدى الشارع، والآن يريدون أخذه بجمع بندقية [المقاتل] الطَّموح والسياسي الطَّموح المحلي وصندوق مالي لا نعرف من أين يأتي تمويله، وأسماء حركية لا نعرف أصلها ولا فصلها!! وهؤلاء من كانوا يعملون مع بعضهم على فكرة اللواء المناطقي، وحاربناها بقوة واستطعنا أن نئدها، وهذه من القضايا التي كانت دائماً تستعمل الناس الفاعلين في أي حركة فوضى ضد مستودعات إغاثة.. ضد مؤسسة.. هؤلاء هم الناس الذين كانوا يشدّون إلى فكرة الألوية المناطقية، يعني أشخاص لم يحاربوا النظام.. أشخاص يريدون حمل البندقية لإنشاء مركز قوة ومربع أمني ضمن البلدات، ونحن رأينا هذا الكلام خطيراً جداً، ووقفنا في وجهه، والحمد لله أنه لم تنجح هذه الفكرة، لأنها لو نجحت كانت الغوطة انهارت قبل الانهيار الأخير.. كانت انهارت ذاتياً وليس بفعل الهجمة.

حالة الحرب لم تسمح بالكثير من حراك الشارع، والشارع في النهاية كان يضيع ما بين مؤيد [وغير مؤيد].. الشارع كان يترقب بصراحة.. الشارع كان مهيمناً عليه من قبل لقمته، ولم يكترث كثيراً بفكرة ألوية مناطقية، ولكن كانت اهتمامات الشارع في ذلك الوقت -بعد إطباق حصار برزة والقابون- كان اهتمام الشارع بلقمته.. بمترسة الأقبية.. بِوَصْل القبو مع قبو آخر من خلال نفق.. هذا هو العمل الذي كان الشارع يعيشه.. اهتمامات الشارع كانت هنا، ولكن نحن كنا نقرأها من باب آخر.

على الصعيد العسكري سقطت فكرة الألوية المناطقية، وحصل اندماج بين حركة أحرار الشام وفجر الأمة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/06

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية عام 2017

كود الشهادة

SMI/OH/52-46/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2017

updatedAt

2024/08/03

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جوبرمحافظة ريف دمشق-حزةمحافظة ريف دمشق-كفر بطنامحافظة ريف دمشق-زملكامحافظة ريف دمشق-عربينمحافظة دمشق-القابونمحافظة دمشق-برزة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

جبهة النصرة

جبهة النصرة

لواء فجر الأمة - لواء الزحطة

لواء فجر الأمة - لواء الزحطة

فيلق الرحمن

فيلق الرحمن

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

الهية العامة في الغوطة الشرقية

الهية العامة في الغوطة الشرقية

المجلس المحلي لمدينة دوما

المجلس المحلي لمدينة دوما

الشهادات المرتبطة