الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مبادرات لرأب الصدع في الغوطة الشرقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:51:05

فكرة الألوية المناطقية انتهينا منها بالرغم من ميل بعض الناس لها، [وهم] الذين اشتغلوا من بدايات الثورة وهم يرون أنفسهم أنهم لم يأخذوا حظهم في مواقع قيادية مع تطور الفصائل واندماجاتها؛ وفكرة الألوية المناطقية أيضاً كانت من طرف خفي مدعومة من المكتب الأمني في جيش الإسلام، لأنه كان يرى فيها الفرصة الوحيدة لتفتيت خصمه، يعني نحن كنا نقول: هل يا ترى معقول أنا أفرّط بالغوطة فقط لأجل أن أقضي على خصمي؟ غير معقول هذا النمط من التفكير، خصوصاً عندما نجد أنه رافقها داخل دُوما بثّ الإشاعات، وكنا نسمع كلام يُقال: احذروا من الذهاب إلى الغوطة إلى [القطاع] الأوسط، لأنه هناك أمسكوا أشخاصاً من دُوما وأن نساء من دوما تعرّضن للاغتصاب في الغوطة.. كانت هذه من الإشاعات التي بُثّت في الغوطة.

حصلت بعد هذا الاقتتال محاولة ولقاء لجمع جيش الإسلام -نتيجة هذه المساعي- مع قيادة فيلق الرحمن، وكان يوجد زيارة من قيادة جيش الإسلام إلى قيادة فيلق الرحمن في حمورية، وبعد الخروج بخمس دقائق تَدْخُل مجموعة اقتحام لتحاول اغتيال قائد فيلق الرحمن ورئيس أركانه، ونَجَوا منها بأعجوبة، فكانت أصابع المكتب الأمني لجيش الإسلام بفكرة الألوية المناطقية وفكرة تصفية هذا الخصم كانت أصابع فعّالة. وكان حراك الشارع مثلًا أن "الغوطة تجوِّعنا.. الغوطة تمنع عنا.. الغوطة تفعل وتفعل".. والمواطن العادي هو بمثابة حاضنة شعبية ناقمة على الغوطة ولو أن [هذه الحاضنة] ليست راضية كثيراً على الوضع الأمني والقبضة الأمنية، ولكن على الأقل هذه الحاضنة تتفكك، يعني حاضنة تكره الحاضنة الأخرى وهذا يجعلهم يحكموا قبضتهم على المنطقة.

نحن كنا نلاحظ كل هذه الأمور، وكان إخوتنا ورفاقنا في دُوما، والذين كنا نلتقي بهم في الهيئة السياسية، كانوا يتعرّضون لضغوط وتهديدات، ومن بينهم أكرم طعمة وعزو فليطاني وأبو راتب آدم، كل هؤلاء كان صوتهم هو صوتنا، ولكن كانوا يتعرّضون لضغوط هائلة في دُوما، ونزار صمادي أيضاً معهم، وكان في فترة من الفترات يكون لدينا مخاوف أمنية عليهم، ولا نرغب أن يُكثروا التردد إلينا خشية أن يصيب أحداً منهم مكروه.

بعد حادثة الاقتحام وردّ الاقتحام وتكريس واقع الانقسام وبداية تمايز خطابين في الهيئة العامة، كنا في سلسلة اجتماعاتنا في الهيئة السياسية نتكلم عن المخرج، كنا نجلس ونتكلم جميعاً كأعضاء هيئة سياسية، وطبعاً من أعضاء الهيئة السياسية كان نائب رئيس الحكومة المؤقتة والمحافظ والصحة وغير الصحة.. جميعنا كنا موجودين وجميعنا منتخَبون من هيئة عامة، ما هو المخرج؟ لا بدّ من العمل على الشراكة ووحدة الصف. طيب إن كان هناك من يعطِّل هل سنبقى معطَّلين؟ فقالوا: لا. إذاً سنمضي ونحن فيما بيننا مَن مِن المتوقع أن يتجاوب معنا؟ فقالوا: فقط فيلق الرحمن والأحرار وفجر الأمة. حسناً هذا جيد، لماذا لا نبني مشروعنا بهم، بمن حضر، ونكون جميعنا كتلة واحدة، وأنا كحكومة سأكون خارج الأمر.. أنا معكم وأدعمكم بالفكرة ومقتنع بها، ولكن كوني نائب رئيس حكومة يجب أن أكون للجميع، فأنا دعوني خارج الموضوع، ولكن أنا سأدفعكم من الخلف، وأنا كمحافظ سأبقى في الخارج، ولكن أنا أدعم المشروع ونعمل ونمضي به، وأنا لدي القدرة على الضغط على جماعة فجر الأمة ونتمّم المشروع.. بدأنا نتكلم في الآليات والطريقة.

وهنا بدأت تتمايز كتلتان كبيرتان مدنياً، وبدأ اندماج الكتلتين الأصغر عسكرياً، والكتلتان الكبيرتان مدنياً هما الهيئة العامة وغالبية أعضائها بعد غزوة "ذات الألواح" من جيش الإسلام على الغوطة بدأنا ندير قطاعنا ونحصن أنفسنا وشريكنا الذين أولادنا يحملون البندقية ضمنه، وشريكنا الثاني هو فجر الأمة وحركة أحرار الشام، ونحن كمجالس محلية وإدارة محلية نستطيع أن نجد صيغة صمود ومقاومة من أجل الحياة.

هذه الكتلة كانت كتلة الواقعية، بمعنى أننا أمام واقع جديد ويجب أن نبتدع أساليب جديدة، وأصلاً فكرة الهيئة العامة هي كانت ضرورة مرحلة لم تنجح في الوصول إلى مآلاتها، فلنبتدع طريقة أخرى. وكان يوجد جزء وكتلة يقول: إن المدني ليس له علاقة بالعسكري، وإنه علينا أن نمضي بالمشروع وحدنا شاء من شاء وأبى من أبى. وهنا بدأنا نلاحظ ازدواجية في اجتماعاتنا، يعني داخل الاجتماع يقول أحدهم: أنا معكم في هذا المشروع ونعمل، وفيما بعد على الطرف الآخر يحدث اجتماع آخر ويقول نفس الشخص: إنه لا يريد العسكر!! يا أخي نحن الآن لا نلعب سياسة، نحن الآن في موت قادم لنا ويجب أن نعرف كيف نقاومه.

بدأ يتمايز -مدنياً- كتلتان، وعسكرياً اندمجت حركة أحرار الشام مع فجر الأمة، وفجر الأمة من صفاته منذ بداية الثورة إلى يوم الخروج والتهجير من الغوطة أنه لواء مناطقي بامتياز، ولم يقاتل خارج حرستا، ولم ينتسب إليه عناصر من خارج حرستا، وهو لواء إمارة حرستا، وأنفاق الغوطة التي حفروها منذ عام 2013، والتي كانت شريان الحياة، هي أنفاقهم التي كانت توصل بين حرستا الشرقية والغربية، شرقي المحلق وغربي المحلق، واستثمروها بشكل كبير وكانت تأخذ رسوم عالية جداً، يعني في أول بداية الأنفاق كانوا يأخذون 50 بالمئة حتى من حمولات الذخيرة!! هذا ما كنا نسمع به، الذخيرة والسلاح التي كانت تمرّ عبرها للفصائل كانوا يأخذون 50 بالمئة، وكذلك الأمر بالنسبة للمواد الغذائية، وأنا أذكر في عزّ حصار الغوطة وجوع الغوطة ولم يكن لدينا خبز، كانوا هم يصنعون معروك في غربي حرستا ويبيعونه في الغوطة بأسعار [عالية]، والحقيقة كان مشروعاً استثمارياً كبيراً بالنسبة لهم، وعندما سقطت برزة والقابون خسروا هذه الميزة.

حركة أحرار الشام أنا أراها مثل مسمار جحا في الغوطة، وأنهم جزء من معادلة دمشق، ومنطقها: أنا هنا ولست هنا، وتبحث عن أرض ومعقل، ولديها تمويل، وكانت تحالفاتها دائماً بكل صراعات الغوطة مع جبهة النصرة ومع فجر الأمة وتحديداً مع النصرة. وفي الوقت الذين كان الأحرار والنصرة يتقاتلون في الشمال كانوا حلفاء وبندقيتهم واحدة في الغوطة وموجهة ضد فيلق الرحمن، وفي فترة من الفترات عندما جرّب فيلق الرحمن أن يستأصل جبهة النصرة عام 2017، وكان استئصالها قاب قوسين أو أدنى من بعد اتفاقات خفض التصعيد، وفجأة فُتحت جبهة وتحالفت بندقية حركة أحرار الشام مع النصرة، وفتح جيش الإسلام معركة في الأشعري على الغوطة، والنظام صعَّد في جوبر، ووقتها من الصباح حتى العصر صار التعميم على إيقاف الحملة وتوقّفت الحملة.

وأنا هنا أصبحت أربط الأمور بقضايا وسياسات دولية، ولم تعد لدي قناعة بأن كل هذه التصرفات هي تصرفات محلية.

جرى اندماج حركة أحرار الشام مع فجر الأمة، وقاعدتها ومعقلها حرستا، وبدأنا نرى تمايز لون جماعة الحكومة المؤقتة والمحافظة، والمحافظ كان مصطفى صقر من حرستا، وهو عضو شورى فجر الأمة، وكان أول مدير لمؤسسة الفجر التابعة لأنفاق فجر الأمة، وبدأ تمايز هذه الكتلة تجاه الأحرار، وبدأنا نسمع طروحات عن أنه "لماذا دُوما؟"، وكان مقر المحافظة بالغوطة في حمورية، وأنه ليكن هناك شيئاً في قطاع حرستا. سمعنا هكذا طروحات، وقلنا: من الجيد أنهم اندمجوا وأصبح التفاهم الآن مع طرف واحد بخصوص بناء شراكة الغوطة المدنية العسكرية، وهم اندمجوا تحت اسم أحرار الشام في حرستا. فقلنا: لدينا إذاً لدينا فيلق الرحمن وأحرار الشام والمجالس المحلية والإدارة المحلية / المجتمعات المحلية، فلتَصنع صيغتها. وكنا نعمل لإنضاج شيء ما فقط ليحفظ أمن وثبات وصمود الغوطة.

مع سير تقدم الأحداث في عام 2017 بدأنا نطلق مبادرات على صعيد اللقاءات، يعني: هل تقبلون بكذا؟ نعم أو لا، أو نعدّل أو نزيد أو ننقص، وكل هذا كان في الإطار التشاوري بين المدني وقيادات الفصائل. وقلنا: لعلّ وعسى نستطيع الوصول لصيغة ونقول لجيش الإسلام: تعال فأنت منظم أمورك ونحن أيضاً، فتعالوا لنعمل مع بعض، يعني في النهاية نحن هذا ما نريد أن نصل له، وقد تكون هذه الطريقة هي شكل آخر من أشكال جمع جهود الغوطة العسكرية أولاً والمدنية ثانياً؛ المدنية كانت موحّدة بسوادها الأعظم وبأشخاصها وفعالياتها، والعسكري إذا وُحدت البندقية فالغوطة ستثبت وتستطيع الوقوف، فكان هذا الهاجس؛ وعلى التوازي مع هذا الكلام اشتغلنا على لقاء جَمَعَ قيادة جيش الإسلام وفيلق الرحمن في مزرعة في الأشعري شبيه بلقاء مسرابا الذي خرجت منه اللجنة السداسية وفكرة حلّ وخارطة الطريق وإعلان المبادئ لأجل حلّ الخلاف ما بين الفصائل، ولكن هنا كان الهاجس الأساسي حصار مطبق والغوطة آيلة إلى التصدع الذاتي والانهيار الذاتي بفعل إطباق الحصار، بفعل الحرب التي لم تتوقف، بفعل واقع الانقسام، ولا بد من فعل شيء، وكان يوجد اجتماع كبير حضره 20 أو 30 أو 40 شخصاً، كانت قيادة جيش الإسلام وفيلق الرحمن كانوا موجودين بأشخاصهم، والذي مهّد لهذا اللقاء كانت مساعي حميدة كانت على قدم وساق، ولقاءات بيننا وبين أشخاص مؤثرين على قيادات جيش الإسلام.

نحن لم نعد نتمسك كثيراً بالعنوان، يعني الهيكل والكيان بدأنا نشعر أن كل هذا كلام مهلهل وفارغ، وفي النهاية يوجد دور وهو دورنا الذي نقوم به، يعني أننا نريد أن نبذل الجهود ونجتمع هنا وهناك.

يمكن هنا قفزت بالوقت لنهاية العام.. أعود قليلًا لاستدرك.

على صعيد الهيئة العامة واللقاءات مع فصيلي الغوطة التي كنا نعتبرهم أحرار الشام بعد أن توحدوا مع فجر الأمة وفيلق الرحمن مع فعاليات الغوطة المدنية التي هي حُكماً وفي غالبيتها هي أعضاء الهيئة العامة، وبدأت تتبلور فكرة ضرورة العمل على صيغة توحيد، ومن ثم مدّ اليد إلى الشق الآخر لنستعيد مبادرة توحيد الغوطة، وأن تكون الغوطة مبادِرة في عمل شيء ما، وهنا كان يوجد أجواء ولقاءات استغرقت أشهر في أوقات مختلفة من اليوم، أحياناً من الخامسة صباحاً وأحياناً مساءً وليلاً، وبها أخذ وردّ كثير، يعني دائماً [هذا هو الحال] عندما يكون أي مشروع في طور العصف الذهني ولا يوجد تصوّر مسبق له، ونحن مشروعنا في الهيئة العامة انتهى، وفترة الهيئة السياسية انتهت، ولكن لم ننجز شيئاً، فدعُونا نجد صيغة ما.

على هامش هذه اللقاءات كان لنا لقاءات مكثفة مع مكتب العلاقات العامة لفيلق الرحمن، وكان على رأسه الشيخ أبو محمد الفاتح، ولقاءات مع قائد الفيلق أبو النصر، وكنا نجد في طروحاتنا أنه أكثر فصيل قابل لبناء شراكة معه هو فيلق الرحمن، ثم حركة أحرار الشام، وثالثاً والذي هو شبه مستحيل جيش الإسلام، وكان هذا التسلسل المنطقي عند الجميع، وكان هاجس الوضع العام أنه لا بدّ من تغيير معادلة الغوطة، فتَشَكَّلَ شيء بالتوافق ما بيننا وما بين قيادة فيلق الرحمن أنه إذا رأيتم أن جميع محاولات جمعكم مع جيش الإسلام [لم تثمر] وآخر لقاء تمّ وبعد زيارتهم لك على أثره كان هناك محاولة اغتيال لك إذاً دعونا نبني عملنا على أن تجهّزوا لعمل كبير يغيّر المعادلة، ونستطيع أن نطوّر الوضع باتجاه دمشق، وجيش الإسلام أكيد لديه شيء ولا يكشف خططه، وأنت لا تكشف خططك، ومن الممكن يكون تنسيق عمل بشكل متواقت فيما بينكم أو أو أو... فقمنا بتشكيل شيء اسمه "خلية أزمة" لدراسة هذا العمل، ولأنه ليس عسكريّاً فقط، وهكذا عمل سيقوم بتغيّر نوعي في وضع الغوطة، وأنت ستدخل وتأخذ أحد الأحياء الشرقية، مثلاً العباسيين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/06

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية عام 2017

كود الشهادة

SMI/OH/52-47/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2017

updatedAt

2024/08/03

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-منطقة دومامحافظة ريف دمشق-حمورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

الحكومة السورية المؤقتة

الحكومة السورية المؤقتة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

لواء فجر الأمة - لواء الزحطة

لواء فجر الأمة - لواء الزحطة

الهيئة السياسية في الغوطة الشرقية

الهيئة السياسية في الغوطة الشرقية

مجلس محافظة ريف دمشق الحرة

مجلس محافظة ريف دمشق الحرة

فيلق الرحمن

فيلق الرحمن

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

مؤسسة الفجر للتنمية

مؤسسة الفجر للتنمية

وزارة الصحة - الحكومة السورية المؤقتة

وزارة الصحة - الحكومة السورية المؤقتة

الشهادات المرتبطة