الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
image.png

جماعة أنصار الإسلام

تشكلت في العراق مطلع سبتمبر/أيلول 2001 جماعة سلفية جهادية كردية القومية، من خلال اجتماع مجموعتين إسلاميتين مسلحتين هما جماعة التوحيد بقيادة أبو بكر الكردي وجماعة "قوة سوران" بقيادة أبو عبد الله الشافعي وعرِفت آنذاك باسم "جند الإسلام"، وكان أبو عبد الله الشافعي قائدًا للجماعة الجديدة، إلا أن الجماعة اندمجت بعد ثلاثة أشهر مع "جماعة الإصلاح" بقيادة الشيخ نجم الدين فرج أحمد الملقّب بـ "ملا كريكار" تحت مسمى تنظيم "أنصار الإسلام". بايع التنظيم القاعدة في 2003 وقاتلت مجموعات منه مع أبي مصعب الزرقاوي، -يشاع أن الجولاني وأبا مارية القحطاني انتسبا إلى أنصار الإسلام في العراق وتعرفا إلى بعضهما هناك عام 2006- وفي عام 2014 بايعت الجماعة في العراق تنظيم الدولة واندمجت فيها اندماجًا كاملاً. نشطت الجماعة بداية في جبال الساحل، باسم كتيبة الأنصار بداية، حيث كانت تعمل بالتنسيق مع جبهة النصرة، وظلت تنشط دون إعلان عن تشكيل لها في فبراير/شباط عام 2015 حيث ظهرت لها بعض الإصدارات بشعار "الأنصار" مما أثبت تشكيل الجماعة -عبر أفراد أكراد قاتلوا معها في العراق- فرعًا في سورية مستقلٍّ عنها إدارةً وقيادةً وسياسةً. استمرت الجماعة في ولائها للقاعدة دون إظهار أي بيعة لها، كما كانت مقربة من الحزب الإسلامي التركستاني وشاركت في معارك تحرير إدلب وفك الحصار عن حلب، وبالرغم من ذلك فلم تعرَف أسماء قيادات الجماعة إلا أن هيئة تحرير الشام اعتقلت عددًا منهم في يونيو/حزيران 2022 وقيل إن أبا الدرداء الكردي كان هو المسؤول العام عن الفصيل منذ تأسيسه، وأبو عبد الرحمن الكردي القائد العسكري له. يجب التنويه إلى أن المعلومات المتاحة عن التنظيم تتضارب مع بعض الروايات التي تشير إلى فصيل آخر تشكل جنوبي سورية، وهو ما عرف باسم "تجمع أنصار الإسلام" ثم "جبهة أنصار الإسلام" حيث تشكل هذا التنظيم بداية من ثلاث تجمعات هي: لواء أسامة بن زيد ولواء العز بن عبد السلام وكتيبة العاديات "أنصار الإسلام"، وقد تأسس التجمع في أغسطس عام 2012 في ريفي دمشق والقنيطرة جنوبي سورية بقيادة أبي المجد الجولاني، ولا يمت بصلة لجماعة الأنصار المرتبطة معنويا بأنصار الإسلام في العراق. انضمت جماعة أنصار الإسلام -أو الأنصار- إلى غرفة "وحرض المؤمنين" منذ بداية تشكيل الغرفة عام 2018 إلى جانب تنظيمات "حراس الدين" و"أنصار التوحيد" و"جبهة أنصار الدين"، وتركزت أعمالها في استهداف قوات النظام في محيط جبال الساحل، وتربطهم علاقة قوية بالحزب الإسلامي التركستاني، إلا أنه بالرغم من ذلك لم يتجاوز عدد أفراد الفصيل -اعتبارُا من 2020- مئة 100 مقاتل علمًا أن معظمهم من الأكراد "سوريين وعراقيين وإيرانيين" في حين تراوحت أعداد مقاتلي الفصيل سابقًا بين 250 إلى 350، وقد عُرف عن الفصيل الانضباط الشديد وعدم الاختلاط بالمدنيين إلى جانب فقرها الشديد واعتمادها في التمويل على دعم بعض الفصائل المحلية والجهادية الأخرى.

أختر الشاهد :