معركة كسب والبث المباشر من المعبر
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:53:16
في بداية الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) سافرت من دبي إلى الأردن، كان لدي تصوير برنامج ذاكرة المخابرات السورية، وهو معروف على تلفزيون "أورينت"، فكانت الشهادة من منير الحريري الذي كان ضابطًا بفرع الميسات في دمشق، كان ضابطًا في الأمن السياسي. فوصلت إلى الأردن، وحددت موعد التصوير بناء على موعد محدد، وبدأت التصوير، وفجأة، اتصل بي رئيس التحرير من تلفزيون "أورينت"، وقبل الاتصال، رأيت أن هناك عمليات عسكرية لتحرير كسب قد بدأت.
كسب مدينة تحوي أكثر من شريحة اجتماعية، يوجد فيها نسبة جيدة من الأرمن، وفيها سُنة مصطافون، وفيها تركمان، وهي متنوعة الشرائح. طبعًا، في ذلك الوقت، كنت منذ فترة طويلة لم أذهب إلى اللاذقية، بعد أن بدأت داعش تظهر بقوة، وأخذت مساحات كبيرة، فأنا لم أذهب خلال هذه الفترة. وقبل معركة كسب بشهرين أو ثلاثة بدأت الفصائل، هل كان ذلك بإيعاز خارجي أم هم قرروا ذلك، وبدؤوا يصطدمون مع داعش؟ وأحست داعش بأنها غير موجودة في اللاذقية؛ فانسحبت، وخرجت من ريف اللاذقية، كان ذلك في بداية عام 2014.
في الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) من عام 2014، في بدايته تحديدًا، أخبرني رئيس التحرير بأنني يجب أن أنزل إلى كسب، والحقيقة أنني كنت متخوفًا من النزول، فقال لي: أريدك غدًا في" جولة الرابعة" أن تكون جاهزًا في كسب؛ لتخرج في بث مباشر. وأخذت قرارًا بأنني يجب أن أكون موجودًا رغم تخوفي من ذلك، فربما تكون هناك خلايا لداعش، وهي تستهدف الصحفيين قبل الجميع. فنزلت إلى إسطنبول من عمان، ومن إسطنبول إلى أنطاكيا، وعبرت الحدود إلى سورية، وكنت قد نسّقت مع الدكتور خليل الآغا مدير صحة الساحل، والتقيت به، وكنت قد نسّقت مع بعض الضباط الموجودين في الجيش الحر ومنهم: محمد طبنجة، ومجموعة أخرى. وعبرت الحدود من دون أن أخبر أحدًا عن موعد وصولي، ووصلت إلى الحدود، وأنا لا أعرف كيف سأعبر، ووجدت رجلًا في الستين من عمره، في المكان الذي نزلت فيه من السيارة. طبعًا، يوجد نقطة علام يقال عنها: التنور. ووجدت رجلًا يبدو في الستين من عمره، كان بجانب التنور، فقلت له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال لي: أريد أن أعبر إلى "اليمضية". وقلت له: وأنا أيضًا. فقال: تفضل. وقلت له: هل تعرف الطريق؟ فقال: نعم، تفضل. وعبرنا معًا، ودخلت إلى مشفى "اليمضية" الذي كان في الساحل، وكان يديره الدكتور خليل آغا، وهو قريبي، وأثناء وصولي، قلت للدكتور خليل: أريد الذهاب إلى كسب. طبعًا، كانت عربة البث المباشر من "أورينت" موجودة في إدلب، وأخبروها قبل يوم؛ فذهبت إلى كسب، كانت كسب محررة قبل يوم واحد، فدخلت، وقال لي الدكتور: ابقَ في المشفى قليلًا. وأنا لم أعرف ما الأمر، واتصل بي رئيس التحرير، وكان معي هاتف" ثريا" (هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية)، وأخبرني أن تلفزيون المنار يبثّ من معبر كسب، وعرفت أن النظام قام بمحاولة استعادة "لكسب"، وأخذ المعبر الموجود عند مدخل كسب، وأصبح الشباب الموجودون داخل كسب بين النظام من جهة الساحل وبين النظام من جهة المعبر، وعمليًا حوصروا في كسب، فقلت للدكتور خليل: ماذا يحدث؟ فقال لي: انتظر قليلًا، أنا سأتواصل مع الشباب. وحاولت أن أتواصل مع الأشخاص الموجودين في الداخل، واستطعت التكلم مع من كان لديه إنترنت على الشبكة التركية، وهم لا يعرفون ما يحصل، والكتائب تقول لنا: لا تخرجوا من "كسب"؛ لأن هناك حواجز للنظام. كان هناك "اللواء العاشر" وكانت الفرق الساحلية الموجودة، وكانت "الجبهة "موجودة وكذلك "شام الإسلام" وهي مجموعة من المقاتلين المغربيين والمصريين، هؤلاء هم الذين أخذوا برج "الخامس والأربعين"، المعركة الشهيرة التي حدثت على البرج كانت "شام الإسلام" بقيادة أبي أحمد المغربي في وقتها، وكان معاونه أبا صفية المصري، وكانت "أنصار الإسلام"، وهم سوريون طبعًا.
انتظرت قليلًا، ثم أخبرني الدكتور خليل أنه يمكننا الذهاب إلى "كسب"، وركبنا سيارة المشفى، وذهبنا، بعد حوالي خمس وأربعين دقيقة من اتصال الأستاذ محمد عبد الرحيم، حيث كان رئيس تحرير "أورينت"، فذهبت، واستمرّ الطريق عشرين دقيقة تقريبًا من "اليمضية" إلى كسب، استمرّ أكثر من عشرين دقيقة، ووصلت إلى معبر كسب، كان هناك نار ودخان والقليل من الدمار الجديد الواضح بسبب المعركة، ويوجد سيارة محروقة، وسألت مجموعة من العساكر: ماذا حدث؟ فقالوا: إن النظام استطاع اختراق التحصينات التي وضعها الشباب في نبع المر، ودخل من نبع المر، وأخذ معبر كسب، ودخل العساكر (الجيش الحر) الذين كانوا في معبر كسب إلى الجهة التركية، وبدؤوا يقاومون من الأراضي التركية. ويبدو أن الذي حدث هو: أن المدفعية التركية نفسها بدأت بقصف جيش النظام في معبر كسب؛ فاضطر للانسحاب وترك مواقعه، وذهب. وفي هذه اللحظة، قمت بحركة، كنت أعتبرها خدمة للثورة، حيث اتصلت برئيس التحرير، وقلت له: كيف عرفت أن كسب......؟ فقال: تلفزيون المنار كان يبث من معبر كسب. فقلت له: افتح لي الهواء من معبر كسب؛ فقطعوا البث، وفتحوا لي بثًا مباشرًا من معبر كسب، وظهرت ببث مباشر من معبر كسب، وقلت: إن المعبر بيد فصائل المعارضة، والحقيقة أنني لم أكن أكذب، ولكن المذيعة وجّهت لي سؤالًا، كانت زميلتي ميرنا منذر مذيعة لبنانية، وقالت لي: إن تلفزيون المنار كان يبثّ ذلك. فأنا لم أعرف ماذا أقول لها، فقلت: أعتقد أنه تسجيل قديم، والثوار موجودون في كسب، والآن نقوم بجولة في مدينة كسب، وأنا الآن أقف أمام معبر كسب، وهذا التوقيت والتاريخ، وهذه صور المعبر، وكانت الكاميرا تتحرك.
حاولت توثيق هذه اللحظة بتفاصيلها، رغم أن تلفزيون المنار كان قبل نصف ساعة يبث من نفس المكان؛ فدخلت إلى كسب، وكانت حواجز الإسلاميين كثيرة، لم يوقفوني؛ لأنني أركب سيارة المشفى، ووصلت إلى البحر، ثم وصلت إلى "السمرة"، وعدت، ودخلت إلى الكنيسة في ساحة كسب، كانوا قد وضعوا عندها شخصان من الجيش الحر، ولم يكونا من الإسلاميين، كانت الكنيسة محافظة على معالمها جيدًا، والتقطت فيها بعض الصور.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/22
الموضوع الرئیس
معركة تحرير كسبكود الشهادة
SMI/OH/49-27/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
نيسان 2014
updatedAt
2024/07/29
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-اليمضيةمحافظة اللاذقية-السمرامحافظة اللاذقية-كسبمحافظة اللاذقية-النبعينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة أنصار الإسلام
الجيش التركي
قناة أورينت / المشرق
الفرقة الأولى الساحلية
الفرقة الثانية الساحلية
قناة المنار اللبنانية
كتيبة سجيل - اللواء العاشر في الساحل
حركة شام الإسلام
جبهة النصرة - اللاذقية