معركة كسب، ومعركة جسر الشغور طريق العبور الثانية وملاحقة المقنعين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:08:16
معركة "جسر الشغور طريق العبور" الثانية كانت بالاشتراك، وكل مقاتليها من جبهة ثوار سورية وجبهة العز، وبدأنا المعركة وأتفاجأ بعد أن بدأنا المعركة في أول يوم وثاني يوم -وطبعًا أنا ذكرت أن أكثر العناصر [في] المعركة من جبهة ثوار سورية -وتفاجأت- ونحن أي شيء نقوم به للمعركة أو نصوّره أو نبثّه كنا نبثّه باسم جبهة العز وباسم جبهة ثوار سورية وتفاجأت أن الإعلاميين في جبهة ثوار سورية بدؤوا يحاربون جبهة العز وتواصلت مع جمال معروف وادّعى أنه لا يعلم بهذا الموضوع، ثم اتصلت مع الإعلامي في جبهة ثوار سوريا وهو أحمد معروف وقلت له: لماذا فعلت ذلك؟ وما هو السبب؟ فقال: يا عمّي أبو محمود أنت تعرف الوضع ونحن لا يمكننا أن نقاتل حركة بدون علم جمال، هو الذي كان يحرّضهم على جبهة العز.
استمرّت المعركة وكان هدف المعركة -بالاتفاق مع أبو أسامة الجولاني (حسن إبراهيم) ومع الأمريكان- كان هدف المعركة هو قطع الإمدادات عن جسر الشغور وعن الساحل وقطع الطرقات من جسر الشغور إلى [سهل] الغاب عن طريق اشتبرق وقطع طرقات جسر الشغور ومحاصرة جسر الشغور من أجل الاحتفاظ بالنصر في كسب، وهذا كان هو هدف المعركة الأساسي وليس اقتحام جسر الشغور، والمعركة حقّقت هدفها وحاصرت جسر الشغور ولم تكن تستطيع أن تدخل أي سيارة أو تخرج مدة شهر، وفي هذه الفترة أبو إلياس أمير جبهة النصرة في الساحل وأبو مجاهد أمير أحرار الشام وأبو حسن المهاجر إياد الشعار من جسر الشغور، وهذا الشخص أنا تحدّثت عنه سابقًا وهو كان اسمه أبو حسن الشيشاني، وهذا الشخص غيّر اسمه إلى أبو حسن المهاجر، وهو الذي كان يغيّر اسمه كل فترة، وهذا الشخص هو وأخوه أبو مجاهد وشخص آخر اسمه أبو علي الشيخ وهم كانوا في قيادة أحرار الشام بدؤوا يجيّشون ضدنا ضد لواء ذئاب الغاب وأن لواء ذئاب الغاب يقطع الطرقات على المجاهدين ولا يسمح بالمدد أن يصل إلى الساحل ولا يسمح للناس بالذهاب والعودة، وفي تلك الأثناء نقلت قناة الجزيرة هذا الخبر وأنا طلبت من عناصرنا الذين كان لديهم حواجز على الطرقات أن يزيلوا جميع الحواجز ومن لديه حاجز على الطريق ولا يستطيع الاستغناء عن الحاجز فيجب أن يبتعد عن الطريق مسافة 200 متر على الأقل ثم جاء إليّ أبو حسن المهاجر إياد الشعار وهو الآن لديه فصيل اسمه شام الأحرار (جيش الأحرار- المحرر) بقيادة أبو صالح طحان وهذا الفصيل عبارة عن دواعش وجبهة النصرة وجميعهم مؤدلجون.
اتصل معي أبو حسن المهاجر وطلب اجتماعًا فقلت له: أهلًا وسهلًا فجاء إلي الزنبقي إلى القيادة وتحدثنا قليلًا بشكل عام وأنه يجب علينا المساعدة مع بعضنا وقلت له: أنتم تهاجموننا على الإعلام وتحرّضون الناس علينا، فقال: سوف أجيبك ولكن يجب أن نكون وحدنا، وبعد اجتماعنا أكثر من ساعة طلب أن نجلس وحدنا قبل أن يغادروا الاجتماع، فجلسنا وحدنا في مكتبي الخارجي، وعاد الحديث من بداية الثورة وبدأ يحدّثني عن أحرار الشام عن أبناء منطقتي، حسان عبود وأبو طلحة (عبد الناصر الياسين) ومن مثلهم، وقال لي إنه: يوجد مصلحة مشتركة بيننا وبينك وهي عداؤنا لهذه القيادة، فقلت له: أنا أعرف أنك لست عدوّهم، ومتى أصبحت عدوّهم؟ فقال: أنا الآن أتحدث معك بكل صراحة وأقول لك إنهم أعدائي ويجب علينا أن نتساعد حتى نقتلهم ونتخلص منهم، فقلت له: يا أبو الحسن أنت كان يجب عليك منذ اللقاء الأول بيني وبينك أن تعرف شخصيتي وتعرف من أنا، وأنا يوجد عندي كل شيء إلا الغدر وإذا أردت أن أقتل شخصًا فأقتله على العلن ولا أقتله بالسر ولا أفجّره وأنا لا أعمل بهذا الشكل، ومع ألدّ أعدائي لا أعمل بهذا الشكل، فقال: من أجل المصلحة العامة يجب أن نقتلهم، وبدأ يذكر فتاوي وأنه يوجد شيء اسمه قتل المصلحة، فقلت له: هذا الموضوع لا يعنيني، فقال: هل أنت تتوقع أنني أتحدث معك بهذا الأمر حتى أختبرك؟ فقلت له: لا، والموضوع لا يعني لي شيئًا أبدًا حتى لو كنت تسجّل لي أو تجرّبني أو تختبرني، وحتى لو كنت تتحدث بالحقيقة فإن الموضوع لا يعني لي شيئًا وأنا لا أضع يدي في هكذا طريقة قتل، وحتى مع النظام نفسه لا أفعل هذا الشيء ولا يمكنني أن أضع لغمًا في سيارة شخص، وقلت له: هذا ليس أسلوبي وليس عملي وأنا كرامتي لا تسمح لي أن أقوم بهذا العمل مهما كلّف الثمن، فانتهى اللقاء بهذا الشكل ورفضت التعاون بقتل قيادة أحرار الشام.
في هذه الأثناء كانت معركة جسر الشغور مستمرّة واستمرّ الوضع على حاله وفتحنا الطرقات وبدأ الناس يتحركون وعادوا وجيّشوا هم أنفسهم، وهنا أوقفنا معركة جسر الشغور لأنه حصل انسحاب من كسب وأصبحت عملية جسر الشغور بلا فائدة لأنه كان هدف عملية جسر الشغور هو الاحتفاظ بالنصر والمكاسب في الساحل، وبعد انسحاب المجاهدين من الساحل نحن أوقفنا عملية "جسر الشغور طريق العبور" وانسحب عناصر جبهة ثوار سورية ولم يبقَ في الميدان إلا عناصر لواء ذئاب الغاب والقليل من عناصر جبهة العز.
الألوية التي انضمّت من الساحل بقي [منها] فقط لواء واحد وكان مشاركًا بحوالي 25 عنصرًا وبقوا في نقطتهم حتى اللحظة الأخيرة وكانوا منضبطين وهو قطع الطريق على اشتبرق من جسر الشغور، ونحن أوقفنا العملية وبقينا مرابطين على جسر الشغور فقط لا غير.
بعد انسحابهم من كسب عادوا يجيّشون على اللواء وكانوا يريدون ضرب واقتحام اللواء وهم كانوا يدّعون أنه نحن قطعنا الطرقات على المجاهدين وقتلنا المجاهدين ولدينا حواجز على الطرقات، وكان يوجد أشخاص يدّعون أننا قمنا بسرقتهم من عناصرنا فقلنا لهم: أي شخص لديه شكوى من عناصر ذئاب الغاب أو أي شخص لديه شيء فنحن جاهزون وبنفس اليوم سوف نحلّ المشكلة، فجاء أحد الأشخاص من الساحل واكتشفنا فعلًا أنه يوجد عناصر من اللواء قاموا بسرقته، فأحضرنا هؤلاء المقاتلين وعرفنا أنهم أخذوا منه سيارته وهذه السيارة يوجد فيها وقود، وطبعًا صاحب السيارة لم يكن يعمل بالتهريب ولكنه كان يقوم بنقل الوقود إلى الساحل فأخذ عناصرنا الوقود منه وأخذوا مسدسه وبندقيته، وهذا الشخص هو مدني ولا يتبع لفصيل، وجاء هذا الشخص وشرح الموضوع وذكر الحاجز الذي سرقه، فأحضرنا عناصر الحاجز وتعرّف إليهم، وبنفس اليوم قمنا بحل المشكلة وأعدنا للرجل خسائره وعرفنا أن قائد الكتيبة قد أطلق النار على أحد عناصره وأصابه في قدمه واسم قائد الكتيبة محمد التيح من جسر الشغور وهو أخو أبو عادل (أحمد التيح)، وأمسكه السجانون وهو كان يريد أن يقتلهم ولكنهم منعوه.
أي شكوى كانت تأتينا بخصوص هذا الموضوع كنا نحلّها بنفس اليوم، وبنفس اليوم ندفع تعويضًا وبدون أي تردد في حال تأكدنا من الموضوع.
في قرية خريبة كانت "داعش" تتمركز في هذه القرية في أثناء حربنا مع "داعش" وحصلت في قرية خريبة عدة معارك وكرّ وفرّ، وحتى عناصرنا الذين أُسروا لدى "داعش" تم أسرهم في هذه القرية، وأنا ذكرت سابقًا أن لدينا عناصر تم أسرهم لدى "داعش" في خريبة وعندما كان عناصرنا يذهبون إلى الخريبة كان لديهم حسّ أمني وكان لديهم شك أنه يوجد أشخاص من الخريبة يتعاملون مع "داعش"، فكان التعامل مع أهل الخريبة قاسيًا، فاتصل طبيب من الخريبة اتصل معي وقال لي: يا أبو محمود إن القصة كذا وكذا وإنه يوجد شباب من عناصر اللواء يهينون أهل الخريبة واعتدوا على أملاكهم وحصلت اعتداءات وخروقات في الخريبة، فكان ردّي سريعًا وحاسمًا وأمرتُ (طلبت) من الطبيب أن يجمع الناس وقلت له: سأرسل لك لجنةً من عندي وكل شخص لديه مَظلمة سيتمّ حلّها بنفس الساعة، وفعلًا أرسلت الشيخ إبراهيم ومصطفى سيجري والشيخ عبد الإله واتّجهوا إلى الخريبة، وكل مظلمة ادّعاها أهل الخريبة تم حلّها لمن له أشياء سرقت وهو من يقدّر ثمنها، وإذا لم يكن موجود يأخذ ثمنه، يعني على سبيل المثال ادّعى أحد الأشخاص أنه فقد ذهب زوجته وكانت قيمة الذهب تقريبًا مليون ليرة سورية، وتم إخباري بهذا الأمر، فقلت لهم: أعطوه ثمن الذهب وأمرتهم بعدم العودة من الخريبة إلا بعد أن يتم حل جميع المشاكل.
لأننا كنا واثقين أن من ضمن عناصري أخبرني أشخاص أنه حصل كذا وكذا وتم الاعتداء على الناس، نعم لأن هؤلاء الناس كانوا سبب أسر وقتل زملائنا فقمنا بحل الموضوع في الخريبة بشكل نهائي، وهذا الشخص من الساحل حللنا له مشكلته، وأنا أعترف أنه كان يوجد خروقات وتجاوزات وأخطاء ولكن نحن على مستوى القيادة كنا نعالج الأمور بالسرعة القصوى وبكل شفافية وبكل جدّية.
طبعًا هم لم يتكلموا عن الخريبة ولا عن هذا الشخص من الساحل ولكن المشكلة عندهم هي قتال المجاهدين أو قتل المجاهدين.
نحن كنا في تلك الأثناء في حرب مع "داعش"، وذكرت أنه في مرحلة حربنا مع "داعش" أصبح كل إنسان غير سوري هدفًا لنا وكل إنسان يرتدي قناعًا هو هدف لنا، وأي عنصر كنا نأسره كان يقول: أنا من جبهة النصرة وأحرار الشام، وتأتي جبهة النصرة وتطالب به ولم نكن نردّ على أحد بهذا الموضوع أبدًا لأنه كان لدينا أسرى ودم وشهداء وكانت المعركة حامية، ونحن لسنا متفرّغين لحيلهم، ومن ضمن الأسرى الذين أسرناهم في تلك الفترة هو مسلم الشيشاني (مراد مارغوشفيلي - المحرر) مع مجموعته المكوّنة من 25 مقاتلًا ووضعناهم في سجن الزنبقي، وأخبرني الشباب أنه قد تم أسر مجموعة شيشانيين وعلى رأسهم مسلم الشيشاني، وذهبت وتواجهت معهم وطبعًا أخرجته من السجن وأخذته إلى منزلي وجلسنا وتحدثنا وقلت له: لماذا تعادوننا بدون سبب وتقاتلون مع "داعش"؟ فأقسم على القرآن بأنه لم يقاتل مع "داعش"، فقلت له: هذا القسم وهذا الكلام الذي تقوله [ غير مهم]، وهو أقسم على القرآن وبايعني فقلت له: هذا لا يعني لي شيئًا وأنا سأقتلك، وقلت له: في هذه المعركة كل شخص غير سوري يقع تحت قبضتي سأعدمه ولا يوجد حلّ، وفعلًا كنت أنوي إعدامه ولكن تدخل [مصطفى] السيجري وترجّاني أن أقتله ولا أقتل هذا الشخص، وقال اقتلني أنا وبعدها إذا شئت اقتل هذا الشخص، وبسبب تدخل السيجري عفونا عن هذه المجموعة، وكانت حجة السيجري أن هذا الشخص مجاهد وليس له علاقة أبدًا مع هؤلاء المحتالين المتستّرين بالدين، و[أن] الرجل صاحب دين وأخلاق وجاء من أجل الجهاد ولم يأتِ من أجل مكاسب شخصية و[لا] يتستّر بالدين.
بقوا عندنا في السجن عدة أيام.
في اليوم الثاني أو الثالث أخلينا سبيل مسلم الشيشاني ومجموعته وهذا الكلام بعد الانتهاء من قتال "داعش" بعدة أيام، ولكن نحن بعد قتال "داعش" استمرينا باعتقال أي شخص مقنّع من أي فصيل كان، وأصدرنا قرارًا بأن أي إنسان مقنّع سيتمّ اعتقاله ونضعه في السجن مدة شهر أو ثلاثة شهور، و[أن] القناع ممنوع في منطقتنا، ومسلم الشيشاني كان مقنّعًا مع جماعته بعد قتل "داعش".
استمروا بالتجييش ضدنا أكثر وهدّدونا أكثر من مرة بالاقتحام ونحن كنا مستعدّين لتلك المرحلة وقمنا بزراعة ألغام وحزام أمني ومن الصعب اختراقه.
في تلك المرحلة هم رأوا بأننا جاهزون للقتال لأي شخص وهم حتى الآن كجبهة نصرة وفصائل إسلامية وطبعًا هم ازدادت قوتهم عشر مرات عن السابق، ولكنهم على مستوى القوة حتى الآن لم يصلوا إلى قوة "داعش" لا كقيادة ولا كأفراد، يعني أبو أيمن العراقي (عدنان لطيف الدليمي- المحرر) كان أقوى منهم كقيادة، وأفراد "داعش" كانوا مقاتلين أشدّاء وليس لهم منافس في القتال، وبالإضافة إلى قوة "داعش" كانت جبهة النصرة ترتدي القناع وتقاتل معهم وكانت أحرار الشام ترتدي القناع وتقاتل معهم، وأيضًا من الممكن أن تكون جماعة مسلم الشيشاني تتّبع نفس الأسلوب، وأما التركستان فلم يكونوا موجودين في تلك الفترة ولم يدخلوا بعدُ إلى سوريا، ومع ذلك انتصرنا على "داعش".
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/16
الموضوع الرئیس
معركة تحرير كسبكود الشهادة
SMI/OH/74-41/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
آذار/ مارس - نيسان/ أبريل 2014
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-منطقة جسر الشغورمحافظة اللاذقية-كسبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حركة أحرار الشام الإسلامية
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
جبهة ثوار سوريا
لواء ذئاب الغاب
جيش الأحرار
جبهة العز