وفي اليوم الثاني، دخل عناصر من النصرة، وكسّروا كل شيء موجود في الكنيسة، دخلت في اليوم الثاني بعد أن تم تكسير الكنيسة، ولكنهم قالوا: إن عناصرًا من النصرة دخلوا، وكسّروا. وفي ذلك اليوم، وهو اليوم الأول، أجريت لقاءً مع شخص أرمني، كان في مشفى الساحل عند الدكتور خليل، وكان الدكتور خليل يعتني به، ثمّ أمن له سيارة، وأجرى له عملية، كان مصابًا بشظية، وأجريت معه لقاءً، واللقاء موجود، وتكلم قليلًا عن الذي حدث في "كسب"، ولم يتهجّم على أحد، ولكنه تكلم عن المعركة التي حدثت، ونحن فجأة رأينا ان الثوار أصبحوا فوقنا. وتم تأمينه بعد يومين من قبل كادر المشفى بسيارة، وأخذوه إلى آخر نقطة يستطيعون الوصول إليها، وعاد إلى اللاذقية.

 كان الدمار في "كسب" كبيرًا جدًا، طبعًا، بعد هذه اللحظة، أصبح هناك قصف كبير، وفي ذلك الوقت، كانت "أورينت" الإنسانية قد فتحت نقطة طبية في بداية "كسب"، وهناك التقيت بأبي أحمد المغربي للمرة الأولى، وفي اليوم الثاني، رأيته بين القتلى الذين أحضروهم إلى المشفى (المصابين والميتين)، وهو كان قائد "شام الإسلام"، وبعدها تولى أبو صفية المصري مكانه، وبقيت المعركة على برج "الخامس والأربعين"، واستمرّ القصف حوالي خمسة أو ستة أيام، كان قصفًا جنونيًا، والنظام يريده بكل الوسائل والطرق؛ حتى تمت السيطرة عليه، وبقيت في مستشفى "أورينت" في "كسب" ثلاثة أيام، كان الجرحى والقتلى يصلون بشكل يومي، وأعدادهم لا تقلّ عن خمسة وعشرين شخصًا، كان أغلبهم من معركة "الخامس والأربعين"، وحدثت معارك كبيرة على ذلك المستشفى (القمة) وأصيب أحد الشباب أيضًا بطلقة في صدره، اسمه خالد رشيد، وكان الدكتور محمد الخطيب من جسر الشغور هو الذي يستلم النقطة الطبية في المشفى، وقام بعمل جبار حقيقة في تلك الفترة.