الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

داعش تحرق مكتب مزايا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:31:19

 بصراحة، بعدما أحرق مركزي نظفناه، وفتحناه بعد أسبوع بشكل جديد، وتعرضت لعملية اغتيال بعده (تفجير سيارتي بواسطة لغم). عندها أحسست أنه لا يجب أن يكون هناك غالية واحدة في المنطقة، أو أن هدف غالية يجب ألا يكون واحدًا، وهدف غالية يجب أن تحمله أكثر من امرأة في المنطقة. ماذا يجب أن أتصرف؟ طبعًا مع مساعدة المكاتب، كانت الفكرة أن نقوم بفتح مراكز أخرى في مناطق أخرى، على نفس مبدأ "مزايا". وهكذا ستحمل النساء معنا نفس الأهداف، وسيكون لهن مناصرات أكثر، وسنكون تكتلًا أقوى من عملي بشكل منفرد، أو أن يكون فريقي هو الذي يعمل فقط، ولكن هكذا سنكون ضعفاء ونحن يجب أن نكون أكثر. 

أنشأنا مركزًا في معرة حرمة، ومركزًا في إحسم، ومعرة النعمان، وجبالا، وبسقلا، وكفرنبل، بالإضافة إلى مراكز الأطفال التي تابعناها مع مراكز المرأة؛ لأن النساء في ذلك الوقت كانت الواحدة منهن إذا كان لديها أولاد فلا تستطيع أن تتركهم في المنزل، وتخرج؛ لأن الطيارة في أي وقت ممكن أن تأتي، ويكون أولادها في خطر. وهي تريد أن تكتسب علمًا ومهارات؛ لذلك أقمنا قبوًا ثانيًا قريبًا من القبو النسائي، وفتحناه كروضة أطفال ومركز طفل في نفس الوقت، حتى النساء اللاتي لديهن أطفال فإنهن يحضرن أطفالهن إلى المركز، وكان يوجد بنات يعتنين بالطفل حتى تنتهي الأم من الدورة [التدريبية]، ثم تأخذ طفلها، وتذهب؛ حتى لا يبقى الطفل تحت دائرة الخطر، وهي غير موجودة في المنزل. 

وهذا الأمر كان بناءً على طلب النساء، فعندما نتجمع كانت النساء تطرح الأفكار، فأنت لا تستخدم أفكارك فقط، وإنما الأفكار المتنوعة هي التي تجمّل، وترفع مستوى عملك أكثر. وبالنسبة "لمزايا"، صحيح أننا أسسناها، ولكن النساء هن من عملن، فأنا لوحدي لست "مزايا"، وكادري لوحده ليس هو "مزايا"، وإنما "مزايا" هي نساء المنطقة كلها بالنسبة لنا؛ لأنهن كن يطرحن الأفكار، ويعملن مثل خلايا النحل بروح، واحدة، وفريق، واحد. ووصلت "مزايا" إلى مرحلة ليست فقط تعليمية، وإنما ندوات، ومحاضرات توعوية، أذكر في إحدى المرات أنني قررت أن أعرض مثلًا: أشياء قديمة قليلًا للنساء؛ حتى أذكرهم أننا لا زلنا ثورة، فعرضت عرضًا جعلهن يبكين حزنًا، وهو تشييع الشهداء (مقاطع لتشييع الشهداء)، وقمت بعرض مقطع آخر فأضحكهن، فكم هو أمر مهم أن تتذكر الحزن والفرح بنفس الوقت، وكنا نذكّر بعضنا بالكثير من الأمور في لمتنا، فنحن بمفردنا لا نستطيع أن نضحك أو نبكي، ووصلنا إلى مرحلة صارت بعض البنات فيها يطلبن المساعدة، وأصبح لدينا تفرغ.

 بعد دورة الصحافة المكتوبة أسسنا مجلة مزايا، وكانت تصدر شهرية في الداخل، وتطبع في الداخل، حتى لو بدأت بورق أبيض، كنا نطبعه طباعة عادية، ونخرزه(نجمعه)، ثم نوزعه. كانت تصدر مرة في الشهر، وبعد أن وسّعنا المراكز، وأصبح لدينا مراكز أكثر، قمنا أيضًا بدورة صحافة للبنات في المراكز، وصرن يشاركن في المجلة، فالجميع كان يكتب في المجلة، ويشارك بها. 

في العدد الأول واجهنا الكثير من المصاعب؛ لأننا لا نعرف الكثير من الأمور، مثل: الكتابة على "اللابتوب"، وكيفية الطباعة. فنحن كتبنا العدد، ولكننا كنا نحتاج لشخص يكتبه على "اللابتوب"، وكانت رزان غزاوي هي أكثر شخص باله طويل على الكتابة؛ لذلك كتبت لنا العدد كله بخط يدها، وكنا نسهر ساعات طويلة حتى نعطيها المقالات، وهي تكتبها، وبعد أن وضعت المطلوب على "الفلاشة" كان العدد جاهزًا للطباعة. طبعًا، كانت طباعة عادية، وليست طباعة على ورق ملون. 

في ذلك الوقت، داهمت "داعش" راديو " فريش"، وأخذت المعدات كلها، ومن ضمن المعدات" الفلاشة" و "اللابتوب" اللذان كتبنا عليهما العدد (أول عدد من مجلة مزايا). وطبعًا، أثناء المداهمة كان رائد في أمريكا، كان لديه اجتماع أو محاضرة، وكانت صدمة بالنسبة لنا أن داعش بدأت تتدخل في أهدافنا، وعملنا، وأفكارنا. وهنا أحسسنا بالخطر البعيد والقريب؛ لأنه يوجد موت بعيد وموت قريب، وهنا كان النظام هو الموت البعيد، وداعش هي الموت القريب، ويجب أخذ الاحتياطات، ولا أعرف كيف أُعيد الراديو، ولكن الذي أعرفه أنه كان يوجد أربعة أفراد، هم من أخرجوا داعش من المنطقة، كان من ضمنهم خالد- رحمه الله- ومسافر -رحمه الله- وشابين آخرين -أعتقد- نور، وأحد الشباب الثوريين الذين كانوا موجودين. ولكنها كانت قصة ترهيب، وأخبرهم الناس أنه يوجد جماعة مسلحة، والناس سيخرجونكم بسبب كذا وكذا؛ فخافوا، وخرجوا، وهم أساسًا ليس لديهم حاضنة شعبية في كفرنبل، ولا أحد يحبهم. 

 ذكرت أننا جدد على الأحداث وعلى المطالب؛ لذلك أهل كفرنبل مثلهم مثل أهالي المناطق الأخرى، عندما يأتي ضيوف فإننا نرحب بهم، يعني لا نعرف سوءهم، ولا هم يعرفون انتماءهم أو الخطط التي كانوا يخططونها. هل هم قادمون ليعمروا أم ليدمرا؟ ولكن نعرف أنهم ضيوف، وجاؤوا إلى المنطقة، وهذه معرفة الشعب الدرويش (البسيط). كان هناك شخص زوّج ابنته منذ ذلك الوقت، وأعرف ذلك؛ لأنها جاءت إلى الصالون حتى أزينها؛ لذلك أتذكر هذا الأمر، أتذكر أن هناك بنتًا تزوجت من شخص داعشي من قريتنا، ولكن عندما خرج الدواعش خرج لوحده، وترك زوجته. كان الرجل بطرًا في الأساس، ولم يكن لديهم وعي بأن هذا الرجل مهاجر، كما ترك هناك، فإنه سيترك هنا، وليس لديه انتماء لأرض معينة، وفي دمه وفكره الخراب؛ لذلك تركها، وذهب، وحتى في عقد الزواج- عندما سألت عن اسمه الحقيقي قالوا لي: مكتوب في العقد أبو أسامة- لم يذكر اسمه الحقيقي أو اسمه الثلاثي أو الكنية. 

لأجل ذلك نحن توقفنا عند هذه النقطة؛ لتكون هناك توعية [للناس]، وبالنسبة للتدريبات في المراكز التي كنا نعتمد عليها أسسنا مكتب المرأة من أجل إدارة المراكز ككل، وعندما شعرنا بخطر إزاحتنا كان يتوجب علينا أن نثبت وجودنا أكثر، فأسسنا مكتب المرأة، ومجلة مزايا، ومكتبًا للاستبيان أو الموارد البشرية، بالإضافة إلى مراكز التدريب. 

كان فريقي دائمًا بحاجة إلى تدريب؛ لأنه لا يوجد لدي كوادر مدربة جاهزة أكاديمية، وأنا بحاجة إلى التدريب دائمًا، وأي شخص يأتي كنت أنتهز الفرصة حتى يقوم بالتدريب، سواء كان "أونلاين" أو غيره. ولكن في النهاية، مثلًا: زينة رحيم قامت بتدريب فريق عندي، والفريق الذي تدرب عندي حضر أكثر من مرة "أونلاين"؛ وبالتالي هو أصبح مدربًا، وأصبح لدي فريق مدرب، وأصبح هذا الفريق يدرب في المراكز الأخرى، وأصبح لديّ اكتفاء ذاتي من المدربات وبكلفة أقل، لأنهم تخرجوا من مزايا، فهم يجب أن يساعدوا مزايا، وكانت الكلفة أقل مما هي عليه في المنظمات الأخرى عندما يقدمون تدريبات أكاديمية. وأنا كنت بحاجة إلى تدريب [إدارة] مالية، وتدريب إدارة، وتدريب قيادة، وتدريب صحافة وتدريب تصوير، وكنت بحاجة إلى تدريب التواصل وبناء الذات، كنا بحاجة إلى كل شيء في هذه الظروف. ولكن بالنسبة للدورات الأكاديمية، اقترحنا-في النهاية- أن يكون لدينا مركز، والذي أسس المركز هو هادي العبد الله، بنى مركز تدريبات أكاديمية، وهي تابعة "لليو آر بي"، وبدأت "اليو آر بي" تدرب الكوادر بشكل عام، فتدرب كوادر طفل، وكوادرها، وكوادر مزايا معها. 

يعني نحن كنساء كنا ضعيفات لوحدنا إذا لم يكن يوجد جهة داعمة لنا في كل الأمور، يجب أن يكون لدينا دعم، ولذلك وجدنا أن المكاتب الثورية هي أكثر جهة دعمتنا اقتصاديًا ومعنويًا في تلك الفترة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/29

كود الشهادة

SMI/OH/114-10/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة معرة النعمانمحافظة إدلب-بسقلامحافظة إدلب-معرة حرمةمحافظة إدلب-جبالا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

مركز مزايا للنساء

مركز مزايا للنساء

راديو فريش

راديو فريش

اتحاد المكاتب الثورية

اتحاد المكاتب الثورية

مجلة مزايا

مجلة مزايا

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة