ناشط ثوري، مهندس لافتات كفرنبل

رائد فارس من مواليد عام 1972 في بلدة كفرنبل في محافظة إدلب، درس في كلية الطب البشري في مدينة حلب عام 1990، لكنه ترك الدراسة بعد 3 أعوام، وانتقل إلى أعمال خاصة بين سورية ولبنان.

بعد انطلاقة الثورة السورية نشط رائد في الحراك الثوري السلمي، وساهم في تنظيم أول مظاهرة في كفرنبل خلال "جمعة الشهداء" بتاريخ 1 نيسان/ أبريل 2011، وكان مصمم لافتات كفرنبل التي لاقت شهرة واسعة على المستوى المحلي والعالمي، وبرز نشاط رائد فارس واسم بلدته كفرنبل بشكل متزايد في الحراك الثوري السلمي السوري، ووصلت مجموعة من هذه اللافتات إلى متاحف ومعارض دولية، من بينها معرض متنقل أقيم في الولايات المتحدة الأميركية في آذار/مارس 2013.

أسس رائد فارس "مركز كفرنبل الإعلامي" في حزيران/ يونيو 2012، ثم أسس إذاعة محلية باسم "راديو فريش" في 1 تموز/ يوليو 2013، كما ساهم في تأسيس "اتحاد المكاتب الثورية – URB" الذي كان مظلة لمشاريع مدنية وخدمية عدة، وفي إطلاق مشروع "محامون من أجل العدالة" عام 2014.

شارك رائد مع صديقه حمود جنيد وناشطي بلدة كفرنبل في تغطية الحراك السلمي وانتهاكات النظام السوري في بلدة كفرنبل ومحافظة إدلب، وفي تنظيم الحراك الثوري، وفي تقديم خطاب فكري وإعلامي للثورة السورية يؤكد شعاراتها وأهدافها ومطالبها السياسية وينتقد الصمت والخذلان الدولي كما يؤكد تمايزها عن المشاريع الجهادية، وحاز على شهرة عالمية، حيث استضيف في ملتقيات دولية مثل ملتقى دبلن السابع في إيرلندا بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2013، كما وتم استضافته في الولايات المتحدة الأمريكية في كانون الأول/ يناير 2014 للحديث عن الثورة السورية.

تعرض رائد فارس بسبب نشاطه الثوري، وخطابه وأفكاره المعادية للخطاب المتطرف والتنظيمات الجهادية، لتهديدات وتضييق واعتقالات عدة، خاصة من قبل تنظيم "داعش" ثم "جبهة النصرة" ("جبهة فتح الشام"، "هيئة تحرير الشام" لاحقًا)، وأبرز هذه الحوادث هي:

* في 28 كانون الأول/ديسمبر 2013 اقتحم عناصر من تنظيم "داعش" مقر "راديو فريش" و"مركز كفرنبل الإعلامي"، واعتقلوا صحفيين وصادروا أجهزة ومعدات المقر.

* في 29 كانون الثاني/ يناير 2014 تعرض لمحاولة اغتيال بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث أطلق عناصر مجهولون النار عليه أمام منزله في كفرنبل، وأصيب برصاصتين في صدره ولكنه نجا بعد تعرّضه لإصابة بالغة.

* في 30 كانون الأول/ديسمبر 2014 اعتقلته "جبهة النصرة" مع صديقه الناشط حمود جنيد على حاجزها في معرة النعمان، ثم أفرجت عنهما.

* خلال عامي 2014 و2015 تعرّض رائد فارس إلى ضغوط وتهديدات متزايدة من قبل "جبهة النصرة"، حيث داهمت مقر "راديو فريش" عدة مرات في محاولة لإغلاقه.

* في 10 كانون الثاني/ يناير 2016 داهم عناصر من "جبهة النصرة" مقر "راديو فريش"، وصادرت أجهزة الحاسوب وخربت الممتلكات، وداس العناصر على علم الثورة السورية، واعتقلوا رائد فارس والناشط هادي العبد الله، ووجهت للراديو اتهامات بـ "بث أغانٍ تخالف الشريعة الإسلامية وكتابة شعارات مسيئة للإسلام"، ثم أفرجت عنهما، لكن لم تتوقف الضغوط والتهديدات.

في يوم الجمعة الموافق 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 اغتيل رائد فارس برفقة صديقه الناشط حمود جنيد، حيث أطلق شخصان النار على السيارة التي كانت تقلّهما، مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، أصيب رائد وحمود إصابات بالغة، ما أدى إلى مقتلهما بعد إسعافهما مباشرة، أكدت شهادات عديدة أن عنصرين من "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة"، "جبهة فتح الشام"، سابقًا) هما من قتلا فارس وجنيد، وهما العنصر الأمني عبد الله الحمود والشرعي جهاد الحسيني، كما اتهمت جهات ثورية وحقوقية عدة (بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان) "هيئة تحرير الشام" بتنفيذ الاغتيال، بينما نفت الهيئة مسؤوليتها.

أصدرت العديد من الجهات الثورية والدولية بيانات نعي الناشطين رائد فارس وحمود جنيد، كالخارجية الأمركيية والرئاسة الفرنسية ولجنة حماية الصحفيين الدولية والائتلاف الوطني السوري.

وفي شباط/فبراير 2020، مُنح رائد فارس جائزة الشجاعة الصحفية في بريطانيا. جاء تكريمه ضمن قائمة تضم 55 صحفيًا من مختلف أنحاء العالم تعرضوا للقتل خلال عام 2019. تسلم ابنه الأكبر محمود الجائزة مطلع عام 2020.

اشتهرت كلمات رائد في خطاباته، إضافة إلى شهرة لوحات كفرنبل، وبينها مقولته خلال خطاب "الثورة السورية بوعدكم رح تغير وجه الشرق الأوسط كله، لأنها عم تغير الإنسان من جوا، ولأنه الثورة فكرة، والفكرة ما بيقتلها سلاح".