الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انطلاق نشاط شباب كفرنبل الإعلامي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:50:19

أول تشييع خرج من الجامع، حيث صلوا عليه (الشهيد)، وأخرجوه، والناس تجمعوا في ساحة كفرنبل، والنساء من أهله خرجن، وخرجت نساء المدينة أيضًا مع أهل الشهيد؛ من أجل أن يقوموا بواجب العزاء، ومن أجل أن نقول لهم: نحن معكم، وابنكم هو ابننا، والشهيد يخصّ الجميع، ولا يخصكم أنتم فقط. وكانت هذه العلاقة القوية جدًا، هي التي أحسسنا بها في البداية، ولكننا قبل ذلك لم نكن نشعر بها. وهذا الشعور الجديد الذي خلق في هذه اللحظات، وهو أن نحس بأنه لم يبق هناك ألم خاص، وإنما أصبح الألم عامًا، فوجع غيري صار يوجعني، وموت شاب عند أحد ما صار موتًا عندي أيضًا.

 وخرجنا في الجنازة، وتجولوا بالشهيد في كافة أنحاء كفرنبل وشوارعها تقريبًا، مع هتافات للشهيد. وطبعًا، في نفس الوقت بدأت السماء تمطر، مع أننا كنا في الصيف، وهذا الأمر كان يوحي لك بأن الله عز وجل كم هو رحيم بنا؛ لأن الحرارة كانت مرتفعة جدًا، وعندما خرجنا للتشييع أصبح الجو مناسبًا لنا لأن نمشي به مسافة أطول، وأعطانا ذلك حافزًا لأن نمشي به مسافة أطول. والشهيد الثاني أذكر أنه كان من (ضيعة) كنصفرة، وهي تبعد عنا (عن مدينة كفرنبل) أقل من نصف ساعة بالسيارة تقريبًا. وقالوا: إن هذا الشهيد كان يريد أن ينشق عن الجيش، وحاول الانشقاق؛ فأطلق الجيش عليه الرصاص، وقتلوه، وأرسلوه إلى أهله. وأذكر أن جميع الضيع جاءت، وقامت بواجب العزاء اتجاه الشهيد، وأهله في كنصفرة، وأنا من ضمن الناس الذين ذهبوا إلى كنصفرة، وقدمت العزاء لأهله. وطبعًا، كان ألمنا فيه مفاجآت، فألم المفاجأة مختلف عن الألم الآخر، وتقول: إنه قضاء وقدر. وألم المفاجأة بأنه كيف يقتل شعبه؟! وحتى لو هتفوا ضده: اخرج لترى ما يريده الشعب. 

بقينا لفترة نخرج في مظاهرات الشباب. طبعًا، قبل أن يدخل الجيش إلى مدينة كفرنبل، وقبل أن يدخل القرى والمدن الأخرى، وينتشر " كحام". وأساسًا، لا أعرف لماذا دخل الجيش، وهو حتمًا دخل بغاية تنفيذ مداهمات، وكان معه الأمن، وكانت الغاية من دخول الجيش هي إيقاف المظاهرات، وقتل المتظاهرين، ومداهمة المنازل، هذه كانت مهمة الجيش. 

كان خالد قليلًا ما يبقى في المنزل، وكان يأتي لفترات متقطعة، ويأكل، ويبدل ثيابه، ويشرب، ويقول: إن لديه اجتماعًا. وكان مع رائد فارس -رحمه الله- وكانوا ينسقون لكتابة اللافتات والرسومات، كان معهم أحمد جلل، ورائد فارس، وحمود جنيد -رحمه الله- وعبد الله الذي كان لقبه التمساح. وكان هناك أشخاص لديهم وعي لضرورة أن نوصل الفكرة مكتوبة، وإذا النظام لا يرى أعدادنا فالشعوب الثانية والدول الثانية يجب أن ترى كتاباتنا، وإذا لم يسمعوا صوتنا القوي فيجب أن يقرؤوا ما كتبت يدنا، وما رسمنا. وهذه كانت بداية لثورتنا، أعتقد أنها موفقة لأننا كنا نعبر بالكتابة، ونرفع كتاباتنا، والناس تراها. 

على اعتبار أنني لم أتربَ في كفرنبل، وجئت فيما بعد، فأنا لست معروفة جدًا في كفرنبل، مثلًا: كانت البنات في المدارس يعرفن بعضهن من خلال المدرسة والأساتذة، ولكن بما أنني فتحت صالونًا نسائيًا استطعت أن أتعرف على نخبة كبيرة من النساء، وأغلب النساء يعرفن من هي غالية رحال، ولكن الرجال لا يعرفونني؛ لأن عملي كان مع النساء غالبًا. 

كان الرجال يسمعون من نسائهم أنهم يريدون الذهاب إلى غالية، نذهب إلى الصالون، ونرجع من الصالون، ولكنني لم أكن أعرف أحدًا منهم أبدًا، وأثناء الثورة تعرفنا على بعضنا، وكان يلفت نظري وجود أشخاص يكتبون، وأشخاص يرسمون، وهذا الشيء هو الصحيح، وهو أفضل من حرق مدرسة، أو تكسير مؤسسة، أو حرق مكان معين يجب أن يكون لنا في الأساس، بمعنى أننا نحن من علينا أن نحميه. وطبعًا، كان يوجد أشخاص واعون، استطاعوا أن يحموا أكثر من أن يخربوا، ومنعوا الأشخاص الآخرين من التخريب، والذين هم مدسوسون في الأساس، وأرسلهم النظام حتى يخربوا؛ من أجل أن يشوهوا مستوى أو فكر الثورة لدينا. 

طبعًا، كان خالد هو جهة تواصل قوية جدًا بيني وبين المكاتب، وكان يأتي إليّ، ويشرب القهوة، وولد خالد عندما كان عمري خمس عشرة أو ست عشرة سنة؛ لأنني تزوجت وأنا صغيرة في السن؛ لذلك كنت أنا وخالد مثل الرفاق تقريبًا، وحملته المزيد من الهموم، وكنا نتكلم مع بعضنا كثيرًا، ونحن متعودون على هذه النقاشات الطويلة بين بعضنا والاتفاقيات منذ أن كنا صغارًا؛ لذلك تعود خالد أن يسمعني، وتعودت أن أسمعه، فحتى لو كان هو ابني. فكان يقول لي: يا أمي، لقد حصل معنا كذا. وكنت أقول له: يجب أن تفعل كذا وكذا، ونحن يجب علينا كنساء أن نتصرف كذا وكذا. وكان يذهب إلى رفاقه، وكانوا يذهبون إلى خارج الضيعة، ويجلسون في عدة مقرات، وكانوا يغيرون أماكنهم بسبب المداهمات. ويعطيني رقمه، ويقول لي: إذا انشغل بالك عليّ فاتصلي بي على هذا الرقم، فأنا أكون موجودًا هناك. وكانوا يسهرون، ويتكلمون حول ما يجب فعله، وما يجب على النساء فعله، وكيف يمكننا مساعدة بعضنا، وخالد كان يقول لرائد -رحمهما الله- قالت أمي: كذا وكذا. فيقول له رائد دائمًا: أمك، ألا يوجد إلا أمك تطرح هذه المواضيع. بمعنى ألا يوجد إلا أمك تعرف أن تعمل كذا وكذا، فنحن نعرف أن نعمل. فكان عند رائد رد فعل عكسي، بمعنى أنه كيف أقوم بطرح الفكرة، يجب أن تخرج هذه الفكرة منهم. ولكن كان يوجد مشاحنات كثيرة، حيث يأتي خالد، وينقل لي نفس الكلام، وأن الفكرة هي كذا وكذا، ويجب أن نعمل على كذا وكذا. فكان يوجد تبادل أفكار بيني وبين المكاتب عن طريق خالد، حتى أنه في النهاية أصبح التنسيق كاملًا. 

أول مرة رأيت فيها رائد عندما كانوا يريدون أن يصوروا مقطع فيديو ليقوموا بنشره في الخارج. ومبدأ الفيديو هو أن صوتنا هو صوت حرية، ونحن لسنا مسلحين؛ حتى نوصل فكرة للناس بأن النظام هو الذي يقتل الشعب، والشعب غير مسلح في الأساس، وإن وجد مسلحون فإن النظام هو من دسهم بين الشعب. 

جاء خالد إليّ، وقال: إنه يريد عددًا من النساء للتصوير، وكانت نسبة النساء اللاتي يخرجن على "السوشيال ميديا" (وسائل التواصل الاجتماعي) صفر. أذكر أنه إذا انتشرت صورة لأي امرأة تكون تلك مصيبة، حتى لو كانت محجبة، وكان هذا الشيء سابقًا، وليس في أثناء الثورة، فليس السبب خارجيًا، فقلت له: لا يوجد مشكلة، سنصور مقاطع فيديو إذا نفع هذا الأمر. طبعًا، كان معي ثلاث أو أربع نساء، فأنا ساعدته على إيجاد اثنتين منهن معي، وطفلتين صغيرتين أيضًا قمن بالمشاركة.

وكان هذا أول لقاء مع رائد فارس في التصوير (تصوير هذا الفيلم القصير أو المقابلة القصيرة).

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/29

الموضوع الرئیس

النشاط النسوي في كفرنبل

كود الشهادة

SMI/OH/114-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-كفر نبل

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة