الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

وضع مدينة كفرنبل والطبقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:07:05

 أنا غالية رحال، ولدت في مدينة الطبقة، ومقيمة في مدينة كفرنبل، والتعريف الذي أحب أن أعرف به نفسي هو أنني مؤسسة لمنظمة مزايا التي تعمل على تمكين المرأة، وهي موجودة في كفرنبل. 

مدينة الطبقة المعروفة بأنها مدينة الثورة، والتابعة لمحافظة الرقة، معروف عنها بأنها خليط من المجتمعات والأديان المتنوعة الموجودة في سوريا ككل؛ لأنها مدينة حديثة البناء. وفي فترة بناء سد الفرات، بنيت مدينة الثورة.

طبعًا، أنا من مواليد 1974، وفي تلك الفترة، كان سد الفرات قيد الإنشاء، وكان أغلب الموظفين جددًا على المدينة؛ لذلك كانت فترة الدراسة كلها في مدينة الطبقة، وكانت هناك اختلاطات عرقية ودينية واجتماعية، مثلًا: الشارع أو المهجع -كما كنا نقول عنه- الذي كنا نسكن فيه، كان فيه عدة تفصيلات (سمات) منها: المسيحي، والعلوي، والدرزي، والسني، والآشوري، والكردي. تقريبًا، كل أطياف المجتمع السوري المتجانسة كانت موجودة في مدينة الطبقة، وفي المدينة سكان أصليون كقبائل أو عشائر، ولكنهم موجودون-غالبيتهم- على أطراف المدينة التي بنيت حديثًا، وليس في نفس المدينة الحديثة، ثم فيما بعد اختلطوا في نفس المدينة أيضًا. وهي مدينة رائعة جدًا، و[سكانها] لديهم سلاسة في التعامل، وتجد أبناءها متلائمين اجتماعيًا، رغم اختلاف الديانات والمجتمعات، ولكن التجانس الذي لديها رهيب. وطبعًا، أنا ربيت في هذه المنطقة، ونحن خمسة إخوة، وخمس أخوات، ووالدي -رحمه الله- ربانا على أساس عدم وجود اختلاف بين الشاب والبنت حتى في البيت، كذكور وإناث، مثلًا: إذا علم الذكر السباحة فإنه يجب أن يعلم الأنثى السباحة، وإذا علم الشاب على ركوب الدراجة الهوائية فأنه يجب أن يعلم البنت أن تركب الدراجة الهوائية، فلم يكن يوجد اختلافات، على اعتبار أن كل المجتمع يحترم بعضه. 

وإذا أردت أن أنتقل [للحديث] عن مدينة كفرنبل التي سكنت فيها بعد أن بلغت الخامسة عشرة من عمري. طبعًا، كانت تجربة جديدة عليّ، ومن الصعب أن تنتقل من مدينة مكوناتها متجانسة مثل الفسيفساء إلى مدينة أخرى، فتجد أن فسيفساءها داخلية كلونين، أو لا تتعدى اللونين، وطيفها هو طيف واحد تقريبًا. ويجب أن تتعامل معها كعادات وتقاليد موحدة، وكفكر لا أريد أن أقول عنه فكر موحد؛ لأنها متنوعة في الأفكار، وأعلامها واضحة، ولكنها مختلفة عن باقي المدن والقرى، فحتى كفرنبل مميزة، ولكن تميزها ليس كتميز مدينة الطبقة، كانت متميزة في سكانها، فسكانها وطبيعة تعاملهم مع بعضهم لا أريد أن أقول غريبة، وإنهم لا يشبهون الناس الآخرين. وإنما هم أصحاب فكاهة ونقد، سواء كان نقدًا بناء أو غير بناء، ولكن المهم أنهم يحبون أن ينتقدوا كثيرًا، وفي أصعب الأوقات تجد أن حلولهم موجودة، واجتماعيتهم كانت داخل بعضهم من قبل الثورة، رغم أنه يوجد منهم من خرج خارج البلاد، ومنهم من توظف خارج سوريا، ومنهم من توظف داخل سوريا. ولكن في غير مناطق، وهذا الأمر لم يذهب روح التجانس فيما بينهم.

 وهي مختلفة لأن فيها نسبة تعليم أعلى من باقي المناطق الأخرى، ونسبة المثقفين فيها أعلى، وهذه النسبة مدروسة بشكل صحيح، وقبل الثورة نسبة المثقفين المتعلمين فيها كانت ثمانين بالمائة، رغم أنها ريف، وليست مدينة، مثلًا: إذا أردنا أن نتكلم عن مستوى الريف فإن الروائي يخرج من مناطق ضخمة، ومن مناطق أكبر، ومن المدن، ويكون قد زار مناطق أوسع، فيخرج منها القصصي، أو الكاتب لمقالات طويلة أو قصيرة. ولكن نحن لدينا روائي في مدينة كفرنبل، ولدينا الأطباء الأقوياء جدًا (متفوقون في اختصاصهم)، وأصحاب الفكر العالي، والنقاد، ولدينا الجامعيون في كل المستويات، والأكاديميون. وهذا هو الشيء الذي أريد أن أقوله عن كفرنبل، وعن مدينة الطبقة، بمعنى أنه لا يوجد اختلاف في الطبيعة والجغرافيا فقط، وإنما يوجد اختلاف أيضًا في بنية الشعب الموجود؛ فهنا تربوا بشكل معين، وهناك تربوا بشكل آخر. وطبعًا، النظام له تأثير هنا وهناك، له تأثير كبنية مدينة بنيت حديثًا، أو كبنية مدينة كانت في وقت ما قد تمردت عليه، وكانت ضده، وكانت ستقتلعه من جذوره، ولكن لم يحصل هذا الأمر، وتهمشت لفترات طويلة، وأصبح فيها ربيع غريب رغم أنه لم يقم أحد بسقايتها، ولم يقدم أحد لها التغذية الخارجية التي من الممكن أن تزدهر فيها مثل المدن الأخرى. 

كفرنبل مميزة بالجمال، وليس لأنها مدينتي، ولكن هذا شيء معروف، ومعروف أيضًا عن مدينة كفرنبل أن مهر الزواج فيها بسيط جدًا حتى الآن، فإذا أراد شاب أن يتزوج فالمهر المقدم حتى الآن خمس وعشرون ألف ليرة سورية، والمؤخر خمسون ألف ليرة سورية. ولا يكلفون الشاب تفاصيل، مثل غرفة نوم، أو مسكن جاهز للعروس. ولكن يوجد ملبس بدن ويوجد تلبيسة ذهب، ويوجد مصروف الأعراس، ولكن لا يوجد تكاليف أخرى؛ لذلك تحس أن الناس في مدينة كفرنبل يساعدون بعضهم بطريقة غير مباشرة، والشباب أمورهم ليست عسيرة مثل المدن الأخرى من ناحية أمور الزواج، والتكاليف الباهظة، ولا يوجد نسبة عوانس، أو نسبة شباب غير قادرين على الزواج. كانت الأمور سهلة بين بعضهم. تختلف عن القرية التي بجانبها، وتبعد عنها خمسة كيلو مترات، أو التي لا يوجد حدود بيننا وبينها، حتى اللهجة تختلف، ومناطق ريف إدلب كلها لهجتها محسنة قليلًا [لتأثرها] باللهجة المدنية، أو مطعمة باللهجة المدنية. ولكن تحس أن لهجة كفرنبل فيها نشافة (لم تتأثر بلهجة أهل المدينة) كاملة بين الأبيض والأسود عن اللهجات الباقية، ولا تتلون، هي هكذا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/29

الموضوع الرئیس

النشاط النسوي في كفرنبل

كود الشهادة

SMI/OH/114-01/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة إدلب-كفر نبل

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مركز مزايا للنساء

مركز مزايا للنساء

الشهادات المرتبطة