الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إطلاق النار على المتظاهرين في القصير وبوادر ظهور السلاح

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:15:03

كان هناك ضابط برتبة عالية جاء من دمشق، وكان من دائرة المخابرات، جاء عن طريق المفرزة، فجاء إلى المفرزة، وطلب اللقاء مع الأهالي فشكلنا وفداً من الأهالي، وطلب منا أن نلتقي في منزل أحد الأشخاص داخل المدينة بعيداً عن الأمن. فالرجل جاء لوحده، وقال: "أنا جئت جية عرب". وطبعاً، هو ضابط سني، وعلى ما يبدو أنه من أصول بدوية، وأنا لا أذكر اسمه؛ لأن هذا الأمر منذ 7 سنوات. قال: "أنا جئت جية عرب". قلنا له: أهلاً وسهلاً. واجتمع قسم منا، حيث كنا نتصدر الحراك، ونعمل فيه، وأصبحنا واضحين للعيان.  وكانت محاولاتنا في هذه الفترة عندما تدخلنا في الحراك لها أهداف، وهي: تنظيم العمل، والظهور في المظاهرة بشكل حضاري، ومنع التعدي على الأماكن الحكومية أو العامة، ومنع التخريب، ومنع أي مظاهر توحي بأن هذه الثورة غير سلمية كما يدّعون. وكان هناك بعض الأشخاص، فاكتشفنا فيما بعد أنهم إما عملاء أو أغبياء، وطبعاً، الأغبياء أكثر ضرراً من العملاء، كانوا يحاولون أن يظهروا أحياناً ببعض الرايات السوداء (كُتب عليها لا إله إلا الله)، وكنا نوقفهم، ونأخذها منهم، ويقولون: أنتم تريدون إنزال كلمة لا إله إلا الله. ولكننا نقول لهم: ليس هذا هو الوقت المناسب لذلك، ولماذا نظهر بهذا الشكل؟ وإذا كنت لا تعرف معنى هذه الراية [فسنخبرك]: هذه الراية تعني أنك تابع للقاعدة، والراية البيضاء المكتوب عليها لا إله إلا الله تعني أنك تابع إلى كذا، فلا داعي لذلك، ونحن يجب أن نرفع العلم السوري، ونرفع راياتنا ولافتاتنا التي نحن نريدها، ونقدّم مطالبنا، ولا نريد أن نسمي أنفسنا، ونعطي مبرراً للآخرين ليتحدثوا عنا بهذا الشكل، ونحن لا نريد أن نكون تابعين لأي أحد. فكنا نقوم بهذه المحاولات، وكانت المحاولة الأخيرة هي منع الشباب من التهور والذهاب باتجاه المفارز، وكان هذا هو هدفنا كناشطين في هذا الوقت، وكنا ننجح في الكثير من الأحيان أو في معظم الأحيان، وعندما جاء هذا الضابط، واجتمعنا معه في المنزل، وأثناء اجتماعنا، جاء جثمان الشهيد، وقلنا له: تفضل، وانظر، هذا النظام الذي جئت حتى تدافع عنه، وتمنعنا من الخروج، انظر، وشاهد، ونحن لا نريد منك إلا أن تشاهد ما الذي فعلوه. وقال: اعذروني، أنا لا أستطيع الذهاب، ولكن شكّلوا وفداً، ويذهب معكم فلان وفلان حتى ينقل الصورة. قلنا له: حسناً، ونحن في هذا الوقت لم نكن قد رأينا ما يحصل، وذهبنا، ورأينا شيئاً غريباً، رأينا آثار التعذيب والضرب، وكان مشقوقاً من الرقبة حتى المحاشم، حتى إن المحاشم [الأعضاء التناسلية] غير موجودة، كان شيئاً غير طبيعي، فصورناه، وجئنا، وقلنا له: تفضل، انظر إلى هذا النظام، فهذا الرجل مجنون. فقال: هو ذهب إلى المفرزة ومعه سكين. فقلنا: حتى لو كان معه سكين، يمكن أن يتم حل مشكلته من خلال صفعتين، وعندما يصرخون عليه سوف تُحلّ المشكلة، ما هو الداعي لقتله بهذا الشكل؟ وخرج من اللقاء في وقتها، وأخبرنا بأنه عرف ما لدينا والمشاكل التي لدينا، وأنه سيتكلم مع... وهذا الموضوع سيتم حلّه.  كانت النقاشات لا تزال حول هذا الموضوع، وقلنا لهم: عندما تعتقلون أشخاصاً هل من المعقول أن يُوضع 23 شخصاً في زنزانة متر ونصف المتر (صغيرة جداً)؟ وفي ذلك الوقت، أحضرنا له شخصاً (ابن عمي)، كان معتقلاً، وقال له: أنا كنت معتقلاً في زنزانة مساحتها متر ونصف في متر، وكان فيها 23 شخصاً، وكنا لا نستطيع الجلوس، هل هذا الأمر معقول؟ ونحن ماذا فعلنا؟ وأنا شخص اعتُقلت بالخطأ، وبهذه [الممارسات] أنتم من سيوصل الناس للانفجار، فأنتم لا تعرفون كيف تتعاملون مع الموضوع.

في هذه الفترة، في الشهر السادس، حصلت مظاهرة في يوم جمعة [جمعة سقوط الشرعية بتاريخ 24 حزيران/ يونيو 2011] بعد إحضار هذا الشهيد. وبعد فترة، [المتظاهرون] قرروا المرور لأداء التحية لأهل الشهيد، وعندما تمر على [منزل] أهل الشهيد فإنك تُضطر للمرور باتجاه المفرزة، أو تصبح قريباً من المفرزة. وفي أول جمعة، ذهبوا، ومروا، ومرّت الأمور بسلام، ونحن (الكبار في السن والناشطون) وقفنا، وشكلنا حاجزاً بالأيدي، ومنعنا الناس (المتظاهرين) من الذهاب باتجاه المفرزة، ومرت المظاهرة بسلام في ذلك اليوم. وفي الجمعة التي بعدها، كانوا يريدون المرور في نفس الاتجاه أيضاً، وقلنا لهم: يا شباب، لا داعي لذلك، ونحن سنحضر أهل الشهيد إليكم، إلى الشارع الرئيسي، وتقومون بتعزيتهم وأداء واجب العزاء، وفي المرة الماضية، قمنا بتعزيتهم وانتهى الأمر. ولكنهم كانوا يريدون الذهاب، وكان هناك قسم من الشباب قد أفلت من أيدينا، كان عددهم 200 أو 300 شخص تقريباً، لم نستطع منعهم، وحاولنا جاهدين، كانوا شبابًا متحمسين، وكانوا يحترموننا؛ على اعتبار أنني دكتور وفلان كبير في السن وفلان وفلان.. ولكن قسمًا من الشباب كان الحماس لديهم كبيراً، ونحن لا نستطيع السيطرة عليهم بشكل كامل، فذهبوا إلى ذلك الشارع. وكان هدفنا هو إنقاذ المظاهرة الأكبر، فلم نتبعهم، وأكملنا، وعُدنا باتجاه البلد. وفي هذه الفترة، خرجوا من بيت أهل الشهيد، وذهبوا باتجاه المفرزة، وعندما ذهبوا باتجاه المفرزة خرج عناصر المفرزة، وأطلقوا النار، وأصابوا 5 شباب، وقُتل شخص واحد مباشرة (استشهد)، وكان أول شهيد بشكل نظامي في القصير.

في هذا الوقت، استطاع الشباب إحضاره وإنقاذ البقية وإسعاف الجرحى، وعندها بدأت أول المظاهر المسلحة في القصير، فقبل ذلك لم نكن نرى بندقية أبداً في هذه الفترة. وعندما أحضروا الجرحى، وكانوا يريدون أخذهم إلى المستشفى الوطني، وكان العمل فيه ممنوعاً عندنا في القصير، وكان الأطباء يعملون فيه، ويعالجون الجرحى، ولكن كان الأمر خطيراً؛ لأن دورية الأمن في القصير تستطيع أن تدخل، وتقوم بالتفتيش بشكل كامل (للمستشفى)، وعندها قرروا أخذ الجرحى إلى لبنان. وفي هذه الفترة، كنت أرى للمرة الأولى مظاهر مسلحة، وكنا في المستشفى، وجاءت سيارة الإسعاف، وسيطروا على سيارة الإسعاف، وظهر أشخاص مسلحون يرتدون الجعب، وأخذوا المصابين من أجل حماية الجرحى والمتظاهرين. وفي هذا اليوم، بدأت مظاهر السلاح في القصير، وقبل ذلك لم يكن هذا الأمر موجوداً أبداً، وحتى إنه لم تكن هناك سكين أو أي شيء آخر على الإطلاق. وفي هذا اليوم نفسه، أصبح هناك رد فعل من القرى المجاورة، حيث هجموا على المفارز الموجودة أو الحواجز، حيث كانت عندنا منطقة تهريب، ويوجد على كل جسر على [نهر] العاصي  حاجز للمخابرات، وهجموا على هذه الحواجز، وهربت الحواجز، ودُمرت هذه الحواجز، وأصبحت الطرقات ما بين الريف والمدينة مفتوحة، ولا توجد حواجز على الطريق.

في المظاهرات التي بعدها، أصبح أهل القرى يأتون، ويشاركون معنا. وفي هذه الفترة، ظهرت النخوة لدى أهل القرى، وأصبحوا ينتخون، و[يقولون]: لقد بدأت النار، والآن سوف ترون ماذا سنفعل، ونحن عرب فلان وفلان. وعندنا في القصير، لم تكن هناك ظاهرة حمل السلاح، ولكنها كانت موجودة عندهم؛ لأنها مناطق تهريب ومناطق قبلية، حيث كانت عندهم [موضوع] الثارات، وكانت المشاكل تحصل عندهم، وكان عندهم سلاح، وجميعهم مسلحون. وكنا نتوقّع أنهم سوف يكونون حُماة المنطقة. وفي الحقيقة، يوجد قسم منهم كانوا هكذا، وقسم منهم بعد فترة أجروا مصالحات مع النظام، ولم يعد لهم علاقة بالثورة.

بدأت الحماية بعد هذه الحادثة، بعد هذه الحادثة التي حصلت قالوا: لابدّ من حماية المظاهرات. وأصبح قسم من المسلحين يأتون لحماية المتظاهرين في هذه الفترة. وفي هذه الفترة، نزل الأمن العسكري أيضاً، وأخذ يطلق النار بشدة على المدينة، ونزلوا، وكانت معهم عربة "بي إم بي" أو "بي تي آر" -لا أذكر ذلك جيداً- نزلوا إلى الشارع الرئيسي الذي يفصل بين مفرزة الأمن والجامع الكبير، وبدأ إطلاق الرصاص فيه وإطلاق النار على أبواب المحلات. وطبعاً، هم كانوا خائفين ومرعوبين، وكنا عندما نقوم بتهدئة الناس نقول لهم: سوف يطلقون عليكم الرصاص لأنهم خائفون، والجبان الخائف سيطلق الرصاص، ونحن يجب علينا تجنب مواجهتهم لأنهم خائفون منكم وليس العكس.

وكما ذكرت: في هذا اليوم، استطاع بعض الأشخاص الإفلات منا، وذهبوا باتجاه المفرزة، وذهبوا بأيديهم، وهم يحملون الأعلام، وتوجد فيديوهات توثّق هذه اللحظة، وأُطلق الرصاص بشكل عشوائي، وأصيب قسم منهم، واستشهد شخص من آل خليف [محسن خليف]، وفي نفس الوقت، أثناء العزاء، وعند دفن الشهيد، وأثناء عودتنا، أُطلق النار فأصيب عمه، وهو رجل كبير في السن، عمره 60 سنة، أصيب، واستشهد في نفس الوقت بسبب إطلاق النار من المفرزة؛ لأنهم كانوا خائفين جداً، وأصبحوا يطلقون النار بشكل عشوائي، وطلبوا استدعاء الجيش. وكانت هذه الأحداث في شهر حزيران/ يونيو، أظن أنها كانت في 23 حزيران/ يونيو [24 حزيران/ يونيو]، وطلبوا دخول الجيش، وجاء الجيش، وكانت الحادثة في يوم الجمعة، وجاء الجيش في يوم السبت، وعندما جاء الجيش وجد مدينة عامرة بالأمن والعمل والحياة، ولا توجد فيها أي مشاكل، فقام الجيش بتأنيب رئيس المفرزة، وقال له: لماذا طلبتني؟ ماذا يوجد عندك، أنا أشاهد مدينة خالية من المشاكل، وأنت تقول: يوجد تخريب، ويوجد تدمير. وأحضرتمونا الى هنا، هل تستهين بإحضار كل هذا الجيش. والجيش في ذلك الوقت لم يقتحم المدينة، وإنما توقف، وأقام الحواجز على أسوار المدينة، وطلب اللقاء مع وجهاء المدينة والناس، واجتمعوا به، فقال لهم: ما هي القصة؟ وقالوا له: الذي حصل هو أن مجموعة شباب هجموا على المفرزة وأُطلق النار عليهم، وأصيب شخص، ومن حقك الدفاع عن نفسك، ولكن لماذا أنزلت "البي إم بي"، وأصبحت تطلق النار على المحلات؟ وأنت من قام بافتعال الفوضى. وبحسب ما ذكروا فإن القائد الذي جاء أو المجموعة العسكرية التي جاءت قامت بتأنيبه، وقال له: إذا كنت غير قادر على حماية المدينة بمفردك فنحن سنقوم بتغييرك أو نطلب من القيادة...-كان الحديث بهذا الشكل- فلماذا أحضرتنا؟ وهل تستهين بنقل الجيش من مكان إلى آخر؟ وهل نحن متفرغون لهذه المشكلة التي حصلت معك؟ وعندها لم يحدث شيء، ولم يتدخل الجيش، ولم يدخل المدينة أبداً، وبقي فيها لمدة يومين أو 3 ثم انسحب.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

بداية ظهور السلاح في القصيرالحراك السلمي في القصير

كود الشهادة

SMI/OH/112-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار - حزيران 2011

updatedAt

2024/07/02

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة القصيرمحافظة حمص-محافظة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة