اقتحام درعا: كل سورية تعرف طالما أن الردّ على الخطاب كان هو توسيع رقعة التظاهرات وزيادة عدد نقاط التظاهر في مدينة درعا وريف درعا وتضامن أهالي مدينة درعا مع المحافظة الأم التي هي مدينة درعا البلد، و[حدث] استدعاء -كما رأيتم في مقاطع الفيديو- لقوات الأمن المركزي ودخول الطائرات المروحية إلى مدينة البانوراما واستدعاء الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري إلى مدينة درعا، ناهيك عن وجود الفرقة السابعة والفرقة الخامسة والفرقة التاسعة والفرقة 15. هنا تمّت محاصرة مدينة درعا وفصل البلد عن المحطة وتقطيع الحارات والأحياء الموجودة داخل محافظة درعا، وقُطعت الكهرباء والماء ووسائل الاتصال والهاتف والإنترنت، وحُوّل مستشفى درعا الوطني إلى ثكنة عسكرية ومركز اعتقال، وقُطّعت أوصال مدينة درعا بشكل كامل، حيث مُنع الدخول والخروج من وإلى محافظة درعا، وفُرض حظر التجوال بشكل غريب، حيث استُهدفت عائلة أبا زيد بالكامل وقُتلت عندما حاولت الخروج من مدينة درعا، ومُنع دخول أي مساعدات غذائية أو دوائية أو إسعافية إلى محافظة درعا؛ لأنه كان هناك الكثير من الحالات المرضية والإسعافية، ولم يكن هناك وجود للكهرباء والماء والإنترنت، وكانت هناك حالة تذمر من أهالي حوران كافة، وغُيّبت هذه المحافظة عن العالم الخارجي، وقامت قوات الأمن أو القناصون بالانتشار على أسطح المباني، وبدأت عمليات المداهمات والاعتقال، وسقط العديد من الشهداء، حيث كانت توضع جثامين الشهداء في براد كان في الأصل مخصصاً لنقل الخضروات، وكان الشباب الذين يُعتقلون يُنقلون إلى ملعب البانوراما، ويُعاملون معاملة سيئة ويُشبحون ويُسحلون، ونُشرت مقاطع عديدة للمئات من الشباب الذين تمّ اعتقالهم في محافظة درعا، هذا الملف يعني... من هنا بدأت المجازر، ومن هنا بدأ الحصار الاقتصادي، إن كان بالنسبة للأطفال، أو المرضى، أو الشيوخ، أو العائلات من خلال قطع طرق الإمداد ودخول المساعدات.