تركت اللقاء الوطني عندما أصبحت أستشعر بخطر أكبر يحدث في دمشق وريفها بسبب التشكيلات العسكرية التي كانت تتشكّل في ذلك الوقت، وخاصة في فترة اتصل بي شخص، وهو أحد رجال الدين من منطقة درعا كانت تربطني علاقة غير مباشرة به قبل الثورة، واقترح علي طرحًا كبيرًا، وهنا أنا استشعرت بخطر، حيث اقترح علي.. وهو علم بطريقة غير مباشرة من أحد الأشخاص أنني اجتمعت في فترة من الفترات مع [أبو محمد/كاسم] كلينتون في ألوية الفرقان، وهو كان داعمًا رئيسيًا لكلينتون (أبو كاسم كلينتون)، وإنه يثق بي وإنه يريد أن يطرح علي الطرح التالي، فقلت له: تفضل. فقال لي: نحن لدينا خطة حتى ننقل معظم الفصائل أو الكتل العسكرية -لأنه كانت في ذلك الوقت كتائب وألوية صغيرة- أن ننقلهم إلى منطقة الجولان، ونحن قادرون على أن نقدّم لهم دعمًا كبيرًا، والدعم بين أيدينا، ولكن من يكون موجود حاليًا في منطقة الجولان ويسيطر عليها سيحكم الحالة السياسية بشكل كامل في سورية. وأنا تناقشت معه وقلت له: هل تعرف أصلًا وضع هذه الألوية؟ وضع مثلًا ألوية الفرقان؟ وكان في وقتها اسمه لواء الفرقان، يعني هذه مجموعة من الشخصيات غير واعية في ذلك الوقت وغير مدركة للذي يحدث، ثم إنه نحن ليس من مصلحتنا أن نكون موجودين في منطقة على حدود إسرائيل ونعطي النظام شرعية دولية بالقضاء علينا، بالعكس نحن مهمّتنا بدايةً أن نقوي الحراك المدني والسلمي، وأن تكون الفصائل أو الكتل العسكرية التي تشكّلت في تلك المنطقة لحماية الحالة المدنية قدر الإمكان، ولتوجيه ضربات مؤثّرة في قطع النظام [العسكرية] وفي أجهزته الأمنية. ثم تبين لي فيما بعد أنه فعلًا يوجد عمل على المنطقة بهذا الخصوص، وبدأ يدخل هذا الدعم، فقررت أنا ومجموعة من الأشخاص أن نبقى على علاقة مع الناس العاملين بالعسكرة في المنطقة حتى نبعدهم قدر الإمكان عن هذا الموضوع.

فأكيد كان يوجد جهة معينة تدعم هذا العمل، ولا أتوقع أنها جهة سورية إذا تكلمنا عن الدعم المادي، ولا أستطيع أن أحدّد من هي هذه الجهة وماهيتها، لا أعرف بصراحة.