في نفس الوقت كان يتمّ تشكيل لواء أحفاد الرسول، وكان كتيبة صغيرة في السبينة[جنوب دمشق]، وبدأ يتشكّل بشكل كبير حتى على مستوى ريف دمشق، ثم أصبح على مستوى جميع المحافظات السورية، وأنا كنت أذهب لزيارة مكتبهم في مخيم اليرموك ونعمل على ماذا يجب أن نفعل وما لا يجب أن يتحوّل له هذا اللواء؟ بدايةً الحالة المؤسساتية والتنظيمية فهذا اللواء إذا أراد فعلًا أن يكون حالة عسكرية مميزة يجب أن يضمّ مجموعة هيئة أركان ومجموعة من الضباط قدر الإمكان، وطبعًا كان على رأسه ضابط اسمه عبد الحكيم الرفاعي، وكان لقبه أبو الحكم. للأسف لم يكن لدى المجموعة التي تعمل في هذه المنطقة حسّاً أمنياً أبدًا، وكان كل أهل مخيم اليرموك في ذلك الوقت يعرفون أن هذا المكتب اسمه مكتب أحفاد الرسول، في الوقت الذي كان مخيم اليرموك تحت سلطة النظام، وطبعًا قام النظام باقتحام المكتب واعتقل بواسطة كمين عبد الحكيم الرفاعي ومعه شخص آخر من آل الخضري.

في ذلك الوقت قبل اعتقالهم كان يتمّ العمل على أن تقوم الألوية والكتائب في ريف دمشق بتشكيل تجمّع واحد وحالة موحّدة في بداية عام 2012، وبدأ العمل على تشكيل ما يسمى تجمّع كتائب وألوية تحرير دمشق.

كان لواء أحفاد الرسول هو أكثر لواء متبني لهذه العملية، وكان يوجد ألوية أخرى تتفاوض معهم مثل ألوية كتائب الصحابة وشباب الهدى، وأنا كنت أحفظ أسماء الشخصيات أكثر، مثلًا أبو جعفر السني وأبو طه وأبو الحكم وأبو تيسير زيادة، وفيما بعد تغيّرت التشكيلات وأسماؤها، وكان يوجد مجموعة أصبح اسمها فيما بعد ألوية الإسلام أو لواء الإسلام وكان أيضًا موجود ضمن الترتيب لهذا التجمع، وأصبح هناك خلاف بين الفريقين وانقسموا، وقسم شكّل تجمّع أنصار الإسلام واختار أن يكون قائده زهران علوش، وقسم آخر شكّل تجمع تحرير دمشق وريفها وأعتقد اختاروا في وقتها أبو الحكم قائداً له.

تجمُّع تحرير دمشق لم ينجح، لأنه لم يكن لديهم دعماً واضحاً وكبيراً في ذلك الوقت، وكان دعمهم ضئيلاً وذاتياً تقريبًا، ومنطقة انتشاره في جنوب غرب دمشق أضعف من انتشار الآخرين في الغوطة الشرقية، فقد كانت الغوطة مكاناً أفضل للاختباء والعمل العسكري والتمويل والأعمال اللوجستية.

تجمّع أنصار الإسلام نجح أكثر لأنه اعتمد على مجموعة من الألوية والكتائب في الأصل لديها دعم كبير، ومعظمها ألوية وكتائب إسلامية، ومنها كتائب الصحابة وشباب الهدى ولواء الإسلام، وفيما بعد وأيضاً في هذا التجمع أصبح هناك خلافات سلفية -صوفية، وخرجت منه كتائب وألوية الصحابة مع مجموعة معهم، وبقيت ألوية الإسلام مع مجموعة أخرى، وألوية الإسلام كانت تمثّل الحالة السلفية، والآخرون كانوا يمثّلون الحالة الأقرب للصوفية.