الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس "مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق"

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:47:05

نحن نتكلم عن شهر (آب/ أغسطس) حيث كان يوجد أكثر من جسم، اتحاد التنسيقيات ولجان التنسيق هم على مستوى سورية، ولكن صار يوجد أكثر من جسم ضمن ريف دمشق، ومما علق في بالي تجمع أحرار دمشق وريفها، ويوجد تجمعات أخرى، وطبعًا كان يوجد تجمعات في كفرسوسة ودمشق. 

فكرة يحيى [شربجي] لا أعرف إذا كانت هي فكرته وحده، ولكن من المؤكد أنه كان يسعى لها، وهو الذي أخبرنا عنها، وهي أن يختاروا أشخاصًا ممثلين للمناطق، بغض النظر إذا كان هو من اللجان أو الاتحاد أو أي شيء آخر، وهؤلاء الأشخاص يتفقون على سياسة معينة، وكان يحضر اجتماعات كهذه في منطقة الشيخ محي الدين غالبًا، أنا لا أعرف مع من يجتمع، ولكن أعرف أنه يوجد لقاءات كهذه. 

عندما اعتقل يحيى قمنا بالتنسيق مع شخص؛ حتى نحضر مكان يحيى في هذه الجلسات، عن طريق شخص مشترك كان يحضر معهم، فذهبت أنا ونبيل شربجي، ولا أذكر أنه كان يوجد اتفاق رسمي، في حال غاب يحيى سأكون أنا مكانه، ولكن كان يوجد اتفاق عفوي بين المجموعة، فحضرنا الاجتماع وأذكر أن أول اجتماع كان قريبًا من منطقة الشيخ محي الدين -لا أذكر اسم المنطقة بالضبط- ولكنه قريب من منطقة الشيخ محي الدين في منزل، وتعرفنا على عدد من الشباب الموجودين، ويوجد قسم منهم كان من دمشق، وأغلبهم من الريف، الأشخاص الذين هم من دمشق كانت [مهمتهم] التنسيق، ويسعون لشيء مشابه، ولكنه لمدينة دمشق، ولكنهم يساعدون الشباب في موضوع التنسيق، فحضرنا أول اجتماع، وفيما بعد عندما اتفقنا على الاجتماع الثاني؛ أراد البعض منهم أن يتأكدوا من أننا فعلًا نمثل داريا أم لا؟ فنحن شرحنا لهم العمل، وكان اسمي ماهر لا يعرفون اسمي الحقيقي، وشرحنا لهم كيف يتم ترتيب الأمور لدينا، وأنه على كل حال، بإمكانهم أن يجدوا طريقة ثانية، وأذكر أحد الشباب من المعضمية قال لنا فيما بعد: إنه تحدث مع الشيخ نبيل الأحمر في داريا، وكان الشيخ نبيل له اسمه (شخصًا معروفًا) [حيث قال له]: إننا ماضون في تأسيس شيء كهذا (مجلس قيادة الثورة في دمشق) ونريد أحدًا ما فاقترح عليه اسم أو أكثر، ولكن كان من ضمنهم إسمي، فهو كان يقول: هل تعرفون فلانًا؟ [محمد شحادة] هو يعرف ماهر، ونظرنا إلى بعضنا أنا ونبيل، وابتسمنا؛ فقال لنا: هل هو أحدكم؟ فقلت له: نعم، هو أنا، فقال لي: حسنًا، إذًا لا داعي لأن نجد شخصًا آخر، واستمرت الاجتماعات.

 [الاجتماعات] لم تكن ميسرة؛ لأنها كل مرة تكون في منزل، وفيما بعد، أصبحنا نلتقي خارجًا في أماكن مفتوحة، ولكن أعتقد أنه في (تشرين الثاني/ نوفمبر) أو (كانون الأول/ ديسمبر) عام 2011 اتفق فيها على الخطوط العامة، ولكن الذي حصل أن الشباب الذين هم من [الغوطة] الشرقية قالوا: إنه يوجد مجموعة تؤسس مجلس قيادة الثورة، وأنهم بدؤوا، وبإمكاننا أن ننسق معهم، فكنت أحد المعترضين؛ لأن هذه الفكرة التي كنا نعمل من أجلها ليست على هذا الشكل، بمعنى أنها ليست أن تؤسس مجموعة، ثم تقول: تفضلوا لمن يريد أن يدخل معنا، ولكنهم عمليًا، كانوا قد بدؤوا -لا أعرف إذا كان لديهم صفحة أم لأ- والصفحة كانت شيئًا رمزيًا وهي الإعلان الرسمي. حصل أكثر من اجتماع بين هذه المجموعة، وبين بعض الشباب من الغوطة الشرقية، حيث بدأوا بتأسيس مجلس، وبعد عدة لقاءات اتفقنا على أن يكون توسيعًا أو دمجًا بين المجموعتين، وسمي في ذلك الوقت "مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق" وكان أكثر من شخص معترضين على تسمية مجلس قيادة الثورة، وأنه بإمكاننا أن نجد له اسمًا آخر غير "قيادة"؛ لأنه لم يفوضنا أحد، ولكن هكذا كانت " الموضة" الرائجة.

عند بداية [انطلاق] المجلس كان هناك شخص أو شخصين من كل مدينة أو منطقة، ولكن لديه علاقات وتأثيرًا، ولكن عمليًا كان دوره إعلاميًا بشكل أساسي، وسياسيًا بعض الشيء، وكان له دور إغاثي بسيط توقف فيما بعد. الذي حصل أننا كنا نجتمع حوالي 14 شخص من مختلف المناطق، أغلبهم أو على الأقل 8 أو 9 أشخاص منهم في الأصل كانوا موجودين في دمشق مثلي، وفلان من المعضمية، وفلان من قطنا، وفلان من الكسوة، ولكنهم مقيمون في دمشق، وبعضهم كان يذهب ويأتي، فكنا نلتقي في أماكن مختلفة، فيما بعد ولغاية (كانون الأول/ يناير) عام 2012 كان على الأقل 7 منهم معتقل، أكثر من شخص اعتقل في دمشق، فباتت عمليًا الاجتماعات الفيزيائية شبه مستحيلة، وبقي التنسيق على" السكايب"، وبصراحة بالتدريج أصبحت أقل فعالية، وبقيت تنسيقًا ومتابعة فقط.

 كنت أتكلم عن تأسيس المجلس القيادي، كان هناك فيه توسيع علاقات، ولكن -برأي الشخصي- لم يكن لذلك تأثير.

كان يوجد هيكلية لتقسيم المكاتب والعلاقة فيما بينها، ولكن في وقتها -أذكر تمامًا- اعتقل سبعة أشخاص خلال أقل من شهرين أو شهر ونصف، نحن في البداية اجتمعنا ليس أقل من 12 أو 13 اجتماعُا قبل التأسيس وأثناء التأسيس، على مدى شهرين، ولكن فيما بعد بدأت الاعتقالات.

العلاقات توسعت، وأصبح لدينا غرفة إعلامية تابعة لها أيضًا، وكان يوجد في الغرفة سبعون شخصًا تقريبًا، طبعًا ليس جميعهم نشيطين، ولكن يوجد البعض منهم، كان محمد سعيد- رحمه الله- الناطق باسم المجلس وآخرون، استمر هذا الأمر على الورق حتى عام 2013، ولكن فيما بعد، عندما أصبح هناك حصار داريا والغوطة بقي كصفحة فقط، وليس له تأثير هذا بالنسبة للمجلس.

 أذكر في هذه الفترة -بعد استشهاد غياث حتى (كانون الثاني/ يناير)- كانت فترة ضاغطة نفسيًا على المستوى الشخصي، [ولاسيما] هاجس الاعتقال الدائم، أذكر في إحدى الفترات هذه أنه كان يوجد فريق تنسيقية حرستا، كانوا موجودين في منطقة في القصور، وكانوا قد استأجروا شقة، واقتحمت قوات الأمن منزلهم، وأحدهم حاول الهروب، وأطلقوا عليه النار، وقتل، أو أنه قتل لاحقًا، تشعر أيضًا بأن التهديد بدأ يزداد. أنا كما ذكرت كنت ملتزمًا أكثر بالإجراءات الأمنية، في تلك الفترة استأجرت منزلًا في مساكن برزة، عن طريق إحدى قريباتنا، حيث كان أحد أقارب صديقتها عنده بيت صغير، استأجرناه بدون أن يدقق صاحب المنزل في الموضوع، أو أنه فهم القصة، ولكن ليس لديه مشكلة، وكنت أدفع إيجار المنزل عن طريق قريبة صاحب المنزل، أنا ربما شاهدت صاحب المنزل لمرة واحدة فقط، وكنت لوحدي في هذا المنزل، وكانت عائلتي في هذا الوقت في داريا، فقد مضت فترة لم أكن أراهم فيها إلا مرة واحدة في الشهر، وأحيانًا أقل من ذلك، مثلًا في العيد التقينا، وفي مناسبة معينة كانوا يأتون إلى أقارب مشتركين في دمشق لأرى الأولاد، كنت ألتقي معهم لساعات وأذهب.

في برزة كنت عندما أنزل لا أقول لهم إنني أعيش هناك، كنت أنزل في أول المساكن (مساكن برزة) عندما يوصلني شخص ما فإنني أنزل في أول المساكن، وأمشي ربع ساعة تقريبًا كاحتياطات إضافية، وفي هذه المرحلة أستطيع أن أقول إن الاحتياطات لعبت دورًا، ففي مرحلة ثانية ليس شرطًا أن يعتقل الشخص أو لا، فهناك الكثير من الأشخاص كانوا متحفظين (أمنيًا) واعتقلوا، لكن في تلك الفترة كنت أشعر أن بعض الشباب متساهلين قليلًا، فمثلًا الذين يعرفونك والذين لا يعرفونك، يعلمون أنك مستأجر في [منطقة] ببيلا، أو بجانب المسجد الفلاني في ببيلا، فيصبح من السهل أن يراقبك أحد ما.

بقيت في هذا المنزل حوالي شهرين أو أقل قليلًا، البداية كانت مريحة لم يكن هناك مضايقات، وهذه المنطقة عندما اخترناها قالوا لي: إنها خليط من الناحية السكانية والناس لا يعرفون بعضهم، وكنت أتقصد عندما أشتري حاجيات أن أشتريهم في كل مرة من محل مختلف، كنت أمشي عدة دقائق إلى المحل، ثم أشتري في اليوم الثاني من محل مختلف، وحتى أنني أحاول عدم النزول كثيرًا، أحيانًا كنت أبقى يومين أو 3 أيام بدون أن أتحرك من المنزل. إلى أن طرق الباب في إحدى المرات -وكنت أسكن في الطابق الأول- ولم أفتح الباب، فيما بعد تكلم معي صاحب المنزل، وقال لي: إنهم يسألون من البلدية؛ حتى يتأكدوا من الإيجارات، وكنت أشك بالموضوع، وخلال ثلاث أو أربع دقائق- وفي الأصل يوجد في المنزل بعض الأثاث - أخذت ثيابي و"اللاب توب" وخرجت، كانوا من الأمن غالبًا وجاؤوا إلى هنا بالذات، فقد يكون هناك من كان يرصد أن شابًا يعيش لوحده هنا، ويدخل ويخرج، ففي أول فترة كنت أشعر بالأمان أكثر، لكن فيما بعد مع المدة الطويلة، أصبحت المنطقة [غير آمنة]؛ فتركت المنزل، فإذا كان الموضوع (البلدية) عن الإيجارات فإن المستأجر قد ذهب، وإذا كان أمرًا ثانيًا [فأكون قد نجوت]، وبعد فترة جيدة وليس مباشرة، سألت البنت التي استأجرت عن طريقها، وقالت لي: إن صاحب المنزل في عمله ولم يحصل عليه شيء، فهذه الفترة كانت في برزة، وغالبًا ما كنا نلتقي في أماكن مثل ساحة الميسات، لم يكن يوجد تدقيق [أمني] في دمشق كثيرًا.

في داريا حصل هذا الأمر كثيرًا، ورفاقي الذين اعتقلوا في هذه المرحلة أغلبهم [اعتقلوا بعد] مداهمات، ولكن فيما يخص موضوع الكمين، فأنا أذكر مثلًا في فترة معينة أصبحت دمشق القديمة هي الملاذ، عندما نريد أن نلتقي فإننا نلتقي هناك، أحيانًا نلتقي في مسجد وأحيانًا في مطعم وأحيانا أثناء المشي، وأنا شخصيًا أحب دمشق القديمة جدًا، فوالدي درس التاريخ فعندما كنا صغارًا كان يأخذنا مشوارًا إليها، ونمر منها بشكل خاص، ويعرفنا على المسجد الأموي وقصر العظم والحريقة، وكان يشرح لنا؛ فأصبح لدينا نوع من الارتباط بها، ولكن لاحقًا وخاصة عندما خرجت من سجن صيدنايا كنت أشعر أنها ليست لنا هي مسلوبة، فهي دمشق القديمة، ولكنها ليست دمشقنا، وأصبحت ملاذًا في أشهر التشرد، ولكن مع الوقت أصبح هناك تدقيق أكثر، فإذا أردت أن أدخل المسجد الأموي أشعر أنني غير مرتاح، وأكثر من مرة أكون في مطعم، ويدخل شخصين بلباس مدني، ويسألان شخصًا أو بنتًا بهدوء - كان هذا الموقف في إحدى المرات، ويقولون لها: تفضلي معنا، حتى لا يحدثوا "شوشرة" (جلبة) في المكان السياحي، وفي إحدى المرات كنت أجلس في نفس المطعم على طاولة ثانية حصل ذلك، فهذه المواقف كثيرة، حيث تشعر أنك على وشك الاعتقال.

 وأذكر أنه في عام 2012، قبل أن أعود إلى داريا بفترة قصيرة كنت متواعدًا مع زوجتي في منطقة الفحامة، أو بين الفحامة ودوار كفرسوسة، في تلك الفترة لا أذكر إذا كانت معي الهوية أو لا، فأنا كنت أتجنب الحواجز؛ ولا أريد أن أظهر بشكل مكشوف [لعناصر الأمن] وأضف إلى ذلك أنه عندما يكون هناك شخص يمشي مع سيدة يصبح الأمر أخف قليلًا، فحاولت أن أختار شخصًا تكون ملامحه مريحة قليلًا، وسألته، بشكل غير مباشر، هل هذا الطريق سالك أو يوجد فيه شيء؟ (إشارة إلى وجود عناصر أمن أو حاجز في الشارع) فنظر إليَّ وعاد خطوة إلى الوراء، وقال لي: اذهب من هنا، ثم اتجه نحو اليسار- الله سوف ييسر لك دربك- يبدو أنه فهم الموضوع (أنني أتحاشى المرور على الحواجز).

في إحدى الفترات استخدمت هوية ليست لي، وإنما لصديقي؛ هو موجود خارج سورية وكانت الهوية "مشعورة" يعني يوجد فيها كسر خفيف، وفي ذلك الوقت كان يوجد حديث عن موضوع تكسير الهويات، لا أعرف إذا كان العرعور (الشيخ عدنان العرعور) هو الذي يشجع الناس، فإذا كان لديك هوية مكسورة فهذه شبهة (هذا الشخص من أتباع العرعور) ولكن الهوية التي معي كانت مشعورة، وليست مكسورة؛ لكنها تربك عند استخدامها، لكنها كانت موجودة احتياطًا حتى أستخدمها؛ أفضل من اسمي الحقيقي، في إحدى المرات اضطررت إلى إخراجها ونجح الأمر، وفي إحدى المرات في 2012 كنت أريد أن أشتري دواء في كفرسوسة، أخذت وصفة من طبيب أعرفه، وكانت باسمي الحقيقي، لم يخطر على بالي ذلك، وعندما دخلت إلى الصيدلية كان [الصيدلاني] يريد الهوية لشراء الدواء، ومددت يدي حتى أخرج الهوية، ثم انتبهت أن الهوية التي معي باسم مختلف، فتظاهرت أنني أبحث عن الهوية، فقلت: ليست معي، وكانت صيدلانية، فقالت لي: هل هناك من يمشي في هذا الوقت ولا يحمل معه الهوية؟! فقلت لها: نسيتها، وعدت، وخرجت دون أن أشتري الدواء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/27

كود الشهادة

SMI/OH/34-14/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب - آيلول 2011

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-محافظة دمشقمحافظة دمشق-الشيخ محي الدينمحافظة دمشق-مساكن برزةمحافظة ريف دمشق-ناحية ببيلامحافظة دمشق-الحريقةمحافظة دمشق-الجامع الأمويمحافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة دمشق-الفحامةمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

تنسيقية مدينة حرستا

تنسيقية مدينة حرستا

تجمع أحرار دمشق وريفها

تجمع أحرار دمشق وريفها

الشهادات المرتبطة