الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التعامل الأمني للنظام مع المعلمين في الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:27:04

بعد هذه الحادثة طلبني يحيى دادا، مدير الشؤون القانونية في مكتب التربية، وسألني: ماذا أفعل؟ وما هي نشاطاتي؟ وقال: انتبهي إلى نفسك، وأي شيء تحتاجونه تعالوا وتكلموا معي.

قلت له: أنا جيدة، ولا يوجد عندي مشاكل، وأنت: أليس عندكم شيء؟

فقال: لا، لكن لا داع أن تعرِّضي نفسك إلى المشاكل، وأي شيء تريدونه فإن الأبواب مفتوحة لكم وطالِبوا بالشيء الذي تريدونه. وفي هذه الأثناء تحديدًا عيَّنوا في كل مدرسة شخصًا جديدًا؛ يعني بدأت موجة الوكلاء، ونحن كنا نعرفهم، يعني سيماهم في وجوههم، كانوا مخبرين. نحن تعيَّنتْ عندنا صبية، ومن خطابها كانت تقول: السيد الرئيس والمؤامرة، وفي مدرستنا في كل مظاهرة كان يتم فيها اعتقال أحد الأشخاص مثل حابس جديان وثائر الدندوش، وهي "مدرسة صلاح الدين". كان كل الكادر يعرفون أن هذه الغرفة يجلس فيها المندسون كما يسمِّيهم النظام، أقصد المتظاهرين، وتأتي هذه الصبية وتجلس معنا، ومرة كان هناك مسيرة تأييد للنظام، وجاء المدير وقال: إنه يوجد مسيرة فنظرنا إلى بعضنا واستغربنا كيف سوف نخرج في مسيرة! وقلنا له: يا أستاذ أحمد نحن صعب نخرج في مسيرة. فقال: لا، الجميع سوف يخرج، لا أذكر اسم هذه الصبية، كانت ترتدي "تي شيرت" مكتوب عليه "منحبك"، وكنا نتحدث أنا والشباب والصبايا في الغرفة، ودخلت فقلت لهم: يكفي يا جماعة لقد جاء المخبر، وهي نظرت إلي فقلت لها: أنت ترتدين صورة بشار ومكتوب منحبك؛ يعني ماذا سوف تقولين؟ والشمس ما تتخبَّأ بغربال (لا يمكن إخفاء ذلك). وقلت لها: يوجد عندنا موضوع خاص، ونحن كنا تقريبًا 10 أشخاص في الغرفة، فقالت مستغربة: موضوع خاص بين 10 أشخاص! فقلت لها: حتى لو كان العدد 25 وهذا الموضوع خاص عنك تحديدًا. الصبية كانت من الرقة، ونحن كنا نتحدث بأننا لن نخرج في المسيرة لو مهما حصل فقالت: ألن تذهبوا إلى المسيرة؟ فقلنا لها: عن أي مسيرة تتحدثين: هل تقصدين مظاهرة؟ هل يوجد مظاهرة؟ فقالت: لا، مسيرة للسيد الرئيس، فقلنا لها: نحن لا يوجد عندنا سيد رئيس، خلصت هذه القصة من زمان. فقالت: ولكن الكل يخرج كما قال المدير، فقلنا لها: نحن ليس عندنا قال المدير، عندنا قال تعالى، وإذا قال تعالى فسوف نخرج في المسيرة، ولكن قال المدير لا تعني عندنا شيء. فغضبت وأغلقت الباب وخرجت؛ فضحكنا، فالشباب قالوا لي: ماذا عملت لها؟ قلت لهم: آتت لتقول قال المدير! صفّ أوَّل أنا؟ وبعدها جاء المدير وقال: يا شباب وقِّعوا على الدوام حتى تخرجوا في مسيرة فقلت له: أنا اعتبرني متغيِّبة عن الدوام، اكتبني غيابًا في هذا اليوم، فقال: يا منى الجميع رآك وأنت موجودة، فقلت له: اكتب أنني لا أريد الخروج في المسيرة، وقلت له: أخلِ مسؤوليتك واكتب، وأيضًا الموجودون معي لن يذهبوا. واستدرت اتجاههم وسألت: شباب هل تريدون الخروج في المسيرة. فقالوا: لا. وقلت للمدير: تصرَّفْ كما تريد نحن لن نخرج... قال: اطلعوا، قلت له: هل نضحك على بعضنا أستاذ؛ يكفي نحن لن نخرج في المسيرة. فعلًا خرجنا من المدرسة ورحنا.

في اليوم الثاني جاء المدير أو أرسل أحد الشباب وقال لي: مُنى خفِّفي من الكلام قليلًا في غرفة المدرسين، فقلت له: أخفف من الكلام؟ يا أخي اتخذوا بحقي الإجراء الذي تريدونه، والوضع لا يسمح بالسكوت والناس يموتون، الناس يتهجرون، وأطفال يعتقلون بدرعا، على ماذا نسكت على هذا أو ذاك؟ فقال: احكوا خارج المدرسة فقلت له: ليس عندك حق في أن تحدد أين نتكلم وأين لا، ونحن نتحدث بين بعضنا وليس في الصف مع الطلاب؛ والذي لا يعجبه الكلام يمكنه أن يخرج من الغرفة، والذي أرسلوه حتى يكتب بنا تقريرًا دعوه يكتب تقريرًا ويفعل ما يريد؛ لا أنا ولا الشخص الذي يتحدث خائف من أي شيء؛ لأننا متوقعون أي شيء، وطبعا الجميع كان يتكلم بشكل ودِّي وأنهم لا يريدون أن تتأثر المدرسة، ولكن كان من الصعب أن أسكت.

في تلك الفترة؛ كانت الأحداث في درعا ساخنة جدًّا، جئت إلى المدرسة، وقعدت أبكي فعلًا من المواقف، وقالت لي إحدى الآنسات: منى هل لديك عشيق من درعا؟ لم أعرف كيف أردُّ عليها؟ فقلت لها: معقول أنا سأتأثر أو أنزعج فقط لأنني أعشق شخصًا من درعا؟ كيف يمكنكم تسخيف الأمور بهذا الشكل والناس يموتون في درعا؟ ألم تشاهدي المظاهرات البارحة والقتل والشباب الذين يموتون في أرض الجامع؟ وقلت لها: أنا أعشق شخصًا من الرقة، ولكنني أتأثر على شباب درعا.

ظللنا على هذه المسألة، وكنا نتابع الأحداث، ونتكلم واعتقلوا حابس وثائر أصدقائنا المدرسين معنا، بسبب المظاهرات وبعدها خرجوا من السجن، وأنا لا زلت قائمة على رأس عملي، وهذا الكلام في عام 2011. قمت بإعداد دعوة فطور، وعندما حضرت كل المدرسة قلت لهم: هذا على شرف خروج ثائر وحابس من سجون الاستبداد وعقبى خروج كل المعتقلين، وأغلب الموجودين امتنعوا عن الفطور (ضاحكة)؛ يعني ليس الجميع، ولكنهم قالوا: لا يوجد داعٍ لهذا الحديث فقلت لهم: أنا قمت بإعداد هذا الإفطار من أجل ثائر وحابس والحمد لله على سلامتهم وان شاء الله لا يبقى أحد في المعتقلات، وأكلنا واستمتعنا وضحكنا وانتهينا من طعام الفطور.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/145-05/

رقم المقطع

05

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة