الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

دور المكتب العسكري في المجلس الثوري بمنبج بالحفاظ على المؤسسات

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:01:07

مرحلة التظاهر بعد صيف 2011، حدث شيء في منبج، وهو تغيير مدير المنطقة، ومدير المنطقة هو ضابط جاء حديثًا، ويبدو أنه نتيجةً لتواصل الأهالي معه، أقنعوه أنه إذا استمر الأمن في الخروج ومواجهة المتظاهرين، فسيحصل اصطدام بين الطرفين، وأنت يجب عليك غض الطرف، واترك المتظاهرين يخرجون لأنهم يريدون الخروج، وفعلًا انكفأ الأمن آنذاك، وأصبحت تخرج المظاهرات بشكل حاشد جدًّا في الساحات العامة، وكل مظاهرة تبقى لمدة ساعتين أو 3، وحشودها بالآلاف. في هذا الوقت أصبح هناك نوع من الراحة الأمنية، ولم يعد يوجد هاجس الأمن.

المجلس الثوري تشكل سرًّا، ولم يكن يعلن عن نفسه، لأن الأمن ما يزال موجوداً في منبج، وفيما بعد التحق بالمجلس الثوري، أو أنشئ في المجلس الثوري مكتب عسكري، وتأسس المكتب العسكري أولًا من ضابطَين منشقين، وهما المرحوم يوسف عجّان الحديد -وهو كان برتبة نقيب-، والنقيب سعد الدين صومع، وهما أول ضابطَين انشقا عن النظام، وهما من أبناء منبج، فتواصلا مع المجلس الثوري، وقلنا لهما: أنتما في المجلس مكتب عسكري تابع للمجلس الثوري، يعني ضمن مظلة المجلس الثوري، وبدأا باستقطاب بعض العناصر العسكريين المنشقين، وكانت تنحصر مهامهم في تأمين الحماية للمتظاهرين.

السلاح كان بجهود فردية، يعني أنا أذكر في البداية، حتى البندقيات التي اشتراها الضابطَين وعدة أشخاص معهم، كانت بجهود شخصية، يعني اشتروها، ولم يكن يوجد أية جهة أخرى، ولم يكن لديهم أي سلاح، وفعلًا عندما كانت تخرج المظاهرات كانوا يقفون بعيًدا؛ يعني فقط إذا تم الاعتداء على المتظاهرين، أو رجال الأمن يمكن مواجهتهم.

 وبعد صيف عام 2011 ( الصحيح صيف عام 2012- المحرر) الثورة بدأت تأخذ منحًى عسكريًّا أكثر، فأصبح المكتب العسكري يتواصل مع بعض تشكيلات الجيش الحر الموجودة في الريف الشمالي في حلب، وبدأ آنذاك بتشكيل لواء التوحيد، الذي تشكل حديثًا، وبدأ يتوسع، طبعًا يومًا بعد يوم، كان يزداد قطاع العسكرة، عندما حصلت المواجهات بين النظام وجماهير الثورة -يعني مواجهات مباشرة-، فالمكتب العسكري أصبح عدده كبيرًا، وأصبح يشارك في تحرير بعض المناطق مع لواء التوحيد، يعني مثلًا في تحرير جرابلس، لم يكن لهم اسم في البداية، وفي مرحلة لاحقة تم تشكيل الكتائب، ولكن بعد تشكيل الكتائب لم يعد بينها وبين المجلس شيء (صلة)، وفقط هذا المكتب العسكري الذي كان له علاقة بالمجلس، وبعد فترة أصبح خارج المجلس، عندما أصبح هناك تشكيلات عسكرية كبيرة وكتائب كبيرة، ذهبوا.

كان لدينا شعور، أن مدينة جرابلس تحررت قبل مدينة منبج بشهر تقريبًا تستطيع أن تقول في شهر حزيران/يونيو عام 2012، وبعد أن تحررت مدينة جرابلس، تقريبًا نصف مدينة الباب تحررت، لأن الباب لم تتحرر مرةً واحدةً، ونصف مدينة الباب أصبحت محررةً، والريف الشمالي كان شبه محرر، فشعر النظام بمنبج بأنه هو تقريبًا شبه محاصر، وبصراحة نحن كنا دائمًا نتجادل فيما بيننا، والعسكريون يدفعون باتجاه تحرير منبج، وسيتم الهجوم على النظام وطرده، وكان المجلس الثوري في منبج يرى غير ذلك، وأنه يجب ترك النظام، ونحن نتوقع أنه سينسحب، ويجب أن نترك له مجالًا من اتجاه الجنوب، مجالًا لأنهم يمكن أن ينسحبوا، لأن الأمن في منبج أصبح ضعيفًا، وفي الأيام الأخيرة لم يخرجوا من مقراتهم، يعني وكانت المدينة محررةً منهم، فعرفنا أن الأمن انعدم دوره، ونحن لم نعد بحاجة لإطلاق الرصاص ولا لمعركة، وكنا حريصين ألّا تراق قطرة دم واحدة، وفعلًا بتاريخ 19 تموز/يوليو 2012 الساعة 1:00 ظهرًا، ركب رجال الأمن سياراتهم، ومن اتجاه الجنوب إلى سد تشرين غادروا المدينة، ومدير المنطقة بقي في مكانه، وحتى عندما ذهب الأمن، بقي في مكانه في مكتبه، وعدد من وجهاء البلد ذهبوا إليه، وهو كان له مكانه تُحترم فعلًا، وقالوا له: لا تخف وعليك الأمان، وصحيح أن الأمن غادر، ولكن أنت شخص منا، وأنت لم تتصرف بحق المدنيين أي تصرف سيء، وتعاملك مع المتظاهرين كان تعاملًا راقيًا جدًّا، وأنت فتحت لهم المجال، وأنت إذا أردت البقاء عندنا فأنت أحدنا، وإذا أردت السفر إلى بلدك، فنحن سنؤمن لك الطريق، ولن يمسك أحد، وفعلًا كان هو موضع احترام الناس، إلى اللحظة التي هو اختار فيها أن يغادر، ولكنه ركب وغادر بكل احترام، ولم يمسه أحد بسوء، ولم يتطاول عليه أحد أبدًا.

بالتزامن وفي نفس اللحظة، لأن المجلس الثوري كان يتابع الأحداث عن قرب، نحن عرفنا ودائمًا يعني كنا نتوقع أن الفترة التي يحصل فيها تخريب هي فترة قصيرة جدًّا؛ يعني ربما ساعات بين فراغ السلطة ومجيء البديل، وهذه الساعات القليلة يجب السيطرة عليها، وإذا لم نسيطر عليها (ستكون كارثةً)، وفعلًا كان المجلس الثوري يتابع بشكل جيد من الدقيقة الأولى، التي تم فيها رحيل النظام، فورًا المجلس الثوري وبالاستعانة بالمكتب العسكري داخل المجلس الثوري، سيطروا على كل مفاصل الحكومة أو مؤسسات الدولة، يعني مثلًا كنا حريصين على السجل العقاري وعلى النفوس والمصرف الزراعي، وعلى المخابز -مخابز الدولة- وعلى بناء المالية، وتمت السيطرة عليها بشكل مباشر.

 وللتاريخ أقول، وربما هناك الكثيرون يشهدون: أن أكثر الدوائر لم تخرج منها حتى كرسي أو طاولة خارج الدائرة.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في منبج

كود الشهادة

SMI/OH/18-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

آب- تموز 2012

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-منطقة منبج

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة