واقع العشوائيات وتنوّع سلوك أبنائها في الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:03:56:03
أنا قصدي أن أفصّل في هذه النقطة (العشوائيات)؛ لأن الذين يريدون أن ينتقدوا الثورة والحراك الذي حصل دائماً يتوجهون إلى سلوك أبناء العشوائيات [ويقولون]: هكذا حصل في الثورة. ونحن نتكلم عن العشوائيات، مثلاً: من المؤكد أنه في كل مكان توجد عشوائيات، وفي كل مدينة سورية توجد العشوائيات التي تكون مختلطة مثل: التضامن والحجر الأسود وعش الورور ودفّ الشوك مثلاً، ففيها أولاً: الاختلاط الطائفي وهو متعايش، يعني كل شخص موجود، هو يسكن وأبناء الطبقة الوسطى المتدنية من أطباء ومهندسين ومعلمين وضباط، كانوا يسكنون في هذه العشوائيات ؛ لأن إيجار المنزل فيها رخيص أو سعر المنزل رخيص، وعندما بدأت الثورة... نحن نتكلم عن مناطق يوجد فيها من المتعلمين وحملة الشهادات العليا، و فيها من العاملين في مؤسسات الدولة، و فيها من الضباط، وخصوصاً في التضامن، ويوجد فيها الحالة الشعبية العامة التي هي فئة تجمّع العاطلين عن العمل من الشباب غير الدارسين، فتدخل مثلاً إلى مخيم اليرموك أو إلى التضامن أو الحجر الأسود أو دفّ الشوك فتجد ظاهرة التسويك (الوقوف عند زاوية الطريق) هذا الشاب الذي يبقى دائماً في الشارع، وهو شخص غير دارس، وليست لديه مؤهلات، وعاطل عن العمل، هم يقولون: نسوّك. يعني يقفون على زوايا الأحياء، على السوكة (زاوية الشارع)، وعندما بدأت الثورة فأنت تتكلم عن مظاهرات يوجد فيها كل هؤلاء، يعني يوجد فيها الفهيم والواعي أو الخريج الجامعي أو العامل في مؤسسات الدولة، وفيها الذي يسوّك، وجميعهم خرجوا بثورة، ولكن كل شخص بثقافته ومعرفته، يعني من أخرج السكين هو أخرجه جدعنة (شجاعة) لأن الشجاعة هكذا في نظره، والمتعلم يرى غير ذلك، وعندما نتكلم مثلاً: عن مظاهرة الحجر الأسود، ما هو الموقف الذي كان؟ أكيد (حتماً) لا يمكن أن تصف موقفاً واحداً، وأكيد (حتماً) لا يمكنني أن أقول: إن موقف الناس كان... لأن هناك أشخاص لا يكون قصدهم طائفي، وهؤلاء الناس الذين يسوّكون جاءتهم شائعات: سيهجمون عليكم. فرأى أن هذا الشعار جدعنة (شجاعة)، والمتعلم كان يرفضه، وأكيد(حتماً) 100% يوجد الكثير، فنحن فيما بعد دخلنا إلى المنطقة، ورأينا كمّاً هائلاً من المتعلمين في الحجر الأسود، والحجر الأسود من المناطق التي بقي فيها أشخاص جيدون، ولم يخرجوا منها عندما تحررت، ومن المؤكد أنهم كانوا يرفضونها، ولكنني كيف سأضبط العشوائيات؟! يعني إذا قلت مثلاً: أنا من أبناء الحجر الأسود، ومن أبناء المكوّن الأكبر وهم النازحون مثلاً، وخرج هكذا شعار، كيف سأضبط المسوّكين؟ أكيد أنا سأكون ضد الشعار، ولكن في النهاية هذا مجتمعك، وهذا لا يعبّر عنه من هذا المنحى، ولكن يستفيد النظام من هذه البنية، ومن يريدون أن يهجموا على الثورة سيستفيدون من هذه الظاهرة، وحتى إنهم يستفيدون من نفس الأشخاص الذين تحوّلوا في غالبيتهم إلى حملة سلاح ضمن الجيش الحر أو ضمن التشكيلات الأخرى، يعني هم نفسهم (نفس هذه الفئة)، ولكن حتى نستطيع أن نحكم على العشوائيات يجب أن نشرّح العشوائيات، لو كانت الحالة طائفية مقصودة فهذه العشوائيات فيها أحياء من كل الطوائف، وكانت المظاهرة تخرج، ولا يتمّ الهجوم على هذه الأحياء مثلاً، ولا يهجم على شخص، ففي مراحل ما قبل حمل السلاح سجّلوا لي حالة خرجت فيها مظاهرة في الحجر الأسود أو التضامن وضربوا فلاناً لأنه من الطائفة الفلانية؟ لم يحصل هذا الأمر مع أنهم يسكنون مع بعضهم وهم جيران.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/23
الموضوع الرئیس
التنوّع في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/53-25/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-دف الشوكمحافظة دمشق-عش الورور (الحرية)محافظة ريف دمشق-الحجر الأسودمحافظة دمشق-التضامنشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية