الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اللقاء مع مسؤول من السفارة الصينية وعدم نضج الخطاب الثوري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:23:19

في أحد الأيام قال لي متولي [أبو ناصر] - كانت هذه المرحلة في آخر...لا أستطيع أن أحدد الشهر، ولكنها كانت الأشهر الأربعة أو الخمسة التي سبقت اعتقالي، لأنه كما قلت لك كانت قصة أبي العباس وقصة اللقاء مع الصينيين تؤرقني، و[أخاف] أن أضطر للاعتراف عليها- فقال لي متولي: عمي يريد أن يراك. وذهبنا إلى منزل أبي علي رشيد، وجلسنا، وقال: يوجد موضوع مهم. قلت له: تفضل. قال: طلبت مني السفارة الروسية والصينية لقاء مع الناشطين. وكان الطرح مفاجئاً جداً، وقال: إن الاجتماع سري. وقال: ابحث عن الثقات. وكان أبو علي يوصي قائلاً: من الضروري أن يعرفوا ماذا يتكلمون، وأن ينقلوا وجهة النظر وبدون انفعالية، واللقاء مهم جداً. وخرجنا أنا ومتولي من عنده، وذهبنا إلى صبر درويش، إلى منزله، وأنا قلت لك: إننا أخذنا بيتاً لصبر درويش في المخيم على امتداد شارع الثلاثين، ودخلنا، وقلنا له: الأمر هكذا. وطرح صبر سؤالاً: لماذا نحن؟! ثم عدنا إلى أبي علي رشيد، وقلنا له لماذا؟ يوجد لديك تنسيقيات وأسماء معروفة في دمشق. فقال لي: هم لا يريدون. وقال: أنا ليس لي علاقة مباشرة مع غيركم، وأنا لا أثق، وهم تكلموا معي؛ لأن اللقاء سري، ولأنه شيوعي سابق تكلموا معه، ولا أعرف ما هي العلاقة بينهم، وأبو علي رشيد لا يثق، والأمر الثاني أنه قال لي: لا يريدون أشخاصاً معروفين، وإنما يريدون شباباً من الشارع. ورجعنا، وتحدثنا، وتناقشنا حول الفكرة كثيراً، واتفقنا أن نقابلهم.

أن يهتموا، ويسألوا: ماذا تعني تنسيقية؟ ومن هم الذين ينظمون الشارع؟ هذا يعني أنهم يدركون أنه يوجد شيء تحتي في الشارع، ويبحثون عنه.

جلسنا، وتناقشنا أنا ومتولي وصبر، وقررنا أن نجتمع معهم، وقد يكون اللقاء مؤثراً، وضممنا إلى الحلقة عدنان حمدان، ووافق عدنان، وكانت نظرتنا هي تمثيل عام، وفي النهاية، معنا شخص سمعولي (من الطائفة الإسماعيلية) وعلوي فربما يكون الوضع ألطف، والغريب في وقتها أننا لم نفكر أن تكون معنا صبية، لم يخطر في بالنا، يعني لم نرفض الفكرة، ولكن لم يخطر في بالنا، ولكن بصراحة كان الإحساس تجاه العرض وتدقيق أبو علي أن يكون سرياً جداً، وهذا يعني بالنسبة لأبي علي أن النظام ليس لديه علم به.

تقرر اللقاء بعد أسبوع، وكان ينبغي أن يحصل اللقاءان وراء بعضهما، أحدهما مع الصينيين ولقاء مع الروس، وحصل اللقاء في بيت سحم، في منزل لأبي علي رشيد، وهو يملكه، وكان يؤجره، أو لأبي فراس، لا أذكر صاحب المنزل تماماً، وذهبنا بسيارة متولي أنا ومتولي وعدنان حمدان وصبر درويش، ودخلنا إلى المنزل، وجدنا أبا علي وأبا فراس (ابن عمه)، وهو أيضاً شيوعي، وكانوا قد فرشوا طاولة، وكانوا يضعون كراسي، وكأن القادمين سيكون عددهم كبيراً.

كانت الطاولة ممتلئة بالطعام، ويوجد عرق (مشروب كحولي)، وقلنا لأبي علي: ماذا يحدث؟ هذه عزيمة عشاء، فقال: يجب أن ترشفوا من العرق لو رشفة واحدة؛ حتى نعطي صورة أن الموضوع ليس إرهاب وتطرف وحالة دينية، وأظهروا الحالة العلمانية. وفعلاً صبّ العرق في الكؤوس، وبعد قليل، أتوا، ودخل شخص، وعرّفنا أبو علي عليه أنه المسؤول الأول في السفارة الصينية، ويتكلم اللغة العربية، وجهه مدور ولا يشبه الصينيين كثيراً وأبيض ومعه ثلاثة أشخاص، كانوا يكتبون فقط، وشخص واحد منهم كان بين الحين والآخر ينتبه، ويبتسم، والثلاثة الباقون يكتبون فقط، وجلسوا مقابلنا تماماً، ونحن مقابلهم من الجهة الثانية، ويجلس على اليسار أبو علي وأبو فراس، يعني في صدر الطاولة، ونحن مقابل بعضنا. وبدأ متولي الكلام بعد أن رفع كأس المشروب وشرب بصحتهم وذلك حسب نصيحة عمه، وقال: إننا في النهاية شعوب نشبه بعضنا وقريبون من بعضنا فكرياً، وفي النهاية، نحن قرأنا "لماوتسي تونغ"، وبدأ يتكلم، ويفتح بوابة التاريخ الصيني.

كان أول سؤال... قال: نحن ننظر إلى ما يحصل في سورية، ويهمنا، ولكن يوجد سؤال أريد أن أسأله. فقال: ماذا تعني تنسيقية؟ قال: أنتم تقولون: تنسيقية. ماذا تعني؟ طبعاً، بدأ صبر يشرح، وكان في البداية الكلام هادئ جداً، ولكنه سأل هذا السؤال، ونحن لم نتعامل بكثير... يعني لم تكن الطريقة الإيجابية واعية وذكية. وهو سأل هذا السؤال، وبدأ الكلام، فعملياً أصبح لدينا تداع للأفكار التي نطرحها، وكانت الأجوبة متوازنة قليلاً، وفيما بعد، حصلت بعض الحدّة وانتهى اللقاء، وكان المسؤول الصيني عندما دخل يختلف عما هو عليه عندما خرج، وشرح، وقال: نحن أتينا بدون عِلم النظام والحكومة السورية، وأبو علي يعرف، وأشار إلى أبي علي، ونحن أتينا، ولقد غيّرنا سياراتنا، وأتينا بسيارات أخرى، ونحن أتينا حتى نعرف، ويهمنا أن نفهم ما يحصل؛ حتى نحدد موقفنا. يعني بهذا المعنى، وانتهى النقاش بهذا الشكل، وكان نوع كلامنا لا أريد أن أقول: إنني تكلمت أم لا. نحن كنا مجموعة، وأياً يكن الكلام فنحن مجموعة، لم يعترض أحد منا على كلام الآخر، وكان الكلام تداعياً ثورياً وخطاباً ثورياً، ولا يجب عليك عندما يجلس معك شخص من السفارة الصينية أن تحمّله هذا الخطاب الثوري [وتقول]: الشعب والمظلومية، وأصبح لنا 50 سنة [تحت حكم الأسد]. وكانت هناك مطالبة أخلاقية، وكأنه يجب عليكم أن تقفوا معنا شئتم أم أبيتم. ولم تكن نظرتنا للموضوع أن هذا الطرف أتى حتى يسمع منك، فيجب أن نقنعه بمصلحته في الوقوف لصالحك أو لا.

انتهى اللقاء، وقالوا: سنتواصل، ويبقى تواصلنا عن طريق أبي علي. وذهب أبو علي قليلاً مدة نصف ساعة، ثم رجع، وكان أبو علي مستاء من طبيعة اللقاء، وقال: إنهم قالوا سيتواصلون معنا وسنرى. وقال لنا: يجب أن تكونوا قد أدركتم مدى أهمية... يعني قد تكون هذه المعلومات ستصل إلى قيادتهم المباشرة؛ حتى يحددوا موقفهم، وليعرفوا: هل يوجد شركاء أم لا؟ وقال بصراحة: أنتم لم تفعلوا ذلك. واللقاء غير جيد، وقال: إن شاء الله يتصلوا بنا.

بعد أسبوع، قال صبر أو عدنان: ماذا حصل؟ فقلت لمتولي: لنذهب إلى عمك. وذهبنا، وسألناه: هل عادوا، وتكلموا؟ فقال: لم يتكلموا. وقال لا أتوقع أن يتكلموا، وهنا أصبحنا مع أبي علي لوحدنا، ونحن صحبة مع أبي علي، فقلنا له: لماذا؟ قال: لأن الكلام الذي قيل لا يفيد المسؤول الصيني، وماذا يستفيد إذا استمع إلى هذا الكلام، فأنتم تقولونه في كل مكان، وهو في النهاية، جاء، وتكلم، وتواصل معنا، وأنه يريد أحداً ما من محركي الشارع، وهو كان يتوقع أن يكون خطاباً ناضجاً، وقال: حتى أثناء رجوعنا، يعني كان أبو علي هو من أمّن لهم سيارات بديلة، أشار الصيني لأبي علي برأسه [بامتعاض]. وسألناه: ماذا عن الروس؟ فقال أبو علي: انسوا الموضوع وانتهت القصة هنا.

أحياناً أفكر بها، وأقول: إنها لم تكن ستفيدنا بشيء. يعني أياً يكن هذا الخطاب؛ لأنه، حتى لو كان خطابنا ناضجاً، وكنا ناضجين بالطريقة التي سنتكلم بها مع الروسي أو الصيني أو حتى البنغالي، إذا كنا قد أعطيناه خطاباً يرضيه هل سنسيطر على الشارع بهذا الخطاب؟ هل يمكننا أن نسيّر حركة الشارع ضمن ما نقوله؟ وأحياناً أقول: لا، نحن غلطنا. فكان ينبغي أن تكون الحالة أنضج، ولكن كيف سأقول: غلطنا. إذا كان النضج وصل إلى هنا فقط، وكأنه كان لدينا فائض 40 بالمائة من النضج، ولم نستخدمه. بصراحة، إذا سألتني عن رأيي فإنني أقول: برأيي كان يجب على عدنان حمدان أن يتكلم، برأيي إن عدنان كان ممكن أن يكون أفضل لو تكلمّ، ولكن أياً يكن لم يكن ليتغير شيء، وأي شخص سيجلس معهم... تخيل لو جاء فعلاً في تلك الفترة غياث مطر ويحيى شربجي ومشعل التمو، فهل نحن ضابطون لحركة الشارع؟ وهذا ما حصل معنا. ولم نجتمع مع الروسي، وهذا الصيني لم يرجع أبداً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

التواصل الدولي في بدايات الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/53-29/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-بيت سحممحافظة دمشق-مخيم اليرموك

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

السفارة الروسية في دمشق

السفارة الروسية في دمشق

السفارة الصينية في دمشق

السفارة الصينية في دمشق

الشهادات المرتبطة