الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قصص من أساليب الأمن بانتزاع المعلومات من المعتقلين بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:06:18

نحن لما كنا في الداخل قاطعنا الموضوع واكتشفنا الموضوع، حيث حدثت هناك قصة هي أن شباب الزبداني يعني انكشفت المجموعة ومجموعات ثانية، وبالعادة عند الأمن لما ينكشف شيء ويكونون يحققون بأمر ما تظهر لهم أمور أهم فيتركون الأمر الصغير الذي يحققون فيه ويتحولون للأمور الأهم، فهم كانوا يتكلمون ويحققون مع ضحايا هذا الرجل (زين صباغ) بقضايا سقفها حراك سلمي وأقلها مساعدات طبية وإنسانية (مثل) توفيق انجيلة، فيتوصلون بداخل التحقيق إلى قصص خطيرة "محاولة اغتيال لقائد الحملة العسكرية مثلًا في الزبداني الذي هو موفق الأسعد وهو الآن رئيس الأركان، وهو من مضايا، فهذه العملية هو هذا العميد مثلًا لم يصل لها، بل انكشفت صدفة، وليس لأن الشاب لم يخبره، لكن لا أعلم ما قال له الشاب. قال: كان نسي يقول له فتم كشف الأمر بالصدفة أن هذا الشاب يقوم بالاتفاق مع شباب الزبداني لرصد اللواء الأسعد أثناء معالجته في المستوصف بداخل دمشق في عيادة سنية، فكان يقوم برصد العيادة، ويتصل من رقم محروق لشباب الزبداني أنَّ الصيدة صارت عمليًّا بالقفص، فهُم لسبب ما أنا اعتبره غير مبرر قالوا له: إننا لسنا جاهزين الآن يبدو أن عمره طويل، والمكالمة رصدت وذكرت في التحقيق فيما بعد، يبدو أن عمره طويل، والآن لسنا متوفرين. قال لهم: أنا فضحت نفسي ووقفت وكذا وكذا، فقالوا: الآن لسنا مستعدين ولم يقتل موفق الأسعد.

طبعًا هذه العملية مثلًا أنا كان عندي علم بها ورفضت أن يتم تنفيذها، والشباب كان عندهم تحفظ على ضوابط التي أضعها بالنسبة لحراك دمشق، وخاصة بالأحياء الأمنية أن لا ندخل بعمل عسكري الآن؛ لأن هذه المناطق جدًّا حساسة، ويمكن النظام إذا أنهى الحراك فيها فلا تقوم له قائمة أبدًا، وهذا الذي صار؛ أي: علينا ترك الحراك العسكري في مناطق ثانية.

وحتى في التظاهر يكون مدروس جدًّا [يدرسون الأمر بشكل دقيق جدًّا] في هذه المناطق، مناطق دمشق الداخلية جدًّا، مثل المزة، فيلات شرقية، المهاجرين، المالكي، يعني حتى ركن الدين مثلًا أن تقوم بحراك داخل شرقي ركن الدين غير أن تقوم بحراك بالجادات في الأعلى عند الأكراد. هنا الموضوع متاح أكثر وأصلًا النظام فاقد السيطرة عليها منذ وقت طويل، كلها عصابات وحشاشة؛ يعني: إذا قمنا بحراك هنا فهو أسهل بكثير من أن تقوم به بمنطقة فيها أبنية نظامية وشوارع واضحة، فالبنية الاجتماعية فيها ليست متماسكة، فكان دائمًا قرارنا هو تحييد هذه المناطق، ودعونا نسعى لإطالة عمر الحراك بالثورة، وهذا ما أثبتته الأيام أنه في دمشق لا نستطيع القيام بشيء الآن؛ لأن الأنوية التي كان من الممكن أن تفعل شيئًا انتهت من وقتها، بسبب أنه نحن أخذنا خطوة بالاتجاه الأمني التصعيدي.

الذي حدث أنني عرفت بالموضوع ورفضت هذا الأمر، والشباب لم يستجيبوا وذهبوا، والشاب الذي كان يقف عند المستوصف -وقد استشهد- اسمه محمد طباع كان يراقب، وجاء الأسعد، وأخبر الشباب من الزبداني، ومر شابٌّ ثانٍ بالصدفة في نفس المنطقة كان شاب يعمل بمستشفى فاتح حلاوة بكفر بطنا، وهو من كفر بطنا، وقال له: ماذا تفعل هنا؟ لأنه صديقه جدًّا، ويعملون مع بعض في الثورة، فقال له: بصراحة نحن لدينا هنا أمر أمني لنقوم به. فقال له: لا تتكلم وأخفِ صوتك. وطبعًا ذلك الشاب التزم بالأمر، ولم يعلم به أحد لغايةِ وقوع محمد طباع بقضية مرتبطة بمساعدات طبية، مثل أكياس دم وسلل غذائية، ويمكن القليل من التظاهرات . وأثناء التحقيق شاهدوا في جواله، عفوا اعتقل الشاب الذي هو من كفر بطنا قبل محمد، اعتُقل بنفس الكمين الذي يجهزه الشخص العميل، أنه أنت صديقه ويجب أن تجلبه لنا، وأثناء التحقيق قام الأمن بالإيقاع بهم ببعضهم أن محمدًا قال عنك (للشاب من كفر بطنا) أن أبوك في الجيش الحر، وهم لديهم معلومات عن هذا الأمر من شخص غير محمد ومحمد لم يقل هذا، ولكن نسبوا الأمر له في التحقيق، فقام الشاب الثاني الذي هو من كفر بطنا (أيضًا اسمه محمد) فقال للأمن: هكذا يتكلم عني؟ فقالوا: نعم. طبعًا، وإنه لم يكن عليك الوثوق به، والرجل غدر بك وأوقع بك، يجب أن تبقى صاحيًا من قبل. فقال له: إذا الشاب هكذا يقول لذلك سأتكلم، فهو كان أصلًا سيقومون بكذا وكذا وكذا ويقتلون موفق الأسعد. وهنا كنا بقصة وأصبحنا بقصة ثانية تمامًا.

لم يكن محمد طباع معتقلًا، ولكن كان محمد البحش من كفر بطنا معتقلًا، ولم يكونوا قد اعتقلوا محمد طباع لكن قالوا له: نحن اعتقلنا محمد طباع وإنه اعترف أن أباك في الجيش الحر فهو اعترف؛ ولأن المعلومة خطيرة اصبحوا مستعجلين لاعتقال محمد طباع.

كل هذا الأمر حتى نعرف كيف يستدرج الأمن المعتقلين، والبساطة التي كانوا بها الشباب؛ يعني: شباب الثورة في هذا الوقت مواليد 87 أو 88. هذه الحوادث والأخطاء الأمنية وقع فيها الإخوان في الـــ 80 [يقصد في أحداث عام 1980]، وكان يفترض من الناس أنهم تعلموا دروسًا من هذه الأخطاء، ولكن هذا الجيل الصغير لم يتعلم هذه الدروس؛ لأن الأهالي لم يحكوا لهم شيئًا بسبب الخوف، وهم يريدون تكرار التجربة من جديد بدون أي خبرة، فكنا نكتشف لاحقًا أن الخبرة والمقدرة الأمنية عند النظام جدًّا ضعيفة، ولا يوجد ذكاء ولا يوجد خبرة بأن توقِع بأعدائك أو خصومك من الثوار إلا من خلال معلومات تُسرَّب بغباء من بعض الشباب أو بطيبة أو بعدم وعي.

كان هذا الشيء الوحيد، وخاصة نحن لما خرجنا ورأينا فعلًا المخابرات غير السورية، مثل الأردنية والتركية كيف تعمل فاكتشفنا أن المخابرات السورية ما عندها المقدرة أو القوة، ولكن لديها أمران، وهي طيبة الشباب أو سذاجتهم في بعض الأحيان، والأمر الثاني البطش أنه بالبطش تستطيع أن تحصل على المعلومات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/19

الموضوع الرئیس

الحصول على المعلومات من المعتقلين بدمشق

كود الشهادة

SMI/OH/131-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة