الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحويل من فرع الأمن العسكري 215 إلى الفرع 291 في دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:17:23

بعدها نزلنا إلى إدارة الفرع الذي هو الفرع 291، والقبو كان عبارة عن قبو لفرعين: فرع الضباط 293، والفرع الإداري 291، وبهذا الفرع كل الأشخاص الذين يأتون من أفرع الأمن العسكري أو من الفرع 235 - فرع فلسطين أو 227 – فرع المنطقة، أو 248 - فرع التحقيق العسكري كلهم يتجمعون [يتم تجميعهم] في هذا المكان حتى يتم أخذهم إلى المحكمة.

من الفرع 248 حقق معنا شيراز، وهو جاء من الفرع 248، وحقق معنا في الفرع 215 هذا المجرم وهو شركسي نازح، غالبا، اسمه شيراز، وهذه الأسماء عرفناها لاحقًا.

في الفرع 291 كانت المهاجع عبارة عن 4 مهاجع في القبو، ولم يكن حفلة استقبال في يومها، وأنزَّلونا كنا مطمشين مكلبشين (مقيدين) من الخلف، وما كان ضرب، وكان الوضع في الأمن العسكري وفي الاعتقال بشكل عام رغم وجود التعذيب، ولكن لم يكن يوجد تعذيب يؤدي إلى الموت، وفي حفلة الاستقبال شيء طبيعي تعرية الشخص، وشيء طبيعي يركلونه بشكل سريع، ولكن تعذيب بمعنى التعذيب في حفلة الاستقبال النظامية بالبدايات ما كانت موجودة، وعندما تصير تكون بحالات محدودة ومنهجية.

أحضرونا وأخذوا أماناتنا وشيء طبيعي يجرِّدون الناس من ثيابهم ويأخذون وضعية الأمان، وهي عبارة عن القرفصاء مع حركتي أمان (الصعود والنزول)، حتى إذا كان يخفي شيء فإنه يظهر، وبعدها يأخذونا إلى المهاجع ويوزِّعونا، وهذه المهاجع الـ 4 بالأمن العسكري بالإدارة تحت البناء المقابل لمؤسسة الكهرباء كان يوجد 4 مهاجع كبيرة، بالإضافة إلى الكثير من الزنزانات، ويوجد غرف للتحقيق يوجد فيها بحسب ما رأينا بلانكو (جنزير يعلَّق فيه المعتقل)، وهو لأجل الشبح (تعليق المعتقل من يديه ورفعه عن الأرض)، ويوجد فيها مثقب، ويوجد فيها أمور أخرى كيماوية رآها الشباب لا أعرف ما هي.

في القبو يوجد 4 مهاجع أساسية كبيرة واحد يمين، وواحد يسار، عفوًا كانت 6 مهاجع 3 على اليمين و3 على اليسار، والمهاجع كانت كبيرة ومكتظة بالناس، ولا يتجاوز العدد في المهجع 70 شخصًا في كل مهجع، وكان الطعام جيِّدًا نوعًا ما بالنسبة لما بعد، وليس بالنسبة للخارج، وكنا نجلس مجموعات: كل مجموعة من 7 أشخاص على الطعام، وكان يتم شطف المهجع، ويوجد حمام والماء من نهر الفيجة، وكان يوجد صابون، وهذه الأمور كلما اقتربنا من مرحلة إعلان بشار الأسد دخول البلاد في حالة حرب في شهر تموز 2012 كانت هذه الأمور تتناقص لدرجة صار تزيد أعداد المعتقلين أو الموقوفين في المهاجع في غرفة كان يوجد بها 60 ثم زاد العدد الى 70 ثم 80 فأصبح يوجد فيها 100 معتقلًا.

أذكر في هذا الوقت كان رئيس الفرع في الأمن العسكري أو في الإدارة في شعبة المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية وهو كان مصنفًا في هذا الوقت أنه من حمائم النظام، وليس من صقور النظام رغم أنه مجرم في الثمانينيات، ولكن في الثورة كان يميل أكثر إلى أن يكون هناك حل غير أمني، وهو نفسه بقبو الفرع الذي يرأسه مات حمزة الخطيب في أول الثورة، ولكن رغم ذلك لم تكن عملية القتل منهجية في السجن في الفرع، ولا يموت الكثير من الناس تحت التعذيب، ونادرًا ما يموت شخص تحت التعذيب.

خالد تاجا قبل أن نأتي بأيام قليلة كان في نفس الطابق، وروى لنا الشباب الذين كانوا عند الممثل خالد تاجا -رحمه الله- أنه تحداهم في التحقيق، ورفع صوته عليهم، وشتم بشار الأسد بشدة، وضربوه ضربًا شديدًا، وذهب إلى المنزل، وبعد يومين توفي، وهذه كانت مؤكدة. والشيء يلي ما كان كثيرًا مؤكَّدًا، وعرفته من مصدر أو مصدرين من السجناء الذين جاؤوا قبلنا، وهو حسن دكاك وهو أيضًا ممثل، وأنا بالصدفة دخلت إلى أحد المهاجع، وقالوا لي: إنه في هذا المهجع كان موجود حسن دكاك، وكان قد حكى شيئًا يخص النظام، وقالوا: لو أن هذه العضادة (السَّارية) تحكي عن حسن دكاك لحكت عن حسن دكاك الذي مات بالذبحة الصدرية بعد التعذيب، وهذه الأمور حتى أهلهم لا يتكلمون فيها؛ لأنهم يخافون وهي كانت حقيقة.

هناك لأول مرة كان لقاؤنا مع المنشقين، ونحن في دمشق ما كان عندنا احتكاك كثير مع المنشقين، وتم وضع المساجين الجامعيين مع الضباط، وبقينا تقريبًا شهرين إلى 3 أشهر مع الضباط، وعرفنا أكثر عن الجيل الجديد من ضباط الجيش السوري، وعرفنا عن حالة جديدة أكثر؛ يعني: العسكري والضابط ضابط ولديه أخلاقياته السيئة، ولديه لسانه البذيء، ولديه أحيانًا بعض التحلل الأخلاقي، ولو كان مع الثورة أو مع النظام، وهذه تربية الجيش، وليس لها علاقة بالتربية المنزلية، ولكن الجيش كان مؤسسة غير نظيفة، ولكن مع ذلك كان هؤلاء لديهم حالة من القيم والأخلاقيات الدينية، وكانوا يصلون، مع أن الصلاة بالجيش ممنوعة، مثلًا من الأمور الموجودة في الجيش السوري هي الكفر وسبُّ الذات الإلهية هي، وهؤلاء الأشخاص في المهجع كانوا دائمًا يشتمون الذات الإلهية، وكان يعمل استفزازًا لنا في المهجع أو الاستفزاز للكثير من المعتقلين، مثلًا يقومون إلى الصلاة في وقتها ويصلون ويقنتون ويدعون، والمميز في الموضوع أن الاعتقالات كانت هي على أساس طائفي بحت؛ فاعتقال أي ضابط سني يكون لأتفه الأسباب.. لأتفه أتفه الأسباب، لدرجة أنه أنت إذا كنت موجودًا في جلسة وابتسمت مجرد ابتسامة لموضوع يتم الحديث فيه قليلًا أو تلميحًا عن النظام، فيتم اعتقالك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/19

الموضوع الرئیس

الاعتقال في الفرع 291

كود الشهادة

SMI/OH/131-35/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2012

updatedAt

2024/05/24

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الفرع الإداري في المخابرات العسكرية 291

الفرع الإداري في المخابرات العسكرية 291

فرع 235

فرع 235

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

 فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية 

الشهادات المرتبطة