واقع المعتقل في سجن المزة العسكري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:16:14
في مطار المزة ينزلون المعتقل، توجد غرفة صغيرة، وهناك المنفردات القديمة والمنفردات الجديدة، وتوجد غرفة نسلّم فيها الأمانات. طبعاً الاستقبال في مطار المزة سيئ جداً، والمنفردات سيئة، والخروج للمرحاض سيئ، ويوجد هذا الشخص المسؤول عن الخروج إلى الحمام (المرحاض) يا الله شو سيء! وكان هناك شخص معتقل من حماة جهم جداً، وكأنه يلعب كمال أجسام، وجسمه كبير جداً؛ فلا يستطيعون أن يشبحونه، فكانوا قد عذّبوه بالسخان على ظهره، لا أذكر اسمه، وأسوأ شيء كان الخروج إلى الحمامات، وبالنسبة للتحقيق، لم يحققوا معي، حققوا مع جلال [نوفل] ومهند [درخباني] فقط، لا أعرف لماذا نقلونا، كل هذا الانتقال ليس له مبرر، يعني ذهبنا فقط، وأعادونا.
في مطار المزة التعذيب مختلف وصعب، وأنا لم يتمّ التحقيق معي، ولكن مجرد أن تعيش في هذه الزنازين القديمة والمنفردات، والذهاب إلى المرحاض كان مصيبة، والتأخّر في المرحاض كان إشكالية غير طبيعية، حيث يتمّ جلد الشخص، ويتبهدل(يُذلّ)، والذي يخطر في بال السجان يفعله. مطار المزة تابع للـ [المخابرات] الجوية على الأغلب، ولو كان تحقيقنا بالأساس في مطار المزة فإنه سيكون أسوأ.
عندما تدخل هناك ساحة يعذبون الناس فيها، وتُشبح تحت أشعة الشمس، يعني طبيعة تعامل العناصر سيئة جداً، أنا وجدتها أسوأ، فهناك [في المخابرات الجوية] لديك التحقيق، وخارج التحقيق تعود إلى الجماعية، رغم أن الدخول إلى المرحاض يحتاج 30 ثانية للخروج، والحمام العادي أو الدوش (الاستحمام) يحتاج 3 دقائق للانتهاء، يعني هذا الوقت محدود، ولكن في مطار المزة يوجد استغلال لهذا الوقت الذي تخرج به [إلى الحمام] من أجل تعذيبك، بينما في [المخابرات] الجوية إذا لم تفعل شيئاً يثير غضبهم فإنهم لا يتكلمون معنا، والسجّان يرافقك فقط للدخول إلى المرحاض، ثم تعود إلى الجماعية أو الحمام العادي.
كانت تأتي طائرات هليوكوبتر (مروحية)، ثم أصبح الشباب الذين يأتون من حماة يخبروننا أنهم يأتون من حماة... قال لي شخص من حماة: إنهم أخرجونا من سجن حماة بطائرة مروحية، وكنا نظن أنه سيقومون بإلقائنا من الجو، فكانوا يأخذونهم إلى مطار المزة، وأهل حماة تعذّبوا بشكل كبير أكثر منا، ليس نحن فقط، فعندما ترى الحموي يكون معذَّباً، مثلاً: يوجد شخص عندما حولونا إلى مطار المزة، وربما عندما أرادوا أن يخرجونا، كان مشبوحاً في الساحة، وعندما أعادونا، واكتشفنا أين نحن، كان مشبوحاً في الشمس، وانقطعت عنه التروية بسبب الشمس، ولم تعد هناك تروية في اليدين، وعندما جاء كانت يداه محروقتين ولونهما أسود، والجلد مقشّر، فعملياً [رأيي] كطبيب: إن هذا اللحم أصبح ميتاً. ومثلاً: يوجد شخص من حماة، شبحوا يده مع قدمه اليمين، وهو كان ينام بجانبي، فأصيب بالشلل، يعني يده اليمين وقدمه اليمين لا توجد حركة فيهما، وأصيبتا بالشلل، وعندما عدنا إلى السجن الأساسي جاء بعدنا بفترة هذا الذي كان مشبوحاً ويديه محروقتين، وجاء الشخص الآخر المشلول في طرفَي الجانب الأيمن ، وأنا كنت بجانب الحائط، وهو بجانبي، ولأنه مشلول فإنه لا يحسّ بالقمل، ولأن هناك قملاً، فأنت تحس بها، وتمسك بها، ولكنه لا يحسّ بالقمل، وكان لديه جانب نظيف من القمل، والجانب الآخر ممتلئ، وعندما يتحرك كان القمل يسقط عليّ؛ فكنت أنزعج، ولكن أنظر إلى حالته. وهذا الشاب قال لي: إنه كان في اشتباك، ونسيت اسم البلد، ولا أعرف إذا كان الاشتباك في "اللطامنة" أو غيرها، ولكن كان هناك اشتباك بين الأمن وشباب الجيش الحر، وكان هو على السطح فأصيب في عينه، وتمّ الإمساك به في هذه العملية، وفعلاً، أصيب بشلل في الطرفين، وخرجنا، وهو لا يزال موجوداً.
عندما أخذونا من مطار المزة بقينا لمدة 12 ساعة، ودخلت إلى شيء يسمونه الصالات، لا أعرف أين هي، ولكنها في المزة، وأدخلونا إلى صالة كبيرة جداً، ويوجد فيها كمّ كبير من المعتقلين، يعني أكثر من 100 أو 200 شخص، كانت صالة كبيرة، والناس ينامون على طريقة التسييف (تشبه السيف) مثلنا، ويوجد فيها جزء مثل التبة، يوجد فيها ضباط ومنشقون أو أشخاص أمسكوا بهم، أو أشخاص كانوا يريدون الانشقاق، وأتذكر أنني رأيت رائداً طياراً، هو على الأغلب رائد، نسيت اسمه، من درعا، من "غباغب"، من آل الشكر، وكان العناصر المعتقلون يعاملون الضباط كأنهم ضباط ضمن الصالة، فأعطوا الضباط هذه التبة، ويبقى العناصر يقولون: يا سيدي. حتى وهم في السجن. ولم نبقَ هنا كثيراً. وكان وضع الصالات يبدو أنه مريح، ولكنها كبيرة جداً، كانوا يقفون على الباب، وينادون الشخص كثيراً حتى يأتي. ثم أعادونا، وخلال هذا الانتقال لا أذكر أين بالضبط عرفنا مكان وجودنا، ثم أعادونا إلى المكان الأساسي وفيه سمة، وأنا ذكرت أن المراحيض توحي بأن المكان رياضي، والنعلة (وزرات الأرض) قاموا بإزالتها، والقصد أن هذا المكان تمّ إنشاؤه حديثاً كسجن، وهو لم يكن سجناً، يعني غير مخصص ليكون سجناً؛ لأنهم أزالوا النعلات (الوزرات) من الأرض؛ لأنهم خافوا أن نستخدمها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/23
الموضوع الرئیس
الاعتقال في سجن المزة العسكريكود الشهادة
SMI/OH/53-39/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
النصف الأول من العام 2012
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة دمشق-المزةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
فرع المخابرات الجوية في دمشق
سجن حماة المركزي
سجن المزة العسكري