منذ العام 2009 فصاعداً كنا نكثّف بشكل كبير تحديدًا بما يخصّ موضوع المحامين الذين اعتُقِلوا وغيرهم، وكان صلة الوصل وأحد اللاعبين المهمين ملهم الحَسَني، وكان أخوه المحامي مهند الحسني في السجن، وفي مرة من المرات أخذت هوية أخ من إخوته وذهبت إلى زيارة معهم وكان هناك زيارة خاصة، ومرة ذهبت بدلاً من أخ من إخوته على زيارة "شبك". فقال لي مهند: "يكفي، الله لا يوفقك [على سبيل المزاح]، الناس يعرفونك هنا ومن الممكن لأي أحد منهم أن يعرفك إذا رآك. وحين بدأ الربيع [العربي] كانت معنوياتهم عالية للغاية وكان هناك فرق كبير عن السابق، وبالمناسبة واحدة من تلك الزيارات صوَّرتها وكنا نستخدم الكاميرات المخفية "SPY CAMERA" والأقلام، وكانت قد أتت بهم كاترين التللي، كما صورت في محكمة هيثم المالح في المحكمة العسكرية، واختلفنا مع ابنه من أجل عرضها، وصورت جلسة من جلسات [محاكمة] مهند، وصورّت في سجن عدرا أيضًا بالقلم,, صحيح جلبتهم كاترين، وأنا أخذت قلمًا من كاترين وكان ذلك قبل فترة جيدة من 15 آذار، وصوّرت جلسة الحكم لهيثم المالح تقريبًا كلها ساعة ونيف، وكانت كاترين هي التي أتت بمجموعة من الأقلام. وأذكر أنني حقيقة خفت في البداية، ماذا يعني قلم كاميرا يصور؟ وكنت أقول لكاترين: ما هذا؟ ومن أين؟ وبعد ذلك دخلت كاترين على الإنترنت، وقالت لي: سعرها 10 دولار، ومن أي مكان ممكن أن نأتي بها، فهل أنت معتقد أنني جلبتهم من الـ "CIA" مثلًا؟ وأضافت: فلان من الشباب في الخارج أرسلهم لنا، وهي ليست قضية مهولة وكبيرة وضخمة، وفعلًا بــ 10 دولارات و20 دولارًا وهذه القضايا كانت بالنسبة لي وكأنها لجيمس بوند، و[كاترين] كانت عظيمة.

وبدأ التحضير ليكون هناك شيء له علاقة بالمعتقلين، وتلك كانت واحدة من الشرارات، والتنسيق كان بشكل أساسي مع ملهم [الحسني]، ومن خلال مهند [لحسني] كان التنسيق مع الشباب في داخل السجن، وكان منهل باريش أيضًا موجود وكذا شخص، وإحدى الجلسات التي اجتمعنا من أجلها كانت لها علاقة بنقاش يوم [الاعتصام]، وأنا اعترضت على 14 آذار؛ لأنَّ هناك 14 آذار و8 آذار في لبنان، وكنا نريد أن ننفصل عن جماعة 14 آذار، وكانوا يقيمون مهرجانًا سنويًّا في لبنان، فقلت: دعونا نبتعد عن [تاريخ] 14، فقالوا: 15 هناك دعوة [مظاهرة] الحميدية فلنعتمد يوم 16 آذار. واتفقنا أن تكون الدعوة علنية، لذلك قمنا بصياغة نصٍّ صغيرٍ 4-5 أسطر، ووضعناه على الفيسبوك بتوقيعاتنا وأسمائنا الحقيقية، وكنا قرابة 32 اسمًا موجودين، والدعوة للاعتصام في 16 آذار، الساعة العاشرة صباحًا أمام مبنى وزارة الداخلية في ساحة المرجة.

[علنية الدعوة] هي واحدة من الأشياء التي كنا نحاول أن نكرّسها ونرسّخها بأنَّها ليست حالة سرية، وجزء من ربطها بالحالة السورية، وجزء [للعمل على] كسر حاجز الخوف وتشجيع للناس على هذه الأمور. وهذه كانت واحدة من النقاشات الطويلة بالمناسبة، وهناك شخصيات لم تضع اسمها على هذه [الدعوة]، وكان ذلك يُحترم بالنسبة لنا، فلم تكن الأمور بالنسبة لنا [مصنّفة]: جيد وسيء. ونحن ضغطنا باتجاه أن تكون [الدعوة علنية]، وأذكر يومها كان ملهم ومنهل وكان شخص من آل شاويش، وأنا ورزان وكنا قرابة 32 اسمًا الموقّعين عليها، وصارت مسألة الترتيبات بين 15 و16 آذار.

كل القصص كانت مرتبطة ببعضها، ولم يكن يحدث شيء في ذلك الوقت خارج سياق الربيع العربي، ومحاولة جرّ الأمور في سورية لحالة الربيع العربي، ولا أظن هناك شيء منذ نهاية 2010 ولغاية 15 و16 آذار [2011]، لم يكن هناك شيء نقوم به خارج هذا السياق. وكانت الدنيا تغلي وخلية نحل، والكل يحاول بكل الطرق، وواحدة من الأشياء المهمة أنها لم تكن مركزية دمشق مهمة. وقد تكون النشاطات الأولى التي حدثت هي في دمشق، ولكن كان هناك تواصلات واتصالات مع المناطق، وكانت منطقة الجزيرة تغلي "نقاشات ولقاءات وحوارات"، [وكذلك] في درعا والسويداء، ونزلت إلى السويداء مرتين ثلاثة في تلك الفترة. والحراك كان في دمشق، وبالمناسبة في 11 آذار كان هناك حراك لطلاب كلية العلوم الطبيعية في جامعة دمشق، واعتُقل منهم أشخاص، وكان هذا الحراك له علاقة بالربيع والحرية، وكان هناك الكثير من الأشياء لم نكن نعلم بها ولم يكن لنا علاقة بها، وكانت تحدث بشكل تفاعلي.