الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرة الأولى من مسجد خالد بن الوليد في حمص في "جمعة العزة"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:32:09

لكن عندما سمعنا أخبار درعا ودمشق، قلنا: إن الموضوع أيضًا بدأت إرهاصاته في حمص، في 18/3 (آذار/مارس)، فقلنا: إذًا سيخرج الناس فلنذهب، وفي الأسبوع الذي بعده في 25/3 (آذار/مارس- جمعة العزة)، كانت الجمعة، وذهبت إلى مسجد خالد بن الوليد، ودخلت إلى المسجد، وفعلًا كانت الأعداد جيدةً وكبيرةً في داخل المسجد، وكان حول المسجد -أظن أضعافهم من الأمن-، يعني أظن مثلًا إذا كان المسجد يتسع إلى 3000 شخص -حسب التقديرات-، فأظن كان يوجد أكثر منهم من عناصر الأمن، لأن ساحة المسجد أكبر من المسجد بكثير، باتجاه الصيدلية العمالية، والطريق الرئيسي أيضًا كان يوجد أمن، كان يوجد باصات أول مرة أراهم، يلبسون الأسود، ومعهم عصي وبنادق ومكافحة إرهاب، وهنا يوجد بلاستيك، وأول مرة أعرف أن في سورية يوجد هذا الزي الجميل للأمن -الموحد والمرتب-، وأول مرة أرى ذلك المظهر، ويوجد باصات جديدة لأجل أخذ الناس، الباصات البيضاء التابعة للشرطة ولكن بأعداد جيدة، لم أكن أعرف أنها موجودة، ويبدو كان يوجد شيء ليس فقط من حمص، يبدو كان يوجد قوات ليس فقط من حمص، لأنه حتى أجسام بعضهم كانت ضخمةً، أو يبدو أنهم من أفرع أمنية، ولكن مدربون أكثر للتعامل مع أحداث كهذه، ولكن للحقيقة ليس هو عنصر الأمن أو الشرطي الذي أراه كل يوم، او على الأقل اختلف لبسه وطريقة تجهيزه، والسلاح الذي يحمله -الذي كان جديدًا-، أو العصا التي كان يحملها -كانت جديدةً-، وستستخدم على رقابنا أول مرة، فأنا أول مرة في 25/3 (آذار/مارس- جمعة العزة) قبل أن أدخل إلى المسجد، لم أدخل من باب حيّنا -الذي هو باب السوق الشعبي-، الذي كان من السهل أن أصل إلى المسجد عن طريقه، وإنما ذهبت إلى الطريق الرئيسي، لأجل أن أتفرج (أشاهد عن قرب) على المنظر، وحقيقةً كان موضوعًا مرعبًا، كان فعلًا يوجد أمن بطريقة جيدة، وكان يوجد عدد كبير، وكان يوجد أكثر من 4 أو 5 باصات، وكل باص يسع 20 شخصًا من الأمن، وهؤلاء كانوا من جماعة اللباس الأسود، وكان يوجد لباس مدني كثير، منهم معه عصًا يخفيها بطريقة سخيفة -تحت القميص-، ولكن هل هم من الأمن، أم من الشبيحة (عصابات موالية للنظام تقوم بتعذيب الأبرياء)؟ ولكنني أكاد أجزم أن الأعداد تملأ المكان؛ يعني إذا أردنا أن نقارنهم بالمصلين، قد يكون أكثر، -قد أكون أبالغ- ولكن فعلًا الأعداد كبيرة، ودخلت إلى المسجد من الباب الرئيسي إلى داخل المسجد، ويوجد وجوه جديدة، ويوجد ناس -أكيد لا أعرفهم- من الحي، وهذا شيء طبيعي، أصلًا مسجد خالد بن الوليد، هو ليس للخالدية، وإنما يوجد ناس مغتربون يصلون به. 

المظاهرة التي قبلها كانت قد خرجت من مسجد خالد بن الوليد، وحقيقةً أكبر مسجد في حمص، وأكثر رمزيةً هو مسجد خالد ابن الوليد، ومن المنطقي أن نذهب إلى هذا المسجد، وهو المكان القريب علي، وأنا أستطيع بحرية أن أتحرك بداخله، وأنا أحفظ معالم المسجد منذ صغري، كسرت يدي في باحته وقفزت من على الحائط، فقلت: من السهل أن تكون التجربة الأولى على الأقل في التعامل مع المظاهرات، أن تكون في هذه المنطقة، التي أستطيع أن أتحرك بها أكثر من غيرها، فكان القصد أن أدخل إلى المسجد. 

أنا في 25/3 (آذار/مارس- جمعة العزة) ذهبت لوحدي، ولم يكن معي أي شخص آخر، ولو فيما بعد وجدت أشخاص أعرفهم في داخل المسجد، ولم يكن يوجد أي ترتيب وأي تحضير، وفي النهاية يوجد مظاهرة، وأنا أريد أن أشارك بها بعفوية، ودون أي تخطيط مسبق، وعندما دخلت إلى المسجد، كان يوجد وجوه جديدة، ولا أذكر الخطبة (خطبة الجمعة) أبدًا، ولكن أذكر أنه فور الانتهاء من الخطبة، هناك من صرخ، ويوجد من رد عليه من آخر المسجد، والمسجد كبير، ولكن حقيقًة أنا حتى هذه اللحظة، التي بها صراخ وحقيقة مطلقة وصوت عال، أنا لم أكن أصدق أنه هل يوجد أحد يقول: حريةً! أو هناك من يريد أن يخرج مظاهرةً، أم كان هذا هتافًا لبشار الأسد؟ كنت أتخيل خروج ناس يقولون: بالروح بالدم نفديك يا بشار، ولكن عندما علا الصوت أكثر، ورد عليهم الناس، بدأ منهم يقول: الله أكبر وحرية حرية؛ يعني فقط هذه المفردة، وفقط مع ترديد بطريقة حرية حرية -بطريقة ولحن-، وخرجنا إلى خارج مكان الصلاة في المسجد -في داخل المسجد نفسه-، فوجدنا الباب موصدًا، لأن الأمن هجم وأغلقه، ويوجد أحد الضباط كان يلبس مدنيًّا، أغلقوا الباب، وكان العدد كبيرًا جدًّا، وأغلقوا جميع الأبواب، وتركوا بابًا واحدًا، يوجد مساحة لمرور شخص أو شخصين، ويخرجوننا شخصًا شخصًا، وهنا بعض الشباب -أصدقائي- رأيتهم داخل المسجد، وأمسكنا أيدي بعض، يعني كان يوجد هتافات داخل المسجد، وبدأنا بالخروج، وأثناء الخروج من داخل المسجد، خرجنا شخصًا شخصًا، أو شخصًا معه شخص آخر في يده، ويوجد من رد (عاد) وقال هتافًا، قال: حريةً حريةً، فانهالوا عليه بالضرب -بالعصي بطريقة قوية- حتى أدموه، ويوجد ناس حوله رددوا، ومنهم من هرب، ويوجد شخص منهم قام الأمن بالهجوم عليه وملاحقته، لأنه كان يريد أن يدخل باتجاه الحي، وأمسكوه وأصبحوا يضربونه، وأذكر أن والد صديقي -الذي يعيش الآن في تركيا-، اسمه جمال قمحية، فكه من يدهم (أنقذه)، وحاولنا أن نتكاتف كمجموعة من 3 أو 4 أشخاص، وقمنا بفك شخص من يد الأمن وأخرجناه، وطبعًا هم كان هدفهم فقط أن يضربوه ويؤذوه، ويوجد منهم من تم اعتقاله ووضعه في الباصات، ونحن دخلنا إلى الحي، وأصبحنا نصرخ ونقول: حريةً، وأنا أذكر أنني صرخت صوتًا، عندما قطعت الطريق -يعني خرجت من الجامع وصرخت-، والأمن خلفي في هذه اللحظة، وأذكر أن هذا الصوت كان قويًّا، ولكن أعتقد أنه أعلى صوت حرفيًّا وليس بالمعنى المجازي، ولكن هو أعلى صوت أصرخ به في حياتي، يعني لا أذكر منذ صغري أو كبري -ولا بعدها- أنني صرخت بهذه الطريقة، لدرجة أن تتأذى ليس فقط الحبال الصوتية، وإنما لدرجة أن يخرج من رأسك هذا الصوت (كناية عن شدة الصوت)، وأذكر أنني صرخت وبعدها كنت أقفز؛ يعني كنت أركض وقفزت وصرخت، وهنا لا أعرف بعدها ما هو الشعور الذي حدث! وكأنه يوجد طاقة خرجت، يعني يوجد شيء كان كأنه محبوس وخرج، أو شيء كان مغطًى وانكشف، وهذا ما حدث، ودخلنا إلى الحي، وطبعًا نحن لم نتجمع، ولكن بدأنا نصرخ، والأمن دخل إلى الحي، وبدأ بضرب الناس، ولم نستطع أن نقوم بمظاهرة، ولكن بعد قليل جاءتنا الأخبار أن الناس والتجمع هو في السوق، وليس في جامع خالد بن الوليد، وقالوا لنا: إن الأعداد كبيرة، وطبعًا كان من المستحيل أن أصل إلى المنطقة إلا بصعوبة، إذا أردت أن أدخل في شوارع فرعية وأخاطر، لأن منطقة طريق حماة من عند جامع خالد بن الوليد، كانت ممتلئةً بالأمن -كما ذكرت-، وكانوا مستنفرين بعد الذي حصل، ولكن فيما بعد أصبح يأتي الشباب الذين كانوا مشاركين في المظاهرة، ويقولون لنا: كسروا صورة بشار الأسد ونادي الضباط، وهجموا على الصورة ومزقوها، وبعدها بدأوا يقولون: الشعب يريد إسقاط النظام، ويقولون هتافات، وأنا أقول لهم أنتم في حمص، أو لستم في حمص! وهنا حقيقًة لم يكن يوجد شيء في هذه اللحظة ممكن أن لا يُتخيل، يعني أنت جربت بنفسك التجربة، فكنت فقط تسمع القصص أننا كنا في المكان الفلاني، وقسم يقول كنا في منطقة قيادة الشرطة، وشخص يقول كنا عند الساعة القديمة، وهذا يقول أتينا من جامع كذا، وهذا يقول أتينا من الحي الفلاني، فأصبحت الناس تروي أحداثًا مختلفةً، تُجمع على أن الأعداد فعلًا كانت كبيرةً جدًّا وفيما بعد خرجت فيديوهات، رأيناها في وقت لاحق -للأعداد الكبيرة-، وهذه كانت مظاهرة 25/3 (آذار/مارس- جمعة العزة)، وبعدها تطورت القصة لدرجة، حتى أصبحت المظاهرات أسبوعية، وبعدها يومية، وبعدها أظن كان بعض الشباب يجتهدون، وتخرج أكثر من مظاهرة في اليوم الواحد. 

أظن هذه المظاهرة الكبيرة الضخمة لم يكن بها محاولة لفضها، أو الأمن لم يشتبك معها، وأنا لم أسمع أن أحدًا من هذه المظاهرة تم ضربه، أو هجم عليه الأمن، ولا أظن أنه يوجد قتل مباشر لأحد من المتظاهرين أو الأمن، لم يحصل شيء كهذا، ولكن حدث اشتباك بين أحد (شخص) من نادي الضباط الذي كان يمنع تمزيق الصورة (صورة حافظ الأسد)، وشخص كان يريد تمزيقها، وحصل اشتباك بينهم وضرب، وهذا الكلام حدث، حتى إنه يوجد شخص من الأمن أو الشبيحة حاول أن يدخل بين الناس أيضًا، ويوجد شخص ضُرب منهم -هذا ورد في السياق-، مثلًا شخص يردد شعارًا فيقومون بإبعاده، أو شخص يحاول أن يحرف المظاهرة فيقومون بإبعاده. 

هنا أعتقد ما زالت مرحلة الخوف من الآخرين كانت موجودةً، ولكن الأشخاص الذين رأيتهم في المظاهرة، في أول يوم حضرت به في 25/3 (آذار/مارس- جمعة العزة)، وأنت في الأصل تعرفهم لأنهم أصدقاؤك، وبدأت تحاوطهم أكثر، وبدأت تجتمع وتتكلم عن الذي حدث، وعما سيحدث؛ يعني أكثر أمر كنا نؤكد عليه، أنه في الأسبوع القادم إذا خرجنا، أهم شيء هو ألا نتعرض إلى ضرب، ولا يتم اعتقالنا، وبالتالي نكون حول بعضنا، ويجب أن نقوم بمجموعة بحيث أن الأمن لا يستفرد بنا، وبحيث إذا أراد أن يأخذ شخصًا منا، فنحن نهجم ونخلصه من يد الأمن، وبحيث أنه مثلًا عندما نريد أن نردد، فإننا نردد بطريقة منظمة مع بعض، ونردد شعارًا، لأنك في وقتها تكتشف أن القصة -ليست- أولا يوجد شيء اسمه قائد المظاهرة، وإنما يوجد شخص يردد، والباقي يرددون خلفه، فأنت تتحكم نسبيًّا بالشعارات، ووالد صديقي الذي قام بتحرير الشاب من الأمن، كان يقول لنا: -أنتم- عندما تريدون أن تخرجوا في مظاهرة، تعالوا الي حتى أقول لكم أدعيةً، حتى يبتعد الأمن عنكم، ويوجد ورقة خبأتها معي لفترة بعيدة، مثل جزء من سورة يس (وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا، فأغشيناهم فهم لا يبصرون).

فكان يوجد أيضًا شيء مثل: اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن فوقي، يعني كان يعلمنا بعض الأشياء حتى ننتبه، ونحن طبعًا هنا يبدأ لدينا مستوى الإيمان يكبر، لأنه فعلًا ارتباطك بأنك تُحمى من قوة إلهية تخلصك من بين أيديهم، هو يصبح أساسًا لديك، فالحقيقة كنا نسمع له، ونقرأها أكثر من مرة، وأذكر يوجد ورقة كنا نأخذها بخط يده، يعني يكتب لنا عليها دعاءً ونأخذها، ونقرأها طوال الطريق -أكثر من مرة-، وهذا هو مستوى التنظيم الذي كنا نعمل عليه ونذهب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

مظاهرة جمعة العزة في حمصجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/95-12/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-جامع خالد بن الوليدمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة