الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاصرة قوات النظام حي بابا عمرو واقتحامه وتنفيذ مجزرة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:13:24

فيبدو أن النظام بدأ يرى أن هذه المنطقة محمية، وأصبح يوجد فيها مساحة يدخل إليها صحفيين، وأصبح كل الناس يتجمعون، ويعملون جلسات حوارية، ويعملون اعتصاماتٍ، ويتجمعون بأعداد كبيرة، سواء في الخالدية أو بابا عمرو أو في حمص القديمة، في هذه المناطق التي بدأ ينتشر فيها على المحيط مجموعات أكبر من السلاح، وكان يتم ضرب حواجز النظام الموجودة في الأحياء، وهنا بدأت فكرة اقتحام هذه الأحياء اقتحامًا عسكريًا حرفيًا، ومع نهاية 2011 وبداية 2012 كان طبعًا الجيش يجمع عناصره وكذلك الفرقة الرابعة حول بابا عمرو بكميات كبيرة، استمرت أعتقد لأربعة أيام أو 5 أيام أو أسبوع بشكل مخيف يعني، دبابات وأعداد كبيرة، وأظن في وقتها ظهرت الهليكوبتر (طائرة مروحية) -لا أظن وإنما يقينًا-، وبدأ يتجمع في محيط بابا عمرو، ويغلق المنطقة بطريقة معينة، يعني بطريقة حصار عسكري للمنطقة، وبدأ يقصف المنطقة أظن في اليوم الثاني أو اليوم الثالث من شهر كانون الثاني (يناير)2012، وهو كان تاريخ بدء معركة بابا عمرو، وبدأ يقصف ويقصف بطريقة جنونية، يعني أنا أذكر حرفيًا في ذلك الوقت أن حمص كانت تغلي وترتج جميع الأحياء، وأنا بعيد، وأنا كنت في الخالدية، يعني أنا في شرق المدينة وذلك الحي في جنوب المدينة، ومع ذلك كان منزلنا يرتج من كثافة الضرب، يعني قصف لأول مرة نسمعه، كان قصفًا شديدًا، يعني لايوجد دقيقة أو دقيقتين إلا وتسقط قذائف وراء بعضها، وقطع الاتصالات، طبعًا نحن كشباب كنا نحاول أن نغطي إعلاميًا، واستفدنا هنا من وجود الثريا (شبكة اتصالات ذات أقمار صناعية) بين أيدينا، واستفدنا من وجود أجهزة الإنترنت الفضائي، وحاولنا أن ننقل بثًا مباشرًا حتى على قصف بابا عمرو، وأذكر أنني كنت أصور، وأجريت مداخلة في وقتها مع نجوى قاسم على العربية، قالت لي: ابق معنا، فبقيت معهم أظن من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 6 مساءً، وأنا موجود بشكل مباشر مع القناة، وحاولنا أن نخفف الضغط، ولكن النظام حقيقة كان يقتحم أكثر، ومن الخارج لم نكن نستطع أن نفعل شيئًا، طبعًا كان يوجد مجموعات مسلحة في الخارج، حاولت أن تضرب بعض الحواجز الموجودة في حمص القديمة، وتم ضربهم، واستولوا على الحواجز، ويوجد منهم عساكر قتلوا، وعساكر انشقوا، وعساكر هربوا، ولكن النظام حقيقة يبدو أنه كان مصممًا أن يتخلص من هذه المنطقة وينهيها، وبقي حوالي 27 يومًا أو 26 يومًا يقصف المنطقة بطريقة عنيفة، ومات عشرات الأشخاص، كل يوم يوجد شهداء -رحمهم الله- وفيما بعد استطاع الشباب بطريقة ما أن يخرجوا، طبعًا أنا كنت أحاول أن أقترب من المنطقة، وأكثر منطقة استطعت الوصول إليها هي الإنشاءات التي هي منطقة قريبة، ولكن كانت منطقة مغلقة حرفيًا، ومغلقة عسكريًا لدرجة أنه من كان يحاول أن يدخل حتى لو كان مدنيًا كانوا يقتلونه، ومن الأشخاص الذين ماتوا والمعروفين جدًا في حمص؛ فقط لأنهم كانوا يدخلون، كانت الدكتورة (الطبيبة) سحر أتاسي دكتورة نسائية معروفة، ولها فضل على كثير من أولادنا، حيث قامت بتوليدهم، حيث قامت بقطع الحاجز بسيارتها، وقال لها الحاجز: إنه ممنوع، فقالت: أريد أن أدخل لأن منزلي هنا، فقال لها: ادخلي، وبعد أن دخلت تم إطلاق الرصاص (النار) عليها مباشرةً، وماتت في أرضها (مكانها)، وأشخاص آخرون منهم معروف، ومنهم غير معروف، فكان النظام قد أغلق المنطقة حرفيًّا، ويقصف، واستطاع الشباب أن يخرجوا، يعني من بقي على قيد الحياة، منهم من استطاع الخروج باتجاه مناطق البويضة والقصير باتجاه المناطق الجنوبية، وانتهى هنا شيء اسمه بابا عمرو، يعني انتهت حملة بابا عمرو، بحيث دخل النظام إلى بابا عمرو، طبعًا بعد أن هدم البيوت، وكانت أول عملية إجرام حقيقي لتهديم بنية، وتهديم المنطقة كاملةً حقيقةً كنا نشهدها ونراها، وطبعًا هنا كان يوجد تواصل مع الشباب الموجودين في داخل بابا عمرو عن طريق الإنترنت، وكان يوجد رؤية مباشرة سواء من الأبراج العالية للقصف، أو سماع مباشر ليل نهار، كنا نعيش الحدث لحظةً بلحظة، ولكن لم يكن في أيدينا فعل شيء. 

حقيقةً أول عملية نزوح جماعي أعتقد هي بابا عمرو، وقبلها نتيجة الحواجز جميع المنازل القريبة من الحواجز خرج أصحابها، يعني من شهر 6 (حزيران/يونيو) وشهر 7 (تموز/يوليو) في مكان ارتكاز الحواجز، جميع المنازل القريبة من الحواجز خرج أصحابها، وسبب خروجهم: أن الحاجز يقتل من يرجع ليلًا، وإذا قام أحد بالنظر من النافذة يتم قتله، وإذا تم إشعال النور يتم إطلاق النار عليه، فأصبحت الناس تخرج من منازلها القريبة من الحواجز، ولكننا نتكلم عن أسر وعن أبنية.

حي بابا عمرو والسلطانية وجوبر الذين كانوا جميعهم منطقةً واحدةً يتم اقتحامها، وليس فقط بابا عمرو وجورة العرايس، يعني كان يحيط بهم جميعهم، فأظن أننا نتكلم عن منطقة يوجد فيها 50 ألف نسمة، ولكن ال50 ألفًا لم يكونوا موجودين جميعًا في لحظة الاقتحام، و يوجد منهم من خرج عندما بدأ الجيش يتجمع في تلك المنطقة قبل 4 أيام، ومنهم من بدأ يخرج ؛لأنه أصبح يعرف أن هذا الجيش سوف يقتحم بطريقة عنيفة، ومنهم أصلًا من خرج نتيجة أنه قريب من الحواجز، ومنهم من سكن في بساتين بابا عمرو التي هي نسبيًا بعيدة، بالمناسبة الجيش عندما دخل إلى بابا عمرو قتل حرفيًّا كل شخص بقي، يعني الذي لم ينزح قام بذبحه، ومثال على ذلك هو قتل غازي زعيب وزوجته وأحد أولاده، غازي زعيب كان رئيس فرع الحزب في محافظة حمص في ذلك الوقت، أو الدورة التي قبلها، وقال لهم: أنا غازي زعيب، وهذه مزرعتي، فذبحوه، أنت في بابا عمرو أنت جئت لتذبح، وأنا أفترض أنه قال لهم؛ لأنه وُجد مذبوحًا بعدها. 

يعني أنت اليوم تأتي بناس تدخل وتذبح، فهم ذبحوا واعتقلوا وأخذوا كل شخص بقي في بابا عمرو. فعمليًّا لا أظن أحدًا من ال 50 ألفًا في بابا عمرو وجوبر والسلطانية وجورة العرايس بقي في المنطقة بعدها؛ لأنه تم مسحها بالكامل، وأظن حتى القطط والعصافير يعني تركت الحي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/08

الموضوع الرئیس

اقتحام حي بابا عمرو

كود الشهادة

SMI/OH/95-30/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الأول 2011 - كانون الثاني 2012

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-الإنشاءاتمحافظة حمص-جوبرمحافظة حمص-السلطانيةمحافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-جورة العرائس

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الشهادات المرتبطة