الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حصار مدينة نوى في نيسان/ أبريل وحتى أيّار/ مايو 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:50:13

في مدينة نوى أصبح يوجد مناوبات في الحارات، وكل أبناء حي يحمون مداخلهم، وأنا كنت عند حاجز الصناعية في نوى شمال البلد، وهو كان مدخلًا كبيرًا، وبجانبنا كان يوجد ثكنة عسكرية، وقام الحاجز بوضع ساتر كبير وحجارة، والحارة كلها كانت قد جهزت قناني عصير كراش (مشروب غازي)، وهي معروفة عند السوريين، كانوا قد عبؤوها بالبنزين، ووضعوا لها فتيلًا، وعندما تأتي الدبابة نقوم برميها على الدبابات، ولم يكن لدينا أسلحة حتى حاصرنا النظام حصارًا قويًّا، وخاف منا[رغم ذلك]، ونحن بالصدور العارية أفقدناه عقله، فكيف لو كان لدينا سلاح؟ 

هنا أصبحت الحياة جيدةً، ويوجد حرية، وبدأنا نتنفس، ولا يوجد أمن ولا يوجد جيش، ولا يوجد مخابرات، ويمكننا شتم الأسد، وشتم حافظ، وشتم بشار، ونحن سابقًا لا نستطيع أن نتحدث على رئيس البلدية، أصبحنا نقول: "يلعن روحك يا حافظ"، و"يسقط بشار"، و"الشعب يريد الحرية"، و"الله سورية حرية وبس"، ولم نعد نقول: "الله سورية بشار وبس"، كنا مبسوطين (سعيدين)، وهكذا بقي حصارنا، ويوجد بعض الأمور المميزة التي حصلت في الحصار، يعني بعض الشباب على أطراف القرية مقابل حواجز النظام كنا في الليل نقوم بتوليع (بإشعال) الدواليب (الإطارات)، وعندما يراها النظام فإنه يظن أن لدينا أسلحةً متطورةً، في نوى لا يوجد كهرباء، والنظام يشاهد كيف يخرج منها الدخان والنار فقط، وأنا ذكرت لك أنه حول نوى يوجد تلال، ونحن نُرى كالجورة (الحفرة)، والنظام يشاهد في الليل الدخان والنار، فيفقد عقله ويتراجع عن الاقتحام، والنظام لم يستطع الاقتحام حتى اقتحم كل قرى حوران، وفي النهاية جاء إلينا، وذلك بتاريخ 16 (أيّار/ مايو).

في الحصار كان علينا أن نضغط على الجيش، كان يوجد ثكنات عسكرية داخل نوى، وقد حاصرها النظام معنا، والنظام لشدة إجرامه لا يهمه جيشه، ولا يهمه حتى عناصره، وأصبحوا محاصرين معنا، ولا يوجد عندهم كهرباء ولا طعام، أنت تعلم أن الجيش كل يوم يأتيه طعامه، وعلى الأكثر كل أسبوع لابد أن يجلبوا لهم طعامًا، يعني الذي خدم في الجيش يعرف أن الأكل يومي.

أصبحوا محاصرين معنا، ولم يبقَ لديهم طعام، فكان أهالي نوى يتبرعون، وبدأوا يقولون لبعضهم: إنه يجب أخذ المؤونة الزائدة حتى نعطيه للجيش ونطعمهم، لأنهم يبقون إخوتنا، وغدًا سوف يقفون معنا، يعني الجيش لن يقف ضد شعبه، وهم منا وفينا، وهم أولادنا وإخوتنا، من أين أتَوا؟ لاهم يهود ولا هم أمريكان، فقام المدنيون بتحميل سيارات ممتلئة بالطعام من الزيتون والمكدوس (طعام شامي يصنع من الباذنجان) والبطاطا، والخبز، والبندورة (الطماطم) والخيار، والبصل، وكل شيء تشتهيه نفسك وضعناه لهم في السيارات، وفي المرة الأولى عندما دخلت السيارات استقبلها الجيش، وفي المرة الثانية أردنا أن ندخل السيارات لكنهم أطلقوا النار عليها مباشرةً، وبعد فترة عرفنا أن بعض الضباط العلوية هم الذين أمروا بإطلاق النار حتى لا يعتقد الجيش أننا لسنا إرهابيين، بل عليه أن يعرف أننا مندسون، لأنه إذا قدمنا لهم الطعام والشراب فسوف يعتقد الجيش أننا لسنا إرهابيين، والنظام يكذب عليهم، وهنا بدأ بعض الضباط العلويين يطلقون النار على السيارات التي ستُدخل الطعام للجيش، وهنا فشلت هذه المحاولة. 

أحد النهفات أننا كنا نصعد على الحيطان (الجدران) بعض الشباب القريبين من الثكنات العسكرية كانوا يصعدون، ويضعون على الحيطان (الجدران) البواري (المداخن)، فيظن النظام -وحتى أن النظام قام بتصويرها بصور ليلية- ويقول: انظروا هذه مدافع في نوى، ويقول: إنه يوجد إرهابيون كُثر، ويجب علينا اقتحامها، ويشجع جيشه على ذلك، ويقول: يجب أن نقضي على الإرهابيين، وهو يحاول إقناع الجيش أنه يوجد إرهابيون، لكن الصدمة الكبرى بعد الاقتحام حيث تفاجأ الجيش[أن ذلك غير صحيح]. 

ودعونا الآن نركز على هذه النهفات التي قام بها بعض الشباب، حيث أصبح النظام يقول: انظروا إلى هذه النقطة ، نضع المواسير (الأنانبيب) على الجدران حتى يظنها النظام بواريد (بنادق) ورشاشات، ويضعون بواري (أنابيب) كبيرةً قليلًا، فيظنها النظام مدافع، فيبدأ النظام بإطلاق النار عليها، وبفتح الرشاشات الثقيلة عليها، وكنا نضحك ونكيِّف (نفرح).

آخر هذه النهفات أنهم أحضروا حمارًا وألصقوا عليه صورة بشار الأسد مع أضوية ليزرية، وأطلقوا هذا الحمار باتجاه النظام، واشتبك النظام مع هذا الحمار لمدة ساعتين ونصف أو ثلاثة ريثما عرف أنه حمار.

جاءنا تهديد من وزير الدفاع(علي حبيب) أنه على جميع المسلحين في القرية تسليم أنفسهم؛ حتى يتوقف الاقتحام، أو سيتم الاقتحام بالطيران وبالدبابات، وقال: كل الجيش الموجود حول حوران أصبح حولكم، وبدأ يطلق تهديدات قوية، ولكن لم يرد عليه أحد، وقبل ليلة واحدة من الاقتحام مساءً أطلق النظام رصاصًا كثيفًا حول مدينة نوى، وكله رصاص خطاط (مضيء)، وهنا عرفنا أن النظام سيقتحم؛ لأن النظام هنا اقتحم كل قرى حوران بما فيها درعا البلد، وبقيت عنده فقط نوى وتركها حتى الآخر؛ لأن نوى كانت أينما توجد مجزرة كان ثوار ومتظاهري مدينة نوى يركبون بالسيارات ويخرجون مشيًا على الأقدام حتى يفكوا الحصار، أو يشيعوا شهيدًا في المناطق الأخرى التي يسقط فيها شهداء، وهنا النظام لم يستطع السيطرة على القرى الأخرى حتى استطاع محاصرة نوى، وحتى أنه لم يتجرّأ على اقتحامها؛ لأنه جاءته معلومات أنه يوجد 40 ألف مسلح في نوى، فجمع النظام كل جيشه، وأكثر من 350 دبابة وآلية عسكرية كلها شاركت في اقتحام نوى بتاريخ 16 (أيّار/ مايو) 2011 فجرًا، وبدأ النظام بإطلاق نار بشكل كثيف على محيط نوى، وأطلق القنابل الصوتية، وقصف بعض المناطق المحيطة بنوى -الفارغة- والنظام يقتحم وهو خائف. 

خرجت طلقة نحو النظام من الحي الذي أسكن فيه، فقام النظام بتدمير المدرسة، والتي كانت وكالةً وما تزال جديدةً، فهدمها النظام وقتل عناصر من جيشه بالخطأ؛ نتيجة القصف العشوائي الذي حصل؛ لأنه حصل اشتباك بينه وبين جيشه بالخطأ.

اقتحمتنا فرق لا نعرف أسماءها، وكنا نراها لأول مرة، يرتدون شارات خضراء، وشارات زرقاء، ومكافحة المخدرات، والأمن الجنائي، والأمن العسكري والأمن القومي.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

حصار درعا

كود الشهادة

SMI/OH/81-06/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان/ أبريل إلى 16 أيّار/ مايو 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-نوى

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الدفاع - النظام

وزارة الدفاع - النظام

الشهادات المرتبطة