الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ما بعد اقتحام مدينة نوى ومحاصرتها والاعتداء على المظاهرات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:28:15

وصلت إلى المنزل خلال أقل من 5 ثوان بعد إطلاق الرصاص، وبدأ [عناصر النظام] يضحكون عليّ عندما ركضت، ثم وصلت إلى المنزل، وشربت كأس ماء، ثم نمت بسبب المشاهد التي رأيتها، نمت طويلًا، واستيقظت عند الغروب، وكنت متعبًا ويائسًا، وبنفس الوقت في الليل يوجد قنص، وحتى أنهم يطلقون النار على الحيوانات، ولا توجد أية حركة أبدًا.

بعض المطلوبين استطاعوا الفرار من نوى، أو كانوا مختبئين في نوى، ولم يتم إلقاء القبض على أحد منهم، وفتحوا 3 سجون في نوى، هذه التي أعرفها، وهي قريبة مني، فتحوا سجنًا في الصناعية وفي سكن الصناعية، وفي المستشفى، وفي فرع الأمن العسكري ربما لا، لأنه لم يكن مرممًا بعد، وفي أمن الدولة وفي أغلب المدارس، وكل المراكز الحكومية حولوها إلى سجون، واعتقلوا 2000 شخص أو أكثر.

في الليل لا يوجد أي صوت إلا صوت القنص، وكنت أسمع أصوات صراخ يأتي من المنطقة الصناعية، وهي لمعتقلين يتم تعذيبهم، وحتى إنه يوجد الشيخ جهاد -لايزال الآن في نوى-، تعرض للكثير من التعذيب، وأيضًا تم اعتقال الشيخ خميس، واعتقلوا جميل شرف، واعتقلوا الكثير من الأشخاص، وهم حتى الآن مفقودون، وفتحوا أكثر من معتقل مؤقت داخل المدينة في نوى أثناء الاقتحام، وفتحوا في المنطقة الصناعية سجنًا، وتعرض المعتقلون في هذا السجن للكثير من التعذيب، وكنا نسمع صدى صوتهم وأنينهم في الليل.

نحن متأكدون أنه يوجد سجن في الصناعية، ومن أخبرنا أيضًا كان قد تم اعتقاله من حارتنا، ووضعوه في سجن الصناعية لمدة يومين، وأخذوا قسمًا من المعتقلين إلى درعا -إلى فرع الأمن العسكري في درعا-، وقسم منهم تم أخذهم إلى الشام (دمشق)، بحسب التهم الموجهة لهم؛ يعني المتظاهر فقط يضربونه ثم يخرج، ويوجد أشخاص تم اتهامهم بالتحريض على الجهاد ضد الدولة، مثل الشيخ خميس، ويوجد أشخاص تهمتهم حمل السلاح، وبعض الأشخاص متهمون بقتل ضباط.

أيضًا كان لدينا سجن المستشفى كان مؤقتًا أيضًا، وسجن ثانوية الإمام النووي، بالإضافة إلى الثكنات العسكرية، مثل ثكنة الشيلكا التي أجرمت كثيرًا في حق أهل نوى، ومن يخرج منها وكأنه مولود من جديد، لأن أكثر الناس الذين يدخلون يقتلون فيها فورًا، لأن الضابط المسؤول عنها كان لئيمًا، وهو من عائلة تجّور، وهو برتبة ملازم أول أو برتبة عقيد -لست متأكدًا-.

استمر الوضع على هذا الحال لمدة أسبوع أو أسبوعين، ووضعوا في كل الشوارع صورًا لبشار الأسد -ملونةً وغير ملونة-، وصور العلم السوري، وكانت الحياة معدومةً، وإذا أردت الذهاب لزيارة أختك التي تبعد 500 متر، فإنك لا تستطيع، لأن الحواجز منتشرة، والقناصين منتشرين، وأي شيء يتحرك يقنصونه في الليل بعد الغروب.

جارنا توفي بسبب الإصابة -بعد شهرين من إصابته-، حيث أصابه قناص بعد أن خرج فجرًا من أجل الوضوء، وإصابة القناص في ظهره، سببت له الشلل، وعلى إثرها توفي بعد فترة.

استمر الوضع بهذا الشكل لمدة 4 شهور تقريبًا، وبعدها قام النظام بتخفيف الحواجز، وأصبحت الحواجز فقط على المفارق الرئيسية، حتى أصبح عدد الحواجز 35 حاجزًا فقط حول نوى وداخلها، مع إبقاء الدبابات، وعندما جاءت لجنة المراقبين العرب، حتى ترى الوضع في سورية، قام النظام بإزالة الدبابات، وأخفوها في المنازل القريبة من الحواجز.

بعد فترة بدأت تخرج مظاهرات في الأحياء، وفي أول شهر رمضان تقريبًا في 03 (آب/ أغسطس) 2011، قررنا الخروج في مظاهرة نسقنا لها نحن وناشطي البلد، وأعتقد أنهم جميعهم قد أصبحوا شهداء، -قليل منهم لازال موجودًا إلى الآن-، وقررنا الخروج في مظاهرة من مسجد الإمام النووي الجديد، وهو في منتصف القرية، وهذا الجامع كان مغلقًا، ولكنهم فتحوه حديثًا في شهر رمضان، والنظام أغلق هذا المسجد، لأن أغلب المظاهرات كانت تنطلق منه، فذهبنا وصلينا العشاء والتراويح، وقام بعض الأشخاص بالتكبير داخل المسجد، وفي هذه الأثناء جاءت كل سيارات الأمن إلى باب المسجد، ووقفت، وهنا يوجد أشخاص من المصلين خرجوا من المسجد، وأشخاص لا يزالون داخل المسجد يريدون الخروج، وأنا قمت بشكل سريع بارتداء حذائي، ودخلت الى المسجد، وهنا قام الأمن بالدخول إلى المسجد بالهراوات (عصي كبيرة رأسها مدبب) والعصي والبنادق، ويوجد بعض عناصر الأمن في الخارج، يطلقون النار في الهواء، ومعهم العقيد سميح، وهو مسؤول حاجز مجيب بطحة، وهو حاجز يقع بين نوى والشيخ مسكين -معروف لأهالي المنطقة-، وهو ذو سمعة سيئة،

أنا أحد الأشخاص الذين استطعت ارتداء حذائي، والخروج من المسجد، ثم دخلت إلى المسجد بحذائي، وهنا عندما دخلت رأيت أشخاصًا يصلون وهم يرتدون أحذيتهم بسبب الخوف، والأمن جاء فجأةً، أو لديه علم بسبب التنسيق، أو بسبب عدم التنسيق الجيد بين الشباب ربما.

عمران كان أحد المنسقين، استُشهد -رحمه الله-، هو أحد الشباب الذين كانوا معنا، وهو استمر بالتكبير على باب المسجد، ولم ينسحب معنا، فجاء سميح إليه، وأطلق عليه النار بالمسدس على رأسه عمدًا، وهنا سقط عندنا أول شهيد في المظاهرات، سقط أول شهيد بعد الاقتحام الأول لحصار نوى في 2011، بتاريخ 03 (آب/ أغسطس)، واستطاع الناس إيصال الشهيد إلى أهله، وفي اليوم الثاني خرجنا في تشييعه، حملنا الشهيد عمران سلمان الجهماني على أكتافنا، وتظاهرنا، وحيينا الجيش الحر، وطالبنا بإسقاط النظام، ولعنا روح حافظ، وهنا جُن النظام، علم النظام وانتشر، وأحضر كل قوات الأمن والجيش، و5 سيارات زيل عسكرية (شاحنات عسكرية)، مع دبابات وعربات بي أم بي (عربات قتالية)، وحاصر المكان، ومرت المظاهرة، ويوجد فيديوهات توثق هذا المشهد، حيث كنا نتظاهر والقناصون والجيش ينتشرون حولنا، وكان عدد المتظاهرين حوالي 3 آلاف إلى 4 آلاف شخص، في ساحة المَجَنَّة وساحة الإمام النووي -مقام الإمام النووي-، وتظاهرنا، وهتفنا للجيش الحر، وبعدها انفضت المظاهرة، وحاول الأمن اعتقالنا، وكان معنا نساء حلن بيننا وبين الأمن حتى لا يعتقلنا، وبعد أن دُفن الشهيد انفضت المظاهرة.

بعد المظاهرة حصلت حملة اعتقالات، واعتُقل بعض الأشخاص، وهي حملة عادية، تبحث عن المطلوبين، ولكنهم اعتقلوا أشخاصًا ليس لهم علاقة.

بعد تشييع الشهيد عمران السلمان، استمرت المظاهرات الطيارة (مظاهرات سريعة)، وأكثرها كانت ليليةً تقريبًا. 

خرجنا في مظاهرة في يوم عيد الفطر بعد صلاة العيد، واجتمعنا في ساحة المسجد - المَجَنَّة- تقريبًا في نفس المكان، وخرجنا في مظاهرة كبيرة، وهتفنا، وكانت معنا أم الشهيد عمران السلمان، ونساء أحرار، وهتفن معنا، وأيضًا ساعدتنا النساء بالفرار بعد المظاهرة، لأن الجيش والأمن طوقوا المنطقة، وأطلقوا النار، وفرقوا المظاهرة، وطبعًا نحن نسقنا للمظاهرة مع عدة شباب خرجوا من مسجد الإمام، وبعدها حصلت عدة مظاهرات، وأحيانًا كانت تحصل مظاهرات نهارية في يوم الجمعة.

أخبرتك سابقًا أن مدينة نوى هي منطقة عسكرية، يعني عندما يسمع النظام بأن هذا المسجد سوف يخرج في مظاهرة، فإنه يستطيع الوصول إلينا بشكل سريع، ويأتي مع كثافة عسكرية هائلة، فقط المنظر يجعلك تفر وتهرب، كانت تأتي سيارات زيل عسكرية (شاحنات عسكرية) أو دبابة أو عربة بي أم بي (عربات قتالية)، وكان التشديد الأمني صعبًا جدًّا، واستمرت المظاهرات تقريبًا حتى بداية 2012.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

حواجز النظام في درعاالحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/81-08/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب/ أغسطس 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-الشيخ مسكينمحافظة درعا-نوى

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في درعا 245

فرع الأمن العسكري في درعا 245

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

مفرزة الأمن العسكري في نوى

مفرزة الأمن العسكري في نوى

كتيبة الشيلكا - نوى

كتيبة الشيلكا - نوى

الشهادات المرتبطة