الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اتفاق الأفرع الأمنية على اغتيال مدير المنطقة، وافشال اعتقال الثوار الذين كانوا يحضرون الأسلحة للطبقة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:21:12

نحن حصلت عندنا بعض القصص قبل الانشقاق، حيث وردنا خبر عن انشقاق مساعد أول في المخابرات الجوية، وهو كان مرافقًا دائمًا للعميد منذر -رئيس فرع المخابرات الجوية-، ونحن تفاجأنا أنه انشق، فقد كنا نظن أنه من الطائفة العلوية، ولكنه كان سنيًا، وحتى الذي سمعناه أنه حتى هم (الأمن) لا يعرفون أنه سني، وجاءنا خبر منه عن طريق أحد الأشخاص، جاءني إلى المكتب، وقال: إن فلانًا يقول لك: يجب أن تنتبه كثيرًا، لأنه سمع أن العميد منذر (رئيس فرع المخابرات الجوية)، وأحد الضباط من الأمن العسكري، يتفقون من أجل إيجاد طريقة لاغتيالك بدون افتضاح أمر المنفذ، وعليه يبثون إشاعة أن الجيش الحر هو الذي قتلك، فالموضوع كان مخيفًا، لأنه يوجد غدر بالموضوع، ومن الصعب على الشخص أن يؤمن نفسه في موضوع كهذا من جماعة الأمن، لأنهم دائمًا يأتون، وأنا أذهب (إليهم)، وأنا دائمًا أتجول في الشوارع بشكل طبيعي، ولا يمكنني حبس نفسي (في المنزل أو المكتب)، وممكن وضع عبوة (ناسفة) في السيارة أو تحتها، أو عن طريق قناص.

فكرت قليلًا، واتفقت مع عدنان أن نكتب منشورًا وطبعناه على الآلة الكاتبة؛ يعني ورقة مطبوعة: إن المخابرات في منطقة الطبقة تنوي اغتيال مدير المنطقة، وأحد ضباط الشرطة -وهو عدنان-، وإلصاق التهمة بالجيش الحر، وفي النهاية كتبنا التوقيع: عنصر أمن شريف، كتبنا هذا السطر فقط، وطبعناه على 30 نسخة، وأعطيت النسخ لشخص صديقي -طبيب- بعد أن شرحت له القصة، وهو أيضًا (الطبيب) وصلته هذه المعلومة، فهو كان ناشطًا، ولكن بشكل سري، فأخذ الأوراق، وخرج في الليل مع زوجته وأولاده، وبدأ يمشي في الشوارع الرئيسية في الطبقة، ويرمي المنشورات، وفي اليوم الثاني صباحًا أخبرني رئيس قسم الأمن العسكري، وقال: هل رأيت ماذا وجد الناس؟ فقلت له: سمعت، فقال: بالتأكيد هؤلاء الأشخاص يريدون الإيقاع بيننا، فقلت له: بالتأكيد، وطبعًا نحن بهذا الأمر ضمنا (عدم إيذائنا)، لأننا في وقتها لم نكن ننوي الانشقاق.

كان الفرعان متفقين؛ يعني المساعد (الواشي) سمع أن العميد منذر مع رئيس قسم الأمن العسكري (العقيد غسان عزام) يتفقان، لأنه كان موجودًا بينهما، ويدخل ويخرج إلى مكتب العميد منذر، فسمع هذا الحديث، وعندما انشق، وبحسب ما فهمت أنه انشق حتى يبلغني، لأنه خاف أن يبلغني، وهو على رأس عمله، ونحن قمنا بهذه القصة، ورأينا أيضًا أن الشباب الثوار -ولكن لم نعرف من هم-؛ رأينا أنهم كتبوا منشورًا بنفس الموضوع، ولكنهم كتبوا تهديدًا في سياق: أنه وصلتنا معلومات عن أن المخابرات تريد قتل مدير المنطقة، فإذا تم هذا الأمر، فسنقوم بتحرير الطبقة، وقتل كل شخص له علاقة بالأمن، فاستفدت كثيرًا من هذا الأمر، وهذا الكلام قبل الانشقاق بمدة شهر.

في إحدى المرات كنت في مكتبي، فدخل إليّ شخص، -قبل الانشقاق بفترة جيدة-، وقال لي: يوجد موضوع أريد الحديث فيه معك بشكل سري، فأغلقت الباب، وقلت له: تفضل، فقال: أنا موظف في سد الفرات، وأعطاني هويته، واسمه إبراهيم الصغير، وهو من نبّل (قرية شيعية في ريف حلب). كان يصطاد على البحيرة، في منطقة يوجد فيها زل (نبات ينمو على ضفاف النهر) أو قصب كثيف، لا يُرى من بداخله عن بعد مترين، فقال: أنا كنت موجودًا في الليل الساعة 12 أصطاد، فجاء زورق من البحيرة إلى جانبي، فأنزلت رأسي، وتمددت على الأرض حتى لا يراني أحد، وخففت من نَفَسي حتى لا يسمعوني (من في الزورق)، وقال: نزل أشخاص، ومعهم صناديق من الذخيرة وبنادق، سألته: هل رأيت ذلك؟ فقال: سمعت صوت احتكاك البنادق ببعضها، ورأيت الذخيرة، وقال: إنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم، ولهجتهم من نفس المنطقة؛ اللهجة البدوية من محيط إدلب، وكانوا عدة أشخاص، ويتحدثون مع بعضهم، وقالوا: إننا غدًا في نفس الموعد، سنحضر نفس الكمية إلى هنا -إلى نفس المكان-، وقال: هم لم يروني، هنا بالطبع أنا كتبت الكلام بالتفصيل، وقلت له: تكلم بالتفصيل عما قالوا، فقال: إنهم تحدثوا بمفردات تستخدم في إدلب و حلب؛ -خذوها إلى الحوش- للتعبير عن الدار أو المنزل، فشكرته، وأخذت رقم هاتفه، وذهب، هنا مباشرة أخبرت عدنان، فجاء إلى مكتبي، فقلت له: اذهب، وأخبر فلانًا، -لأننا نحن نعرف في هذه المنطقة شخصًا من الثوار- وفقلت له: اذهب، وأبلغه عن القصة؛ أن البارحة يوجد أشخاص عندكم في المنطقة، جلبوا أسلحة فهل لديكم علم أم لا؟ -طبعًا لم أخبر أحدًا عن اسم الشخص الذي أخبرني- فذهب عدنان، والتقى به، أو تحدث معه عبر الهاتف، ثم أخبرني بأن الأمر قد تم. 

بعدها أنا أخبرت اللجنة الأمنية، المكونة من ضباط المخابرات وأمين الشعبة بالقدوم إلى مكتبي، لوجود موضوع أريد التحدث به، في حينها أخبرني رئيس فرع المخابرات الجوية، وقال: أنا في المطار (مطار الطبقة)، هل تستطيعون تأجيلها حتى الساعة 2:00 أو 3:00 ليلًا؟ فقلت له: لا يوجد مشكلة، وعند الساعة 3:00 أخبرني أنني في المكتب، وأن آتي إليه، فذهبت، وقلت لهم: كذا وكذا القصة، فقال العميد: كيف يمكننا أن نعرف (من هو) الشخص؟ هل هو مخبر عندك؟ فقلت له: إن الشخص ليس مخبرًا عندي، وإنما هو مواطن شريف، جاء وأبلغني، واسمه فلان، فقال: هل توجد مشكلة إذا رأيناه؟ فقلت: لا مشكلة، فاتصلت به، وسألته: هل تعرف المخابرات الجوية؟ فقال: أنا منزلي بجانبهم، فقلت له: فلتأتِ إلى هنا إلى العميد منذر، ووضعنا اسمه على الباب (حتى يدخله حرس الفرع)، وجاء، ودخل إلينا، وقلت له: أعطني هويتك، فأخذتها، وأعطيتها للعميد منذر، الذي كان يشعر بالخوف قليلًا، لكن عندما نظر إلى الهوية، وعرف أنه من نبُّل ارتاح، وذكر لهم القصة التي حصلت، فقال العميد: ماذا تقترحون أن نتصرف؟ فقلت له: يجب وضع كمين، وأنا كنت أشعر بالأمان لهذا الطرح، لأنني أخبرتهم، فعدنان تحدث مع الشخص الذي كان موجودًا على الزورق، -حتى إنه في المساء جاء إلي-، فاتفقنا أننا في عتمة الليل سنضع كمينًا، ثم دخل العميد إلى غرفة داخلية، حتى يتحدث مع إدارته (إدارة المخابرات الجوية)، وعاد إلينا، وقال: إن مدير الإدارة يقول: إنه يجب علينا استلام الموضوع، -نحن فقط المخابرات الجوية-، وسألني: هل يوجد لديكم مشكلة؟ فقلت له: أنا لا يوجد عندي مشكلة، والبقية قالوا ذات الشيء، فاستلمت المخابرات الجوية الموضوع.

في المساء ذهبت إلى المكتب، ووجدت الشخص الذي كان موجودًا على الزورق عندي في مكتبي، فانزعجت منه كثيرًا، وقلت له: لا يوجد داعي أن تأتي إلى المكتب، لماذا جئت؟ فقال: أريد أن أعرف من الشخص الذي أبلغك؟ لأن هذا يعني أنه توجد خيانة من أحد الشباب الموجودين معي، فقلت له: لا توجد خيانة، كان هناك شخص موجود يسمع الحديث، ولكنني في النهاية اضطررت أن أقول له، لأنه لم يصدقني، وقلت له: كان موجود شخص يقوم بالصيد، ثم سألني عن اسمه، وبدأ يضغط علي، فقلت له: فلان، فقال: سأذبحه، فقلت له: هذا يعني أنك قضيت علي، عندما نخرج (ننشق)، افعل ما بدا لك. 

بقيت المخابرات الجوية تقريبًا 12 يومًا، مقيمين هناك في المنطقة، ولم يأت أحد، وهذه من إحدى القصص التي حصلت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/02

الموضوع الرئیس

التشديد الأمني على الضباط وازدياد القلق والتوتر

كود الشهادة

SMI/OH/8-14/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مطار الطبقة العسكريمحافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-سد الفراتمحافظة الرقة-مدينة الطبقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الشهادات المرتبطة