بعد اقتحام قوات النظام للمدينة وبسطها لسيطرتها الكاملة على المدينة وتنفيذ عشرات حملات الاعتقال وكان بشكل شبه يومي والشباب قرروا أنه يجب أن نستمر ويجب أن نستغل أي فرصة لنخرج في مظاهرة في البداية في الثلث الأول من الشهر السادس في الشهيد همام والشهيد باسل والشهيد محمد خبي اتفقوا أنَّه يجب أن نخرج مظاهرات ليلية طيارة سريعة لا تتجاوز الدقيقتين أو الثلاث دقائق نهتف فيها ونرفع فيها لافتات ونصورها وننهي المظاهرة بشكل سريع وهي ستكون على نطاق ضيق بدون دعوات أشبه بالسرية وبالفعل أول مظاهرة كانت في الحي الغربي في المدينة خرجوا 12 شخص لم أكن مشارك معهم ولكن كنت مطلع على تفاصيل المظاهرة خرجوا 12 شخص هتفوا وصوروا بعض اللافتات ونهوا المظاهرة بسرعة قبل وصول قوات النظام وكان نجاح بالنسبة لهم فعلاً لقوا نجاح في اليوم الثاني كان في صدى في البلد وكان في تضامن مع المظاهرة هنا الشباب قرروا أن نوسع الرقعة ونزيد الأعداد ونستغل فرصة يوم الجمعة وكان مسجد الإمام النووي مغلق المسجد الوحيد الذي يمكن أن تخرج فيه المظاهرات هو الجامع المحمدي في الحي الغربي وقوات النظام أغلقت بعض المساجد ومساجد أخرى وضعت أمامها نقاط عسكرية مثل جامع الحجر وضعت حاجز فيه مدرعات وعربات بي إم بي وكان الخيار الوحيد هو جامع المحمدي أو الشوارع الفرعية وجامع المحمدي في الحي الغربي في حاجز يبعد عنه 100 متر فقط شرقي المسجد على دوار الفرن الآلي ولكن باتجاه الغرب والجنوب في أريحية نوعاً ما في حال صار خطر في الهروب ولذلك تم اختيار الجامع المحمدي يوم 18 الشهر السادس 2011 خرجوا بأول مظاهرة من الجامع المحمدي والمظاهرة كانت جداً سريعة مباشرة تدخل الجيش والحاجز لا يبعد أقل من 100 متر والمتظاهرين استطاعوا أن يهربوا ولم يتم اعتقال أو إصابة أي أحد.

بعد التجربة الأولى والتجربة الأولى كانت ذات نجاح أكبر فيها أمان أكثر وفيها حرية في الحركة ليلاً وباعتبار المدينة ريف فيها أراضي زراعية داخلية بشكل كبير تساعد على الهرب ونحن الشباب نرجع نركز على المظاهرات الليلية ولكن نوسع الرقعة وكيف ذلك نعمل دعوات شيء مستحيل والنظام سيكون مسبقاً معه خبر ويمكن ينصب كمائن ويعرف يتحرك بسرعة باتجاه المظاهرة كان الترتيب أن نجمع مجموعة من الناشطين كل شخص يعرف مجموعة من الأشخاص بشكل تسلسلي الشخص ممكن يعرف شخص لا يعرف أكثر من شخص والثقة كانت هي الأساس بالفعل بدؤوا بتوسيع الرقعة وكان في اتفاق أن لا يتم التركيز في المظاهرات على حي اليوم المظاهرة في الحي الغربي بكرا في الحي الشمالي بعده باتجاه الحي الشرقي والمناطق التي تتم فيها المظاهرات في أحياء سكنية لسهولة الحركة وسهولة الوصول وسهولة الفرار في حال قوات النظام استطاعت أن تصل وكانت المظاهرات الليلية أصبحت شكل يومي وقوات النظام لم تستطيع أن تنهي هذه المظاهرات أو تستطيع أن تصلها وفي كل مظاهرة كان هناك رصد لأقرب نقطة عسكرية وفي الحي الشمالي لدينا حاجز المشفى و حاجز كازية النابلسي والرصد لتلك النقطتين لأنَّ الحركة السريعة من تلك النقطتين لهذه المظاهرة فكل مظاهرة يكون في رصد للنقاط القريب منها في حال تحركت النقطة مباشرة باتصال يعطوا خبر للشباب أنَّ الجيش تحرك باتجاه المظاهرة أو استطاع أن يحركها وهنا مباشرة تنتهي المظاهرة والشباب تهرب لا أحد يسلك طريق رئيسي نهائياً غالبية الشباب إلا ما ندر كانوا يتجهوا باتجاه المظاهرات مشي على الأقدام لم يكن بالإمكان استخدام سيارة أو دراجة لأنَّه في الأصل هناك حظر تجوال ليلاً، بالسير وفي الهرب لا أحد يسلك طريق رئيسي لأنَّ حياته ستكون معرضة للخطر والجميع يسلك الطرق الفرعية والبعض كان يستخدم الأراضي الزراعية أو حدائق  المنازل من حديقة إلى حديقة حتى يخرج من المنطقة التي تمت فيها المظاهرة هنا يخرج الطريق الرئيسي ويخف الخطر عليه ..

في تلك الفترة الشهيد باسل والشهيد همام وطبعاً كان في بعض الزملاء معهم طبعاً بعض الزملاء خارج سورية من مهندسين وأطباء من أبناء المدينة جميعهم قرروا أن يشكلوا جسم منظم لهذا الشيء جسم يغطي وينظم الحدث شكلوا تنسيقية منطقة نوى والقرى المجاورة لها والتنسيقية هي منظمة للحراكات والحملات وفي ذات الوقت هي جهة إعلامية تغطي أخبار مدينة نوى والقرى المحيطة من الشيخ سعد والجبيلية القرى الصغيرة التابعة لنوى بالفعل تشكلت التنسيقية وعملوا لها صفحة على الفيسبوك وقناة على اليوتيوب وبدأت التنسيقية عملها سواء في العمل التنظيمي تنظيم الحملات أو في نشر الأخبار وتم إيجاد شيء رديف للتنسيقية وهي مجموعة على الفيسبوك وكانت تحمل اسم نوى المحتلة وحملت هذا الاسم وهي فعلاً كانت محتلة وهي مجموعة على الفيسبوك فيها من أبناء مدينة نوى في شروط وضوابط للانضمام أولها كان الثقة وتضم من داخل وخارج المدينة ونحن في الداخل غالبنا كنا نستخدم حسابات وهمية لم نستخدم أسمائنا الحقيقية زملائنا في الخارج كان في أريحية أكثر فكانوا يستخدمون أسماءهم الحقيقية أنا في البداية حسابي باسم شهيد نوى وبعض الزملاء كانوا يعرفوا أنَّ الحساب هذا يعود لي وهذه المجموعة أنشئت لتداول الأخبار ومناقشة الأوضاع وكان بشكل يومي يحصل نقاشات وهي تعتبر درجة الثقة والأمان عالية بالإضافة إلى صفحة الفيسبوك والأعضاء الموجودين في المجموعة ليسوا موجودين في التنسيقية ولكن أعضاء التنسيقية يديرون المجموعة بعضهم يديروا المجموعة في مجموعة عملوا مجموعة إضافية وهي تنسيق مدينة نوى وهذه المجموعة تدار منها صفحة تنسيقية نوى والقرى المجاورة كانت قسمين قسم في الداخل وقسم في الخارج ..

الشهيد باسل كان مكلف في الخروج إلى القنوات وهو طالب سنة أولى في جامعة حلب يدرس طب أسنان مع انطلاق الثورة اختار أن يترك كل شيء مقابل أن يعمل ويخدم هذه الثورة وباسل قرر أن يخرج ويدخل ويتكلم باسم كان له اسم مستعار لؤي رشدان باسل في تلك الفترة كان لديه حرية في الحركة قوات النظام بعدها لا تعرف من لؤي رشدان ولا تعرف نشاطات باسل وكان يتحرك في البلد يجمع أخبار يصور المظاهرات الليلية يخرج مداخلات وكان يداخل على فرانس 24 بالإضافة باقي الفريق الجميع كان يشارك وكان يعمل باقي الفريق أحد الأشخاص كان مكلف في البث المباشر الذي هو سامي كرم باسمه المستعار وهو طالب طب بشري التنسيقية بغالبها كانوا طلاب الجامعات وباسل كان طالب طب أسنان سنة أولى وهمام الخبي طالب هندسة مدنية سنة ثانية سامي كرم طالب طب بشري سنة رابعة أسامة الحوراني طالب هندسة معلوماتية وكل الذين كانوا موجودين هم طلاب الجامعات.