بداية الثورة حتى الشهر التاسع كنت أخرج أشارك الشباب في المظاهرات تحديداً مظاهرات يوم الجمعة أو التشييعات ولكن لم يكن لدي نشاط أو تنسيق ضمن التنسيقية التي أسسها الشباب والتي هي تنسيقية منطقة نوى والقرى المجاورة بحكم امتحاناتي دراستي كونه كان لدي امتحانات الشهادة الثانوية بداية الشهر التاسع انتهيت من الامتحانات وحتى الامتحانات التكميلية وهنا كان لدي الوقت والفرصة مناسبة أن أكون ضمن الشباب طبعاً التحقت مع الشباب  ودخلت ضمن التنسيقية والشباب باسل همام صهيب الدكتور والدكتور سامي كانوا قاطعين شوط كبير من التعلم والخبرات لم تكن موجودة لدي ولا أعرفها وهنا باسل وهمام بدؤوا يعلموني التصوير كيف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وكيف أحمل مقطع على اليوتيوب و أضافوني على موضوع التواصل بين أعضاء التنسيقية كون التنسيقية كانت تضم قسم من الشباب داخل سوريا وقسم خارج سوريا والتواصل كله كان عبر الفيسبوك مجموعات فيسبوك لم يكن منتشر الواتس أب ومجموعات المدينة كانت تستخدم برنامج السكايب وكان في نسخة لبرنامج سكايب على الأجهزة القديمة تستخدمها الناس نحن كتنسيقية كان تواصلنا على الفيسبوك أضافوني مجموعة التنسيقية على الفيسبوك وهنا صرت عضو في التنسيقية مع الشباب.

الإضرابات كنشطاء ثورة أعلنوا عن إضرابات الكرامة إضراب الكرامة واحد واثنين وهنا كان واجب علينا نحن أن نشارك في هذا الإضراب واتفقنا كـنشطاء التنسيقية ونشطاء متعاونين معنا أننا يجب أن نهيئ الجو ونوصل للناس أنَّه غداً في إضراب  ليس كل الناس في تلك الفترة لديها برامج تواصل اجتماعي أو قادرين أن نوصل الرسالة أو الشيء الذي نريده ونحن يجب أن نهيئ جو نوصل رسالة ما للناس أنَّ فعلاً غداً في إضراب واتفقنا ليلاً قبل ليلة الإضراب نخرج إلى الشوارع ونحاول نغلق الطرقات بحجار وأي شيء ممكن نستخدمه حديد خردة أي شيء لغلق الطرق.

وبالفعل في الليل خرجنا وكل مجموعة كانت مهمتها في حيها وحارتها ولا أحد يخرج إلى الحي الثاني كي لا يتعرض لخطر طلعنا نحن في الحي بدأنا استخدمنا الحجار وسكرنا كامل الطرق تماماً الجيش ليلها شعر علينا وغربنا في حاجز وشرقنا في حاجز والطريق الذي نغلقه هو طريق رئيسي في المدينة والجيش شعر أرسل دوريات ونحن غادرنا الموقع فوراً كشباب ولكن باقي أحياء المدينة تقريباً تسكرت وفي اليوم الثاني استيقظنا صباحاً لنرى ما هو تجاوب الناس وبالفعل كانت المدينة بشكل شبه كامل مغلقة الشوارع فاضية والناس كلها في بيوتها المحلات مغلقة وهنا طلعت أنا مع أحد الأشخاص في سيارة لنرى ما هو وضع الإضراب ونصوره وتوجهنا باتجاه ساحة جامع الحجر وهي فيها نقطة عسكرية كبيرة حين دخلنا إلى الساحة تفاجأنا في دورية لضباط مؤلفة من ثلاث سيارات والدورية قطعتنا ومشت أمامنا ونحن مشينا وراءها والدورية أحد العساكر مد يده من الشباك وأشر أنه قفوا نحن لم نتدارك الأمر أنه يصيح علينا قفوا ونمشي وراء الدورية كانت السرعة خفيفة جداً تفاجأنا السيارة توقفت ونزلوا كل العساكر مباشرة طوقوا السيارة وفتح أحد الضباط الباب اليميني مكان ما أنا جالس وفتح مباشرة قال أعطني هويتك وأعطني الجوال وهنا كانت لحظة رعب كبيرة لأنَّ الجوال مصور به الإضراب فتح الجوال والجوال الذي كان معي هو سوني هازل والجوالات القديمة تعتمد نظامين للتسجيل التسجيل على ذاكرة الهاتف والتسجيل على الميموري هنا مباشرة دخل باتجاه الملفات على الميموري والملفات على الميموري كان في مقطع واحد فقط وهو مقطع فيديو لمظاهرة في المزة يهجموا عليها الشبيحة ويبدؤوا يطعنوا واحد في السكاكين وهو محمد مزاوية شاب صديقي يدرس معي وكان هذا المقطع على جوالي والضابط لم يدقق بشكل كبير ما هذا المقطع كان همه أن يرى أصور أو لا ولحسن حظي لم يدخل باتجاه السجل على الهاتف ولم يرَ التصوير فتشوا السيارة بشكل دقيق جداً عرفونا في النهاية وسمحوا لنا نغادر وغادرنا وصورت الإضرابات في مدينة نوى ووصلت إلى الشباب إلى باسل سلمته المقطع مباشرة ليرفعه على اليوتيوب.