الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخروج من السجن والذهاب إلى تركيا للقاء مجموعة من الإخوان المسلمين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:05:05

وصلنا إلى الأمن الجنائي، كان هناك شخص اسمه قريش، وهذا لا يمكن أن أنساه طوال حياتي، أوقفني قريش، -طبعًا أنت تنام ليلة في الجنائية ويتم التفييش (التدقيق الأمني) وبعدها يتم ترحيلك إلى القاضي- قال لي قريش: تعال وسألني كم يومًا بقيت في الأمن السياسي؟ فقلت له: 63 يومًا. فقال: ولكن لا يبدو هذا الأمر عليك -كان يتوقع أن يكون حجم التعذيب أكثر من ذلك- على كل حال 63 يومًا في كفة وليلتك عندنا في كفة. وأنا تعرضت للكثير من التعذيب في الفروع الأمنية، ولكنني أقول: كانت كل حياتي في كفة، والليلة التي قضيتها مع هذا الشيطان كانت في كفة ثانية، وهذا الرجل مجرم إلى درجة لا يتحملها أحد، فأذكر من المشاهدات التي عشناها بشكل شخصي في فرع الأمن السياسي، أنك عندما تصل إلى مرحلة الإغماء يحملونك، ويعيدونك إلى المنفردة، وهذا الشخص عندما تصل إلى مرحلة الإغماء يزيد الضرب، وأنا لا أنسى قريش هذا أبدًا في فرع الأمن الجنائي، واستمر بتعذيبي بعصا السيليكون، وكنت أتمنى الموت؛ لأن حجم التعذيب غير طبيعي، وبسبب الكم الهائل من التعذيب عندما عدت إلى الجماعية أو النظارة التي فيها الموقوفون، وأول سؤال طرحته على الموقوفين في النظارة، و في النظارة لا يوجد لك مكان، وتبقى واقفًا، ولا يمكنك مد قدميك، فعندما دخلت النظارة وبعد أن أغلق السجان الباب قالوا لي: ضع قدميك في الماء حتى يخف الألم، لأن الألم كان غير طبيعي، وكان أول سؤال عندي: والآن ماذا سيحصل؟ فقالوا: غدًا صباحًا لديك جلسة مثل هذه الجلسة، وبعدها يتم ترحيلك. و أصبح أكبر خوف بالنسبة لي هي جلسة الصباح، وانتهت جلسة التعذيب هذه في الساعة 10:00 ليًلا، وفي الساعة 09:00 صباحًا سوف تبدأ جلسة التعذيب الثانية، وفي الحقيقة، لم تغف عيني، ولم أتوقف عن الدعاء لحظة واحدة، ويمكن لشخص عادي أن يعتبر بأن هذا الأمر فيه مبالغة، وأنا لا أتمنى هذا الأمر لأي إنسان، من الساعة 10:30 بعد التعذيب حتى اليوم الثاني الساعة 8:30 صباحًا حتى بدأ الدوام، لم أهدأ عن الدعاء أبدًا لحظة واحدة؛ لأنني لا أستطيع تحمل عذاب آخر بهذا الشكل، فتخيل أنه يستمر بضربك على قدميك بعصا السيليكون حتى يغمى عليك.

الجميل في الموضوع عندما أخرجونا الساعة 8:30 من أجل التبصيم و التفييش (تدقيق أمني) رأيت قريش، وقريش لا يعصب أعيننا، وهو مجرم، ويتباهى، ويقول: احفظ اسمي. وعندما رأيته كان يمشي ويرتدي ثيابًا مدنية، ولم يلبس البدلة العسكرية بعد، ولكنه كان غاضبًا بشكل كبير، ولا أعرف لماذا، وكنت أظن أننا سنعود للتعذيب؛ لأن هذا هو الروتين في الدخول والخروج، ثم سمعت العناصر يتحدثون، ويقولون: قريش انتقل. وجاء أمر نقله، فهو تفاجأ صباحًا بأمر نقله، وهذا يعني أنه لا يوجد تعذيب، وذهبنا إلى التفييش، وانتهينا، ونقلونا باتجاه السجن المدني، و في السجن المدني أيضًا، عشنا نفس التجربة التي عشناها في المرة الأولى، وكان هناك من ينتظرك وهم المجرمون أصحاب الجرائم، وكان السيناريو نفسه، وتخلع ثيابك، ويعذبونك، ويضربونك، ويقومون بإهانتك، وتحلق شعرك، وكان هناك تدقيق علي أكثر من غيري لأنه أصبح لدي عندهم سوابق، وبقيت فترة من الزمن حتى غادرت السجن المدني بإخلاء سبيل، يعني تدفع كفالة، وتخرج تحت المحكمة، وعندما خرجت من السجن اتخذت قرارًا بانتهاء السلمية.

بعد أن خرجت من السجن بقيت فترة قصيرة جدًا وهي استكمال للمظاهرات الطيارة، حتى استطعت تأمين المغادرة باتجاه الجبل؛ لأن المغادرة باتجاه الجبل لم تكن سهلة، لأني عندما غادرت السجن المدني كنت مطلوبًا لباقي الأفرع أيضًا، ووصلت إلى قناعة مطلقة أنه يجب البحث عن حلول ثانية، ويجب الذهاب باتجاه العمل العسكري.

 من خلال بعض الأصدقاء الذين وصلوا إلى تركيا، حاولت تأمين خروجي خارج المدينة باتجاه الجبل كمحطة أولى، وبالتالي كنت أريد الوصول إلى مجموعة مضمونة تستطيع تأمين وصولي إلى الجبل؛ لأن المدينة كانت مطوقة بشكل كامل، وكان الجبل غير محرر، كان هناك بعض النقاط والجيوب الضيقة جدًا في الكبينة التي يوجد فيها عدد من الرجال، فأنا أريد الوصول إلى الجبل، ولكن هذا الجبل ليس تحت سيطرة أحد، لا يزال الأمن والمفارز كلها موجودة فيه، ولكن في الجبل آلية التخفي أفضل، وهذا كان هدفي من الخروج من اللاذقية حتى أصل إلى مكان أختبئ فيه. 

في هذه الفترة، حتى استطعت الوصول إلى أشخاص، وقاموا بتأمين شخص يقوم بتهريبي تم الاتصال معي من قبل بعض الشخصيات من المعارضة السورية "التقليدية" الموجودين في تركيا من خلال بعض الناس الذين اتصلوا بي عبر "سكايبي"، وقالوا: نريد اللقاء معك في تركيا، وكيف نستطيع مساعدتك حتى تصل إلى تركيا؟ وكان هذا في بداية نيسان/أبريل 2012 أو منتصف آذار/مارس 2012. والذي تواصل معي كان من جماعة الإخوان المسلمين من أجل الاجتماع معهم، لا يمكنني ذكر الاسم على اعتبار هذا يعود إلى رغبة الجماعة أنفسهم، ولكن هذه كانت أول دعوة لي حتى أخرج، وأجتمع مع أحد من المعارضة التقليدية، وكانوا من قبل جماعة الإخوان المسلمين في سورية. 

تم ترتيب المغادرة باتجاه تركيا مرورًا بالجبل، وكان لذلك أحداث معينة، والموضوع لم يكن بهذه السهولة، كان معقدًا، وكان هناك أكثر من شخص يأخذك، ويسلمك لشخص إلى آخر، وبعدها أنت يجب أن تقطع الحدود بشكل منفرد، وأنا كشخص لم تكن عندي تجربة سابقة، فلم أر الحدود سابقًا، ولا أعرف كيف هو شكلها، وبالتالي أنت يجب عليك أن تقطع من سورية باتجاه تركيا، وكان الجيش منتشرًا والمنطقة مغلقة بشكل كامل. قضيت ليلة كانت صعبة جدًا، وبدأت من خلال هذا الوسيط، ففي النقطة الفلانية سينتظرك شخص معه دراجة نارية، وأنت لا تعرف هذا الشخص، ووصلت إلى النقطة، ووجدت هذا الشخص على الدراجة النارية ينتظرني، وأخذني، وقطعنا مسافة، وبعدها كانت هناك سيارة تنتظرني، وسلمني له، وأنا لا أعرفه ولا يعرفني، وهذه السيارة سلمتني إلى شخص في منطقة أخرى، حتى وصلنا إلى جبل التركمان، وهناك قال: سنقضي ساعات الليل حتى يطلع الضوء (تشرق الشمس)؛ لأن الأمن يعزز تواجده وانتشاره مع الجيش في ساعات الليل؛ وبالتالي انتظرنا في مكان مع أشخاص، هؤلاء الأشخاص هم عائلة يأخذون على عاتقهم مساعدة أي شخص يريد أن يهرب بدون مقابل وهم إخوتنا التركمان. وعندما طلع الضوء ركبت على الحمار، وبدأنا نقطع منطقة وعرة جدًا، وعندما وصلنا إلى مسافة معينة قال لي الشخص: أنا لا أستطيع الاستمرار معك، ولكن هل ترى تلك التلة؟ فقلت له: نعم. فقال: خلفها ستجد أسلاكًا شائكة، وعندما تقطعها تصبح في تركيا، وتصبح في الأمان، وعندما تصل إلى الأراضي التركية تمشي باستمرار حتى تصل إلى الطريق المعبد، وهناك سوف تجد شخصًا ينتظرك. كنت أظن الطريق قصيرًا، ولكن حتى وصلت إلى هذه التلة استمر الطريق 3 ساعات مشيًا، وهذه الساعات كانت مرهقة بشكل كبير جدًا؛ لأنني لأول مرة أقطع حدودًا كهذه، وأنا لا أعرف من أين سوف يخرج الجيش، وهو حذرني أكثر من مرة، وقال: يجب عليك أن تمشي بين الأحراش بهدوء حتى تقطع هذه التلة، وبعدها تصبح بأمان، واستمر الطريق 3 ساعات، وكانت مرعبة جدًا حتى وصلت إلى الأسلاك الشائكة، وقطعتها، وشعرت لأول مرة أنني سوف أعيش حياة جديدة، ووصلت إلى الأراضي التركية بهدف اللقاء مع جماعة الإخوان المسلمين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

الخروج من اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-29/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الأول 2011 - آذار 2012

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

فرع الأمن الجنائي في اللاذقية

فرع الأمن الجنائي في اللاذقية

الشهادات المرتبطة