الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشكّل الكتائب في تل أبيض، وتوجّهاتها، والكتائب الوهميّة بغطاء ثوري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:39:12

نبدأ الحديث عن تشكيل الكتائب في مدينة تل أبيض، بعد أن أتت الكتائب من ريف حلب الشمالي، كتائب معروفة ذكرنا أسماءها، أشهرها "الفاروق" و"غرباء الشام"، بدأ أهالي تل أبيض بتشكيل كتائب، وغير أهالي تل أبيض بدأت تأتينا كتائب حين بحثنا عنها كانت غير موجودة، طبعًا النظام ساهم في تشكيل كتائب في مدينة تل أبيض، وكانوا مدفوعين لتخريب الثورة، وأكثر من كتيبة عثرنا عليها وأكثر من شخص، مثلًا تفاجأنا [أن] فلانًا من الناس كان معروفًا أنَّه تشبيحي على مستوى عالٍ، شخص اسمه جاسم، في نهار التحرير ونحن نحرّر بلده هو كان يفتح محل دقّ ورقص، وقالوا له: اهرب جاءك الجيش الحر، تفاجأنا باليوم الثاني وإذ به يضع [على رأسه] شريطًا أخضر مكتوبًا عليه "لا إله إلا الله" وانقلب إسلاميًا، يريد أن يضحك علينا (يخدعنا)، قبل قليل كنتَ بالخمارات والدّق والرقص، وشكلوا كتيبة وإذ هو القائد العسكري بالكتيبة، هذا الشخص ذاته، وغيره كثيرون، ويوجد شخص آخر، وهنا حدثت معي حادثة أنا شخصيًا، الشاب يلقب بـ عيسى الكرفوش، كنيته حميدي، عيسى هذا الشخص تافه، مخدرات يبيع حبوب سُكر، عميل للنظام على مستوى عالٍ جدًا، فحصلت معي مرة من قبل، ويجب أن أذكرها كقصة، عندما طُلب منا أكياس دم إلى ريف حلب الشمالي وأنا جالس في صيدلية أدوية زراعية لأخي، وقادمون من البوابة وأريد أن أتكلم بالهاتف التركي وآخذ راحتي ولديّ هاتف صغير، وأتّصل بشخص لأعرف ما حصل بالأكياس هل وصلت؟ واتصلت أكثر من مئة مرة ولم يُجِبني على الهاتف، والشخص هذا نفسه جاء وبرك (جلس) ومن ثم التفت إليَّ وقال: هل سمعتَ ما حصل اليوم؟، قلت: لا والله لم أُخبَر، قال: الساعة 03:00 الفجر جاء الأمن وطوّقوا بيت إسماعيل وأخذوا هواتفه وطوّقوا البيت، قلت له: أخذوا هواتفه كلها؟، قال: إي، قلت: تمام، وأنا فورًا فكّكت الهاتف والبطارية ورميتها على طرف، لأن الشاب الذي اعتقلوه هو نفسه الذي أتواصل معه، وقلت: أكيد مئة بالمئة رقمي موجود وسيأتيني الدور، فعشت برعب، وهذا قبل التحرير، وهذا الشخص معروف أنه عميل، وأول مظاهرة خرجت في تل أبيض كان من قامعي المظاهرات مع الأمن، بالعصا يقمع المظاهرة..

ونعود لتشكيل الكتائب، بدأ تشكيل الكتائب وبدأت تأخذ منحى إسلاميًا وغير إسلامي، أسماء إسلامية ولكن بالحقيقة [هم] غير إسلاميين، منهم الشخص هذا مثلًا، كتيبة شيخ الإسلام ابن تيمية، هذا الشخص يلفظها كتيبة ابن يتمة، لا يعرف ابن تيمية من ابن يتيمة، فانطلقت التسميات، وحتى إذا أراد أن يسمّيها البندورة (الطماطم) يجب أن يقول الإسلامية، كتيبة الباذنجان الإسلامية، وكأنه من اللازم أن يسمّيها إسلامية، فبدأ تشكيل الكتائب في تل أبيض، ولكن نحن الواعون انتبهنا إلى موضوع تشكيل الكتائب، ليست ثورية هذه الكتائب، البارحة كنتَ مع النظام وفي تيار آخر واليوم جئتَ على أكتافنا، وأنت ليس قصدك (هدفك) تحريرًا ولا ثورة، إما أنت مدفوع من النظام أو قادم  لسرقة أو مدفوع لتخريب سمعة الجيش الحر وسمعة البلد، وحقيقةً أثبت الكلام صحته، فبدأت تشكيلات الكتائب، وكان هناك كتيبة اسمها "حسبي الله ونعم الوكيل" وكتيبة "عُفير"، وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وصار عندنا [مشكلة] الخبز، النظام خبيث وفي كل دول العالم لا يوجد خبز مدعوم إلا في سورية، من أجل أن يبقى ممسكًا بك بقبضته، والخبز حر في كل مكان [بالعالم]، يقول لك [النظام]: أنا أدعم لك الخبز وتأكل خبزًا رخيصًا، ولكن أنت تدمّرني وتأخذ كل شيء مني ببلاش (بلا ثمن) وتأتيني على موضوع الخبز؟!، أنت تدعم الخبز لتبقيني تحت رحمتك، ورأيناها فعلًا، إذا تحكّمت الدولة بالخبز مصيبة على الشعب، ودومًا الشعب يحبّ السلطة، والذي يذهب ليأخذ الخبز [من الفرن] لا يقف في الدور ولا حتى خمس دقائق (أن يلتزم بدور معين وبعد نصف ساعة يأتي دوره ويأخذ خبزه ويخرج بدون ازدحام ومشاكل لا يستطيع)، تعوّد على غير هذه الطريقة أنّه يجب أن يدفع مصاري (نقودًا) ويأخذ في الأول، وأنا بكوني كنت أستلم الأفران فكنت أطلب من المجلس، وهنا المجلس العسكري أخذ مقرًا، والكتائب تأتي وتسجّل أسماء وتقيّدها، فأعطونا أسماء الكتائب من أجل الخبز، فجاءتني أسماء الكتائب وبدأت أقرأ بالأسماء، وإذ عندي في تل أبيض 108 كتيبة بالضبط، معنى ذلك أنه شعب (مدنيون) لا يوجد، كتائب أتتني أسماء، لكنْ أعداد غير موجودة، مقارّ غير موجودة، والمهم 108 كتائب عاملة ضمن مدينة تل أبيض، فكّرنا بالأمر، إنها مشكلة، وأنا آخذ كامل حريتي في المجلس وآخذ كافة القرارات منفردًا بالنسبة للفرن، كوني ابن تل أبيض وخبرة [بالمجال]، فموضوع الكتائب أزعجنا بدأ الخبز كله يذهب لها، والكتائب هذه تأخذ الخبز وتبيعه، فخطرت على بالي فكرة، أن أخرج [لإجراء] جرد على الكتائب، وكان يومًا باردًا، واخترتُ أحد شباب المجلس معي -الله يذكره بالخير- الشيخ عبد اللطيف وهو عضو مجلس، وقلت: عبد أبو علاء سنخرج [لإجراء] كشف على الكتائب لنرى مدى جديّة وجود الكتائب وعددها ومقارّها، فلم نخرج بسيارة، ذهبنا بدراجة نارية، وأخذنا [مواقع] مقرات الكتائب وسجّلناها، الكتيبة الفلانية، أين الكتيبة؟ غير موجودة، والكتيبة الفلانية غير موجودة، وبقيت يومًا كاملًا أبحث عن الكتائب، منها موجودة ومنها غير موجودة، وظهر لي أن 40 كتيبة غير موجودة فقط في السجلات، فأطلقنا عليها تسمية -وهي قائمة حتى الآن- تسمية كتائب الخبز، فحذفت الـ 40 كتيبة، وبدؤوا يأتوننا الأشخاص (أصحاب الكتائب)، وأقول: كتيبتك أين أنت؟، يقول: داخل على الله يا أستاذ (أرجوك) والله من أجل أن آخذ الخبز، طيب أنت تقوم بتشكيل كتيبة فقط من أجل أن تأخذ خبزًا؟!، فانتشرت كلمة كتائب الخبز عندنا، لكن حقيقةً الكتائب الفاعلة لم تكن بهذا العدد، ولدينا كتائب معينة، لا تتجاوز العشر كتائب، وهنا دخلنا بمرحلة أخرى، بعد التحرير هناك شخصيات مطلوبة وشخصيات مع النظام، وصار لا بد من محاسبة المؤذي والمُسيء، وانطلق عندنا مفهوم جديد للأسف هو تشكيل كتائب على منحى عشائري، لحماية مجرم سارق شبيح شخص مع النظام، فبدأ تشكيل الكتائب على منحى عشائري، وهذا أحد أسباب دمار الثورة عندنا في تل أبيض أو الرقة، فبدأ التشكيل على منحى عشائري، كتيبة فلان لم يعُد يُذكر اسمها، مثلًا كتيبة المشهور، كتيبة الجيس، كتيبة البدو، صار يطلق الأسماء على اسم العشيرة، ولكن لم يقدّموا شيئًا للبلد أبدًا، وهي أسماء متعددة ارتبطت بالعشائر، ولكن للتاريخ لم يتم سرقة في الشهر الأول [من التحرير] ولم يحصل تسجيل أي حالة سرقة للأهالي، وهنا دخلنا [بمرحلة أن] الكتائب تحتاج صرفًا وأكلًا وشربًا، وبدأ الانحراف، بعض الكتائب بدأت تسرق من المال العام، عندنا في زمن سابق قبل [انطلاق] الثورة [في تل أبيض] انشقّ من الرقة شخص لا أريد ذكر اسمه، لأنَّه موجود في مكان خطر عليه، انشقّ من الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، شخص نزيه ونظيف جدًا، جاءنا إلى تل أبيض على البوابة متنكرًا ومعه خمسة أو ستة أشخاص، جاء بسيارة فخرجت إليه وقلت له: إلى أين؟ قال: جئتكم منشقًا، وأخذته إلى بيتي وتناول الغداء وقلت له: هل رآك أحد؟ قال: لا، قلت له: عُد إلى مكانك، نحن بحاجة لك دَعكَ في مكانك، واتفقنا أن ننسّق مع بعضنا، فعاد، وهذا الشخص نزيه ومحترم وفهمان بعمله، لديه جُرود (حسابات) المستودعات كلها، فأخذت منه كمية الأسمدة الموجودة في المصرف الزراعي وكمية السكر الموجود في المؤسسة الاستهلاكية وكمية الطحين في الأفران، كله موجود في سجلاتنا التي أخذتها من هذا الشخص، فكان عندنا 950 طنًا من السكر في مستودع الاستهلاكية، والمجلس المحلي لم يكن لديه موارد، كلنا متبرّعون (متطوّعين)، من أين الموارد؟، إذا أردت أن تشتري حنفية (صنبور ماء) أو مازوتًا [لا تستطيع] ميزانيتنا صِفر، وكنا مثلًا [نذهب إلى] كتيبة الفاروق، و[نقول لهم:] اليوم لازم تعطوننا خمسة براميل مازوت، كنّا نأخذ من الجيش الحر وليس نعطيه، ومشّينا حالنا (تدبّرنا أمرنا) بالمازوت بدايةً، ولكن مع الاستمرارية لا بدّ من  توفير المال لتقديم الخدمة، واجتمع المجلس وقرّرنا أن نبيع السكر الموجود وكان 950 طنًا، طبعًا كثرت الإشاعات، أحد الأشخاص بعد سنة يقول لي: إنَّنا أخذنا 50 ألف طن من السكر، وقلت له: هذه الكمية لا يوجد مستودع في سورية يتّسع لها، اذهب وقِس مستودعنا الموجود في تل أبيض واضرب الطول بالارتفاع بالعرض، إن عظُم (مهما كان كبيرًا) لا يأخذ 2000 طن، [والسكر] الموجود فقط نصف المستودع، فاتفقنا أن نعلن سعرًا [مخفّضًا] لتشجيع الناس لأن تشتري سكّرًا، وليستفيد المجلس بتغطية الأعباء المطلوبة منه، فقرّرنا أن تكون قيمة كيس السكّر حتى الآن أذكرها 1500 ليرة سورية، وهو سعر أقلّ من الموجود ولكن يشكّل لنا موردًا نتحرك به، وشكلنا لجنة لبيع السكر، وإذ نتفاجأ يأتي أحد الأشخاص من الجيش الحر وللأسف كان جيدًا قبل الثورة، وكان ثوريًا وهو قائد كتيبة، فيقف ويقول: يا شباب الذي يريد سكّرًا يأتي إليّ، لا تذهبوا إلى المجلس، المجلس يبيعكم بـ 1500 وأنا أبيعكم بـ 500، أنا أستولي على السكر وأبيعكم بـ 500 ليرة، ونحن مجلس محلي ليس لدينا أسلحة، لسنا مضطرّين لذلك، وسُرق [السكر]، لم نبِع بقيمة مليون ليرة سورية من السكر، وسُرق ونُهب، والذي نهبه ليست الكتائب القادمة من الخارج، وأذكر بالأسماء الكتائب التي سرقته، كتيبة "شيخ الإسلام" وكتيبة "صواعق الرحمن" وكتيبة "الحق"، طبعًا كلّها عكس التسمية، كتيبة الحق وهي كتيبة الباطل، أنشئت على السرقة، وكتيبة القادسية أيضًا سرقوا، فسرقوا السكر وباعوه بـ 500، وعادت الأموال لجيبهم، لم تعُد للمجلس ولا لشأن عام، رجعت لشأن خاص بحجة تمويل الكتيبة، وهذه كانت بداية شرعنة السرقات، وبعدها بدؤوا بسرقة القمح من مستودع الخفية، وهنا مثلًا كتيبة اسمها كتيبة الحق تحرس ونحن مؤمّنون أنها تحرس الخفية والسرقة في الليل، شراكة هم والقادسية، النصف بالنصف، ويسرقون القمح، وهنا انتشرت ثقافة سرقة المال العام، استهجنّا كلنا طبعًا هذا العمل، وكان هناك كتائب لم تسرق لا أعمّم، ولكن هناك كتائب سرقت وشرعنت السرقة فيما بعد، بداية بالسكر ونهاية بجهاز الكلاوي (جهاز غسيل الكلى) من رأس العين، يعني خرّبوا المنشآت العامة وتم سرقة البريد والأجهزة..، والمشكلة في الجيش الحر [أن الشخص] السارق -ليس مهندسًا حتى يأخذ قطعة ويمشي- هذا همجي، ربما فيها قطعة صغيرة سعرها كذا ألف دولار، فهو يسرق الكبيرة ويكسرها ليخرج القطعة الصغيرة، فهي سرقة غباء أيضًا، وبعدها خلصت (انتهت) السرقات تقريبًا، مال عام لم يبقَ في تل أبيض، وكنا نفضّل الذهاب باتجاه الرقة ولكن كان [الذهاب] شبه مستحيل، هناك الفرقة 17 واللواء 93، وأنت بحاجة لقوة كبيرة [للتقدم]، فبدأ التفكير بالاتجاه إلى رأس العين، ونحن عارضنا الاتجاه إلى رأس العين لأنَّها منطقة محصورة باتجاه الشرق، ليس لك أحد باتجاه الجنوب أيضًا، وبالتالي تأخذ رأس العين وليس لدينا القدرة على الثبات فيها وإدارتها وليس فيها كتائب، حتى كتائب لا يوجد في رأس العين، وبدأ الطمع في مخ الفصائل، كان التخطيط لسرقة رأس العين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/05/25

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في تل أبيض

كود الشهادة

SMI/OH/41-16/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

تشرين الأول/ أكتوبر - تشرين الثاني/ نوفمبر 2012

updatedAt

2024/11/12

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة تل أبيضمحافظة حلب-ريف حلب الشمالي

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

المجلس المحلي في مدينة تل أبيض

المجلس المحلي في مدينة تل أبيض

كتيبة غرباء الشام

كتيبة غرباء الشام

كتيبة القادسية - الرقة

كتيبة القادسية - الرقة

كتيبة صواعق الرحمن - سلوك

كتيبة صواعق الرحمن - سلوك

كتيبة الحق - الرقة

كتيبة الحق - الرقة

كتيبة شيخ الاسلام ابن تيمية - تل أبيض

كتيبة شيخ الاسلام ابن تيمية - تل أبيض

الشهادات المرتبطة