استقرّ الوضع في مدينة تل أبيض، وبدأ التفكير بالانطلاق إلى مدينة الرقة، وكانت الفرقة 17 مُحاصَرة، واللواء 93 مناوشات [حوله] ورباط من الجيش الحر على اللواء 93، ولكن قوة [كبيرة] اللواء 93، [بسبب] التفكير في تحرير الرقة والمناوشات خسر الجيش الحر جانب الفرقة [17] الكثير من الشهداء من بينهم أبو الحسن النقيب (محمد العواد) الذي ذكرناه سابقًا، استشهد على أسوار الفرقة، وبدأت الفصائل تُعد العدّة لتحرير مدينة الرقة، وذلك في الشهر الثالث (آذار/ مارس) 2013، اجتمعت الكتائب الموجودة، وهنا ظهر لدينا شيء اسمه "جبهة النصرة" بشكل واضح وصريح، وأحرار الشام وأمناء الرقة والفاروق، هجوم كاسح على الرقة، وبالفعل حُررت مدينة الرقة و[تمّت] السيطرة عليها، ولن أدخل في تفاصيلها، ضُرب حاجز الأمن العسكري.. والمهم تحرّرت مدينة الرقة وتنظفت المدينة [من النظام] تنظيفًا كامل، والخلل حصل بعد التحرير مباشرةً، أحرار الشام سيطروا على البنوك، البنك التجاري والبنك المركزي، ويوجد مبالغ ضخمة موجودة في البنوك، وبسبب الأحداث الموجودة لم يستطع النظام أن ينقل العملة الموجودة من المركزي في الرقة -هكذا المعتاد- إلى المركزي في دمشق، تمت السيطرة، وجاؤوا بالموظفين الموجودين وفتحوا الكاصات (خزنات المال) لأن لها شيفرة معينة، ويقال المبلغ بحدود 11 مليار ليرة سورية، وعملات صعبة موجودة وذهب موجود، عملات صعبة قرابة 6 أو 7 مليون دولار، يعني يوجد مبالغ [كبيرة]، تمت السيطرة عليها من قبل أحرار الشام، الفصائل الثانية اعتبروها غنيمة للمحافظة، الذي سيطر على مبنى الهجرة والجوازات وبدأ يبيع جوازات سفر، والذي أخذ بنكًا والذي أخد دوائر حكومية والذي سيطر على مبنى المحافظة وأخذ سيارات المحافظة وكومبيوترات، فاتشلّحت (سُرقت) الرقة تشليحًا مزعجًا، ولا نتكلم عن أموال خاصة ولكن الأموال العامة نُهبت بالكامل، وحوض الفرات (من أكبر المنشآت على مستوى سورية) نُهبت بالكامل آلياتها وهي آليات ضخمة كانت على مستوى عالٍ تخرج في مشاريع خارج سورية، والفصيل الأكبر الموجود هو أحرار الشام الذي سيطر، والذي أخذ أموالًا أكثر شيء، وجبهة النصرة قليلًا قليلًا تتمكن، واستقر الوضع وتم تشكيل مجلس محافظة مباشرةً بعد التحرير، تشكيل مجلس محافظة للرقة بدايةً مجلس واحد شُكل، فشباب الرقة الثوريون المدنيون تواصلوا معنا وأتوا إلى تل أبيض، وأعطيناهم مقر سكن ومقرًا لإدارة شؤونهم، وفرشنا لهم المقرّ بالإسفنج (فرش للنوم) والبطانيات (أغطية) ومدّ [للأرض]، وانطلقوا من تل أبيض، وهنا [سابقًا] صار تشكيل مجلس ونحن موجودون وقائمون، وذلك قبل تحرير الرقة، وحدث في أورفا التركية، والذي شكّل المجلس شخص -أعتقد تُوفي- هو عبد الله الخليل، شكل مجلس محافظة للرقة في أورفا، وكان اعتراضنا عليهم كمجلس محلي في تل أبيض أنَّ تل أبيض محررة فلماذا لا تشكلون المجلس في تل أبيض وليس في أورفا؟، لستم مضطرّين لتشكيله خارج سورية، وتل أبيض جزء من الرقة، فذهبوا وشكّلوا مجلسًا شكليّا صوريًا، رفضنا التعامل معه نحن كمجلس محلي في تل أبيض رفضًا قاطعًا، وبعد التشكيل قد وضعوا قسمًا أكرادًا وقسمًا تركمانًا، وقلنا: أين العرب؟، وقال نسي المكوّن العربي، فكان الأكراد أكثر من العرب، فرفضنا التعامل معه، وأخذوا مبالغ من الائتلاف وكانوا سيعطوننا قسمًا من المبلغ كمجلس [تل أبيض] كي نعترف بهم كمجلس محافظة -نحن مجلس بلدي وهم مجلس محافظة- ورفضنا نحن الاعتراف بهم ورفضنا المبلغ بالكامل، ورفضنا حتى الائتلاف، ونحن مستقلّون ليس علينا أي سلطة سياسية أو خارجية، وهنا عندما حصل تحرير الرقة لا بدّ من تشكيل مجلس جديد، المجلس الذي في الخارج لم يقم بعمله، فاتفقنا على تشكيل مجلس لمحافظة الرقة، والانتخابات تكون في مدينة تل أبيض، وحدث الانتخاب، وكان رئيس الجلسة أحمد الحاج صالح، وانتُخب الأستاذ سعد الشويش رئيسًا لمجلس محافظة الرقة، وأحدث ذلك خللًا وفراغًا في مجلس تل أبيض -انتقاله من مجلس تل أبيض إلى مجلس الرقة- فأعيدت هيكلة مجلس تل أبيض، فأصبح الأستاذ أكرم دادا رئيسًا للمجلس وأنا نائب رئيس المجلس في تل أبيض، وسعد انتقل إلى الرقة، وكونها بعيدة عنه صار خلافات في المجلس واستقال سعد وسلّم المجلس لشخص ثانٍ.