الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

السيطرة على مخافر الشرطة في المنطقة الحدودية في جسر الشغور في جمعة "أطفال الحرية"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:20:16

استمرّ الوضع بهذا الشكل، وكانت المظاهرات تخرج كل يوم جمعة أو عندما يقوم النظام بفعل أمني ويعتقل شخصًا أو يستشهد شخص أيًّا كان،  فكانت هذه مناسبة للمظاهرات، وكنا نشارك فيها بقوة وكثافة، وهنا المظاهرات أخذت حجمها الحقيقي في سهل الغاب، وأصبحت بعشرات الآلاف، وكنا نبثّ المظاهرات أنا والأستاذ علي [هليّل]، لأن اختصاصنا الشمال، ونلتقي مع شباب جسر الشغور والمدن الثانية وشباب اللاذقية، الذين كانوا ذوي خبرة كبيرة بهذه التكنولوجيا. 

وفي تاريخ 03 حزيران/ يونيو 2011 كان يوجد مظاهرة في قلعة المضيق (جمعة أطفال الحرية)، وأنا انسحبت من المظاهرة وتركت سيارتي حتى ألحق بثّ المقاطع، فاستعرت دراجة نارية وتركتُ سيارتي وأعطيت مفتاحها لشخص من أبناء عمي، استُشهد -رحمه الله- فيما بعد، وقلت له: لا تحرّك السيارة حتى تنتهي المظاهرة، لأنه إذا حرّكت السيارة فإن جميع الناس سوف يلحقون السيارة وتنقسم المظاهرة إلى قسمين، وأنا كنت على عجلة وذهبت إلى خربة الجوز، وهناك الشباب كانوا ينتظرونني وكانوا يعملون على إرسال المقاطع إلى المحطّات (القنوات التلفزيونية)، وأثناء وجودي معهم اقترح شباب خربة الجوز أنه يوجد مخافر على الحدود ولماذا حتى نتركها؟، وإذا حصل أي عمل أمني فسيكونون خنجرًا في خاصرتنا ولن نستطيع أن نفعل معهم شيئًا، ولذلك يجب علينا إزالتهم من الآن، والناس هنا يرون القتل عند النظام، فالنظام أجرم، لم يعُد لديه مشكلة [بالقتل]، فقلنا لهم: توكلوا على الله، وذهبنا إلى مخفر عين البيضاء وعدة مخافر على الحدود، وأخذنا سلاحهم وقلنا لهم: كل شخص منكم يذهب إلى منزله، نحن ذهبنا إلى المخافر لكن لم نرفع السلاح في وجههم، لكن نحن كنا مسلّحين -نحمل سلاحًا علنًا- وقلنا لهم إن النظام وضعه كذا وكذا، وأنتم ترون الوضع، وبدأ عناصر الشرطة يصيحون معنا: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وسلّموا البواريد (البنادق)، وذهبوا إلى منازلهم.

نحن ذهبنا إلى مخفر الزعينية، وكان كبيرًا جدًا، ويوجد فيه الكثير من العناصر، وعندما أردنا الدخول حصل إطلاق نار وأغلقوا الباب، وهنا تراجع الناس، وأنا لم أكن موجودًا عند هذا المخفر في البداية، لأننا أخذنا مخفر عين البيضاء وعدة مخافر أخرى، وذهبت حتى أتابع عملي الرئيسي وهو بثّ المقاطع والمظاهرات، ولكنني سمعتُ صوت إطلاق نار، وعندما صار إطلاق النار كثيفًا قررت الذهاب، وسيارتي ليست معي، فأحد الشباب المهندسين أعطاني سيارته (سيارة جيب سينتفيه)، وقال لي: خذها هي باسم زوجتي، دعهم يسحبونها إلى الفرع (يقول مازحًا)، وهو من أهلنا المسيحيين من الساحل، فأعطاني سيارته وأخذت سلاحي وانطلقت، فوجدت الشباب يطوّقون مخفر الزعينية، وأنا جئتُ ولكنني كنت من السبّاقين وأحمل بندقية، وكنت أرتدي الكلابية (ثوب شعبي) البيضاء وتحتها بيجاما بيضاء، ومُجنّد بالمسدس بجِناد (حزام يحمل المسدّس) ووصلت إلى المخفر، وعندما وصلت ظن الناس القريبون من المخفر أنني -وفي ذلك الوقت كان عناصر الشرطة يرتدون الثياب البيضاء- فظنوا أنني شرطي، فأطلق شخص عليّ النار، اسمه محمد حاج حمودة، ثم أصبحنا أصدقاء لاحقًا، وأطلق عليّ الرصاص من مسافة 50 مترًا، وشاء القدر ألا أموت وأطلق باتجاهي تقريبًا 30 رصاصة، وأنا أصرخ وأقول: أنا معكم، وبعدها عرفني، وبعدها فجّرنا الباب ودخلنا عليهم وسيطرنا على المخفر، وكان يوجد حوالي 20 شرطيًا، وطبعًا عناصر الشرطة متنوّعون (من طوائف متعدّدة) -ومن المعيب أن نتكلم بشكل طائفي-، وقمنا بضرب عناصر الشرطة السنّة كل شخص صفعتين على الوجه، وقلنا لهم: ألا تستحون؟ النظام يقتل أهلنا في كل مكان فلماذا تقفون معه؟ فضربناهم كل شخص صفعتين ثم طردناهم، وأما العناصر من الطوائف الأخرى فمنعتُ أي إنسان أن يوجّه لهم أي إساءة، وهؤلاء ليس لهم أي ذنب، فأبناء جلدتنا يقفون مع النظام [فلا عتب على هؤلاء]، وهم قالوا: نحن ليس لنا علاقة، ومنهم من القرداحة، وطردناهم وأخذنا السلاح، وهذه كانت أول عملية [أحضرها] يوجد فيها عمل عسكري. 

والناس سمعوا، وبدأت تأتي المؤازرات إلى مخفر الزعينية، ورأى الناس أننا أخذنا البنادق والسلاح والسيارات والذخيرة وأختام الناحية وأخذنا ما نحتاج إليه من الناحية، وطبعًا عندما انتهينا من الناحية أنا عدت إلى عملي حتى أعطي السيارة إلى الشاب، لأنه سيذهب ويعود بالسيارة إلى اللاذقية، وذهبت وأعطيته سيارته وذهب الرجل، وبنفس اليوم جاء شابّان من اللاذقية، ولأول مرة أسمع أشخاصًا يقولون: نحن سلفيّون شباب، وقالوا: نحن كنا في المخفر والناس هجمت وأخرجتنا، وتعرّفت إليهم وأحضرت الطعام وجلسنا وأكلنا، وسألتهم: ماذا تحتاجون؟ نحن هنا أهلكم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/12

الموضوع الرئیس

السيطرة على مخافر الشرطة

كود الشهادة

SMI/OH/74-09/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

03 حزيران/ يونيو 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-عين البيضامحافظة إدلب-الزعينية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة