الملاحقة الأمنية واعتقال باسل خرطبيل الصفدي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:34:11
استأجرنا بيتًا ثانيًا لأننا سلمنا المكتب لأن الأمن داهمه وسرق أغراضه، ولا يمكننا البقاء فاستأجرنا بيتًا في شارع بغداد باسم صهري، ونقضي النهار فيه ثم تحول إلى مقر عمل للنشاط [الثوري]، وأقضي [فيه] نهاري وأعود وأنام في البيت، وأثناء عودتي وجدت الكثير من الأمن في محيط البيت، وحتى السائق قال لي: إن هذه سيارات الأمن العسكري، فخفت قليلًا فجاءني اتصال فقمت بالرد فقال: مرحبًا نورا، نحن الأمن العسكري، فسألته: خيرًا؟ فقال: فقط نريد أن نعطيك تبليغًا وعليك مراجعتنا ونحن فقدنا عنوان البيت، فقلت له: في جرمانا، فقال: نحن لدينا [علم أنك] في جرمانا في ساحة الرئيس ولكن بعدها لا نعرف، فقلت له: لا يوجد مشكلة، سلم التبليغ لأهلي والآن سوف أعطيك العنوان، وسلّم التبليغ لأهلي فقال: لا، يجب أن تستلميه شخصيًا فقلت له: أنا تبلغني عن طريق نقابتي، ولا تأتي إلى بيتي، فقال: هو إجراء شكلي، فقلت له: أنا خارج الشام (دمشق) وأحتاج وقتًا طويلًا حتى أعود، وبقي يصر أنه يريد تسليمي بشكل شخصي فضحكت عليه، وقلت له: بعد ساعة أكون في المنزل.
فكان هؤلاء دوريات يتجولون في ساحة الرئيس وهم قد ضيعوا العنوان بالضبط، وهم قبل يوم جاؤوا حتى يأخذوني فاتصلت مع أهلي وقلت لهم: سيأتي ضيوف، وأنا قلت لهم: إنني أحتاج عدة أيام حتى أعود إلى المنزل، وفهم علي أهلي فعدت إلى البيت، وقلت لباسل [الصفدي] ووائل [حمادة]، فقالوا: لا يجب أن تخرجي من هنا أبدًا.
وفعلًا بعد ساعة سيارات المداهمة طوقت الحارة، وأنا يمكن لنصف عنصر أن يعتقلني، ودخلوا وسألوا عني فقال لهم والدي: ليست في المنزل، فدخلوا وفتشوا المنزل، وأنه نريدها، وطبعًا لا يوجد تبليغ ولا أي شيء وهم جاؤوا حتى يعتقلوني، فعلقت، وطبعًا نفسيتي جدًا تعبت ولم يعد بإمكاني الذهاب إلى القصر العدلي وأصبحت أخرج قليلًا، حتى في إحدى المرات كنت جالسة في كافيه (مقهى) أنا وباسل وشادي أبو فخر وعامر مطر واتصل أستاذي وقال لي: بأنهم داهموا المكتب الذي تركته منذ عدة سنوات، وفي وقتها شادي أمسك هاتفي وأزال الشريحة وكسرها وفي وقتها لم أعد أخرج إلا بشكل ضروري وفي الليل، وغيرت بمظهري وأصبحت أرتدي قبعة.
في فترتها أيضًا تأزم وضع أبي مرشد، وطبعًا عروة يسكن معنا وسكنا أنا وباسل وعروة، وفي فترتها جلس تمَّام العمر معنا وتأزم وضع أبي مرشد فأحضرته إلينا ولكن كان يوجد رعب شديد ونحن 5 مهمون في البيت، ونفسيتي جدًا تأذت والبيت كان في شارع بغداد وهو قريب من منزل رزان [زيتونة] في القزازين وكنت أخرج فقط لشيء ضروري.
نفسيتي جدًا تعبت وكل يوم أتشاجر مع باسل وهو يقول: اجلسي واكتبي وراسلي المنظمات وأقول له: أنا عملي مع الناس وليس الكتابة، يعني لا يمكنني أن أنشط خلف الكمبيوتر، ضُجْت جدًّا، وجدًا كانت نفسيتي سيئة وأنا متعودة أن أكون في السجن وأزور الناس في المحكمة وأدافع عن الناس.
طبعًا كانوا قد أخذوا صوري من النقابة وعمموها على الحواجز، وكان يوجد الكثير من الجهود لاعتقالي.
قبل عدة شهور باسل ذهب وكنا نريد استخراج أوراق من أجل عقد القران لأننا قررنا الزواج بسرعة فأمسكوه في النفوس وقالوا له: اذهب وعد بعد قليل تكون جاهزة، فأخبروا الأمن وأمسكوه فبقيت هويته عندهم، فأصبح بدون هوية وفي وقتها تشاجر عليه فرعان، والنفوس الفلسطينية في الطابق الـ 3 فشحطوه على الدرج، وعلق فرعان جاؤوا حتى يأخذوه فهرب، فجاء وهو مدمي وهو يقفز مثل الأفلام من فوق السيارات فأصبح بدون هوية يعني لم يعد بإمكاننا المرور على الحواجز، وأصبح الوضع جدًا كارثيًا وكان مطلوبًا. هو هرب من بين أيديهم وباسل كان مشترك في مسابقات ركض فيركض بسرعة.
في مرحلة نسينا الثورة ونسينا أننا مطلوبون فنحن عرسان، وأيضًا كان يريد أن يجد طريقة حتى نذهب شهر عسل لأنه في وقتها كان لديه حصة في شركة بسنغافورة فعرضها للبيع، وأنه سنشتري منزلًا في دمشق ونبقى في دمشق، وكنا نظن أن النظام سوف يسقط، وبقيت بعض التفاصيل..
نحن اتفقنا أنه عندما يأتي فقط أهله وأهلي ونكتب الكتاب، ولكن أمي وأختي اكتشفت أنهما بدأتا بتفصيل فستان أبيض كمفاجأة ونحن عندما قلنا لهم: إننا سنقيم العرس قالوا: أنت تدخّلي بالموديل، ولكن أنا جدًا مطلوبة والخياطة كانت تسكن في نهر عيشة وهي التي خيطت فستان خطبتي، ولا يمكنني الذهاب والعودة كثيرًا فذهبت فقط اخترت القماش وعملت قياس البطانة وأرسلت لها صور الموديل.
كان يوم خميس وهو وعد حماتي الساعة الـ 8:30 على أوتستراد المزة، فاتصلت معي حماتي وقالت لي: أمك وأختك عندي وباسل هاتفه مغلق، وبعد نصف ساعة جاءت وهي تصرخ وجاء صهري وباسل هاتفه مغلق حتى أصبحت الساعة الـ 12:00 وأنا هنا اتصلت مع تمام وقلت له: أخبر الجميع ألا يرد أحد على باسل، وأنا بقيت متماسكة وبدأت أمي وأختي وأمه يبكون، وبعدها فُتح خطه وأصبحت أرسل له رسائل، وأنا أصبحت أفكر انه إذا اعتُقل فيجب أن أكون معه وأصبحت أرسل له رسائل أننا نحن في اجتماع وننتظرك، واختفى باسل. وبعدها حصل تفجير في الجوية بالقرب منا بتاريخ 15 آذار(مارس) اتصلت حماتي مع أندريه فقال: لا أعرف هو خرج من عندي، ولكنهم أمسكوه على باب المكتب، وهو كان متفقًا مع الأمن، يوجد من أخبرنا من المكتب [أن] أندريه كان متفقًا مع الأمن وهم اتصلوا معه وقالوا له: أحضر باسل. فاعتُقل على باب البناء أثناء خروجه يعني: كمين بالاتفاق مع أندريه، وقد يكون تم تهديده وأنا لا أعرف، ولكن أندريه سلم باسل، لم يكن يوجد خبر خلال أسبوع حتى يوم الجمعة وهو اليوم الـ 8.
جاء 21 آذار/ مارس عيد الأم فقلت لوالدتي: عودي إلى البيت وحماتي عندي، وأنا كنت أتعذب كثيرًا وأبكي وأندب أمام أمي فقلت لها: عودي إلى المنزل وأنا جيدة، وأنا أريد [أن] أنهار براحتي، رزان لم تأتِ ولم تتكلم معي أبدًا بعد الزيارة.
عروة خرج من المنزل وتخفَّى، وأيضًا خرج أبو مرشد، وأنا أصبحت التقي مع تمام في أول عدة أيام وهو كان يأتي إلي وهو كان يسكن عند شخص بالقرب مني ويأتي إلي، وأنا كنت أخاف أن يُحضر معه أحدًا إلى المنزل وأنا لا أستطيع الخروج لأنني منهارة ومطلوبة، وأنا لم أخرج من المنزل ولم أرضَ الخروج منه، وهذا أول أمر عندما يُعتقل شخص أنت تسكن معه يجب عليك إفراغ المنزل والخروج منه إذا كنت مطلوبًا، ولكنني رفضت وأردت أن يعتقلوني معه.
أمي ذهبت إلى المنزل يوم الأربعاء، في يوم الجمعة جاءت أمي وأختي وأولاد أختي، وأساسًا حماتي عندي فطُرق الباب فقال ابن أختي: جاء باسل، يعني هكذا خطر على باله، وأخيرًا جاء باسل، وعندما طُرق الباب نحن توترنا وأنا أساسًا لدي فوبيا من طرق الباب ولا أحد يأتي إلي ويطرق الباب، فجمدنا كلنا وإذ المفتاح يتم وضعه في الباب وأنا جمدت بأرضي في المطبخ وابن أختي يقوم بفتح الباب، ولكن نحن أقفلناه فذهبت حماتي وفتحت الباب وإذ باسل ومعه 4 أشخاص ونحن جمدنا، فقالت لي أمي: ارتدي ثيابك، وأنا كنت أرتدي البيجامة ونحن برأينا بأنه تحت التعذيب أحضرهم إلى المنزل، فدخل باسل وقال لنا: لا تخافوا إنهم أصدقائي، ولكن كانت أشكالهم أمن مدني، ولم يكن باسل مقيدًا ولا يوجد لديهم سلاح ظاهر على الأقل، وطبعًا هذا ما رأيناه، وفي الخارج كانت الحارة مغلقة وهذا عرفناه فيما بعد.
لم يكن يوجد على وجهه شيء وهم استخدموا معه طريقة خلال هذا الأسبوع أفضل من الضرب يعني نفس المشهد عندما أحضروا والدي واعتقلوه عند منزل عمتي وأنا فتحت الباب وقال لي: لا تخافي إنهم رفاقي، يعني نفس الكلمة، ولكن هذا حصل قبل 20 سنة بالضبط، ولكن عندما كنت صغيرة كنت أقوى وقلت: إنني لن أبكي أمامهم ولا أريد أن يرى والدي آخر مشهد أنني أبكي، ولكن عندما حضر باسل بكيت وفي وقتها اكتشفت أننا عندما نكبر نضعف أكثر ولا نقوى.
دخلوا إلى البيت وقال: نحن فقط جئنا حتى نأخذ بعض الأغراض فأخذ كل الأجهزة والكمبيوترات، وطبعًا باسل أخذ كل شيء بيده ولم يفتشوا، وجلسوا وقدمت لهم والدتي القهوة، وقالوا: الآن سننتهي ونترككم جالسين سوية، فسألتهم هل أنتم أمن دولة؟ فقالوا: نعم!
كان يوجد مناشير أنا جهزتهم وعندي شيء اخترعته اسمه "التوثيق الذاتي" بما أنه أصبح يوجد الكثير من التوثيق في سورية ففعلت شيئًا أنه كيف كل شخص يوثق ما حصل معه، وتُوزع في السجن وشوارع دمشق فرأوهم فقال باسل: إنهم لي (له) فقلت: لا، إنهم لي! ورئيس الدورية وطبعًا كان معهم مهندس إلكترون قال: يبدو أن الأوراق لها لأنها حقوقية، وقال: ضبوا الأوراق، وبعد أن انتهوا وجهزوا الأغراض في حقيبة سفر، وحتى إنهم أخذوا كتبًا، ويوجد كتب لها علاقة باختصاص باسل جدًا علمية في تصنيع الأشياء أخذوها، فدخلنا إلى غرفة النوم ودخل معنا فقط هذا المهندس وكان جدًا حبابًا (لطيفًا) وهو أيضًا أخذ يبكي وأخذوه وقالوا لي: بعد يومين أو 3 أيام سيعود ولكن بشرط أن تكتبي الآن على "الفيسبوك" أن باسل ليس معتقلًا، فقلت لهم: حسنًا، فكتبت على "الفيسبوك" والناس التي قرأت علموا بأنه تم الضغط علي وأنا كتبت أن باسل تكلم معي وهو ليس معتقل وهو يجلس في مكان ومر يومان وأنا بدأت...
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/08/19
الموضوع الرئیس
مداهمات واعتقالاتكود الشهادة
SMI/OH/123-13/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار/ مارس 2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-شارع بغدادمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة
فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227