الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة سوق وادي بردى وتشكيل المجلس المحلي ثم الخروج إلى الأردن

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:33:18

الحقيقة أنه في الفترة الأولى في عام 2011 حتى بداية عام 2012 كان الشعب السوري تقريبًا أكثره يشارك في المظاهرات وما ينتج عن المظاهرات، وحصل رحيل جزء من أهلنا في حمص وربما جزء بسيط من بعض المناطق أن كان الموضوع فقط يحتاج إلى التنسيقيات التي كانت تنظّم المظاهرات بالإضافة إلى العمل الطبي والقليل من العمل الإغاثي، يعني ما زالت في تلك الفترة القوى الثورية في البلد لأنهم كانوا الأكثرية وبعدها جاءت قوى المعارضة معها يعني كانت خطوط عملها في هذا الموضوع ولذلك نحن في تلك الفترة كان أكثر الناس يعملون إما في التنسيقيات أو في اللجان الإغاثية بشكل عام وطبعًا منها اللجان الطبية.

نحن في تلك الفترة في ريف دمشق بدأت كل مناطق ريف دمشق تختلف عن باقي المدن لأنها تقطّعت أو محيطها الجغرافي وتباعدها وكل منطقة جغرافيتها بعيدة عن الأخرى وكأنها محافظة أخرى يعني الغوطة الشرقية والقلمون ووادي بردى والزبداني والجنوب من **** عند داريا إلى المعضمية إلى حدود درعا أو جبل الشيخ يعني إلى درعا أو السويداء، والحقيقة أن هذه الجغرافيا أعطت كل المناطق وكانت تعمل تقريبًا بشكل منفرد ونحن نفس الشيء في وادي بردى وهي عبارة عن قرى يعني 13 قرية وإذا أضفنا لها قدسيا التي هي حاضرة وجزء تقريبًا ما بين الشام وحتى دمّر في تلك الفترة يعني أصبحت دمّر وقدسيا تواصلهم مع وادي بردى وليس مع العاصمة ثوريًا، وأصبح لدينا مجال واسع لذلك نحن عندما أردنا تشكيل الإغاثية وفي البداية بدأت بالطبي والإغاثي ثم بدأت فكرة الخلافات وكان يجب علينا تشكيل محكمة وبدأت تأتي الفصائل ومناطقنا تختلف وخاصة منطقة وادي بردى أن أكثر الناس حملوا السلاح بدون تنظيم، يعني لم يكن عندنا اليوم مثل محور بعض المناطق أنها تحت سيطرة فصيل لذلك تدخلت الفصائل متأخرة يعني حاول الأحرار (أحرار الشام) الدخول وأجناد الشام وحاول أن يدخل جيش الإسلام ولكنهم لم يكونوا من المؤسسين وإنما جاؤوا فيما بعد لذلك. 

حتى عام 2012 كان كل هؤلاء الناس غير موجودين والذين حملوا السلاح لا ينتمون إلى أي فصيل إلا أنهم من أبناء المنطقة ويدافعون ضد الهجوم والتعدّي على الأعراض وعلى المنطقة، وأي شخص يقول إنه في فترة ما قبل عام 2012 يعني ينسب إلى نفسه أنا أعتقد أنه يُجانب الصواب، وإنما كان عبارة.. وحتى الشباب الذين كنا نحضرهم ونحن كنا نحضر بعض الضباط ويوجد منهم جزء من المنطقة وجزء من خارج المنطقة، وبعدها عندما حصل الحصار أكثر وازداد يعني أنا غادرت وتقريبًا بدأت الاعتقالات بشكل شديد وبدأ يتم اعتقال أبناء عمي، وحتى إن أحدهم استُشهد تحت التعذيب مباشرة وهو شادي أبو حطب -رحمه الله- وهو محامٍ، فأصبح الوضع يختلف.

أنا عندما أردت المغادرة أوكلتُ المشفى الميداني إلى طبيب ليس من المنطقة وهو من إدلب وهو الدكتور حسام، و[قلت] إنه: يا شباب المجلس يجب أن يكون هكذا وعندما تم تشكيل المجلس أنا كنت خارج إطار المنطقة والمجلس في وادي بردى تم التوافق عليه ما بين كل القوى الثورية والقوى التي كانت موجودة هي الإغاثية والإعلامية يعني القوى الموجودة على الأرض والتي لها دور وأيضًا الوجاهات، يعني القوى ذات النفوذ، وحصل توافق وتوافقنا على لجنة تأسيسية من 30 شخصًا ويختارون منهم رئيس مجلس، ورئيس المجلس لم يكن يوجد تنافس عليه بسبب الخطورة، يعني من يقول أنا رئيس مجلس فإنه سيُحكم عليه وعلى من حوله بالخطورة ولذلك أول شخص من عائلة البنّي تم تكليفه برئاسة المجلس وبعد 48 ساعة تم اغتياله قنصًا فأصبح العمل خطيرًا وحتى رئيس المجلس الثاني استقال بعد فترة لأنه لم يعد يستطيع تحمّل الضغوطات والأمر لم يكن عبارة عن [منصب]، ولو أنه كان يوجد استقرار في تكليف رئيس المجلس لكان اختلف الأمر ولكن هنا كان يوجد التزامات أو الثمن غالٍ لمن سيكون في هذا المنصب، وهكذا تشكّل المجلس بالتوافق.

أكثر الإخوة انتشروا بعد مغادرتي وادي بردى وآخر رئيس مجلس كان سالم نصر الله واليوم يعمل معي في كلية الطب (في جامعة حلب الحرة) وهو رئيس امتحانات وهو مدرّس بالأساس، ومنهم من غادر إلى بعض الدول ومنهم [من] جُرح ومنهم [من] استُشهد، وهكذا كان تشكيل المجلس وخطورته وهو كان لتنظيم العمل الإغاثي والطبي.

الحقيقة أن المجلس كان له عمل ثانٍ وهو ضبط العسكر وضبط أي تجاوزات تحصل، وكان المجلس المحلي يتصدّى لها، والشيء الثالث أن المجلس المحلي كان هو المفاوض الأساسي وكان أخونا سالم هو آخر من كان يفاوض النظام للخروج من المنطقة، فالمجلس المحلي كان يأخذ الدور السياسي والدور الإغاثي وحتى الدور الأمني وحتى لحل المشاكل وهو كان من يمثّل الحالة بشكل عام.

والعسكريون لا يفاوضون وإنما المجلس المحلي هو الذي يفاوض وأنا أتحدث عن منطقة وادي بردى وأنا أعرف في الغوطة في اللحظات الأخيرة اختلفوا وفاوض العسكريون والمدنيون وحصل خلاف شديد، واعتقد [أن] إخوتنا الذين كانوا في الغوطة الشرقية مثل الأستاذ أكرم طعمة ولو تم أخذ شهاداتهم فإنهم سيتحدثون عن هذه اللحظات الخلافية لأنني كنت أتحدث معهم وأنا في الخارج، ولكن في وادي بردى حتى اللحظة الأخيرة كان المجلس المحلي له سلطة المفاوضات.

بصراحة اعتقل فؤاد [أبو حطب] نتيجة وقفة المحامين في القصر العدلي أمام القصر العدلي، وطبعًا وهو أحد الأشخاص الذين كانوا في الوقفة الاحتجاجية التي حصلت في القصر العدلي وتم اعتقاله من داخل مكتبه في شارع الحمرا [بدمشق] يعني في أواخر عام 2011 على ما أعتقد.

أعتقد أن شادي [أبو حطب] هو الذي شارك في المحكمة وفؤاد اعتُقل وأيضا شادي اعتُقل وكلاهما محاميان ونحن قمنا بإجراء عملية لفؤاد في صدره بعد أن خرج واستُشهد شادي، وهذا يعني أنه كان يوجد قسوة في التعامل.

أكثر حادثة حصلت في وادي بردى هي تفجير المساجد والنظام لجأ إلى إرسال مفخخات من أجل تفجير المساجد وفجّر ثلاثة مساجد أحدها في سوق وادي بردى والآخر في كفير الزيت والآخر إلى الهامة، والحقيقة في الهامة وكفير الزيت تم اكتشاف المفخخات ولكن في سوق وادي بردى انفجر وكان عدد الشهداء يتجاوز 225 يعني كل الموجودين في المسجد إما جريح أو شهيد، والحقيقة كان يوجد بشاعة والضحايا تجدهم على الشجر أجزاء منهم وكان انفجارًا دنيئًا من قبل النظام.

في التحقيقات هنا حصلت المحاكم وفي التحقيق أصبح يوجد محكمة وأُدين [أشخاص] ونُشرت التحقيقات ومن قام بها (العملية) شخص اسمه أنس عيروط وهو أحد المواطنين، حتى الضابط الذي أرسلهم من الحرس الجمهوري هو كان من المنطقة والحقيقة هذه كانت فضيحة كبيرة للنظام وكشفها وفي وقتها تشكلت المحاكم ما بين وادي بردى وبين القلمون، ونُشرت كل الصوتيات في التحقيق وكانوا يعترفون فيها على الذين أرسلوهم ومن موّلوهم وهنا كانت ردّة فعل النظام عنيفة ضد أي تشكيلات تحصل وإلا لكان ضاعت الحقيقة أو يقولون: [سُجّلت] ضد مجهول، ولكن وجود هذا التحقيق وهذه التسجيلات أنا أعتقد..، لأن الشخص الذي كان يسعف وأحضر السيارات كان هو أنس عيروط وهو الذي كان يقود عملية الإخلاء الطبي وهو يعترف، وطبعًا أنس عيروط هو ليس الشيخ من طرطوس وإنما هو نفس الاسم ولكن هذا الشخص من منطقتنا.

الحقيقة أنها كانت صادمة وكان من المهم أن النظام لم يعد يستطيع الاختباء لأنه هو الذي أرسل المفخخات وعلينا أن نتخيّل لو أنه تم تفجير ثلاثة مساجد في يوم الجمعة في منطقتنا يعني كان سوف يصل عدد الضحايا إلى ألف في يوم واحد وستكون كارثة على المنطقة ومن هنا أصبح النظام ضد أي ترتيب.

بالنسبة للمدارس، والمدارس طوال الفترة السابقة بقيت مفتوحة والنظام يصرف عليها يعني نحن لم نصرف على المدارس ونحن كانت مشكلتنا مع المعلمين الذين لا يريدون الذهاب وكيف يتم تأمين الرواتب لهم وأما المدارس فبقيت مفتوحة وفيها الأساتذة والامتحانات ولكن يُرفع عليها علم الثورة ولكنها بقيت تحت إطار أن النظام يرسل كل مستحقات المعلمين إلا عندما أصدر قرارًا باستلام راتب المعلم من خارج المنطقة وكان البعض منهم لا يستطيع الذهاب، لذلك نحن كنا نحاول فقط مساعدة الأساتذة الذين لا يستطيعون الخروج وكان هؤلاء هم الحلقة الأضعف.

وفي التعليم نحن استطعنا بالاتفاق أن يبقى، ولكن النظام ليس له سلطة مركزية عليه لأنه يراقبه ضمن الكوادر الموجودة.

هو لم يكن قرار خروج وإنما كان قرار خروج مؤقت، يعني نحن كنا نظن أننا سنخرج إلى الجنوب ونحشد وندخل من الجنوب وهكذا كان القرار وأنه نحن إذا ذهبنا إلى الجنوب ووصلنا إلى الأردن يعني كان القرار أنه كيف نستطيع أن نحشد أكثر من أجل العودة وليس من أجل البقاء، وأنا لم أكن اعتقد أنني سأبقى في الأردن لفترة تتجاوز الشهر، وأنا عندما خرجت أنا لم يكن معي شيء، يعني خرجت بثيابي ولم أكن أحمل أي شيء حتى إذا أردت النوم في فندق واضطررت لشراء ثياب هناك وأنا خرجت بدون شيء إلا مبلغًا نقديًا سحبتُه من أحد المشافي حتى أستطيع أن أصرف، وحتى إنه لا أحد يعرف أنني سأخرج لأن طريقة التنقل التي ستتنقل فيها أو تخرج فيها ليست مثل أي شخص يريد السفر.

كان الهدف أن أخرج من دمشق ولكن أعود إلى سورية من أطرافها التي يمكنني الدخول منها وكان فيها صعوبة وأنا غادرت المنطقة في وضع صعب واليوم الشخص يشعر أنه فقد 90% من قوته بسبب الخروج من محيطه لأنه من يعطيك القوة هو محيطك يعني من تعرفهم ومنطقتك ومعرفة الناس لك، والحقيقة أن الخروج هو عملية جدًا قاسية وحتى إنني عندما وصلت إلى عمّان أنا ذهبت إلى الفندق، وأنا أذكر أنني بدأت أتجوّل حول الفندق وأعود ولم أتحدّث مع أحد أبدًا يعني قضيت يومًا كاملًا بدون أن أتحدث مع أحد وكنت أتجوّل في المنطقة وكان الأمر قاسيًا، يعني قرار أن تصل إلى بلد ثانٍ لا يوجد أقسى من هذا الأمر، وأنا أصبحت أضع مئات السيناريوهات للتخطيط وماذا سأفعل، وهذا اليوم الأول كان من أصعب الأيام وأذكر أن موظفي الفندق كانوا يتحدثون معي ويحاولون أن يفتحوا معي حديثًا حتى يعرفوا لماذا أخرج أو لماذا أجلس ولا أتحدّث مع أحد، وأنا لم أحاول الاتصال مع أحد أول خلال 24 ساعة حتى اليوم الثاني فكان الأمر صعبًا وهو ليس قرارًا إستراتيجيًا وأني كنت أخطط للخروج ولكن كان الاضطرار للعمل الذي أنا كنت فيه، المحيط أصبح صعبًا جدًا يعني أنا كنت أتنقّل وأقوم بتغيير السيارات وأنام في منازل مختلفة، وكل هذه الأمور أصبحت مكشوفة، وبالتالي لم يعُد يوجد إمكانية للاستمرار أو سيتمّ الاعتقال أو يتم اغتيالي من بعيد لذلك أنا خرجت.

بصراحة أنا خرجت بطريقة وأخذت سيارة غير اعتيادية يعني لم أخرج بطريقة شخص يريد السفر وأنا انتقلت بالسيارة من مكان إلى آخر واستخدمت سيارة ليست للنقل العادي، وأنا أذكر أننا توقفنا على حاجز للمخابرات الجوية وهذا الحاجز كان يقوم بالتفييش (تدقيق الأسماء) وطبعًا إلا هذه السيارة لأن كل الذين معي لا يتم تفييشهم ثم سمحوا لنا بالمرور، وحتى إنه كان يوجد رتل للسيارات سمحوا لها بالمرور ولكن أنا كان عندي خوف أن يتم اعتقالي ولم أعتقد أنني سأنجو لأن كل الأشخاص الموجودين في السيارة كانوا أمنيين يعني لا يوجد غيري مدني، وهم من المواقع التي نحن نمر فيها ولا أحد يعرفني منهم إلا شخص واحد وكل شخص منهم يظن أنني أعرف الآخر، وأهم شيء أن الشخص الذي يعرفني هو شخص واحد والبقية هو أحضرهم، وبصراحة هذه السيارة للنقل الأمني وكل شخص يظن أنني مع الآخر وعندما وصلنا توقفنا مدة ثلاث أو أربع دقائق وبعدها سمح لنا الحاجز بالمرور لأنه يوجد رتل كبير من السيارات ولو انتظرنا كان يمكن أن نبقى مدة ساعة ولكن نحن لم نقف إلا سوى ثلاث دقائق وهذه الدقائق الثلاث أنا أحسستُ أنها ثلاث سنوات بسبب الخوف والاعتقال، يعني لو أن الحاجز أخذ بطاقتي وضربها على الفيش كان سيتم اعتقالي وهذا كان أصعب شيء عندما تخطّينا هذا الحاجز، ولكن عندما وصلت إلى الحدود لم يدخل أحد غيري إلى نافذة الجمارك وعندما أعطيته الجواز بدأ الموظف ينظر إليّ وهي نظرة [تقول:] لماذا تريد السفر؟ وهل أنت مطلوب أم غير مطلوب؟ ولكن أنا كان معي ورقة كفّ بحث وأنا كان عندي منع من السفر ولكن أخذت معي ورقة كفّ بحث، فأخرجت له هذه الورقة ويدي ترتجف فنظر إليها وقال: الله ييسر لك أمورك، يعني هو لم يكن مقتنعًا وقال لي: [اذهب] بأسرع ما يمكن، يعني ربما الصدف والتسهيل، وأنا قمت بهذه الاحتياطات وكان معي كف بحث فقال لي [الموظّف]: حاول أن تأخذ سيارة وتمشي فورًا من هنا، يعني لو أنني أعطيت هذه الورقة لشخص غيره فقد لا يقبل بها.

ورقة كفّ البحث هذه هي التي برّرت للشرطي إذا تم سؤاله كيف سمح لي بالمرور، يعني حتى لا يتم وضعه في السجن، وكان كف البحث له رقم نظامي وتوقيع لشخصية كبيرة وفيما بعد تم تسريح هذا الشخص الذي وقّع.

أنا أخذت سيارة من الجمارك السورية إلى الأردنية يعني هذه المسافة وحدي وأنا وجدت سيارة وسألني السائق: هل تدفع الأجرة كاملة إلى عمّان؟ فوافقت وانطلقنا، وبعدها عندما قطعنا الحدود أخذ شخصين من الحدود الأردنية ثم أخذت سيارة أخرى. 

الحقيقة استمرت القصة تقريبًا أربع ساعات أو خمس ساعات وعندما دخلت إلى الأراضي الأردنية هنا اتصلت أول اتصال ولم يكن يوجد واتساب فاتصلت من هاتفي الخليوي على هاتفنا الأرضي في منزلي وقلت لهم: الحمد لله تم الأمر وأموري بخير، وهكذا دخلت، وهي كانت فترة عصيبة بصراحة يعني ساعات عصيبة وهي لم تكن سهلة ولكن أهم شيء هو ضبط النفس، وثانيًا أنني كنت أرتدي الثياب الرسمية وثالثًا لا يوجد معي شيء يعني لا يوجد معي حقائب وحتى من يراني أتنقّل لا يظن أنني مسافر.

أنا عندما وصلت إلى عمّان وفي اليوم الثاني كان يوجد شباب يريدون السفر إلى الخليج فذهبت إلى هناك إلى المكان والحقيقة لم ألتقِ بأحد ولكن رآني الناس وإنني قد أسافر، ولكن عندما كنت أمشي في الطريق التقيت بالصدفة بأحد الأطباء وطبعًا هو طبيب مخدِّر كان معي وهو من حمص، ولكن في الحقيقة الفصل كان هو الدكتور أنس الشيخة وهو كان من الأطباء الأحرار وهو هرب قبلنا وهو ممن كُشفت أسماؤهم فهرب إلى عمّان وكان موجودًا في عمّان، وأنا لا أذكر كيف عرف أنني موجود في عمّان فاتصل على أحد الشباب الذين رأوني أو الشاب [الطبيب] المخدِّر وسأله: أين هو الدكتور جواد؟ وأنا وعدته وقلت له: أنا أجلس كل يوم في المقهى من الساعة كذا إلى كذا وأنا في الأيام الأولى كنت أجلس في مقهى في عمان وأشرب الأرجيلة وألتقي مع بعض الناس الذين أعرفهم، فجاء الدكتور أنس الشيخة وهذا كان أول لقاء بعد 48 ساعة وجلست مع أنس الشيخة وقال لي الدكتور أنس الشيخة أنه: نحن قد شكلنا رابطة الأطباء هنا في عمّان وفيها مجموعة من الشباب، وهذا كان يوم خميس، وقال لي: ما رأيك غدًا الجمعة أن نلتقي؟ فذهبت وحصل لقاء مع الدكتور بلال حريري وكان يوجد مجموعة وكانوا يضعون خطة، وأحدهم كان يعطي خطة أنه إذا حصل هنا وكيف سنضع المشفى الميداني، يعني كانوا يحاكون الواقع فسألوني عن رأيي فقلت لهم: أنا سوف أتحدث مباشرة بما حصل عندنا ولا يوجد داعٍ حتى نحاكي الواقع وأنا سأتحدث بالواقع فسألوني عن رأيي فقلت لهم: إن المشروع سيكون مختلفًا عن ذلك، وقلت لهم: أنا بالنسبة لي يجب أن يكون عندنا مشفى، فقالوا إن هذا الأمر صعب وهم كان لديهم رابطة وهذه الرابطة استمرت إلى فترة.

بعد عدة أيام بدأنا نذهب إلى المشافي وأنا فكرت بإنشاء مشفى للجرحى لأنني ذهبت وزرت الجرحى وكان وضعهم مأساويًا والأطباء يجلسون في الخارج ولا يفعلون شيئًا، وأول مشروع قمت به بعد وصولي هو المشفى وطبعًا جاء في وقتها جهاد قدور من أمريكا وأنا أعرفه سابقًا وبدأت أناقشه، والدكتور جهاد قدور هو اختصاصيّ قلبية وحصل نقاش على تمويل المشروع بشكل مبدئي ووافقوا بعد أسبوعين من النقاش، وهم كانوا يقدّمون الإغاثة، الحقيبة [الطبّية]، فوافقوا على المشروع وأنا أكملت المفاوضات وأخذنا مشفى عاقل، وأنا تحدثت في المرة الماضية كيف حصل هذا الأمر وطلبوا الترخيص، المهم أنهم موّلوا المشروع ولكن في الحقيقة بعد شهرين اختلفت معهم واختلفنا على طريقة الإدارة فخرجت وشكّلت مشفى السلام مع المجموعة الأساسية التي يوجد فيها بلال الحريري وأخونا أنس الشيخة، وهنا قررنا ألا يبقى المشفى لجهة وإنما لمجموعة جهات تموّله، وهذا الكلام كان تقريبًا يعني أول مشفى كان في الشهر السابع تموز/ يوليو وثاني مستشفى أعتقد بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/23

الموضوع الرئیس

مجزرة سوق وادي بردى

كود الشهادة

SMI/OH/80-21/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012 - 2013

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سوق وادي بردىمحافظة ريف دمشق-وادي بردى

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

المجلس المحلي في وادي بردى

المجلس المحلي في وادي بردى

الشهادات المرتبطة