معركة كسب وتشكيل "جبهة العز" بعد لقاء المندوبين الأمريكان
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:46:13
في هذه المرحلة وبعد اختفاء "داعش" وانتصارنا عليها بشكل كلي في ريف جسر الشغور وريف الساحل، حصلت معركة تحرير كسب التي قامت بها الفصائل الإسلامية، ونحن حاولنا المشاركة بشتى الوسائل والعروض ورفضوا، وكان يوجد شخص في الساحل وهو ليس تابعًا للوائنا ولكنه كان قائدًا ثوريًا ونثق به فأعطيناه بعض الدعم وقلنا له: اذهب أنت وشارك في المعركة وأي شيء تحتاجه فنحن جاهزون ويمكننا أن نعطيك قوة من عندنا، وهو سعيد طربوش، وذهب سعيد طربوش وعندما رأوه في كسب اعتقلوه وكان قد أخذ سعيد طربوش أسلحة نوعية وأعطى هذه الأسلحة لهم واستخدموها في المعركة، فاعتقلوا سعيد طربوش وأصبحنا نحاول [إطلاق سراحه] بشتى الوسائل، ونحن كنا السبب بإرسال الرجل وكان يجب علينا مساعدته وإخراجه لأنهم جماعة مجرمون وليس لهم أمان ويمكن أن يقتلوه في أي لحظة.
نحن ركّزنا على موضوع سعيد طربوش من أجل إخراجه وضغطنا عليهم وضغطنا على أمير جبهة النصرة في الساحل أبو إلياس، وأنا تواصلت عدة مرات معه وطلبت سعيد طربوش وإلا سنقاتلهم، واستجاب الرجل وأعلن عن مكان وجود سعيد طربوش، حيث تم اعتقال سعيد طربوش في ريف حلب الغربي في [منطقة] المهندسين، وتم اعتقاله بحجة قتال المجاهدين، ونحن في فترة قتالنا مع "داعش" هو أطلق قذيفتي أر بي جي على "داعش" في الساحل، ويبدو أن سعيد طربوش هو من أطلق هذه القذائف أو شخصًا من جماعته فاتهموا سعيد طربوش بقتل المجاهدين، وبقينا خلف الموضوع حتى أخرجنا سعيد طربوش من عند جبهة النصرة، وفي هذه الفترة حاولنا بشتى الوسائل عن طريق جبهة ثوار سورية وعن طريق لواء ذئاب الغاب بشكل خاص المشاركة في المعركة، ونحن لا نريد أي شيء، ونحن كنا نريد فقط المحافظة على النصر وتحرير كسب، وفي تلك الفترة وصل التحرير إلى البحر، ونحن كان عندنا وعود من دول أنه إذا تم فتح الوضع (الطرق) من البحر فسيكون وضعنا مختلفًا.
في تعاملنا مع الدول كانت كل دولة تعرّف عن نفسها أو كل شخص يعرّف عن نفسه بأنه تابع لدولة، ونحن بكل صراحة لم نكن متأكدين من أي شخص، يعني يأتي السعودي ويقول أنا سعودي ولكن أنا لا أعرف اذا كان بالفعل سعوديًا، ولكن كانت الوعود في تلك الأثناء من المندوب السعودي وقال: حاولوا أن تسيطروا على شيء من البحر حتى يكون دعمنا لكم بشكل مباشر وبدون أي وسيط وبدون أي دولة تتحكم بكم، ولكنهم رفضوا مشاركتنا وحتى مساندتنا، فقررنا مساندتهم نحن كلواء ذئاب الغاب وبدون الرجوع إلى جبهة ثوار سورية، فذهبنا إلى الساحل ونحن كان عندنا قوات في الساحل، وكان يوجد قوات لذئاب الغاب منذ عام 2012 موجودة في قرى الساحل، وهذه القوات تابعة للواء بشكل مباشر، وحتى هذا اليوم هم ملتزمون مع اللواء، ونحن خارج سورية منذ سبع سنوات، ولكن الشباب الموجودين في الساحل من بلدة الحفة وجبل الأكراد وسلمى هم حتى الأن ملتزمون معنا إلى هذا اليوم.
فأخذنا وبدأنا نبحث عن الأماكن التي يمكن من خلالها تشتيت العدو (النظام) ومساعدة الفصائل التي رفضَتنا أو رفضت مشاركتنا في المعركة معها، وذهبت أنا أكثر من مرة إلى الساحل وقصفت مناطق النظام، والمنطقة التي وصلنا لها كانت متاخمة لقوات النظام وكنا نرى قوات النظام بالعين المجردة، وكان معي الأخ مصطفى السيجري أكثر من مرة.
اجتمعنا مع جبهة ثوار سورية وقلنا لهم: نحن يجب أن نفعل شيئًا وهؤلاء الجماعة يرفضون القتال معهم وما هو الحل؟ فقالوا: أنت في المنطقة وأنت من يعرف، فقلت لهم: نحن يجب أن نفتح معركة على جسر الشغور حتى لا تذهب قوات مساندة للنظام، وفي تلك الأثناء لم تكن [مدينة] إدلب محررة وكانت تذهب قوات من إدلب باتجاه الساحل من أجل إيقاف العملية العسكرية التي قامت بها الفصائل الإسلامية، وجاءت الموافقة مباشرة من جبهة ثوار سورية، وفي هذه الفترة نحن كنا نعمل على موضوع تشكيل جبهة العز، وكان الاتفاق على تشكيل جبهة العز مع أشخاص رئيسيين وهم الرائد أبو أسامة الجولاني (حسن إبراهيم) من جبهة ثوار سورية، وموسى الحميدي من الشمال، وأبلغنا قائد جبهة ثوار سورية جمال معروف بالاتفاق مع الأمريكان، والأمريكان وافقوا على دعم جبهة العز، ونحن أعلنّا عن تشكيل جبهة العز.
أولًا: كان يوجد ألوية في جبهة العز لم تكن تابعة للواء ذئاب الغاب وكانوا يرفضون التعامل بشكل قطعي مع جمال معروف، وهم لديهم أسبابهم الخاصة ويقولون إن جمال معروف مثلما نسمع [تعامله] إذا كنت تريد سلة إغاثة عليك الذهاب إلى جبل الزاوية ونحن لا نستطيع الذهاب إلى جبل الزاوية حتى نطالب بالدعم، وكانوا يريدون أن يكون عملهم هنا أفضل.
ثانيًا: الأمريكان كان لديهم تحفّظ على شخص جمال معروف، وفي أحد الاجتماعات قالت البنت الأمريكية بعد عدة أسئلة، وطبعًا تواصل معي الأمريكان في المرة الأولى وانا أبلغت قيادة جبهة ثوار سورية وأبلغت موسى حميدي وجمال معروف واجتمعت معهم وقلت لهم: إن الأمريكان تواصلوا معي وطلبوا مقابلة وما هو رأيكم؟ فقالوا: هذا ممتاز، وقالوا: تواصل معهم ونسّق معهم، وقالوا: إن الأمريكان طلبوا رقم هاتفك منا ونحن أعطيناهم رقمك، يعني الأمريكان تواصلوا معي عن طريق جبهة ثوار سورية أو قيادة جبهة ثوار سورية وطلبوا رقمي شخصيًا وأعطوهم رقمي، يعني هكذا أخبروني الشباب، فقلت لهم: بما أنكم قابلتم الأمريكان ماذا كان محور الحديث وما هي طلباتهم؟ -ونحن في النهاية نريد من الأمريكان- دعمًا وسألتهم: ماذا يجب أن افعل؟ فقالوا: يجب أن تقول الصدق والصراحة، فقلت لهم: أنا جاهز مع القليل جدًا من المراوغة، وقالوا إن الصدق هو المهم في اللقاء مع الأمريكان من أجل استجلاب الدعم.
فذهبت إلى الأمريكان بعد تحديد الموعد والتقيت معهم في أضنة (جنوب تركيا) وسألوني الكثير من الأسئلة وتحدثنا كثيرًا واستمرّ اللقاء حوالي ست ساعات، وسألوني: أنت في لواء ذئاب الغاب أنت من ضمن جبهة ثوار سورية ماذا وصلك من سلاح من عندنا؟ فقلت لهم: أنا عندي مسؤول عسكري ولا يوجد عندي أرقام دقيقة حتى أعطيها لكم، فأخذوا اسم ورقم هاتف القائد العسكري، وسألوني: ماذا جاءك من الإغاثة؟ وكان نفس الجواب عندي وقلت لهم: عندي مسؤول إغاثة وأنا لا يوجد عندي أرقام دقيقة، فاخذوا رقم مسؤول الإغاثة واسمه، وسألوني: ماذا استلمت آليات من الأمريكان؟ فجاوبتهم بنفس الجواب، وسألوني: ماذا استلمت من المال من الدعم النقدي؟ فقلت لهم أيضًا: عندي مسؤول مالي، فقالت البنت: أنت تتهرب من السؤال والإجابة ولا تجيب، وسأسألك سؤالًا بسيطًا وسهلًا جدًا، فقلت لها: تفضّلي، قالت: كم مرة قمت بتوزيع الرواتب لعناصرك في جبهة ثوار سورية -بعد تشكيل جبهة ثوار سورية- من الدعم الأمريكي أو غير الدعم الأمريكي؟ فقلت لها: مرة واحدة، فقالت باللغة العربية لأصدقائها -وكان عدد الموجودين في هذا الاجتماع سبعة أشخاص ويوجد خمسة أشخاص يتكلمون وشخصان لا يتكلمان- فقالت لأصدقائها باللغة العربية: ألم أقل لكم إن جمال معروف حرامي (سارق)؟ لأنهم أعطوا جبهة ثوار سورية أربعة رواتب حتى الآن (حتى ذلك الوقت) ونحن استلمنا راتبًا واحدًا فقط من هذه الرواتب الأربعة، وكان الأمريكان يريدون إيقاف الدعم بشكل نهائي عن جبهة ثوار سورية لأن السرقات في نظرهم لا تتجاوز 20% ولكن كانت السرقات حوالي تقريبًا 60% أو 75% وهذا سبّب مشكلة لدى الأمريكان وكانوا يريدون إيقاف الدعم بشكل نهائي عن جبهة ثوار سورية.
وفي هذه الأثناء تدخّل أبو أسامة الجولاني على الخط وكانت علاقته مع الأمريكان ممتازة جدًا، وأنا بعد أن خرجت من الاجتماع اتصلت مع جمال وموسى وذهبت إليهم مباشرة وسألوني: ماذا حصل؟ فقلت لهم ما حصل، وعندما وصل الموضوع إلى المال قلت لهم إن عندي مسؤولًا ماليًا، وسألوني: كم راتبًا استلمت؟ فقلت لهم: راتب واحد، وبدأ جمال معروف بالصراخ وقال: لماذا قلت لهم ذلك؟ فقلت له: هذا هو الواقع وأنتم قلتم لي أن أتكلم الصدق وأنا تكلمت بالصدق، ولماذا لم تقولوا لي إنكم استلمتم أربعة رواتب؟ ولماذا لم تقولوا إنكم أخذتم شيئًا؟ حتى إذا توقف الدعم أو اشترينا ذخيرة أو نحن ندعم أحدًا بالسر، وأنتم لم تخبروني بهذا الشيء، فقالوا: نحن اشترينا ذخيرة بمبلغ 800 ألف دولار وأحضرنا كذا، فقلت لهم: أنتم لم تخبروني بهذا الشيء، وأنا قبل أن أذهب إلى الاجتماع أبلغتُكم، فتدارك الموضوع أبو أسامة الجولاني مع الأمريكان وقال لهم: أفضل شيء هو أن نحاول بفريق جبهة ثوار سورية ويصبح ثلاثة أقسام وهي: جمال معروف من جبهة ثوار سورية ومثقال العبد الله ألوية الأنصار ومحمد زعتر جبهة العز، وكل شخص يدعم شخصًا من قِبله، يعني نحن كجبهة العز في الشمال ندعم معنا الموجودين في الشمال القريبين منا، وهم لواء شهداء إدلب ويصبح دعمهم من عندنا حتى لو أنهم ليسوا في قيودنا في جبهة ثوار سورية ولكن ندعمهم من جبهة العز، وهكذا قررنا بين بعضنا كجبهة ثوار سورية واتفقنا على هذا الموضوع وتعهّد أبو أسامة الجولاني أنه حتى إذا لم يعطِنا الأمريكان الدعم لجبهة العز فهو سيعطينا دعمًا حتى لو كان بسيطًا من مخصصات جبهة ثوار سورية في الجنوب، وحدّد المبلغ وقال: أنا سأعطيكم كل شهر 100 ألف دولار من أجل تسيير أموركم حتى نتساعد معكم ونستطيع تأمين الدعم، ونحن وافقنا وشكلنا جبهة العز وكان أكثر عناصر جبهة العز هم من عناصر لواء ذئاب الغاب بالإضافة إلى ألوية أخرى صغيرة، وشكّلنا جبهة العز وكان كل دعم جبهة العز في هذه المرحلة من التجهيزات والمصاريف هو كان من مخصصات لواء ذئاب الغاب وعلى عاتق لواء ذئاب الغاب من الدعم العائلي كما ذكرت سابقًا.
لم يكن يوجد فصيل مهم في جبهة العز وأكبر فصيل لا يتجاوز عدد عناصره 30 شخصًا.
مصطفى السيجري أحضر عدة فصائل إلى جبهة العز وهو قال لهم: تعالوا حتى نشكّل هذه الجبهة، وهذه الجبهة بالأساس هي تابعة للساحل وعلينا تشكيل جبهة خاصة بالساحل بقيادة محمد زعتر ولكن نحن سوف نكون شبه مستقلين، وهو من أحضر هذه الفصائل بعد المشاورة معهم وهو كان يعرفهم سابقًا، وجاءت الفصائل وجاءت تقريبًا خمسة فصائل وكانت أعدادهم قليلة وهي كانت ألوية صغيرة وأسماء غير معروفة، وهذا ليس تقليلًا من شأنهم ولكنني لا أذكر أسماءهم، يعني أذكر أحد قادة الألوية كان طبيبًا ولكنني لا أذكر اسمه.
شكّلنا جبهة العز على هذا الأساس وألقى البيان المقدم أبو طارق وأنا كنت موجودًا وطلبوا مني إلقاء البيان فرفضت وقلت لهم: يجب أن يكون المقدم أبو طارق لأنه لديه طابع عسكري وهو تابع للساحل، أنا كنت من وراء الكاميرا اوجه بفعل كذا وكذا.
نحن أصبح لدينا عبء أكبر بسبب هذه الألوية الصغيرة التي انضمّت وهذا من يطلب سيارة وهذا من يطلب مضادًا وهذا من يطلب مصاريف، وكانت كل مصاريف جبهة العز من لواء ذئاب الغاب، ونحن في هذه المرحلة لم يعد الدعم يكفينا ولا يغطّي مصاريفنا، وفي هذه الفترة فتحنا معركة "جسر الشغور طريق العبور" مرة ثانية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/16
الموضوع الرئیس
الدعم العسكريكود الشهادة
SMI/OH/74-40/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
آذار/ مارس 2014
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-كسبمحافظة إدلب-مدينة جسر الشغورشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
لواء شهداء إدلب
جبهة ثوار سوريا
جبهة ثوار سوريا - قطاع جنوب سوريا
لواء ذئاب الغاب
جبهة العز