كان يوجد قيادات منهم يقولون: سوف نهجم ونجيّش، وأشخاص آخرون يقولون: لا نستطيع على هذه القصة وسوف تكون عندنا خسائر كبيرة وهم يتراجعون بأنفسهم، وهذا حصل أكثر من مرّة. 

في هذه الفترة بدأت قيادة جبهة ثوار سورية تشعر بأن الثورة انتصرت وبدؤوا بتصفية أصدقائهم أو تحجيم أصدقائهم، وطبعًا هنا الأمريكان تبنّوا جبهة ثوار سورية بشكل مباشر وأجروا دورات لجبهة ثوار سورية لتدريبهم، وأنا لا يوجد عندي تفاصيل عن الدعم المادي ولكن بدؤوا يأخذون عناصر ويُجرون لهم دورات، وأرسل جمال معروف أول دورة على طريقته الخاصة من ألوية شهداء سورية.

استمر دعم الأمريكان لهم لأنه أمر واقع ولم يكن يوجد شخص مثل جمال في تلك الأثناء من ناحية القوة والفكر الثوري، يعني جمال معروف هو شخص غير مؤدلج وهو كان أمرًا واقعًا ولا أحد يستطيع تجاهله في تلك المرحلة، وأيضًا بسبب قتاله لـ "داعش" تم دعمه، وأيضًا الدعم تم بعد قتال "داعش" وبناءً على قتال "داعش".

جبهة العز أنا شرحت عنها واعتمدها الأمريكان من أجل دعمها ولكن لم يأتِها أي دعم أبدًا ولا دولار، وكان سيأتيها دعم بما يوازي دعم جبهة ثوار سورية ولكن نحن اتفقنا معهم على التوزيع على ثلاثة أقسام: وهي جبهة ثوار سورية وألوية الأنصار بقيادة مثقال العبد الله وجبهة العز بقيادتي، وفي البداية الأمريكان لا يدفعون بدون شيء صرة العرب (دفع بدون حسيب ولا رقيب) فيجب أن يكون لديهم سجلات ويجب أن يكون لديهم فواتير رسمية حتى يرسلوها إلى دولتهم ولا يقدّمون الدعم بدون هذه الأمور، فأعطوا الدعم في البداية لجبهة ثوار سورية لأنها منظّمة، واستمر دعم جبهة ثوار سورية يعني آخر مرة تم دعمهم في شهر رمضان قدّموا لهم في بداية الشهر ثم بعد 15 يومًا تقريبًا أعطوا ألوية الأنصار [دعمًا]، ونحن كان من المقرر أن يعطونا من هذه الدفعة خلال عشرة أيام أو 15 يومًا، وكان يجب أن يصرفوا لنا مبالغ في هذه الفترة. 

استمرت أحرار الشام وجبهة النصرة بالتحريض ضدنا ثم يعودون ليرضوا (يصالحون) بأنفسهم، ونحن حصلت معنا مشكلة في أول يوم رمضان تقريبًا، ونحن كان عناصرنا يرابطون على جبهة جسر الشغور من جميع المحاور، وفقط عناصر لواء ذئاب الغاب كانوا يرابطون هناك ولا يوجد عنصر من خارجنا يرابط على مدينة جسر الشغور، وفي أول يوم رمضان وعلى محور عين السودة جاء أشخاص من قرية عين السودة من عائلة معينة وقطعوا الطريق على جماعتنا وقالوا لهم: ممنوع المرور وأنتم يجب عليكم المغادرة من هنا ونحن مقبلون على رمضان ونحن نريد البقاء في منازلنا ولا نريد أن يأتي أحد إلى هنا ويستهدف جسر الشغور ولو بقذيفة واحدة، وحصلت مشكلة بينهم وبين عناصرنا وضربوا عناصرنا وطعنوا أحدهم، ثم قاموا بنفس اليوم بطعن قائد عسكري بإطلاق الرصاص، وعندما حصلت المشكلة أنا أعطيت أوامر لعناصري بمداهمة هذه المجموعة أو العائلة.

يعني نحن كان عندنا خطة أمنية في اللواء ومن الصعب تجاوزها، والخطة هي أن نمسك مفاصل المنطقة كلها ولا أحد يستطيع التحرك إلا بإذننا، وهي نفس الخط الأمنية التي نفذناها ضد "داعش"، فكانت الخطة جاهزة وانتشر العناصر وطلبت إحضار هذه المجموعة بأي شكل، وهنا أصيب عدة عناصر من عندي بالاشتباك معهم وبدأنا نعتقل كل شخص من هذه العائلة، ثم تدخل الناس بعد يومين وبدأ يأتي الوجهاء من المنطقة من أجل حل الموضوع، وكان ردّي عليهم واضحًا وصريحًا بأن هؤلاء الأشخاص الذين أطلقوا النار على مقاتلينا وهم مسلحون وعددهم تقريبًا 50 مسلحًا ولديهم تقريبًا 50 بندقية أما بالنسبة للسلاح إذا تمّ استخدامه سابقًا ضد النظام فنحن نسامحه ونعفو عن هذا الشخص وسوف نتخلّى عن دماء مقاتلينا، وأما إذا كانت هذه البندقية لم تشارك في أي معركة ضد النظام فنحن نريد هذا الشخص مع سلاحه، يعني إذا كانوا هم ثوارًا وكان هناك خطأ وسوء تفاهم وتم إطلاق النار على عناصرنا فنحن نسامحهم ولا يوجد عندنا مشكلة، ولكن إذا هم يحملون السلاح حتى يستخدموه ضد الثورة فهذه مشكلة ونحن نريد حق عناصرنا زيادة عن الحق فإذا نريد الحق وثلثين الباطل، وأما إذا كانوا من الثوار فنحن نعفو عنهم، وسوف نقوم بإخراج الناس من السجن وكل من لديه بندقية إذا استطاع أن يُحضر معه شخصين يشهدون له بأنه شارك في معركة ضد النظام وإذا كان موجودًا عندنا في السجن فسوف نخرجه، واذا [كان] خارج السجن فسنعفو عنه، ولكنهم جميعًا كانوا خلايا نائمة للنظام وشبيحة للنظام وهم جميعًا من هذه العائلة.

جاءت الوفود مرة ثانية وعرضت مبالغ مالية للصلح ولكننا رفضنا المبالغ والصلح مع هؤلاء الأشخاص، وكما ذكرت نحن بدأنا بملاحقتهم وهناك أشخاص منهم سلّموا أنفسهم ويوجد أشخاص ألقينا القبض عليهم، وفي المرة الأخيرة تدخّل ضابط من المنطقة، وهذا الضابط كنا نحترمه جدًا وهو المقدّم أبو أيهم ومعه وفد، وطلب هذا الرجل العفو عنهم في هذا الشهر الكريم والفضيل (رمضان) وأن يتعهد هؤلاء الأشخاص بعدم التعرض أبدًا و[أنه] يجب حل هذه المشكلة، وكان أسلوبه جميلًا هو والوفد الذي معه، فعفونا عنهم بدون أي شيء، وقمنا بإخراجهم من السجن وعفونا عنهم وهم التجؤوا إلى جبهة النصرة في هذه الفترة والأشخاص الذين كنا نطاردهم ذهبوا إلى جبهة النصرة وطبعًا هم عرضوا علينا مبلغ 100 مليون ليرة سورية من أجل الصلح ونحن رفضنا فعرضوا نفس هذا المبلغ على جبهة النصرة وكان الأمر كذلك.

بالنسبة لموضوع الدعم وكما ذكرت، في بداية شهر رمضان استلمت جبهة ثوار سورية الدعم من الأمريكان وبعدهم مثقال العبد الله ألوية الأنصار ونحن يأتي دورنا بعدهم، ثم حصل اجتماع دوري في جبهة ثوار سورية وهذا الاجتماع يحصل كل أسبوع تقريبًا أو كل 15 يومًا كحد أقصى وإذا كان يوجد شيء طارئ فإننا نجتمع بشكل طارئ، فكان اجتماعنا بخصوص الدعم وكان الرأي: هل يجب علينا وضع صندوق موحّد لهذا الدعم الذي سوف يأتي من الأمريكان أم كل فصيل دعمه له ويدعم من معه من الفصائل القريبة منه؟، يعني مثلًا مثقال له دعم وأيضًا كان يقوم بدعم ألوية موجودة في كفرروما ومعرة النعمان، وكان يقوم بدعمهم من المال والدعم الذي يأتيه من الأمريكان، وأنا كان من المقرر أن يأتيني دعم وأدعم معي في الشمال لواء شهداء إدلب، وأما جمال فإنه يدعم البقية لأنه يقبض باسم جبهة ثوار سورية كلها، وطبعًا الأمريكان أعطوا جمال مخصصات جبهة ثوار سورية كلها بدون أي خصم، رغم أن مثقال أصبح وحده وأيضًا قدموا له دعمًا ولم يتم الخصم من جبهة ثوار سورية ما أُعطي لمثقال وأيضًا لن يخصموا منه مخصصات جبهة العز بقيادتي ودعمه سيبقى كما هو ونحن سيتم دعمنا وحدنا.

حاولوا إعطاءنا شيئًا من أجل تسيير أمورنا وهو عبارة عن مبلغ بسيط تقريبًا 40 أو 50,000 دولار ولكنني رفضتها لأنها لا تحلّ مشكلتي وشكرتهم، و[قلت لهم:] لا أريدها، وقلت لهم: غدًا لا أحد يطالبني أن أضع شيئًا في الصندوق وأنا لن أدعم معي إلا لواء شهداء إدلب فقط، وكان الاتفاق بهذا الشكل، وهذا الكلام تقريبًا بتاريخ قبل 10 رمضان وقلت لهم إنه: يوجد معركة سأقوم بها وحدي وإن شاء الله سيكون بها نصر وفائدة لجبهة ثوار سورية ولكن لن أشرح لكم عن هذه المعركة ولن تشاركوا فيها ولا أريد دعمًا منكم ولا أريد أي شيء منكم.

هنا في مرحلة معركتنا في جسر الشغور حصلت مشكلة ثانية مع جبهة ثوار سورية وأنا ذكرت أن الأمريكان وافقوا على المعركة وأن المعركة لا يوجد فيها اقتحام وهي عبارة عن قطع طرقات فقط، فارسل لنا الأمريكان إلى لواء ذئاب الغاب سيارتين يوجد فيهما ذخيرة وسيارة شخصية نوع جيب لاندكروزر من أجلي، وهذه بشكل شخصي من أجل لواء ذئاب الغاب تم إرسالها من قبل الأمريكان، واستلم هذا السلاح والسيارة جبهة ثوار سورية وبدلًا من إحضارها إليّ مباشرة تم أخذوها إلى جبل الزاوية وتواصل معي الأمريكان وقالوا: نحن أرسلنا لك هدية، فقلت لهم: لم يصلني شيء، ثم اتصل معي موسى حميدو وقال لي: يا أبو محمود أنا نسيتُ أن أخبرك، وقال: لقد وصلك من الأمريكان كذا وكذا ولكن الشباب أخطؤوا وأخذوها إلى جبل الزاوية، فقلت له: لا مشكلة أحضِروها، يعني يبدو أن الأمريكان بعد أن اتصلوا معي وقلت لهم لم يصل شيء وهم لم يكن لديهم تواصل مباشر مع جمال وإنما كان تواصلهم المباشر مع موسى وموسى أخبر جمال وقال جمال: أعيدوا له الأغراض، فأرسل جمال السيارة الجيب لاندكروز وأرسل قسمًا من الذخيرة ووصلت الذخيرة. 

ثم عاد وتواصل معي الأمريكان وقلت لهم: إن الذخيرة وصلت، فقالوا: اجرُد لنا الذخيرة، وقالوا إن الذخيرة يوجد فيها فاتورة وقالوا: نريد أن نعرف ما وصلك، وأنا ذكرت بأن نظرة الأمريكان أن جمال معروف هو حرامي (سارق) ولكن هذا أمر واقع، فأعطيتُهم عدد الذخيرة فعادوا واتصلوا مع موسى حميدو وأيضًا اتصل معي موسى حميدو وقال لي: يبدو أنه قد حصل خطأ وقال لي: يبدو أن جمال لا يفهم وهل يريد جمال استغفال الأمريكان؟ ويجب عليه إرسال كل شيء لك، ثم اتصل جمال وقال: لماذا قلت للأمريكان عن هذا الأمر؟ فقلت له: هذه أمريكا وليس طفلًا صغيرًا حتى نغلق هاتفنا أو نطردهم، ثم إنهم أعطوني دعمًا وكان يجب عليك أن تتصل معي وتصوّر الفاتورة، وعندما يتصلون معك قل لهم: لقد وصلتني الفاتورة وأنا عندي جبهة ثانية ويجب عليّ استخدامها، وأنا لا مشكلة عندي، ولكن لم يكن يوجد هناك مجال إلا أن يعيدوا إرسال كل الذخيرة، وبعد أن وصلت الذخيرة إلى مستودعاتنا والناس الذين أحضروا الذخيرة من عند جمال قلنا لهم: باتوا (ناموا) هنا، وفي اليوم الثاني قمنا باقتسام هذه الذخيرة وإعادتها إلى جبل الزاوية، وهذه كانت مشكلة ثانية حصلت بين الأمريكان مع جبهة الثوار سورية، وكما ذكرت أصبح لدى جبهة ثوار سورية (جمال معروف) فكر (ظنّ) بأن محمد زعتر يريد أن يخرج من جبهة ثوار سورية، وهذا كان فكر الأشخاص الموجودين حول جمال معروف، وبدؤوا يجّيشون وحتى مع جبهة النصرة والأحرار (أحرار الشام) لما معناه أنه: نحن ليس لنا علاقة بهم (بلواء ذئاب الغاب) وهم جماعة سيّئون ولديهم مشاكل.

بتاريخ 9/ 7 وتقريبًا 9 أو 10 رمضان جاء إليّ الشيخ عمر رحمون وأخوه سامي رحمون -رحمه الله- وشخص من قياداتي اسمه بيازيد من حلفايا -وهو حاليًا قيادي في جبهة النصرة- واتصل معي بيازيد وطلب موعدًا وقال إنه يوجد شباب يريدون زيارتي، فجاؤوا وزاروني وتحدثنا وقالوا إن لديهم حواجز يريدون استهدافها ويحتاجون إلى مساعدتي وهذه الحواجز بالقرب من حلفايا وحاجز الزلاقيات وأكثر من حاجز بجانبه، وأنا وافقت مباشرة ووافقت على الدعم المادي ودعم الذخيرة والسلاح والرجال والآليات، وبنفس اليوم أرسلت مقاتلين معهم وأعطيتهم المبلغ الذي طلبوه من أجل المعركة بنفس اليوم، يعني ناموا وفي اليوم الثاني صباحًا انطلقوا من عندي مع عناصري بقيادة المقدم أبو طارق وقيادة أبو سعيد الغاب، وأبلغت عناصرنا الموجودين في سهل الغاب وجبل الزاوية، وأنا أرسلت لهم رسالة من أجل مساندتهم وتلبية ما يلزمهم بشكل مباشر إذا كان من مسؤول القطاع هناك الشيخ عبد الإله ومساندتهم بكل الوسائل، وأيضًا أبلغت أبو اصطيف تمر وهو ابن عمي وكان لديه كتيبة قوية ولديه رشاش مضاد، وطلبت منهم جميعًا مساعدتهم في هذه المعركة وكان من المفترض أن تبدأ المعركة بعد يومين أو ثلاثة، ولكن المعركة لم تبدأ، وأنا كان عندي أشخاص موجودون في جبهة النصرة.

أنا كان عندي أشخاص في جبهة النصرة ونقلوا لي مقطع صوت مسرَّبًا عن لقاء قياده جبهة النصرة بقيادة الجولاني ونحن كنا نشك في قيادة جبهة ثوار سورية بأن الجولاني هو شخصية وهمية وغير موجودة، وهذا اللقاء كان بين الجولاني وقيادات الصف الأول لجبهة النصرة وهذا كان عبارة عن مقطع صوتي لا يتجاوز خمس دقائق، والخلاصة من المقطع الصوتي بأن جبهة النصرة سوف تقوم بجبي الزكاة ومحاربة المفسدين.