خلال فترة وجود داعش النظام صار يستهدف المدينة بشكل بشع، وحصلت مجازر وأعدد الشهداء ليست قليلة صارت مجازر بعشرات الضحايا، وأتذكر مجزرة" فرن الأندلس"، وفرن الأندلس منطقة سكنية وهو أكبر فرن يرتاده الناس، لأن فيه خبز وفيه كعك وفيه لمرضى السكر، والفرن دائمًا مزدحم والشارع هو شارع تل أبيض هو مزدحم دائمًا، فكان استهداف الفرن في النهار في وقت الذروة، وكانت مجزرة دامية، والناس تركض.

 كنت نهارها في الرقة لما كنت نازلة على الرقة في 2014 لأنني كنت أُسافر بسبب مرض والدتي، فكنت موجودة أثناء المجزرة، وترى الناس كلها تركض، وهذه ابنها وتلك زوجها أو أخوها ليرون هل هم موجودين أم غير موجودين، وكان يومًا داميًا بالنسبة الرقة ولأهالي الرقة، وكانت مجزرة ثانية هي مجزرة" نزلة المتحف" أيضًا نزلة المتحف عند المتحف مكان سوق خضار وتجمع العمال الذين يذهبون على العمل، وأيضًا بوقت ذروة قُصف هذا المكان، وليس منطقة عسكرية ليُضرب، ولم أكن موجودة لكن أخبرني الناس وأهلي أن الناس قُطعت قطعًا ويُقال: أنا واقف و وما شعرت غير رأس وقع أمامي، وآخر يقول: وجدت يد، والذي يأتي ليبحث عن ابنه يجد قطع جسمه متناثرة، ومن الأيام الدامية التي مرت على الرقة ومجزرة المتحف، وكل المجازر بشعة لكن بالنسبة لذاكرة المدينة هي الأكثر دموية من المجازر الأكثر دموية لأن العدد الذي سقط فيها ليس بقليل بكل بيت صار عزاء بكل بيت صارت القهوة، والناس لا تعرف من تُعزي، ويوم عن يوم القهر يزيد عند الناس والحقد أيضًا يزيد اتجاه هؤلاء الأشخاص الغربان غربان الليل السواد الذين جعلوا المدينة والقلوب سوداء من الألم والحزن والقهر وبسببهم صار على البلد حولوا كل البيوت لبيوت عزاء، فداعش هي فعلًا النقطة السوداء بحياة كل السوريين حتى المناطق أعتقد التي ما طالتها داعش أو لم تذهب عليها داعش عندها حقد اتجاه هذه المجموعة ومناطق قليلة يمكن في سورية ما طالتها داعش، وعلى ما أذكر في السلمية ارتكبت مجازر في السويداء ارتكبت مجازر في دمشق في حلب في كل مكان في دير الزور في الحسكة، فكل مكان لهم أثر الأثر الأسود، وعلى حسب ما قالوا لي أهلي: الدمار صار يطال المدينة في كل مكان.

 بدأ التحالف يستهدف مقرات تنظيم داعش، والتنظيم صار ينتقل لأمكنة تواجد الناس ويُغير استراتيجيته مثلًا النقطة 11 التي كانت الملعب البلدي استهدفوها، والناس وقفت حركتها، وبسيطرة داعش لن يبقَ سفر حتى مثلًا يكون الشخص مريضًا سيسافر يحتاج موافقة من أجل السفر لمناطق الكفار لحلب أو دمشق طبعًا ممنوع السفر الطلاب ممنوع أن أدرس أو أُكمل أو لدي امتحان في الجامعة، والشباب كانوا أحيانًا يجدون أعذار ويسافرون لكن البنات ممنوع عليهم السفر خصوصًا بسن معينة مثلا النساء الكبار ممكن كان أقل المسألة والتضييق عليهم، لكن بعمر الجامعة كانوا يعرفون مثلا ممكن هي تذهب على الجامعة أو يعرفون بعض وأين تدرس؟ فبالتالي صار التضييق على الصبايا وعلى الشباب الذين بعمر الجامعة أكثر من كبار السن، وحتى كبار السن كانوا يتعرضون لهم أنه ممنوع مثلا أتذكر إنه إحدى جاراتنا كانت ستسافر على الشام لتعمل عملية وظلت يمكن شهر حتى حصلوا على موافقة لتعمل عملية عند الدكاترة الكفار أو مناطق الكفار حسب تسميات داعش أي منطقة خارجة عن سيطرتهم فهي مناطق كفار.

صار تعليم في المدارس على حسب ما سمعت المدارس هي عبارة عن قراءة حساب قرآن وبدائية وليس أكثر، والأسوأ أيضًا أنهم صكوا عملة دينار ودرهم ومنعوا الناس أن تستخدم غير هذه العملة، ولما سمعت أنهم صكوا عملة النقد الدولي أين هم من هذه المسألة؟ هي بجد دولة وعندها صك عملة فمسألة غريبة جدًا، فكنت أسأل الناس: كيف 2 درهم وما تقدر أن تُعطي للبائع وغصبًا عنك أنت مجبر تستخدم هذه العملة لا يوجد دولار أو سوري أبدًا هو كفر أن تستخدم الليرة أو الدولار ممكن وتضييق على الصرافين الناس كانت معتمدة على حوالات يعيشون منها لأنه لم يبقَ شغل، وما ظل إلا أصحاب رؤوس الأموال أو المستفيدين من هذه المرحلة أيضًا مثل كل مرحلة ازدهرت تجارتهم وزادت أموالهم.

 على حسب الناس الموجودة صالونات الحلاقة النسائية اشتغلت جدًا بسبب النساء الموجودات عند زوجات رجالات التنظيم يُغيرون شعرهم يشترون يعملون مكياج يعملون مناكير بديكير، فتأتي بكامل عتادها والدرع، فلما تأتي على الصالون تشلح وتصبغ شعرها ثم تلبس وتروح وتدفع بسخاء ولا تسأل مثلا, 100.000أو 200.000 قليلة أو لا، ولم أسأل أهل الصالونات عن الدراهم كم تُساوي.

 أيضًا النقطة اللافتة لدي صديقة كانت تشتغل بمحل ألبسة نسائية فتقول لي: كنا نبيع باليوم أهل البلد لا يقدرون أن يشتروا البيجاما أو قميص النوم، والثروة لما يأتي رجالات التنظيم وزوجاتهم هو يقف في الخارج وهي تدخل، فتشتري التفريعات النسائية فتشتري ثلاثة أو أربعة والواحدة 400.000 عادي لا تسألك، فتقول: إذا أنا بياع بالمحل لست صاحبة المحل فأنا كل شيء أبيعه فوق السعر فهو لي فأنا مثلا إذا صاحب المحل قال هذا بـ100.000 التفريعة أنا أبيعها 200.000 أو 300.000 فأنا آخذ 200.000 فقالت كنت أفرح لما تأتي واحدة منهن، يدفعون المصاري بسخاء لأنهم غير تعبانين فيها هم مسيطرين، ومن أين تأتيهم لا أعرف؟ والذهب يشترون ذهب بالكذب مثل كأنهم يشترون بطاطا هذا الخاتم وحط لي كيلو بطاطا وكيلو بندورة ثلاثة سنارات وخاتمين أبدًا مثل كيس خضرة.

 والذي عرفته من الدراهم أحد أصدقائي كان لديه بسطة شواء، فمرة قال له: يمكن السندويشة 1500 ليرة فيقول له: يا شيخ كم درهم أنا كنت أحرص بآخر النهار أبدل الدراهم لأنه إذا راحوا ماذا سأفعل بالدراهم ومن سيشتريها مني وما إن يصير عندي ما يساوي 100 دولار أروح مباشرة أبدلها 100 دولار وهذه مسموحة كانت مسموحة فأنا كلما صار عندي مباشرة أبدلها ولا أحتفظ بها دراهم خصوصًا بعدما صار التحالف يقصف، وكنا متوقعين بأي لحظة ممكن يذهبوا فلا نُريد أن تبقى الدراهم معنا، وقال أولًا ألا يصرف لنا إياها، ثانيًا خوف إذا جاء بعدهم هذه الدراهم معناها أنت كنت داعشيًا، وما شاء الله السلطات التي تتابع على المناطق كل واحد، نحن هنا أول شيء مع النظام ثم داعش والله عليم من بعدها "الجيش الحر" وبعدها داعش، ودائما كانت تهم الناس جاهزة لبعضها أنت قريبة من النظام أنت شبيح للنظام شبيح للجيش الحر.

 أيام داعش أي أحد كان في "الجيش الحر" هي المقتلة وقتلوا الكثير من الشباب كانوا من كتائب "الجيش الحر" وحتى الذين كانوا قريبين منهم أيضًا طالتهم أيادي الدواعش، فالناس يمكن كانت هذا الوضع الذي سنتأقلم عليه، ويوجد صبايا مثلًا لما تركوا الجامعات وتركوا كل شيء وتزوجوا فأنا كنت أسألها: لماذا تزوجت؟ ما عندي خيارات، وهي ليس لديها خيارات لتسافر وتكمل جامعتها ولا يوجد شيء تعمله، فقالت لي: أتزوج وأرزق بطفل ألتهي به، والنساء اللاتي تزوجت صارت هي تدلل على البيوت التي فيها بنات، وهذه كانت سيئة جدًا.

  وهناك شخص جاؤوا يخطبون بناته فقال لهم: بناتي مخطوبات، وهن غير مخطوبات لكن قال لهم: أنا بناتي مخطوبات إثنين مخطوبات لأولاد عمهم، فأحضر أولاد عمهم قال لهم: قولوا لهم فعلًا مخطوبين ولبسهم خواتم يعني  بناتي مخطوبات لأولاد عمهم، وحتى من أبناء البلد الذين صاروا مع التنظيم الناس لاترغب بتزويجهم لأنهم كانوا يشعرون بعض الناس ليس لها علاقة بالتنظيم وصارت سيئة لما صارت عند التنظيم لأنها سطوة وسلاح ومصاري، فصاروا يتجبرون على الناس، والأشخاص الذين صاروا معهم منهم كانوا مهمشين، فبدأت تطلع العداوات بين الناس كانتقام أنا مثلا أختلف مع جاري فأنا سأتزوج ابنته غصبًا عنه أو فلان لم يُزوجني ابنته فأنا بما أنه صرت بداعش سأتزوج ابنته غصباً عنه، وهناك في صبية ابن عمها كان مع داعش وكانوا مقربين من العائلات القريبة من داعش فأجبروها على الزواج من داعش، وكانت طالبة تربية فأحرقت نفسها لأنهم سيعطونها لهذا الداعشي صبت البنزين وحرقت نفسها، لأنه ما كان عندها خيار أن ترفض، وهناك ناس بشكل إجباري تزوجت من رجالات التنظيم وناس بخيارها وناس لقلة الخيارات عندها، وهجرة الشباب والضياع الذي كانت تعيشه البلد والوضع الاقتصادي المتردي كل هذه الأسباب الناس أجبرت بسبب هذه الأوضاع، وناس كانت رغبتها أنا سأعيش بوضع جيد بسلطة ومال ولماذا لا أزوج ابنتي، ولكن المشكلة الأكبر التي صارت بعد خروج داعش منهم أنجبوا أولاد، ومن الغباء في العقد أنه زوج ابنته لأبو محمد التونسي من أبو محمد التونسي؟ وما اسمه الحقيقي لا يعرفون، ولدينا حاليًا نسبة أطفال مجهولي النسب أو بدون أب بنسبة عالية جدًا مجهولي القيد، وهذا المشهد الذي صار في الرقة بشع من كل النواحي، والناحية الاجتماعية ومن الناحية التعليمية ومن ناحية العلاقات بين الناس وحالات الانتقام بين العشيرة الفلانية صار فيها مثلًا توباد البريج الذي هو رئيس قسم العشائر أو هو من عشيرة ظاهرة من العفادلة وهي أكبر عشيرة في الرقة والكرامة كانوا يقولون أن الكرامة فيها عدد كبير من الرجالات صاروا من ضمن داعش، وأبو علي الشرعي وأبو لقمان ورجالات كثيرة من الناس في الرقة.

متى ممكن تنتهي هذه المشاكل أنه أنا ما أصير أطلع على هذا ابن داعشي أو بنت أو زوجة داعشي أو لا أعرف قد تطول وقد تقصر بحسب وعي الناس وإرادتها بهذه المسألة وببدء حياة جديدة.