بدأت منذ السابعة صباحاً معركة "ردع العدوان" ضد مواقع قوات نظام الأسد في ريف حلب الغربي، تحت مظلة "إدارة العمليات العسكرية" التي أُعلن عنها بالتزامن مع المعركة.

بدأت المعركة بالهجوم على منطقة قبتان الجبل، ذات التضاريس الوعرة والتلال الصخرية، و​شكلت هذه المنطقة المحور الشمالي، وتضم عشر بلدات سيطرت عليها إدارة العمليات العسكرية خلال الساعات التالية.

وشاركت في الاقتحام فصائل عدة ضمن "إدارة العمليات العسكرية"، أبرزها "​الجبهة الشامية"، "​حركة نور الدين الزنكي"، "​فرقة السلطان سليمان شاه"، "​هيئة تحرير الشام"، "​الجبهة الوطنية للتحرير"، "​الحزب الإسلامي التركستاني"، "​حركة أحرار الشام الإسلامية"، "​أنصار التوحيد".

قُسّمت القوات على خمسة محاور على امتداد جبهة ريف حلب الغربي، ضمن هجمات متتالية تحت غطاء مدفعي وصاروخي مكثف، وقضى نحو 30 مقاتلاً من الفصائل المهاجمة في كسر الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام.

ودخل سلاح المسيّرات الانتحارية للمرة الأولى بكثافة، إذ أطلقت "هيئة تحرير الشام" في هذا اليوم مسيّرات انتحارية تابعة لـ "كتائب شاهين"، حققت تغطية جوية للقوات البرية، وضربت مواقع المدفعية والتحصينات الدفاعية، وطرق الإمدام لقوات النظام.

وقد حاولت قوات النظام استدراج قوات "ردع العدوان" نحو حقول الألغام في المنطقة الفاصلة بين الطرفين، ولكنها لم تكن فعالة، إذ عطّلتها الفصائل سراً خلال الأشهر التي سبقت المعركة.

ظهر المقدم حسن عبد الغني الناطق باسم "إدارة العمليات العسكرية" الساعة الواحدة ظهراً في مقطع مصوّر أعلن فيه "بدء عملية عسكرية لردع العدو ودحر قواته المحتشدة وإبعاد نيرانه عن أهلنا"، حدد هدفها بتوجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع النظام السوري، والرد على تصعيده، وتوسيع المناطق الآمنة، وتأمين عودة النازحين إليها.

وعقب البيان انطلق المحور الثاني جنوب قبتان الجبل باتجاه الفوج 46، أكبر قطع النظام العسكرية في ريف حلب الغربي وأكثرها تحصيناً. نفّذت قوات "ردع العدوان" عمليات تسلل والتفاف متعددة لاقتحام الفوج استمرت لساعات، وأسفرت عن مقتل نحو 20 مقاتلاً من الفصائل، بينما أعلنت صفحات النظام مقتل 15 عنصراً من قواته على الأقل.

انهار الخط الدفاعي لقوات النظام سريعًا، وبحلول الساعة الثالثة عصراً تقدمت قوات "ردع العدوان" في ثلاثة محاور، وأُعلن تحرير بلدات: ​الشيخ عقيل، ​بالا، ​حير دركل، ​قبتان الجبل، ​السلوم، ​جمعية المعري، ​القاسمية، ​كفربسين، حور.

وفي الساعة الرابعة عصراً أعلن تحرير بلدتي عاجل وعنجارة ضمن المحور الأوسط، مع استمرار التقدم غرباً.

وفي الساعة السادسة والنصف مساء أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" تحرير الفوج 46 بالكامل، ما عنى استكمال خط السيطرة من الشمال إلى الجنوب في ريف حلب الغربي.

تسبب طول خط المواجهة وتعدد المحاور وسرعة التقدم في تشتيت الطيران الحربي التابع لنظام الأسد وروسيا، إضافة إلى استعمال الفصائل مجسمات تمويهية، ما أدى إلى وقوع غارات عشوائية دون تأثير عسكرية.

مع حلول الليل وحتى ساعات الفجر، تحركت "سرايا الحراري" مسافة 5 كيلومترات إضافية، وتجاوزت بلدتي أورم وكفرناها ووصلت حدود منطقة خان العسل وضاحية الراشدين على أطراف مدينة حلب الغربية.

كانت النتيجة النهائية لليوم الأول تحرير نحو 140 كيلومتراً مربعاً في ريف حلب الغربي، كما أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" اغتنام 5 دبابات وعربة "بي أم بي" ومستودع للصواريخ، وأسر 6 عناصر من قوات النظام، إضافة إلى استهداف طائرة مروحية في مطار النيرب العسكري باستخدام طائرة مسيرة، وقضى نحو 50 مقاتلاً من الفصائل.

أدى ذلك إلى كسر الخطوط الدفاعية الأمامية لقوات النظام، وتمهيد طريق الاقتحام نحو الضواحي الغربية لمدينة حلب.

وحسب الشهادات اللاحقة، فقد سبق المعركة عملية أمنية نفذتها مجموعة من "العصائب الحمراء" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، كانت متخفية ضمن صفوف"لواء الباقر" داخل مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، إذ نفذت عملية انغماسية داخل غرفة العمليات المركزية للنظام الواقعة في مبنى التدريب الجامعي وسط مدينة حلب، والتي تمثل القيادة الأمنية والعسكرية للمدينة. أسفرت العملية عن مقتل ضابط إيراني (كيومرث بور هاشمي) وعدة ضباط سوريين، مع خبر غير مؤكد عن مقتل ضابط روسي فيها، ما أربك الاتصال بين وحدات النظام العسكرية والأمنية في المدينة وزاد التوتر في صفوفها، وكان أحد أسباب انهيار قوات النظام في المعركة.

ووثقت صفحات محلية أسماء مقاتلي الفصائل الذين قضوا في اليوم الأول من المعركة في ريف حلب الغربي، وبينهم:

أحمد محمد أوسو (تل رفعت)، أحمد محمد غرة (حيان)، محمد علي سودة (حيان)، أشرف علي زرزوري (جسر الشغور)، بلال غياث الشيخ (بداما)، أمين الشربار (معرة النعمان)، سعيد حصوة (القصير)، حسين الكراش (حلفايا)، حسن وحسين قرنفل (إبين)، أحمد عبد العزيز دعبول (أرملا)، محمد مسعود حاج يوسف (جسر الشغور)، محمد يحيى رجب (طعوم)، عبد الملك جمعة بكور (الناجية)، عدي ياسر طنجور (بداما)، مصطفى أحمد حج رمضان، عمار وليد السيد (تقاد)، عبدو صلاح الدين أيوب، قيس محمد الشاكر (أبو مكي)، يوسف إبراهيم الدهمان الشرتح (كفروما)، مصطفى حسن، عبد الرحمن عبد الله محمد رضا العلي (معرة النعمان)، الإعلامي محمد يوسف بيازيد (اللاذقية)، أحمد علي سحاري (طعوم)، علي محمد النايف الهزاع (كفرنبودة)، محمد حسين غتوان كريكر (كفرنبودة)، يوسف جمال عبد الساتر (الحولة)، فؤاد الغزالي (الشيخ سعد)، محمود مجيد البردان (طفس)، عبيدة محمد المذيب (نوى).